رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

687

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

حصاد 2024.. عام التغييرات الكبرى.. وخسارة القادة والأحزاب الحاكمة

05 يناير 2025 , 02:00ص

حصاد 2024.. عام التغييرات الكبرى.. وخسارة القادة والأحزاب الحاكمة

ترك عام 2024 خلفه تركة ثقيلة، ورحّل الأزمات لعامنا الحالي. البداية الدموية لأحداث عام 2025، لا تجعلنا نتفاءل بتحولات نحو التهدئة وخفض التوتر والتصعيد والحروب العبثية التي أزهقت أرواح عشرات الآلاف حول العالم.

ويبقى الجرح النازف-القضية الفلسطينية في عامها 77 منذ نكبة عام 1948-وتصاعد حرب إبادة إسرائيل على غزة للشهر الخامس عشر. وتوسع رقعة الحرب لسوريا من أبرز احداث عام 2024 بسقوط نظام الأسد وفراره، وإضعاف أذرع إيران وتفكك التحالفات وتغير موازين القوى في المنطقة. وانكشاف الأمن القومي العربي بالاعتداءات الإسرائيلية على الدول العربية وفشل النظام الأمني العربي في التصدي وردع عدوان الصهاينة، تبقى أبرز التحديات القادمة أمام النظام العربي.

استمر نتنياهو بالخضوع والتماهي مع زمرة المتطرفين في حكومته، بقيادة وزير الأمن الداخلي بن غفير ووزير المالية سموترتش ورفضهم وقف الحرب، وعقد صفقة تبادل الأسرى، خشية تفكك تحالفه وسحب الثقة من حكومته وخسارته المتوقعة لانتخابات الكنيسيت، ونهايته السياسية بمحاكمته وسجنه على خلفية تهم جنائية.

عُرف عام 2024 بعام الانتخابات الأكبر في التاريخ الحديث. شاركت 49% من شعوب العالم-أكبر عدد من الناخبين- في التاريخ في عام واحد، بانتخابات رئاسية وبرلمانية في 64 دولة حول العالم، بما فيها انتخابات الاتحاد الأوروبي. جرت انتخابات في دول مؤثرة وفاعلة في النظام العالمي-في الولايات المتحدة-روسيا-بريطانيا-فرنسا-إندويسيا-الجزائر-تونس-إيران-اليابان-المكسيك-كوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا وغيرها.

في عام 2024 سقطت أنظمة ظنت شعوبها أنه متمرسة وراسخة بعد الفوز بفترة رئاسة رابعة، وفر قادتها هربا للخارج أبرزهم بشار الأسد في سوريا والشيخة حسينة في بنغلاديش. وفي باكستان اُعتقل عمران خان رئيس الوزراء السابق والسياسي الأشهر والأكثر شعبية وتحجيم واعتقال قيادات حزبه «إخلاص» لحرمانهم من المشاركة في انتخابات فبراير الماضي.

وفي أوكرانيا تذرع الرئيس زيلنسكي بالحرب لتأجيل انتخابات الرئاسة في العام الماضي. بينما صرح السيناتور الأمريكي راند بول أن أمريكا في أحلك ظروفها في الحرب الأهلية التي خسرت 600 ألف مواطن في القرن التاسع عشر-لم تؤجل الانتخابات.

لكن الانتخابات الأهم والأكثر تأثيرا على مجريات الأحداث في الداخل وحول العالم كانت انتخابات الرئاسة والكونغرس الأمريكي وفوز ترامب وعودته التي تثير الكثير من التساؤلات والمخاوف في الداخل الأمريكي المنقسم وفي الخارج بين الحلفاء والخصوم، واختارت مجلة تايم الأمريكية في نهاية العام-ترامب شخصية عام 2024.

سجل عام 2024 أكبر خسائر لقادة الدول وأحزابهم بخسارة عشرات الانتخابات على المستويين الرئاسي والبرلماني.  وُصف عام 2024 في بدايته «بعام الديمقراطية» لكن الواقع كان عام 2024 عام سقوط رؤساء الدول والحكومات والأحزاب. واللافت حسب دراسات مقارنة أن جميع الأحزاب التي خاضت انتخابات خسرتها في الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بخسارة كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن والتي حلت مكانه في منافسة شرسة مع الرئيس العائد دونالد ترامب. ولم تقف خسارة بايدن وهاريس والديمقراطيين على خسارة البيت الأبيض، بل كانت خسارة كاملة بخسارة مقاعد الأغلبية في مجلس الشيوخ أيضا والإبقاء على أغلبية الجمهوريين وإن تراجعت في مجلس النواب.

وخسر حزب المحافظين ورئيسه سوناك انتخابات البرلمان في بريطانيا في مايو الماضي.

وكذلك خسر حزب الرئيس ماكرون في فرنسا الانتخابات البرلمانية في فرنسا، ومع نهاية العام تصاعدت المطالبات باستقالته بعد سحب الثقة من ثاني حكومة تشكل خلال أشهر.

وكذلك خسر حزب رئيس الوزراء مودي الهندي الهندوسي المتشدد BJP أغلبيته في البرلمان في يونيو الماضي. وكذلك خسر حزب رئيس جنوب أفريقيا الحاكم حزب الكونغرس الوطني أغلبيته في البرلمان في الشهر نفسه.

وبنهاية عام 2024 كان المشهد السياسي في ثلاث ديمقراطيات غربية كبيرة في ألمانيا وفرنسا وكندا يظهر احتقان سياسي أدى لحجب الثقة عن حكومة المستشار شولتز في ألمانيا والدعوة لانتخابات برلمانية في ألمانيا في ديسمبر الماضي، وترنح حكومة ترودو في كندا بعد استقالة وزيرة المالية مع توقع انتخابات مبكرة أيضا. واحتقان وشلل سياسي في فرنسا! كما خسر الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم منذ عام 1955 في اليابان أغلبيته للمرة الأولى بسبب فضائح مالية.

أرجع مركز بيو لاستطلاعات الرأي في الولايات المتحدة سبب خسارة القادة والأحزاب في السلطة إلى شعور غالبية الناخبين بحالة الإحباط بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة وخاصة ارتفاع الأسعار والتضخم. لدى غالبية الناخبين في استطلاع للرأي شمل 24 دولة. وإلى تراجع جاذبية الديمقراطية وأن الأحزاب الرئيسية في تلك الأنظمة لا تمثل أفكارهم وتطلعاتهم. وكما يعلق أحد الباحثين «ارتفاع نسبة البطالة تضعف الحكومات ولكن التضخم يقضي على الحكومات ويسقطها».

وعند مقارنة نتائج انتخابات عام 2024 في الغرب تتكشف الكارثة الكبيرة. حسب دراسة علمية قال بروفيسور العلوم السياسية Steven Levitskyمن جامعة هارفرد: «خسر منذ جائحة كورونا عام 2020 القادة والأحزاب الحاكمة في مناصب رئاسية ورؤساء وزراء وبرلمانات في الغرب 40 من 54 انتخابات جرت في دولهم».

مُني حزب العمال البريطاني بقيادة سوناك بأكبر هزيمة في تاريخه منذ عام 1832 بانتخابات يوليو الماضي، بعد 14 عاما متوالية في الحكم في بريطانيا، كما زعزعت أحزاب اليمين المتشدد الحكومات في فرنسا وألمانيا، حيث تواجه الحكومتان الفرنسية والألمانية أكبر تحد. كما اكتسبت الأحزاب اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين واللاجئين زخماً ومناصرين وناخبين بصعود اليمين تهدد بها الأحزاب الرئيسية، كما هو حال حزب اليمين بقيادة لابن في فرنسا وحزب الإصلاح بقيادة فاراج في بريطانيا. وحزب AfD في ألمانيا وحزب الحرية بقيادة رووت في هولندا. وفي سبع دول أوروبية صارت الأحزاب اليمنية المتشددة شركاء في حكومات ائتلافية.

حصاد عام 2024 يدشن لمرحلة عدم استقرار، سنشهد أحداثها تتوالي في فصول عام 2025.

كل عام وأنتم بخير.

اقرأ المزيد

alsharq عيون غزة المطموسة

محمد قريقع، محمد الصالحي، محمد جرغون، إبراهيم محمد لافي، أسعد عبدالناصر شملخ، أنس إبراهيم أبو شمالة، هشام النواجحة،... اقرأ المزيد

195

| 14 أكتوبر 2025

alsharq الاجتباء الحصيف

لبعض الاختيارات ثمنُها الباهظ الذي يجب أن يُدفَع، وتكلفتُها الغالية التي لا بدّ أن تُسدّد، إذ لا يمضي... اقرأ المزيد

315

| 14 أكتوبر 2025

alsharq بعد خمسين سنة

انتهيت من مشاهدة الحلقة الأخيرة من المسلسل الأمريكي Six Feet Under، وقصته تدور حول عائلة تملك دار جنائز،... اقرأ المزيد

276

| 14 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية