رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
النظام المصرفي الإسلامي مطالب باستخدام آليات ووسائل فعالة لتطوير الأنشطة التمويلية والاستثمارية فهذه الآليات تتطلب دراسات مستمرة (إدارة مستقلة لتطوير المنتجات) وفقا لاحتياجات السوق المتغيرة يوميا فالنجاح الحقيقي للصناعة المصرفية الإسلامية لا يقاس فقط بحجم الأصول وعدد المؤسسات وانتشارها في العالم (الغربي – العربي) ولكن أيضا بمدى التزامها بالمبادئ والقواعد التي قامت عليها والأهداف التي أنشئت من أجلها وقدرتها على مواجهة التحديات المعاصرة بالتطوير والابتكار المستمرين وإيجاد منتجات مالية جديدة وليست (بديلة) مقبولة مجتمعيا فبرغم ما تشهد الصناعة من نمو سريع وضخم في عدد المؤسسات وانتشارها فمازالت مستمرة في عملية التحديث لكن ورغم هذا النمو والتنوع في المنتجات المالية الإسلامية المصرفية والاستثمارية إلا أن هناك مؤشرات ثبات في الرؤية الإستراتيجية والأهداف والمبادئ التي قامت عليها وأنشئت من أجلها الصناعة المالية الإسلامية خاصة فيما يتعلق باستخدام الوسائل التمويلية والاستثمارية الهادفة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية وبالنظر للواقع العملي نجد أن هناك تركيزا كبيرا على استخدام الوسائل التمويلية والاستثمارية التي تقوم على المتاجرة والربح المضمونين مما يؤثر على استدامة التنمية وهي الهدف هذا من جانب والآخر منهجية التقليد لأدوات وأساليب التمويل التجاري والذي يقصد به (أسلمة المنتج) وهذا بالطبع يؤدي إلى فقد الثقة في التعامل لذلك فقد أصبح لزاما عليها القيام بواجباتها تجاه تنفيذ الاستراتيجيات والآليات الكفيلة بتحقيق ذلك وتفعيل دور هذه المؤسسات في تعزيز متانة النظام المصرفي الإسلامي لتقديم الخدمات المصرفية الكفؤة والفعالة وهو ما يتضمنه محاور التقرير:
أولا: الأنشطة المصرفية الإسلامية
يقوم القطاع المصرفي الإسلامي بأنشطته المصرفية التي لا تتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية حيث لا يقوم على فكرة العائد المحدد مسبقا على رأس المال كما لا يعني تحريم الفائدة أن الحصول على رأس المال يكون بلا مقابل أو أنه ينبغي أن يكون متوفرا دون تكلفة ويسمح النظام الإسلامي بعائد على رأس المال شريطة أن يساهم رأس المال في عملية إنتاجية حقيقية وأن يتعرض لمخاطر التجارة وفق مجموعة من الأنشطة المصرفية الإسلامية التي يمكن تقسيمها (رئيسية – غير رئيسية).
ثانيا: خصائص الأنشطة المصرفية الإسلامية
تتميز الأساليب والوسائل التمويلية والاستثمارية بمجموعة الخصائص أهمها:
الأساليب الاستثمارية مستمدة من العقود الموجودة في الشريعة الإسلامية لذا فالمصرف الإسلامي ملزم بتطبيق المبادئ العامة في التعاقد بين المصرف والمتعامل إضافة إلى الالتزام الأخلاقي والقيمي وتحقيق العدالة بين طرفي المعاملة الاستثمارية لذلك يجب أن يكون الدافع لتطبيق أي أسلوب استثماري هو تلبية الاحتياجات والتعاملات الاقتصادية التي يتطلبها واقع المجتمع وليس الاستثمار في أمور صورية بعيدة عن المعاملات الحقيقية.
تتخذ الوسائل الاستثمارية أشكالا وصورا متعددة تعتبر كل واحدة منها بديلا ملائما ومناسبا عن العمليات التي تجريها المصارف التقليدية وكمثال على ذلك المرابحة والسلم والاستصناع ونظام المشاركة حيث يشارك المصرف في الناتج المحتمل سواء كان ربحا أو خسارة.
تتميز الوسائل الاستثمارية بالتنوع (طويلة – متوسطة – قصيرة) الأجل فهناك أنواع عدة من الأساليب التمويلية والاستثمارية مما يسمح بتلبية احتياجات عدد كبير من المتعاملين.
جميع الأساليب تضمن استخدام التمويل في الاقتصاد الحقيقي بمعنى توجيهها للإنتاج.
يشمل الاستثمار في المصارف الإسلامية احتواءه على بعض الأساليب ذات الطابع التنموي ولا يقتصر فقط على تلك الأساليب التي تهدف إلى تحقيق الربح المادي فقط.
ثالثا: أنواع الأنشطة المصرفية الرئيسية
يقصد بها فتح حسابات الودائع مثل الودائع الجارية وودائع استثمارية عامة وودائع استثمارية مخصصة وودائع مشروطة كالتالي:
الودائع الجارية تمثل حسابات تعطي لأصحابها الحق في الإيداع فيها والسحب منها بموجب شيكات أو أوامر دفع وذلك دون مشاركة منهم في الأرباح والخسائر التي يحققها البنك حتى أن البعض يعتبرها قرض حسن يقدمه العميل للبنك دون مقابل وتسعى البنوك (الإسلامية – التجارية) لزيادة حجم الودائع الجارية لأنها تمثل موارد مجانية واتجهت المصارف الإسلامية لاعتبار الودائع الاستثمارية العامة أنها ودائع الاستثمار المشترك على أساس أن المصرف ينظر إليها كوحدة واحدة كما لا يضع المودع شروطا خاصة فيما يتعلق بمدة الوديعة ويقع على المودعين مسؤولية النتائج التي يسفر عنها استثمار ودائعهم فيها.
الودائع الاستثمارية تتمثل في أن يحدد المودع المشروع أو القطاع الذي يرغب توظيف الوديعة وبالتالي يكون مصير الوديعة وما يتولد عنها من ربح أو خسارة مرتبط بمصير الاستثمار الذي وجهت إليه الوديعة دون مسؤولية على المصرف عن أي خسائر تحدث.
الودائع المشروطة تمثل نوعا مستحدثا من الودائع تأخذ به المصارف التي تعمل وفقا للقوانين المصرفية المطبقة على البنوك التجارية ويقوم المصرف بقبول الوديعة المشروطة على أساس أنها حساب جار يمكن استثماره لصالح العميل إذا وجد البنك مشروعا يحقق شروط المودع فإذا ما توفرت هذه الشروط تتحول الوديعة من الحساب الجاري إلى حساب المشروع الذي ينفذ باسم العميل ولصالحه وتخرج العملية من سجلاته وهنا يقتصر دور المصرف على تنفيذ تعليمات العميل بخصوص المشروع ويلعب المصرف دور أمين الاستثمار الذي تمارسه البنوك التجارية لذلك نجد أن مجال الاستثمار الملائم هو صيغ المرابحة والتأجير.
رابعا: أنواع الأنشطة المصرفية غير الرئيسية
يقصد بها الأنشطة الأخرى مثل إصدار خطابات الضمان وفتح الاعتمادات المستندية واستبدال العملة وخصم الأوراق المالية والتحويلات وأعمال المراسلة والتعامل في الأوراق المالية ومنها:
خطابات الضمان والاعتمادات مستند يتعهد فيه المصرف بأن يدفع لطرف ثالث عند حلول أجل معين مبلغا معينا يمثل التزام على عاتق العميل تجاه الطرف وذلك في حالة عجز العميل وعدم السداد ومن أبرز استخدامات خطابات الضمان في العطاءات والمناقصات وفي مقابل خطاب الضمان يطلب المصرف من العميل غطاء نقديا كاملا أو جزئيا في وديعة تعادل قيمة الغطاء المطلوب، أما الاعتماد المستندي فهو وثيقة على شكل خطاب صادر من بنك محلي لصالح مصدر أجنبي بناء على طلب أحد عملاء المصرف وذلك في مقابل عمولة ويتضمن الخطاب تعهدا بدفع أو قبول كمبيالة مرفق بها مستندات الشحن التي يشترك فيها أن تكون مطابقة لشروط الاعتماد والشريعة على أن يضع العميل تحت تصرف البنك المبلغ الكافي لتغطية قيمة الاعتماد.
خصم الأوراق التجارية مستند مديونية بمبلغ محدد على شخص معين يستحق في تاريخ لاحق ووفقا للنظام التجاري يجوز للدائن التقدم للبنك للحصول على قيمتها نقدا قبل تاريخ الاستحقاق في مقابل تنازل عن جزء من قيمتها.
التحويلات الداخلية والخارجية يجوز للمصرف الإسلامي القيام بالتحويلات من حساب إلى آخر ولبنك محل وأجنبي وما يستتبع ذلك من تحويل العملة المحلية إلى أجنبية ويتقاضى عمولات عن ذلك كما يقيم المصرف علاقة عمل مع مصرف في بلد أجنبي لخدمة العملاء أو أغراضه الذاتية مثل خدمات المقاصة وقبض المدفوعات وبالطبع غير المشتملة فوائد.
التعامل في الأوراق المالية تشمل بشكل أساسي الأسهم والسندات والمصرف الإسلامي لا يتعامل بالسندات سواء للبنك وعملائه أو الأسهم الممتازة التي تحمل قسائم بنسب محددة ومعلومة لكن التعامل في الأسهم العادية على أساس أن حامل الأسهم يشارك في نتائج النشاط ربحا وخسارة على شرط أن تكون المنشأة المصدرة للسهم تتعامل في نشاط يتفق مع الشريعة الإسلامية.
أنشطة مصرفية أخرى مقبولة شرعيا مقابل عمولة في مقابلها مثل قيام البنك بتأجير الخزائن وإصدار الأوراق المالية وإدارة المحافظ الأوراق المالية التي تتكون من أسهم عادية لمنشآت لا تمارس نشاطا يتعارض مع الشريعة وحفظ الأوراق التجارية من كمبيالات وسندات أذنية وشيكات.
خامسا: معايير الأنشطة الاستثمارية المصرفية
تتعدد المعايير والضوابط التي تحكم تمويل عمليات الاستثمار في المصارف الإسلامية ومن أهمها:
(المعايير الشرعية) ترتبط ارتباطا وثيقا بتشغيل وإدارة واستثمار الأموال كما وردت في فقه المعاملات والمعايير الشرعية تفرض على المصارف الإسلامية مراعاة ما يلي:
استثمار الأموال في الأوجه الحلال وعدم اكتنازه وكذا الابتعاد عن تمويل الأنشطة المحرمة.
استثمار في المشروعات التي تحقق التنمية المستدامة وترفع من مستوى معيشة المجتمعات.
روح الرقابة الذاتية ومحاسبة النفس لدى المتعاملين في جميع الأنشطة والمجالات.
(معيار الربحية المناسبة) تعمل المصارف على تمويل العمليات التي تحقق أرباحا مناسبة حيث يتم اختيار المشروعات التي تحقق المستوى المناسب من الربح وليست الربحية التجارية البحتة التي تهتم فقط بتحقيق أعلى فارق بين الإيرادات والتكاليف ولكن تراعي الربحية المجتمعية.
(الحفاظ على البيئة) قيام المصرف بدراسة وتحليل المنطقة التي ينشط فيها والتعرف على الفرص الاستثمارية والتمويلية المتاحة بها وفق سلم الأولويات المناسبة ويقدم التمويل اللازم لها وهذا سوف يؤدي إلى تحقيق التكافل الاجتماعي إضافة إلى ذلك يسهل عملية المتابعة والرقابة على العمليات
(الأولويات الاقتصادية) يراعي في استثماراته وعملياته التمويلية الأولويات التي حددتها خطة التنمية الاقتصادية للدولة فلا يتعارض معها بل يجب أن يساندها ويدعمها.
(شخصية المتعامل وسلامته المالية) لإنجاح العملية الاستثمارية وتحقيق مصالح مختلف الأطراف لابد على المصرف الإسلامي أن يقوم بدراسة شخصية المتعامل وخبراته وذلك من خلال التعرف على أخلاقياته وسمعته وأمانته بالإضافة إلى ذلك لابد من دراسة الوضعية المالية لهذا المتعامل ومعرفة مدى متانة مركزه المالي.
ومضات لحياة سعيدة
خلال قراءتي لرسالة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله حول الوسائل المفيدة للحياة السعيدة أحببت مشاركتكم... اقرأ المزيد
180
| 07 نوفمبر 2025
لا مال بعد الموت
في زمنٍ أصبح المال فيه مقياسًا للهيبة، وميزانًا للقيمة، ضاعت كثيرٌ من المعاني النبيلة، وغابت عن الناس الحقيقة... اقرأ المزيد
264
| 07 نوفمبر 2025
اهتمام الآباء بتربية الأبناء
كل لحظة يقضيها الأب والأم مع أبنائهما اليوم هي استثمار في غدٍ مشرق، وفي شخصيات ستصون الأسرة والمجتمع.... اقرأ المزيد
108
| 07 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب قبل أن تربط الأوطان. تمزّقت الخريطة، وتبعثرت القلوب، حتى غدا المسلم يسأل ببرودٍ مريب: ما شأني بفلسطين؟! أو بالسودان ؟! أو بالصين ؟! ونَسِيَ أنَّ تعاطُفَه عبادةٌ لا عادة، وإيمانٌ لا انفعال، وأنّ مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم. لقد رسم الاستعمار حدودهُ لا على الورق فحسب، بل في العقول والضمائر، فزرعَ بين الإخوة أسوارا من وهم، وأوقد في الصدورِ نارَ الأحقادِ والأطماع. قسّم الأرضَ فأضعفَ الروح، وأحيا العصبيةَ فقتلَ الإنسانية. باتَ المسلمُ غريبًا في أرضه، باردًا أمام جراح أمّته، يشاهدُ المجازرَ في الفاشر وغزّة وفي الإيغور وكأنها لقطات من كوكب زحل. ألا يعلم أنَّ فقدَ الأرضِ يسهلُ تعويضُه، أمّا فقد الأخِ فهلاكٌ للأمّة؟! لقد أصبح الدينُ عند كثيرين بطاقة تعريفٍ ثانوية بعدَ المذهبِ والقبيلةِ والوطن، إنّ العلاجَ يبدأُ من إعادةِ بناءِ الوعي، من تعليمِ الجيلِ أنّ الإسلام لا يعرف حدودًا ولا يسكنُ خرائطَ صمّاء، وأنّ نُصرةَ المظلومِ واجبٌ شرعيٌّ، لا خِيارٌا مزاجيّا. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم «وتعاطُفِهم» كمثلِ الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمّى). التعاطف عبادة، التعاطف مطلب، التعاطف غاية، التعاطف هدف، التعاطف إنسانية وفطرة طبيعية، لذلك فلننهضْ بإعلامٍ صادقٍ يذكّرُ الأمةَ أنّها جسدٌ واحدٌ لا أطرافا متناحرة، وبعمل جماعي يترجمُ الأخوّةَ إلى عطاءٍ، والتكافلَ إلى فعلٍ لا شعار. حين يعودُ قلبُ المسلم يخفقُ في المغربِ فيسقي عروقَه في المشرق، وتنبضُ روحهُ في الشمالِ فتلهم الجنوبَ، حينئذٍ تُهدَمُ حدودُ الوهم، وتُبعثُ روحُ الأمةِ من رمادِ الغفلة، وتستعيدُ مجدَها الذي هو خير لها وللناس جميعاً قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). عندها لن تبقى للأمّة خرائط تُفرّقها،. وتغدو حدود وخطوط أعدائنا التي علينا سرابًا تذروه الرياح، وتتقطع خيوطُ العنكبوتِ التي سحروا أعيننا بوهم قيودها التي لا تنفك. فإذا استيقظَ الوجدان تعانقَ المشرقُ والمغربُ في جسدٍ واحد يهتفُ بصوتٍ واحد فداك أخي.
3795
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال الذي نشرته الأسبوع الماضي بجريدة الشرق بذات العنوان وهو «انخفاض معدلات المواليد في قطر»، وقد جاء الكثير من هذه التعليقات أو الملاحظات حول أن هذه مشكلة تكاد تكون في مختلف دول العالم وتتشابه الى حد كبير، والبعض أرجعها الى غلاء المعيشة بشكل عام في العالم، وهذه المشكلة حسبما أعتقد يجب ألا يكون تأثيرها بذات القدر في دول أخرى؛ لأن الوضع عندنا يختلف تماما، فالدولة قد يسرت على المواطنين الكثير من المعوقات الحياتية وتوفر المساكن والوظائف والرواتب المجزية التي يجب ألا يكون غلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات الأخرى سببا في عدم الاقبال على الزواج وتكوين أسرة أو الحد من عدد المواليد الجدد، وهو ما يجب معه أن يتم البحث عن حلول جديدة يمكن أن تسهم في حل مثل هذه المشكلة التي بدأت في التزايد. وفي هذا المجال فقد أبرز معهد الدوحة الدولي للأسرة توصيات لرفع معدل الخصوبة والتي تساهم بدورها في زيادة المواليد ومن هذه التوصيات منح الموظفة الحامل إجازة مدفوعة الاجر لـ 6 اشهر مع اشتراط ان تعود الموظفة الى موقعها الوظيفي دون أي انتقاص من حقوقها الوظيفية، وكذلك الزام أصحاب العمل الذين لديهم 20 موظفة بإنشاء دار للحضانة مع منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لا تقل عن أسبوعين، وإنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية وتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد، وكذلك إنشاء صندوق للزواج يقدم دعما ماليا للمتزوجين الجدد ولمن ينوي الزواج مع التوسع في قاعات الافراح المختلفة، وهذه الاقتراحات هي في المجمل تسهل بشكل كبير العقبات والصعاب التي يواجهها الكثير من المقبلين على الزواج، وبتوفيرها لا شك ان الوضع سيختلف وستسهم في تحقيق ما نطمح اليه جميعا بتسهيل أمور الزواج. لكن على ما يبدو ومن خلال الواقع الذي نعيشه فإن الجيل الحالي يحتاج الى تغيير نظرته الى الزواج، فالكثير اصبح لا ينظر الى الزواج بالاهمية التي كانت في السابق، ولذلك لابد ان يكون من ضمن الحلول التي يجب العمل عليها، إيجاد أو إقرار مواد تدرس للطلاب خاصة بالمرحلة الثانوية وتتمحور حول أهمية تكوين وبناء الاسرة وأهمية ذلك للشباب من الجنسين، والعمل على تغيير بعض القناعات والاولويات لدى الشباب من الجنسين، حيث أصبحت هذه القناعات غير منضبطة أو غير مرتبة بالشكل الصحيح، والعمل على تقديم الزواج على الكثير من الأولويات الثانوية، وغرس هذه القيمة لتكون ضمن الأولويات القصوى للشباب على أن يتم مساعدتهم في ذلك من خلال ما تم ذكره من أسباب التيسير ومن خلال أمور أخرى يمكن النظر فيها بشكل مستمر للوصول الى الهدف المنشود. وفي ظل هذا النقاش والبحث عن الحلول، يرى بعض المهتمين بالتركيبة السكانية ان هناك من الحلول الاخرى التي يمكن أن تكون مؤثرة، مثل التشجيع على التعدد ومنح الموظفة التي تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، علاوة مستحدثة على أن تكون مجزية، الى جانب حوافز أخرى تشجع على ذلك وتحث عليه في أوساط المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن فتح باب النقاش حول تعدد الزوجات قد يكون إحدى الأدوات للمساهمة في رفع معدلات الإنجاب، خصوصًا إذا ما اقترن بدعم اجتماعي ومؤسسي يضمن كرامة الأسرة ويحقق التوازن المطلوب.
2196
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات في قمة التنمية.. العالــــم فــي قطـــر ■قطر والأمم المتحدة شراكة دائمة ومستمرة نحو الأهداف المشتركة ■قمة التنمية ترسخ ثقة المجتمع الدولي بقدرات قطر ■الحدث الدولي الكبير باستضافة قمة التنمية موضع فخر واعتزاز ■حضور بارز لدولة قطر في جميع برامج الأمم المتحدة التنموية والإنسانية ■قمة الدوحة ستبقى علامة فارقة في مسيرة التنمية الاجتماعية ■«إعلان الدوحة للتنمية» سيكون بصمة تاريخية في سجلات الأمم المتحدة ■ترسيخ مكانة الدوحة كعاصمة للحوار والشراكة الدولية من أجل التنمية ترحب الدوحة بالعالم في قمة العالم الثانية للتنمية الاجتماعية التي تعقد بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بعد مرور ثلاثين عاماً على القمة الأولى التي عُقدت عام 1995، مما يضفي على قمة الدوحة أهمية استثنائية، فالدوحة عاصمة عالمية للفعاليات الكبرى، وقد استعدت بكل إمكاناتها لتوفير مقومات النجاح لبرامج القمة وجداول أعمالها وأنشطتها. ترحب الدوحة بكل المشاركين في قمة التنمية الاجتماعية الثانية التي تعقد على مستوى رؤساء دول وحكومات وصناع قرار وكبار المسؤولين وقادة المنظمات الإنسانية بهدف معالجة الثغرات بشأن التنمية الاجتماعية التي أصبحت الشغل الشاغل لدول العالم، حيث إن أرقام الفقر والجوع ما زالت مرتفعة، فضلا عن الدول الخارجة من الحروب والأزمات والصراعات، مما يضاعف الحاجة إلى تجديد التزام دول العالم بدفع عجلة التنمية الاجتماعية. ومن المؤكد أن قمة الدوحة ستكون علامة فارقة في مسيرة التنمية الاجتماعية، ومثلما نجحت الدوحة في استضافة الفعاليات الكبرى من رياضية وسياسية واقتصادية وثقافية فإن قطر ستقدم للعالم أفضل نسخة من القمة العالمية للتنمية الاجتماعية. إن انعقاد قمة التنمية الثانية في الدوحة تعكس ثقة المجتمع الدولي بدور قطر وجهودها لتعزيز السلام والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة بوصفها شريكا دائما للأمم المتحدة، وكما أشار حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، في كلمته الترحيبية على صفحة القمة: «إن قطر استضافت على مر السنين العديد من المؤتمرات الرفيعة المستوى التابعة للأمم المتحدة، ما وفر منصة للحوار والتعاون بشأن أبرز التحديات العالمية، وتعكس هذه الجهود التزامنا الدائم بقيم وأهداف الأمم المتحدة ورؤيتنا لعالم يتاح فيه الازدهار للجميع». الشراكة بين قطر والأمم المتحدة تمتد لعقود وهي شراكة متجذرة في المبادئ والأهداف المشتركة الإنسانية والتنموية والتعليمية وحفظ الأمن والسلم الدوليين وتعزيز حقوق الإنسان، وتقديم المساعدة الإنسانية، والمشاركة في العمل الجماعي بهدف التصدي للتحديات القائمة والناشئة التي تواجه العالم. وأصبحت دولة قطر حاضرة بقوة في أغلب أنشطة الأمم المتحدة، وفي برامجها الإنسانية والتنموية. لطالما كانت قطر سباقة بدعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، خاصة في مجالات مكافحة الفقر والصحة والتعليم من خلال مساعدات خارجية بلغت قيمتها نحو 4.8 مليار دولار منذ عام 2020، خصص 90% منها للدول الأقل نموا. كما حرص سمو الأمير المفدى على تتويج المساعدات القطرية بمبادرات وتبرعات أعلنها في كثير من الفعاليات الأممية، كان أبرزها تبرع سموه عام 2019 بمبلغ 100 مليون دولار لصالح الدول الجزرية والأقل نموا. كما توجت قطر شراكتها مع المنظمة الأممية بافتتاح بيت الأمم المتحدة في مارس 2023 ويُعد الأول من نوعه في المنطقة بصفته مقرا يجري فيه تنسيق المهام الإقليمية لعدة منظمات من ضمنها: منظمة العمل الدولية واليونسكو ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة الدولي للطفولة (اليونيسيف) ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الصحة العالمية. وفي إطار الشراكة مع الأمم المتحدة تحضر أيضا مبادرات صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، لحماية التعليم في مناطق النزاعات عبر مؤسسة التعليم فوق الجميع، وعبر برنامج «علم طفلا» الذي نجح في إعادة 10 ملايين طفل إلى المدارس، فيما تسعى مؤسسة «صلتك» لتوفير فرص عمل لأكثر من خمسة ملايين شاب. وفي هذا السياق تعتبر استضافة الدوحة للقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية رصيدا إضافيا يعزز مكانة قطر المرموقة على الساحة الدولية، ويعكس إيمانها العميق بأهمية التعاون متعدد الأطراف في معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المجتمعات، خصوصا في ظل التحولات العالمية المتسارعة التي أنتجت وقائع جديدة ترزح تحت أعبائها شعوب كثيرة، مما يزيد الحاجة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص، وتمكين الفئات الضعيفة من المشاركة الفاعلة في التنمية. إن هذا الحدث الدولي المهم المتمثل بانعقاد القمة التاريخية في الدوحة موضع فخر واعتزاز لدولة قطر وجميع أبناء الشعب القطري، فقد أثبتت قطر للعالم أنها المكان المثالي والنموذجي لاستضافة القمة بعد ثلاثين عاما على انعقاد القمة الأولى في كوبنهاغن. كما أن قطر أثبتت قدرتها وجاهزيتها اللوجستية والدبلوماسية والتنظيمية لاستضافة أكثر من 8 آلاف مشارك من مختلف دول العالم، بينهم رؤساء دول وحكومات وصناع قرار وكبار مسؤولين وقادة منظمات دولية وإنسانية وتنفيذ جدول وبرامج القمة التي أعدتها الأمم المتحدة بجدارة وإتقان. ولعل السمة التاريخية لهذه القمة تستند إلى عدة عناصر أبرزها «إعلان الدوحة السياسي» الذي ستعتمده القمة وتصدره الأمم المتحدة، مما يجعل اسم الدوحة مسطرا في سجلات الأمم المتحدة وفي ذاكرة كل شعوب العالم المعنية بالتنمية وسيكون إعلان الدوحة مرجعا لكل باحث وخبير بشأن التنمية العالمية. ويعتبر «إعلان الدوحة للتنمية» تعهدا جماعيا للمشاركين لإحياء التعددية وتسريع التنمية الاجتماعية دون أن يتخلف أحد عن الركب، ومن بين أهدافه الالتزام بـ»تعزيز الحلول المبتكرة والتعاون الدولي الشامل لترجمة التزامات إعلان وبرنامج عمل كوبنهاغن، والبعد الاجتماعي لأجندة 2030، إلى إجراءات ملموسة لتحقيق التنمية الاجتماعية للجميع، لا سيما لفائدة البلدان النامية». ومن الجوانب المهمة أن استضافة قطر لقمة التنمية الاجتماعية تعكس التزامها الراسخ بتعزيز التنمية الاجتماعية الشاملة والمستدامة ودعم العمل المتعدد الأطراف لتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاهية لجميع الشعوب، كما تمثل فرصة محورية لتعزيز الحوار الدولي حول قضايا التنمية الاجتماعية وتسريع تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وقد عبر سمو الأمير المفدى عن هذا الالتزام بأبلغ الكلام حين قال: «تلتزم دولة قطر دوماً بالتنمية المرتكزة على الإنسان، سواء على المستوى الوطني أو العالمي. ومن خلال الاستثمار في التعليم، والصحة، والحماية الاجتماعية، وتعزيز فرص العمل المنتج والعمل اللائق للجميع، نواصل تعزيز العدالة الاجتماعية وترسيخ الشمول. كما أننا دافعنا عن تكامل السياسات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، من خلال اعتماد نهج يشمل الحكومة والمجتمع بأسره، ويضع الإنسان في صميم عملية التنمية». لقد أكدت دولة قطر أن التنمية الاجتماعية لا تتحقق إلا من خلال الاستثمار في الإنسان، وتعزيز قيم العدالة والتضامن، ودعم المبادرات التي تكرس التعاون الدولي وتستجيب لتطلعات الشعوب نحو مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا، وهذا ما أكده سمو الأمير المفدى في مختلف المناسبات أن الارتقاء بالإنسان يحقق التنمية المستدامة باعتبار الإنسان محور التنمية وغايتها الأساسية. لقد نجحت مسيرة قطر في تحقيق إنجازات نوعية وغير مسبوقة في عالم التنمية وصولا إلى رؤية قطر الوطنية 2030 وها هي اليوم تضع جهودها وخبراتها بتصرف العالم لبلورة رؤية وبرامج عمل لتحقيق التنمية التي تتطلع لها شعوب العالم. وذلك من خلال العمل الجاد والدؤوب مع الدول الأعضاء في القمة والمنظمات الدولية والإنسانية المشاركة لرسم المسار العملي لتحقيق أهداف التنمية. ولن تتوانى دولة قطر عن تقديم كل الدعم وبذل كل الجهود لوصول القمة إلى أفضل النتائج التي تحقق تطلعات شعوب العالم بالتنمية المستدامة وفقا لأهداف الأمم المتحدة، وترسيخ مكانة الدوحة كعاصمة للحوار والشراكة الدولية من أجل التنمية الاجتماعية المستدامة، وتعزيز ثقة المجتمع الدولي بقدرات قطر على تحقيق وإنجاز ما يعجز عنه الآخرون.
2103
| 04 نوفمبر 2025