رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

علي بن راشد المحري المهندي

مساحة إعلانية

مقالات

1227

علي بن راشد المحري المهندي

سلوا الله العافية

02 يونيو 2024 , 02:00ص

لقد منح الله الإنسان الحياة وأغدق عليه النعم التي تجعله سعيدًا مطمئنًّا في رحلة الدنيا، ومهما حاولنا حصر نعم الله علينا ظاهرةً وباطنةً ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا.ومن أهم النعم التي وهبنا الله إياها: نعمة العافية؛ فهي نعمة عظيمة تُعد من أثمن الأرزاق التي لا تحلو الحياة من دونها. ولو ملك الإنسان كل ملذات الدنيا ونعيمها وفقدَ العافية، ما استطاع أن يتذوق طعم الراحة ولا السعادة؛ فمن دونها تضيق الحياة، وقد يطلبها الإنسان مقابل كل ما يملك من متاع الدنيا.

يقول النبي ﷺ: «من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا» (رواه البخاري).

وقد ملك الدنيا من رُزق ثلاثًا: الأمن والعافية والقوت. وجاءت العافية بمنزلة أعلى وأهم من الطعام والشراب، وكلنا يشهد بذلك؛ فإذا أصابتنا وعكة نستدرك كم كانت قيمة العافية وقدرها الكبير في حياتنا.

مع التقدم الهائل الذي نلاحظه في المجال الطبي وما يحدث فيه من تطور ملحوظ، على الجانب الآخر ما زالت ثقافة الوعي الصحي بطيئة الانتشار عند بعض الناس، على الرغم من اهتمام القائمين على القطاع الصحي بنشر الوعي الطبي باستمرار. ومع هذا الجهد الكبير المبذول في هذا الشأن، ما زالت ثقافة البعض متوقفة عند نقطة أن الذهاب إلى الطبيب والكشف الطبي والفحوصات لا تكون إلا في حالة الشكوى والمرض، ومن هنا يأتي الدور الشخصي بتفعيل جانب الاهتمام بالوضع الصحي دوريًّا من دون شكوى، وعمل الفحوصات للاطمئنان وليس لطلب العلاج وقت المرض، ونواظب على ذلك على مستوى الأسرة كذلك؛ حتى تعم ثقافة الوعي الطبي في المجتمع كله.

ومن المهم جداً الاهتمام بمعدل معين من الرياضة التي تناسب وضع كل شخص والتي من شأنها تحسين الصحة بإذن الله، وكذلك توعية شبابنا وبناتنا ونسائنا وكذلك كبار السن من آبائنا وأمهاتنا بضرورة الاهتمام بالنمط الغذائي الصحي وسبل الوقاية والسلوكيات السليمة لصحة أفضل إن شاء الله، كل ذلك وأكثر يجب أن يتحول إلى ثقافة عامة وقواعد ثابتة يسير عليها المجتمع في روتين الحياة اليومية.ومن المشاركات الإيجابية في المجتمع هو التبرع بالدم لإنقاذ حياة مريض، فهذا الإجراء التطوعي عمل إنساني نبيل له فوائد كبيرة على الصحة، وذلك بعد الالتزام بالشروط الطبية اللازمة.

* حصِّن نفسك بالدعاء

لقد علَّمنا رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، سؤال الله تعالى العافية في كل صباح ومساء؛ لأنها بمنزلة وقاية ربانية، ومن عظيم نفع هذا الدعاء علَّمه عمه العباس، رضي الله عنه؛ فعن العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه – أنه قال: قلت: يا رسول الله، علمني شيئًا أسأله الله، قال: «سل الله العافية». فمكثتُ أيامًا ثم جئت فقلت: يا رسول الله، علمني شيئًا أسأله الله، فقال لي: «يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة» (رواه الترمذي).

* اللهم إنّا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين، اللهم آمين.

مساحة إعلانية