رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حصاد 2024.. عام التغييرات الكبرى.. وخسارة القادة والأحزاب الحاكمة
ترك عام 2024 خلفه تركة ثقيلة، ورحّل الأزمات لعامنا الحالي. البداية الدموية لأحداث عام 2025، لا تجعلنا نتفاءل بتحولات نحو التهدئة وخفض التوتر والتصعيد والحروب العبثية التي أزهقت أرواح عشرات الآلاف حول العالم.
ويبقى الجرح النازف-القضية الفلسطينية في عامها 77 منذ نكبة عام 1948-وتصاعد حرب إبادة إسرائيل على غزة للشهر الخامس عشر. وتوسع رقعة الحرب لسوريا من أبرز احداث عام 2024 بسقوط نظام الأسد وفراره، وإضعاف أذرع إيران وتفكك التحالفات وتغير موازين القوى في المنطقة. وانكشاف الأمن القومي العربي بالاعتداءات الإسرائيلية على الدول العربية وفشل النظام الأمني العربي في التصدي وردع عدوان الصهاينة، تبقى أبرز التحديات القادمة أمام النظام العربي.
استمر نتنياهو بالخضوع والتماهي مع زمرة المتطرفين في حكومته، بقيادة وزير الأمن الداخلي بن غفير ووزير المالية سموترتش ورفضهم وقف الحرب، وعقد صفقة تبادل الأسرى، خشية تفكك تحالفه وسحب الثقة من حكومته وخسارته المتوقعة لانتخابات الكنيسيت، ونهايته السياسية بمحاكمته وسجنه على خلفية تهم جنائية.
عُرف عام 2024 بعام الانتخابات الأكبر في التاريخ الحديث. شاركت 49% من شعوب العالم-أكبر عدد من الناخبين- في التاريخ في عام واحد، بانتخابات رئاسية وبرلمانية في 64 دولة حول العالم، بما فيها انتخابات الاتحاد الأوروبي. جرت انتخابات في دول مؤثرة وفاعلة في النظام العالمي-في الولايات المتحدة-روسيا-بريطانيا-فرنسا-إندويسيا-الجزائر-تونس-إيران-اليابان-المكسيك-كوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا وغيرها.
في عام 2024 سقطت أنظمة ظنت شعوبها أنه متمرسة وراسخة بعد الفوز بفترة رئاسة رابعة، وفر قادتها هربا للخارج أبرزهم بشار الأسد في سوريا والشيخة حسينة في بنغلاديش. وفي باكستان اُعتقل عمران خان رئيس الوزراء السابق والسياسي الأشهر والأكثر شعبية وتحجيم واعتقال قيادات حزبه «إخلاص» لحرمانهم من المشاركة في انتخابات فبراير الماضي.
وفي أوكرانيا تذرع الرئيس زيلنسكي بالحرب لتأجيل انتخابات الرئاسة في العام الماضي. بينما صرح السيناتور الأمريكي راند بول أن أمريكا في أحلك ظروفها في الحرب الأهلية التي خسرت 600 ألف مواطن في القرن التاسع عشر-لم تؤجل الانتخابات.
لكن الانتخابات الأهم والأكثر تأثيرا على مجريات الأحداث في الداخل وحول العالم كانت انتخابات الرئاسة والكونغرس الأمريكي وفوز ترامب وعودته التي تثير الكثير من التساؤلات والمخاوف في الداخل الأمريكي المنقسم وفي الخارج بين الحلفاء والخصوم، واختارت مجلة تايم الأمريكية في نهاية العام-ترامب شخصية عام 2024.
سجل عام 2024 أكبر خسائر لقادة الدول وأحزابهم بخسارة عشرات الانتخابات على المستويين الرئاسي والبرلماني. وُصف عام 2024 في بدايته «بعام الديمقراطية» لكن الواقع كان عام 2024 عام سقوط رؤساء الدول والحكومات والأحزاب. واللافت حسب دراسات مقارنة أن جميع الأحزاب التي خاضت انتخابات خسرتها في الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بخسارة كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن والتي حلت مكانه في منافسة شرسة مع الرئيس العائد دونالد ترامب. ولم تقف خسارة بايدن وهاريس والديمقراطيين على خسارة البيت الأبيض، بل كانت خسارة كاملة بخسارة مقاعد الأغلبية في مجلس الشيوخ أيضا والإبقاء على أغلبية الجمهوريين وإن تراجعت في مجلس النواب.
وخسر حزب المحافظين ورئيسه سوناك انتخابات البرلمان في بريطانيا في مايو الماضي.
وكذلك خسر حزب الرئيس ماكرون في فرنسا الانتخابات البرلمانية في فرنسا، ومع نهاية العام تصاعدت المطالبات باستقالته بعد سحب الثقة من ثاني حكومة تشكل خلال أشهر.
وكذلك خسر حزب رئيس الوزراء مودي الهندي الهندوسي المتشدد BJP أغلبيته في البرلمان في يونيو الماضي. وكذلك خسر حزب رئيس جنوب أفريقيا الحاكم حزب الكونغرس الوطني أغلبيته في البرلمان في الشهر نفسه.
وبنهاية عام 2024 كان المشهد السياسي في ثلاث ديمقراطيات غربية كبيرة في ألمانيا وفرنسا وكندا يظهر احتقان سياسي أدى لحجب الثقة عن حكومة المستشار شولتز في ألمانيا والدعوة لانتخابات برلمانية في ألمانيا في ديسمبر الماضي، وترنح حكومة ترودو في كندا بعد استقالة وزيرة المالية مع توقع انتخابات مبكرة أيضا. واحتقان وشلل سياسي في فرنسا! كما خسر الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم منذ عام 1955 في اليابان أغلبيته للمرة الأولى بسبب فضائح مالية.
أرجع مركز بيو لاستطلاعات الرأي في الولايات المتحدة سبب خسارة القادة والأحزاب في السلطة إلى شعور غالبية الناخبين بحالة الإحباط بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة وخاصة ارتفاع الأسعار والتضخم. لدى غالبية الناخبين في استطلاع للرأي شمل 24 دولة. وإلى تراجع جاذبية الديمقراطية وأن الأحزاب الرئيسية في تلك الأنظمة لا تمثل أفكارهم وتطلعاتهم. وكما يعلق أحد الباحثين «ارتفاع نسبة البطالة تضعف الحكومات ولكن التضخم يقضي على الحكومات ويسقطها».
وعند مقارنة نتائج انتخابات عام 2024 في الغرب تتكشف الكارثة الكبيرة. حسب دراسة علمية قال بروفيسور العلوم السياسية Steven Levitskyمن جامعة هارفرد: «خسر منذ جائحة كورونا عام 2020 القادة والأحزاب الحاكمة في مناصب رئاسية ورؤساء وزراء وبرلمانات في الغرب 40 من 54 انتخابات جرت في دولهم».
مُني حزب العمال البريطاني بقيادة سوناك بأكبر هزيمة في تاريخه منذ عام 1832 بانتخابات يوليو الماضي، بعد 14 عاما متوالية في الحكم في بريطانيا، كما زعزعت أحزاب اليمين المتشدد الحكومات في فرنسا وألمانيا، حيث تواجه الحكومتان الفرنسية والألمانية أكبر تحد. كما اكتسبت الأحزاب اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين واللاجئين زخماً ومناصرين وناخبين بصعود اليمين تهدد بها الأحزاب الرئيسية، كما هو حال حزب اليمين بقيادة لابن في فرنسا وحزب الإصلاح بقيادة فاراج في بريطانيا. وحزب AfD في ألمانيا وحزب الحرية بقيادة رووت في هولندا. وفي سبع دول أوروبية صارت الأحزاب اليمنية المتشددة شركاء في حكومات ائتلافية.
حصاد عام 2024 يدشن لمرحلة عدم استقرار، سنشهد أحداثها تتوالي في فصول عام 2025.
كل عام وأنتم بخير.
محمد قريقع، محمد الصالحي، محمد جرغون، إبراهيم محمد لافي، أسعد عبدالناصر شملخ، أنس إبراهيم أبو شمالة، هشام النواجحة،... اقرأ المزيد
195
| 14 أكتوبر 2025
لبعض الاختيارات ثمنُها الباهظ الذي يجب أن يُدفَع، وتكلفتُها الغالية التي لا بدّ أن تُسدّد، إذ لا يمضي... اقرأ المزيد
315
| 14 أكتوبر 2025
انتهيت من مشاهدة الحلقة الأخيرة من المسلسل الأمريكي Six Feet Under، وقصته تدور حول عائلة تملك دار جنائز،... اقرأ المزيد
276
| 14 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تويتر @docshayji
@docshyji
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8844
| 09 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت الطائرات عن التحليق، وصمت هدير المدافع، لكن المدينة لم تنم. فمن تحت الركام خرج الناس كأنهم يوقظون الحياة التي خُيّل إلى العالم أنها ماتت. عادوا أفراداً وجماعات، يحملون المكان في قلوبهم قبل أن يحملوا أمتعتهم. رأى العالم مشهدًا لم يتوقعه: رجال يكنسون الغبار عن العتبات، نساء يغسلن الحجارة بماء بحر غزة، وأطفال يركضون بين الخراب يبحثون عن كرة ضائعة أو بين الركام عن كتاب لم يحترق بعد. خلال ساعات معدودة، تحول الخراب إلى حركة، والموت إلى عمل، والدمار إلى إرادة. كان المشهد إعجازًا إنسانيًا بكل المقاييس، كأن غزة بأسرها خرجت من القبر وقالت: «ها أنا عدتُ إلى الحياة». تجاوز عدد الشهداء ستين ألفًا، والجراح تزيد على مائة وأربعين ألفًا، والبيوت المدمرة بالآلاف، لكن من نجا لم ينتظر المعونات، ولم ينتظر أعذار من خذلوه وتخاذلوا عنه، ولم يرفع راية الاستسلام. عاد الناس إلى بقايا منازلهم يرممونها بأيديهم العارية، وكأن الحجارة تُقبّل أيديهم وتقول: أنتم الحجارة بصمودكم لا أنا. عادوا يزرعون في قلب الخراب بذور الأمل والحياة. ذلك الزحف نحو النهوض أدهش العالم، كما أذهله من قبل صمودهم تحت دمار شارك فيه العالم كله ضدهم. ما رآه الآخرون “عودة”، رآه أهل غزة انتصارًا واسترجاعًا للحق السليب. في اللغة العربية، التي تُحسن التفريق بين المعاني، الفوز غير النصر. الفوز هو النجاة، أن تخرج من النار سليم الروح وإن احترق الجسد، أن تُنقذ كرامتك ولو فقدت بيتك. أما الانتصار فهو الغلبة، أن تتفوق على خصمك وتفرض عليه إرادتك. الفوز خلاص للنفس، والانتصار قهر للعدو. وغزة، بميزان اللغة والحق، (فازت لأنها نجت، وانتصرت لأنها ثبتت). لم تملك الطائرات ولا الدبابات، ولا الإمدادات ولا التحالفات، بل لم تملك شيئًا البتة سوى الإيمان بأن الأرض لا تموت ما دام فيها قلب ينبض. فمن ترابها خُلِقوا، وهم الأرض، وهم الركام، وهم الحطام، وها هم عادوا كأمواج تتلاطم يسابقون الزمن لغد أفضل. غزة لم ترفع سلاحًا أقوى من الصبر، ولا راية أعلى من الأمل. قال الله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ”. فانتصارها كان بالله فقط، لا بعتاد البشر. لقد خسر العدو كثيرًا مما ظنّه نصرًا. خسر صورته أمام العالم، فصار علم فلسطين ودبكة غزة يلفّان الأرض شرقًا وغربًا. صار كلُّ حر في العالم غزاويًّا؛ مهما اختلف لونه ودينه ومذهبه أو لغته. وصار لغزة جوازُ سفرٍ لا تصدره حكومة ولا سلطة، اسمه الانتصار. يحمله كل حر وشريف لايلزم حمله إذنٌ رسمي ولا طلبٌ دبلوماسي. أصبحت غزة موجودة تنبض في شوارع أشهر المدن، وفي أكبر الملاعب والمحافل، وفي اشهر المنصات الإعلامية تأثيرًا. خسر العدو قدرته على تبرير المشهد، وذهل من تبدل الأدوار وانقلاب الموازين التي خسرها عليها عقوداً من السردية وامولاً لا حد لها ؛ فالدفة لم تعد بيده، والسفينة يقودها أحرار العالم. وذلك نصر الله، حين يشاء أن ينصر، فلله جنود السماوات والأرض. أما غزة، ففازت لأنها عادت، والعود ذاته فوز. فازت لأن الصمود فيها أرغم السياسة، ولأن الناس فيها اختاروا البناء على البكاء، والعمل على العويل، والأمل على اليأس. والله إنه لمشهدُ نصر وفتح مبين. من فاز؟ ومن انتصر؟ والله إنهم فازوا حين لم يستسلموا، وانتصروا حين لم يخضعوا رغم خذلان العالم لهم، حُرموا حتى من الماء، فلم يهاجروا، أُريد تهجيرهم، فلم يغادروا، أُحرقت بيوتهم، فلم ينكسروا، حوصرت مقاومتهم، فلم يتراجعوا، أرادوا إسكاتهم، فلم يصمتوا. لم… ولم… ولم… إلى ما لا نهاية من الثبات والعزيمة. فهل ما زلت تسأل من فاز ومن انتصر؟
5130
| 14 أكتوبر 2025
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا صحفيًا لا وجود فيه للصحافة؟ منصة أنيقة، شعارات لامعة، كاميرات معلّقة على الحائط، لكن لا قلم يكتب، ولا ميكروفون يحمل شعار صحيفة، ولا حتى سؤال واحد يوقظ الوعي! تتحدث الجهة المنظمة، تصفق لنفسها، وتغادر القاعة وكأنها أقنعت العالم بينما لم يسمعها أحد أصلًا! لماذا إذن يُسمّى «مؤتمرًا صحفيًا»؟ هل لأنهم اعتادوا أن يضعوا الكلمة فقط في الدعوة دون أن يدركوا معناها؟ أم لأن المواجهة الحقيقية مع الصحفيين باتت تزعج من تعودوا على الكلام الآمن، والتصفيق المضمون؟ أين الصحافة من المشهد؟ الصحافة الحقيقية ليست ديكورًا خلف المنصّة. الصحافة سؤالٌ، وجرأة، وضمير يسائل، لا يصفّق. فحين تغيب الأسئلة، يغيب العقل الجمعي، ويغيب معها جوهر المؤتمر ذاته. ما معنى أن تُقصى الميكروفونات ويُستبدل الحوار ببيانٍ مكتوب؟ منذ متى تحوّل «المؤتمر الصحفي» إلى إعلان تجاري مغلّف بالكلمات؟ ومنذ متى أصبحت الصورة أهم من المضمون؟ الخوف من السؤال. أزمة ثقة أم غياب وعي؟ الخوف من السؤال هو أول مظاهر الضعف في أي مؤسسة. المسؤول الذي يتهرب من الإجابة يعلن – دون أن يدري – فقره في الفكرة، وضعفه في الإقناع. في السياسة والإعلام، الشفافية لا تُمنح، بل تُختبر أمام الميكروفون، لا خلف العدسة. لماذا نخشى الصحفي؟ هل لأننا لا نملك إجابة؟ أم لأننا نخشى أن يكتشف الناس غيابها؟ الحقيقة الغائبة خلف العدسة ما يجري اليوم من «مؤتمرات بلا صحافة» هو تشويه للمفهوم ذاته. فالمؤتمر الصحفي لم يُخلق لتلميع الصورة، بل لكشف الحقيقة. هو مساحة مواجهة بين الكلمة والمسؤول، بين الفعل والتبرير. حين تتحول المنصّة إلى monologue - حديث ذاتي- تفقد الرسالة معناها. فما قيمة خطاب بلا جمهور؟ وما معنى شفافية لا تُختبر؟ في الختام.. المؤتمر بلا صحفيين، كالوطن بلا مواطنين، والصوت بلا صدى. من أراد الظهور، فليجرب الوقوف أمام سؤال صادق. ومن أراد الاحترام فليتحدث أمام من يملك الجرأة على أن يسأله: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟
4983
| 13 أكتوبر 2025