رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
إذا كانت الثورات أسقطت الأقنعة واتضح وجه الزعماء الحقيقي وما حدث من قتل وجثث ممزقة وأمور أُخرى لا يفعلها إلا كل من تجرد من معاني الإنسانية ولا يعمل لغضب رب العالمين، والعياذُ بالله، حسابا فهو يرغب أن يكون أحد زبائن جهنم الدائمين خالداً مُخلداً فيها، ولكن في الجانب الآخر حدثت بعض الأمور، في الحقيقة قناة الجزيرة كعادتها انفردت بعرض بعض اللقطات والمقاطع والكلمات المؤثرة أو المضحكة ابتداء من تونس الخضراء التي انطلقت منها شرارة هذه الثورات ورياح التغيير العاتية والتي قد لا تُبقي ولا تَذر إذا لم يصح الزعماء من غيَّهم؟؟ ونحن جميعاً شاهدنا ذلك التونسي الذي يمسح بيده على شعره الذي كساه المَشيب وهو يقول هرِمنا هرِمنا من أجل هذه اللحظة والآخر يقول عاشت تونس الخضراء الشعب التونسي لا يموت ثم قال بن علي هرب بني علي هرب غير مصدق هروب هذا الطاغية بهذه السرعة!! ومن تونس إلى أم الدنيا والكل يعلم إن للمصريين خفة دم يمتازون بها عن باقي الشعوب حتى في أحلك الظروف ولهم السَبق في الكثير من الكلمات المُعبرة والمضحكة، واشتهرت كلمة البلطجية ممن أطلقهم الحزب الحاكم من مجرمين وأصحاب سوابق أو من رجال الأمن بملابس مدنية قتلوا وسرقوا وأحرقوا وروعوا وأصبح هذا المسمى نسمعه في مختلف الدول العربية والتي فيها الاحتجاج ووجد الكثيرون من الزعماء ضالتهم فيها وأخذوا يقمعون شعوبهم بهؤلاء البلطجية!! كما للمصريين من الحزب الحاكم السبق في الثورة المضادة التي تتصدى للمحتجين وتشتبك معهم وأكثرهم من رجال الأمن كذلك إرسال الحزب الحاكم لمجموعة من فرسان بني خيبان ليس في الزمان والمكان المناسبين على ظهور سفن الصحراء أو الخيل إلى ميدان التحرير وكان دخولهم بين الناس مضحكا ومستغربا وتلقى هؤلاء ضرباً مبرحاً ومنهم من وقع على ظهره وأوسع ركلاً ما الله به عليم!! ومن اللقطات المذهلة أو من كان يصدق في يوم من الأيام أن حبيب العادلي وزير داخلية المخلوع حسني مبارك الذي طالما عذب وسجن الكثيرين وبعض من أعوانه ووزرائه ورجال الأعمال الذين يُشار لهم بالبنان من السُرَّاق الذين يجود العالم العربي بالكثيرين من أمثالهم يركبون عربة نقل ويساقون إلى السجن ويرتدون ملابسه ومن تحقيق إلى تحقيق!! والرئيس حسني مبارك صاحب القبضة الحديدية يُحجز على أمواله التي أخذها من أفواه المصريين، سبحان الله وتلك الأيام نداولها بين الناس وهذه رسالة لكل ظالم أن يَعتبر، وإذا كان حسني مبارك لم يجد من الجيش آذانا صاغية لكي يَقمع الشعب وبدل الطائرات لم يجد إلا جمالا وخيولا لكن صَاحبه ضرب شعبه بالطائرات هذا هو الثأر، الجزيرة لا شك تستغل كل شيء ملفت للنظر وخاصة عندما قال إنه سوف يلاحق شعبه المحتج سلمياً من بيت إلى بيت ومن دار إلى دار ومن زنقة إلى زنقة ويقتلهم!! وها هو زنق نفسه بما فعله بهم وتعرض إلى مجابهة المجتمع الدولي في ظل عجز الجامعة العربية ودولها التي تملك الجيوش والطائرات الحديثة والأسلحة المتطورة والظاهر إنها لن تستخدم إلا في قمع الشعوب ولن تضرب إلا المستضعفين!!، ما عدا دولة قطر التي أرسلت مختلف المساعدات ومن ثم طائراتها الحربية لنجدة الإخوة الليبيين كذلك الإمارات، فالجامعة العربية ماتت منذ سنين وقراراتها لا تتعدى المبنى وجدرانه المختلفة!!، كما إن لهذه الثورات ميزة المطالبات والتي اختلفت واجتمعت في كثير من الدول على مقولة ((الشعب يريد إسقاط النظام)) وكل ما يقدم لهم من تنازلات ويسقط من قتلى يرتفع سقف المطالبات أو يكون هناك طلب أوحد هو إسقاط النظام، والبعض لا يريد أن يُسقط أحدا بل مجرد يريد إسقاط الديون والتي بادر البعض في إسقاطها وفي الحقيقة كثرت طلبات الإسقاط وتنوعت، كما فضحت هذه الثورات الزعماء ومن حولهم وأبناءهم وبينت ما يملكون من ثروات ضخمة وليس هناك على قائمة أغنى أغنياء العالم إلا الزعماء العرب فلا يوجد مخلوق على البسيطة أغنى منهم، كما تفوقت الجزيرة بلا منازع على مختلف القنوات الفضائية بل قدمت شهيدا واحتُجز عدد من طاقمها في ليبيا وصُدرت محتويات مكاتبها وسُرقت معداتها في أكثر من موقع ولكن بقت صامدة مثل الجبال لن تَحيد عن الحقيقة، كما يجب على الدول التي ساهمت الجزيرة مساهمة مباشرة في تحرير شعوبها من هؤلاء المستبدين أن ترد الجميل للجزيرة بما يتماشى وما قدمته من تضحيات كبيرة في سبيل ذلك فالمجتمع الدولي لا يثق إلا في تغطية الجزيرة، كما ان بعض الزعماء نَزل عليهم وحي الكرم الحاتمي الذي عَجل في قدومه تسونامي الثورات وفتحت رياحه العاتية باب الهِبات والزيادات الذي لم يفتح منذ سنين وهو حق مشروع للشعوب وليس مِنَّة وتفضُلا من أحد سوى من رب العالمين، كما ان شباب التغيير في مصر وتونس يستعجلون النتائج ويريدون في يوم وليلة أن تتغير الحياة بصورة جذرية فهذا غير ممكن فالتَرِكة كبيرة والتحول إلى دولة المؤسسات يحتاج إلى وقت وصبر وجذور الفساد ممتدة وضاربة في مختلف المؤسسات كجذور الأشجار في كل مكان وتتبعها من الصعوبة بمكان، كما تجرأ البعض في انتهاك حرمات بيوت الله وقتل فيها مَن قتل وبينت هذه الثورات مدى دموية هذه الأنظمة وكثُر منهم التعليق على شماعة التدخل الخارجي وطبعاً سوبر سّتار أو البعبع المعروف بن لادن والقاعدة والتطرف الإسلامي، كذلك الخسائر الاقتصادية التي لحقت بالدول من جراء هذه الاحتجاجات كبيرة جداً.
وآخر الكلام: عذراً على الإطالة وربما للكلام بقية..
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2328
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا لا يعني بالضرورة أنه الأفضل والأذكى والأكثر كفاءة، بل قد تكون الظروف والفرص قد أسهمت في وصوله. وهذه ليست انتقاصًا منه، بل فرصة يجب أن تُستثمر بحكمة. ومن الطبيعي أن يواجه القائد الشاب تحفظات أو مقاومة ضمنية من أصحاب الخبرة والكفاءات. وهنا يظهر أول اختبار له: هل يستفيد من هذه الخبرات أم يتجاهلها ؟ وكلما استطاع القائد الشاب احتواء الخبرات والاستفادة منها، ازداد نضجه القيادي، وتراجع أثر الفجوة العمرية، وتحوّل الفريق إلى قوة مشتركة بدل أن يكون ساحة تنافس خفي. ومن الضروري أن يدرك القائد الشاب أن أي مؤسسة يتسلّمها تمتلك تاريخًا مؤسسيًا وإرثًا طويلًا، وأن ما هو قائم اليوم هو حصيلة جهود وسياسات وقرارات صاغتها أجيال متعاقبة عملت تحت ظروف وتحديات قد لا يدرك تفاصيلها. لذلك، لا ينبغي أن يبدأ بهدم ما مضى أو السعي لإلغائه؛ فالتطوير والبناء على ما تحقق سابقًا هو النهج الأكثر نضجًا واستقرارًا وأقل كلفة. وهو وحده ما يضمن استمرارية العمل ويُجنّب المؤسسة خسائر الهدم وإعادة البناء. وإذا أراد القائد الشاب أن يرد الجميل لمن منحه الثقة، فعليه أن يعي أن خبرته العملية لا يمكن أن تضاهي خبرات من سبقه، وهذا ليس نقصًا بل فرصة للتعلّم وتجنّب الوقوع في وهم الغرور أو الاكتفاء بالذات. ومن هنا تأتي أهمية إحاطة نفسه بدائرة من أصحاب الخبرة والكفاءة والمشورة الصادقة، والابتعاد عن المتسلقين والمجاملين. فهؤلاء الخبراء هم البوصلة التي تمنعه من اتخاذ قرارات متسرّعة قد تكلّف المؤسسة الكثير، وهم في الوقت ذاته إحدى ركائز نجاحه الحقيقي ونضجه القيادي. وأي خطأ إداري ناتج عن حماس أو عناد قد يربك المسار الاستراتيجي للمؤسسة. لذلك، ينبغي أن يوازن بين الحماس ورشادة القرار، وأن يتجنب الارتجال والتسرع. ومن واجبات القائد اختيار فريقه من أصحاب الكفاءة (Competency) والخبرة (Experience)، فنجاحه لا يتحقق دون فريق قوي ومتجانس من حوله. أما الاجتماعات والسفرات، فالأصل أن تُعقَد معظم الاجتماعات داخل المؤسسة (On-Site Meetings) ليبقى القائد قريبًا من فريقه وواقع عمله. كما يجب الحدّ من رحلات العمل (Business Travel) إلا للضرورة؛ لأن التواجد المستمر يعزّز الانضباط، ويمنح القائد فهمًا أعمق للتحديات اليومية، ويُشعر الفريق بأن قائده معهم وليس منعزلًا عن بيئة عملهم. ويمكن للقائد الشاب قياس نجاحه من خلال مؤشرات أداء (KPIs) أهمها هل بدأت الكفاءات تفكر في المغادرة؟ هل ارتفع معدل دوران الموظفين (Turnover Rate)؟ تُمثل خسارة الكفاءات أخطر تهديد لاستمرارية المؤسسة، فهي أشد وطأة من خسارة المناقصات أو المشاريع أو أي فرصة تجارية عابرة. وكتطبيق عملي لتعزيز التناغم ونقل المعرفة بين الأجيال، يُعدّ تشكيل لجنة استشارية مشتركة بين أصحاب الخبرة الراسخة والقيادات الصاعدة آلية ذات جدوى مضاعفة. فإلى جانب ضمانها اتخاذ قرارات متوازنة ومدروسة ومنع الاندفاع أو التفرد بالرأي، فإن وجود هذه اللجنة يُغني المؤسسة عن اللجوء المتكرر للاستشارات العالمية المكلفة في كثير من الخطط والأهداف التي يمكن بلورتها داخليًا بفضل الخبرات المتراكمة. وفي النهاية، تبقى القيادة الشابة مسؤولية قبل أن تكون امتيازًا، واختبارًا قبل أن تكون لقبًا. فالنجاح لا يأتي لأن الظروف منحت القائد منصبًا مبكرًا، بل لأنه عرف كيف يحوّل تلك الظروف والفرص إلى قيمة مضافة، وكيف يبني على خبرات من سبقه، ويستثمر طاقات من حوله.
1245
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
804
| 10 ديسمبر 2025