رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة عبدالعزيز بلال

فاطمة عبدالعزيز بلال

مساحة إعلانية

مقالات

1375

فاطمة عبدالعزيز بلال

قصة سعود من منا لم يكن له طموح منذ الصغر؟

05 فبراير 2013 , 12:00ص

لا يهم إن كان الحلم صغيراً أم كبيراً عند الآخرين، فالمهم أنه عظيم بالنسبة للشخص ذاته، فالطموح مطلوب لكن غالباً ما يأتي أحدهم ويحطم حلمك وطموحك أمام عينيك ولا يبقي لك سوى شظايا حقده وبقايا ذلك الطموح، وهذا ما حدث مع الشاب القطري سعود، الفتى المجتهد الطموح الذي حلم بأن يكون شيئاً كبيراً في مستقبله المهني ولكن

هناك من حفر له بئراً عميقة وثغرات لاعاقته عن تحقيق الهدف.

سعود...

شاب قطري...

فمنذ الصغر لا يرى أمام عينيه سوى الطائرات الصغيرة التي ملأت غرفته...

وصور المحركات...

فمن شدة شغفه بالطائرات ظل طوال عمره يقتني هذه اللعب الصغيرة والتي حلم بأن يقودها يوماً ما...

لوحات رسمت عليها أشكال متعددة للطائرات...

جميعها معلقة على حائط غرفته الصغيرة

وكل يوم يكبر فيه سعود يكبر معه هذا الحلم...

وثمن هذه الأيام لم تمر إلا وهو يزداد اجتهاداً في دراسته

متمسكاً بحلمه وطموحه

مؤمناً بأنه سيستطيع التحليق في السماء...

والجميع سيلقبه بالكابتن...

تخرج من الثانوية العامة بجدارة وقُبل في كلية الطيران...

ومكث مجتهداً ليلاً ونهاراً في دراسته

لدرجة أنه كان يشرح لوالديه أنواع محركات الطائرات...

وهذا من شدة شغفه وعشقه للطيران...

ولكن الصدمة الكبرى أنه فُصل

فلماذا يا ترى؟

لأن هناك من يقوم بتدريسه وهو أجنبي أشقر ذو عيون زرقاء أبى أن يكمل سعود تحقيق حلمه، " أجنبي يحطم شابا قطريا طموحا " فانظروا للحقد أيها المسؤولون يا من " تعطون الخيط والمخيط للأجانب "

فكان ذلك المدرس ممن أمات الشيطان ضمائرهم واستغل حقاً غير شرعى في قتل حلم الشاب سعود بقيامه متعمداً بترسيبه في الامتحانات.

وبادعائه بأن بقاءه في كلية الطيران بات صعباً...

انذارات في ملف سعود...

بالرغم من مثابرته...

وحلم الطفولة بات يذوب شيئاً فشيئاً أمام عينيه...

والذي زاد الطين بلة في تحطيم الشاب وترسيبه رغماً عنه، أنه في يوم من الأيام كتب في صفحته في الفيس بوك جملة مفادها باختصار " حسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم "، فقامت مجموعة من الأشخاص بترجمة هذه الجملة العامة للمدرس، فما أن نُقل له ذلك إلا وهو في ثوران عصبي ظناً منه أنه هو المقصود ورغبةً منه في الانتقام من ذلك الشاب القطري سعود، ملأ ملفه الدراسي من الانذارات إلى أن فصل من الكلية، قطري مظلوم تحت رحمة أجنبي ظالم، فلم يُقدم على هذا العمل إلا وهو واثق بأن " وراءه ظهرا "، فكما يقولون من أمن العقوبة أساء الأدب.

شاب قطري طموح يُعاقب بمجرد أنه كتب " حسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم "، والأمر من ذلك فإن الشاب في وقت الامتحان يأتي له المدرس شامتاً ويقول له " لا تحلم في بقائك بهذه الكلية "، ما أقول غير " الله لا يخليك ولا يسلم فيك مقز إبرة ".

وبعد المحاولات مع الخطوط الجوية القطرية لم يفلح الشاب في بقائه في الكلية فأشاروا عليه بأن يقوم بتغيير التخصص، فقبل الأمر مرغماً به...

محطماً...

أسيراً لأوامر من " كسروا مياديفه "...

فاختار حزيناً تخصص " إدارة مطارات "...

فليتك عزيزي القارئ أن تتأمل معي شعور التنازل عن الطموح والحلم الذي يراودك منذ طفولتك؟

كيف هو الشعور؟

بالتأكيد شعور لايوصف

ولنعود إلى محور حديثنا المأساوي الذي راح ضحيته شاب قطري على يد أجنبي " البيت بيت أبونا والقوم حاربونا "...

الطامة الكبرى عندما ذهب إلى هيئة الطيران باعتبار أن تخصص إدارة المطارات تابع للهيئة، طلبوا منه ورقة إخلاء طرف من الخطوط الجوية القطرية...

وعندما طلب تلك الورقة، ماذا كان الرد؟

" رد كل فلوسنا واللي صرفناه عليك وبعد الملابس "

" قطري يا نااااااااس ينذل كل هالمذلة ويتحطم رغم اجتهاده وفي الأخير رد كل فلوسنا "

١٢٢٠٠٠ ريال تُرجع إليهم هذا بالإضافة إلى تحطيم حلم شاب قطري مدركاً أن الأجنبي أصبح أفضل منه كماً ونوعاً، فإلى متى؟ والله عيب عليكم

هذه القصة ليست من وحي الخيال إنما هي واقعة قد حدثت من قريب جداً، فأصبح قول حسبنا الله ونعم الوكيل من المحرمات لدى البعض، والتلاعب في الدرجات وموت الضمير لدى هؤلاء من الأمور العادية جداً فلا حسيب ولا رقيب، ولكن الآن ما الفائدة فقد تحطم حلم سعود...

والطائرات الصغيرة التي كان يلعب بها وضعت في الأدراج...

وكُسرت اللوحات المرسومة كما كُسر قلبه على يد المدرس الأجنبي " الفلتة "...

فإذا أزعجته جملة " حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم "....

فأنا أقول له " حسبي الله عليك وعلى كل من سكت عنك ونعم الوكيل "...

نقطة فاصلة:

الحزن ليس له دواء سوى ذكر الله عز وجل...

والتوكل على الله أمر مطلوب...

وله تبعات عظيمة...

اختصارها في قوله تعالى " من توكل على الله فهو حسبه "...

لذلك لا نقول إلا...

توكلنا على الله...

اقرأ المزيد

alsharq فن التعامل مع العميل الغاضب

في بيئة العمل، نلتقي يومياً بأشخاص يختلفون عنا في أنماطهم وسلوكياتهم وتوقعاتهم. منهم من يمر مرور النسيم؛ هادئاً،... اقرأ المزيد

114

| 17 أكتوبر 2025

alsharq تحقيق الثروة الاقتصادية عن طريق الموارد البشرية

الرضا الوظيفي له دور كبير فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وقد يعتقد الكثير من الهيكل الوظيفي المسئول... اقرأ المزيد

162

| 17 أكتوبر 2025

alsharq الجدالات التي تسرق أعمارنا

منذ عشر سنوات، كنت أدخل النقاشات كما يدخل أحدهم في معركة مصيرية. جلسة عائلية تبدأ بسؤال عابر عن... اقرأ المزيد

105

| 17 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية