رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تريد قوى دولية بأدوات إقليمية وعملاء محليون تفكيك وتحطيم الدولة السودانية وجعلها أثرا بعد عين ضمن مشروع إستراتيجي لا يستهدف السودان فحسب وإنما يستهدف المنطقة بأكملها وهذا غدا معلوما لكل ذي بصيرة أو ألقى السمع وهو شهيد. ومن يرى اليوم جرائم وممارسات مليشيا الدعم السريع منذ الخامس عشر من أبريل، يدرك حجم المؤامرة ومدى استعجال المتربصين لدك قواعد الدولة السودانية وبُناها التحتية وقدراتها ومقوماتها وفوق كل ذلك إنسانها عصب الدولة وأهم مقوماتها. ومقومات كل دولة هي مواطنوها، ورقعتها الجغرافية، وسيادتها الوطنية، وثقافتها وتاريخها وحضارتها، وسلطتها المركزية بما في ذلك استمراريتها السياسية. كل هذه المقومات كانت أهدافا عسكرية هاجمتها المليشيا بضراوة وبلا هوادة ولم ترقب فيها إلا ولا ذمة.
ومع التهديد العسكري الخطير المحيط بكيان الدولة السودانية والذي لم تواجه له مثيلا منذ نشأتها، فإن سلطة الجيش الوطني القائمة استطاعت بسند شعبي قوي أن تُبقي على وجود هذه الدولة. ولو لا أن الدولة السودانية ظلت تتمتع بكافة مقومات الدولة الحديثة لأتت هذه الهجمة على بنيانها من القواعد ولانهارت الدولة في أسابيع قليلة من شدة مكر المؤامرة واحكامها. فالدولة الحديثة تعرف في العلوم السياسية بأنها منطقة جغرافية مُحددة من الأرض يسكنها شعب ضارب الجذور، وتحكمها حكومة شرعية، خالية من أي سيطرة خارجية، وتمارس سيادتها داخل هذا الحيز الجغرافي. ومع استهداف العاصمة القومية وتحويلها لساحة قتال، لم تتوقف الدولة عن تسيير أمورها، فكانت هناك العديد من المدن التي يمكن أن تصبح مقرا مؤقتا للسلطة المركزية، فكانت هناك مدينة بورتسودان في شرق البلاد ببنيتها التحتية ومطارها الدولي فضلا عن الميناء البحري المطل على أهم الممرات البحرية الدولية الإستراتيجية وهو البحر الأحمر. ومضت البعثات الدبلوماسية السودانية حول العالم تؤدي مهامها المنوطة بها. وتمكن قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة من القيام بعدة جولات خارجية بما في ذلك مخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. وساهمت هذه الجولات في ترسيخ الوضع الدولي السياسي للدولة السودانية وتأكيد حضورها وفعاليتها.
لقد ظل استهداف الدولة السودانية يتخذ أشكالا مختلفة حسب طبيعة النظام القائم؛ وشمل ذلك العقوبات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وإستراتيجية شد الأطراف وتفجير علاقات الجوار الجغرافي، ثم عبر سرقة الثورات الشعبية أو وأدها أو تغيير مساراتها وكان ذلك أمرا حاصلا في الثورة التي يُعتقد على نطاق واسع أنها مصنوعة وهي التي أطاحت بنظام عمر البشير في أبريل 2019. فكان اليقين يقطع الشك في أن كثيرا من الأحداث يحركها من أطلقوا ما يسمى بنظرية الفوضى الخلاقة. فقد تحولت بعض الثورات ليس في السودان فحسب وإنما في العديد من الدول المستهدفة إلى حالة فوضوية دائمة. ومصطلح (الفوضى الخلاقة) صمم في معهد (أمريكان انتربرايز) وهو قلعة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، ويلخص المصطلح إستراتيجية كاملة أعدت للمنطقة العربية، تهدف إلى إجراء (حملة طويلة من الهندسة السياسية والاجتماعية) تفرض بالقوة. يقول مايكل ليدن، العضو البارز في المعهد: «إن الوقت قد حان لكي تصدر الثورة الاجتماعية من أجل إعادة صياغة المنطقة العربية ليس عبر تغيير النظم فقط، بل والجغرافية السياسية كذلك، انطلاقاً من رؤية خاصة تقود إلى (تصميم جديد لبناء مختلف).
ومع انتشار الفوضى السياسية والأمنية عقب التغيير السياسي في أبريل 2019 قالت ناشطة سياسية سودانية اشتهرت ببث مقاطع صوتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في أحد تسجيلاتها وهي تخاطب السودانيين: «علينا أن نودع بعضنا فلا ندري فقد لا نلتقي في القريب كسودانيين يضمن الوطن بحدوده المعروفة». وعلى الرغم من أن حديث تلك الناشطة كان نوعا من الفن المسرحي التراجيدي أو الكاريكاتور الصوتي الساخر، إلا أن ما ذهبت إليه كان بسبب حالة عبثية عاشتها البلاد حيث بدت الدولة للمشفقين حينها، غائبة وفاقدة للسيطرة على مجمل الأوضاع. كانت ما سُميت بحكومة الثورة برئاسة عبد الله حمدوك غارقة في وحل هشاشة سياسية وفشلت في تكوين المؤسسات الرسمية والشعبية، وعجزت عن اجتراح صيغة توافقية بين القوى الاجتماعية والسياسية لتنمية الولاء القومي على حساب الولاء الجزئي والقبلي في سياسات تعليمية وإعلامية متفق عليها، وفي التوافق على قيود فاعلة للحيلولة دون نفوذ الجهوية والعصبية السياسية في مؤسسات الدولة. بل أكثر من ذلك من خلال ممارسة غير رشيدة خرجت عن الأطر القانونية كتجيير السيادة للغريب، من خلال دعوة حمدوك لبعثة أممية بلا سند شرعي أو دستوري، فعاث رئيس البعثة فولكر بيتريس فسادا وتفريقا بين أبناء الوطن وشكَّل حكومة موازية أشبه بحكومة الاستعمار البريطاني.
اليوم ومع قرب انجلاء معركة إنقاذ الدولة السودانية لصاح الجيش الوطني، لابد من خطة طوارئ سياسية وطنيّة لخلق رؤية سياسية وطنية تشمل كل المستويات الداخلية والدولية لترسيخ القرار الوطني الحر المستقل والسيادة على التراب الوطني. إنّ المبادئ السياسية ومصالح الشعوب مترابطة ولا يمكن الفصل بينها على الإطلاق، وهي مجموعة الأهداف والقواعد والأسُس التي تتحدّد على أساسها السياسة العامة. مع الأخذ في الاعتبار أن يتحلى الرجل السياسي وهو لاعب رئيسي بالوطنية والوعي المدرك لحجم المؤامرة على السودان.
ولعل الهدف الأسمى للسلطة السياسية بناء وتعضيد مقومات الدولة القوية والمؤثرة، ومقومات الدول القوية تتمثل في التوغل بالتساوي في كامل التراب الوطني لفرض حكمها وسلطتها عليه وعلى المناطق الجغرافية التابعة لها. والعمل على استقلالية الدولة عن الجهات الفاعلة غير الحكومية، وممارسة السلطة الداخلية بطريقة مُستقلة عن المجموعات الاجتماعية. واعتماد الدولة على المهنية، وقدرتها مؤسسيًّا على تنفيذ السياسات العامة. هذا فضلا عن فرض سيادة القانون على إقليمها بالكامل. وبالتالي امتلاك الدولة قدرة واسعة لتنفيذ نظامها السياسي العام، واستثمار مواردها البشرية والاقتصادية.
وهدأت غزة، وهذا ما كان مهما لدى الملايين من شعوب وربما حكومات العالم الذين عاشوا عامين من الدمار... اقرأ المزيد
102
| 15 أكتوبر 2025
من نواحي المسؤولية القانونية عمن يتحمل إعمار غزة هو من تسبب بدمارها مباشرة ومن عاونه في ذلك وقدم... اقرأ المزيد
81
| 15 أكتوبر 2025
مشاهد العائدين إلى الشمال وإلى أحياء غزة القديمة تحمل مزيجًا مُربكًا من الفرح الحذر، والحِداد، والخوف، والذهول أمام... اقرأ المزيد
114
| 15 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8853
| 09 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت الطائرات عن التحليق، وصمت هدير المدافع، لكن المدينة لم تنم. فمن تحت الركام خرج الناس كأنهم يوقظون الحياة التي خُيّل إلى العالم أنها ماتت. عادوا أفراداً وجماعات، يحملون المكان في قلوبهم قبل أن يحملوا أمتعتهم. رأى العالم مشهدًا لم يتوقعه: رجال يكنسون الغبار عن العتبات، نساء يغسلن الحجارة بماء بحر غزة، وأطفال يركضون بين الخراب يبحثون عن كرة ضائعة أو بين الركام عن كتاب لم يحترق بعد. خلال ساعات معدودة، تحول الخراب إلى حركة، والموت إلى عمل، والدمار إلى إرادة. كان المشهد إعجازًا إنسانيًا بكل المقاييس، كأن غزة بأسرها خرجت من القبر وقالت: «ها أنا عدتُ إلى الحياة». تجاوز عدد الشهداء ستين ألفًا، والجراح تزيد على مائة وأربعين ألفًا، والبيوت المدمرة بالآلاف، لكن من نجا لم ينتظر المعونات، ولم ينتظر أعذار من خذلوه وتخاذلوا عنه، ولم يرفع راية الاستسلام. عاد الناس إلى بقايا منازلهم يرممونها بأيديهم العارية، وكأن الحجارة تُقبّل أيديهم وتقول: أنتم الحجارة بصمودكم لا أنا. عادوا يزرعون في قلب الخراب بذور الأمل والحياة. ذلك الزحف نحو النهوض أدهش العالم، كما أذهله من قبل صمودهم تحت دمار شارك فيه العالم كله ضدهم. ما رآه الآخرون “عودة”، رآه أهل غزة انتصارًا واسترجاعًا للحق السليب. في اللغة العربية، التي تُحسن التفريق بين المعاني، الفوز غير النصر. الفوز هو النجاة، أن تخرج من النار سليم الروح وإن احترق الجسد، أن تُنقذ كرامتك ولو فقدت بيتك. أما الانتصار فهو الغلبة، أن تتفوق على خصمك وتفرض عليه إرادتك. الفوز خلاص للنفس، والانتصار قهر للعدو. وغزة، بميزان اللغة والحق، (فازت لأنها نجت، وانتصرت لأنها ثبتت). لم تملك الطائرات ولا الدبابات، ولا الإمدادات ولا التحالفات، بل لم تملك شيئًا البتة سوى الإيمان بأن الأرض لا تموت ما دام فيها قلب ينبض. فمن ترابها خُلِقوا، وهم الأرض، وهم الركام، وهم الحطام، وها هم عادوا كأمواج تتلاطم يسابقون الزمن لغد أفضل. غزة لم ترفع سلاحًا أقوى من الصبر، ولا راية أعلى من الأمل. قال الله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ”. فانتصارها كان بالله فقط، لا بعتاد البشر. لقد خسر العدو كثيرًا مما ظنّه نصرًا. خسر صورته أمام العالم، فصار علم فلسطين ودبكة غزة يلفّان الأرض شرقًا وغربًا. صار كلُّ حر في العالم غزاويًّا؛ مهما اختلف لونه ودينه ومذهبه أو لغته. وصار لغزة جوازُ سفرٍ لا تصدره حكومة ولا سلطة، اسمه الانتصار. يحمله كل حر وشريف لايلزم حمله إذنٌ رسمي ولا طلبٌ دبلوماسي. أصبحت غزة موجودة تنبض في شوارع أشهر المدن، وفي أكبر الملاعب والمحافل، وفي اشهر المنصات الإعلامية تأثيرًا. خسر العدو قدرته على تبرير المشهد، وذهل من تبدل الأدوار وانقلاب الموازين التي خسرها عليها عقوداً من السردية وامولاً لا حد لها ؛ فالدفة لم تعد بيده، والسفينة يقودها أحرار العالم. وذلك نصر الله، حين يشاء أن ينصر، فلله جنود السماوات والأرض. أما غزة، ففازت لأنها عادت، والعود ذاته فوز. فازت لأن الصمود فيها أرغم السياسة، ولأن الناس فيها اختاروا البناء على البكاء، والعمل على العويل، والأمل على اليأس. والله إنه لمشهدُ نصر وفتح مبين. من فاز؟ ومن انتصر؟ والله إنهم فازوا حين لم يستسلموا، وانتصروا حين لم يخضعوا رغم خذلان العالم لهم، حُرموا حتى من الماء، فلم يهاجروا، أُريد تهجيرهم، فلم يغادروا، أُحرقت بيوتهم، فلم ينكسروا، حوصرت مقاومتهم، فلم يتراجعوا، أرادوا إسكاتهم، فلم يصمتوا. لم… ولم… ولم… إلى ما لا نهاية من الثبات والعزيمة. فهل ما زلت تسأل من فاز ومن انتصر؟
5331
| 14 أكتوبر 2025
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا صحفيًا لا وجود فيه للصحافة؟ منصة أنيقة، شعارات لامعة، كاميرات معلّقة على الحائط، لكن لا قلم يكتب، ولا ميكروفون يحمل شعار صحيفة، ولا حتى سؤال واحد يوقظ الوعي! تتحدث الجهة المنظمة، تصفق لنفسها، وتغادر القاعة وكأنها أقنعت العالم بينما لم يسمعها أحد أصلًا! لماذا إذن يُسمّى «مؤتمرًا صحفيًا»؟ هل لأنهم اعتادوا أن يضعوا الكلمة فقط في الدعوة دون أن يدركوا معناها؟ أم لأن المواجهة الحقيقية مع الصحفيين باتت تزعج من تعودوا على الكلام الآمن، والتصفيق المضمون؟ أين الصحافة من المشهد؟ الصحافة الحقيقية ليست ديكورًا خلف المنصّة. الصحافة سؤالٌ، وجرأة، وضمير يسائل، لا يصفّق. فحين تغيب الأسئلة، يغيب العقل الجمعي، ويغيب معها جوهر المؤتمر ذاته. ما معنى أن تُقصى الميكروفونات ويُستبدل الحوار ببيانٍ مكتوب؟ منذ متى تحوّل «المؤتمر الصحفي» إلى إعلان تجاري مغلّف بالكلمات؟ ومنذ متى أصبحت الصورة أهم من المضمون؟ الخوف من السؤال. أزمة ثقة أم غياب وعي؟ الخوف من السؤال هو أول مظاهر الضعف في أي مؤسسة. المسؤول الذي يتهرب من الإجابة يعلن – دون أن يدري – فقره في الفكرة، وضعفه في الإقناع. في السياسة والإعلام، الشفافية لا تُمنح، بل تُختبر أمام الميكروفون، لا خلف العدسة. لماذا نخشى الصحفي؟ هل لأننا لا نملك إجابة؟ أم لأننا نخشى أن يكتشف الناس غيابها؟ الحقيقة الغائبة خلف العدسة ما يجري اليوم من «مؤتمرات بلا صحافة» هو تشويه للمفهوم ذاته. فالمؤتمر الصحفي لم يُخلق لتلميع الصورة، بل لكشف الحقيقة. هو مساحة مواجهة بين الكلمة والمسؤول، بين الفعل والتبرير. حين تتحول المنصّة إلى monologue - حديث ذاتي- تفقد الرسالة معناها. فما قيمة خطاب بلا جمهور؟ وما معنى شفافية لا تُختبر؟ في الختام.. المؤتمر بلا صحفيين، كالوطن بلا مواطنين، والصوت بلا صدى. من أراد الظهور، فليجرب الوقوف أمام سؤال صادق. ومن أراد الاحترام فليتحدث أمام من يملك الجرأة على أن يسأله: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟
4992
| 13 أكتوبر 2025