رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبدالعزيز الحمادي

كاتب وصحفي

مساحة إعلانية

مقالات

1464

عبدالعزيز الحمادي

غش جماعي

04 مايو 2025 , 02:00ص

لسنوات طويلة ظل عالبية اللاهثين خلف ما يسمى «الماركات» العلامات التجارية العالمية، ظلوا مخدوعين بأنهم مختلفون عن بقية المستهلكين من جنسهم من بني البشر حتى حصل الخلاف الحاد بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين حول الرسوم الجمركية المتبادلة، فبانت الكثير من الحقائق بشكل واضح على أرض الواقع، حيث نشرت الكثير من الشركات الصينية حقائق حول تلك الماركات الغربية التي تصنع في الصين وبينت تلك الحقائق أن غالبية تلك الماركات أسعارها زهيدة ولا تكاد تساوي شيئا بالمقارنة بأسعارها الفلكية التي تباع بها في مختلف أنحاء العالم.

المدهش أن هذه العلامات التجارية التي تبين أنها في الغالب الأعم «مضروبة» لا تساوي القيمة التي تباع بها، تجد لها عملاء في العالم الثالث وخاصة في دولنا العربية والخليجية على وجه الخصوص حيث يتسابق البعض الى اقتناء كل جديد منها على اعتبار أنه من الفئة المخملية التي لا يمكن لغالبية الناس الوصول الى مستواهم المعيشي والرفاهي وهذه الفكرة بحد ذاتها تريح البعض من النرجسيين الذين يرون انهم مختلفون عن بقية الناس وأن هناك ما يميزهم ويعيشون على هذا الوهم لبقية حياتهم.

ومن هنا ومنذ زمن بعيد تنبه التجار الى هذه الحقيقة التي مفادها أن كثيرا من المستهلكين يريدون ان يكونوا مميزين لأسباب خاصة بهم وأكثر هذه الاسباب مرضية منها النرجسية الحادة لدى البعض، ولذلك قامت علامات تجارية بمجاراة هؤلاء النوعية وقدمت لهم ما يريدون وضخت أموالا ضخمة في سبيل الوصول الى شرائح جديدة ومتنوعة بهدف ترسيخ علامتها على أوسع نطاق وتثبيت تلك الخرافة حول كونها علامات لا يمكن التشكيك في جودتها وتميزها وتفردها.

وسارت الأمور على هذا الشكل لعقود وسنوات طويلة حتى دارت الايام وجاء الخلاف الحالي بين الولايات المتحدة والصين التي أصبحت المصنع الرئيسي للعالم ولجميع العلامات التجارية الغربية وكشف المستور ان هذه العلامات في حقيقة الأمر لا تختلف عن البضائع العادية بل إن بعض العلامات أقل جودة من البضائع الرخيصة المنتشرة في الأسواق وهو ما بين للجميع أن ما حدث هو غش جماعي وأكثر المتضررين بدون شك هم فئة النرجسيين الباحثين عن كل جديد الذين للاسف لا يملكون اي جديد يغير من تفكيرهم السلبي تجاه الحياة، وهو ما قد يظهر لنا مرضا جديدا لدى هذه الفئة النرجسية الباحثة عن «الماركات» لتدخل هذه العلامات في اختراع جديد لإعادة ثقة جمهورها النرجسي والى ان تصل الى هذا الاختراع سنبقى نتابع مجريات الحرب الاقتصادية بين القطبين امريكا والصين التي قد تأتي بحقائق أو فضائح تجارية جديدة.

اقرأ المزيد

alsharq فن التعامل مع العميل الغاضب

في بيئة العمل، نلتقي يومياً بأشخاص يختلفون عنا في أنماطهم وسلوكياتهم وتوقعاتهم. منهم من يمر مرور النسيم؛ هادئاً،... اقرأ المزيد

222

| 17 أكتوبر 2025

alsharq تحقيق الثروة الاقتصادية عن طريق الموارد البشرية

الرضا الوظيفي له دور كبير فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وقد يعتقد الكثير من الهيكل الوظيفي المسئول... اقرأ المزيد

270

| 17 أكتوبر 2025

alsharq الجدالات التي تسرق أعمارنا

منذ عشر سنوات، كنت أدخل النقاشات كما يدخل أحدهم في معركة مصيرية. جلسة عائلية تبدأ بسؤال عابر عن... اقرأ المزيد

177

| 17 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية