رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

393

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

الكويت وقطر نموذج يُحتذى للعلاقات بين الأشقاء

02 مارس 2025 , 02:00ص

سُعدت بدعوة المؤسسة القطرية للإعلام ممثلة بسعادة الشيخ خالد بن عبدالعزيز آل ثاني المدير التنفيذي للمؤسسة الأسبوع الماضي للمشاركة باحتفال دولة قطر مع الشقيقة دولة الكويت باحتفالاتنا باليوم الوطني الكويتي الرابع والستين الذي يصادف في 25 فبراير من كل عام، واليوم الرابع والثلاثين لذكرى تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي الذي شنه صدام حسين على الكويت في الثاني من أغسطس 1990-والذي قوّض باحتلاله الغاشم لدولة الكويت على مدى سبعة أشهر عجاف، أسس النظام الأمني العربي وهز أركانه من اساساته!

تشكل دعوة المؤسسة القطرية للإعلام لأكاديميين وإعلاميين كويتيين وقطريين وعلى رأسهم الأخ الصديق جابر الحرمي رئيس تحرير صحيفتنا «الشرق»، والصديق وتلميذي السابق وليد الجاسم رئيس تحرير صحيفة الراي الكويتية، لمشاركة دولة قطر دولة الكويت احتفالاتها بأعيادها وفرحتها باليوم الوطني ويوم التحرير لفتة مقدرة وليست مستغربة من الأشقاء القطريين. وكذلك مشاركة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي أفراحنا ببرقيات تهنئة قادة دول المجلس ببرقيات تهنئة للقيادة الكويتية، ترتبط الكويت مع الأشقاء الخليجيين بأواصر الدين واللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والقربى والمصاهرة والموقع والجغرافيا. وكان لافتا كيف ازدانت أبراج لوسيل بصور صاحبي السمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، وأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح- وعلمي الكويت وقطر... لدرجة أنني وزملائي أحسسنا وكأننا في الكويت.

تتمتع العلاقات الكويتية-القطرية بعلاقة أخوية متينة تجذرت على مدى قرون وعقود من التواصل والتعاون والتنسيق والتبادل التجاري والاستثمارات. وتدرك الدول الصغيرة في إقليمنا الخليجي الحاجة إلى التنسيق والتعاون والاصطفاف معاً لمواجهة التحديات والتهديدات.

مشاركة دولة قطر الشقيقة احتفالات الكويت بذكرى اليومين الوطني والتحرير للتذكير والتأكيد على المشتركات بين كل من الكويت وقطر كدولتين صغيرتين بطموح كبير وهموم وأولويات مشتركة يهمنا أمن واستقرار منطقتنا والسعي بشكل حثيث لحل النزاعات والمساهمة بدبلوماسية الوساطة وحل النزاعات والمساعدات التنموية والإنسانية التي قادتها دبلوماسية الكويت النشطة وصارت نموذجا متفاعلا منذ الستينيات حتى الغزو والاحتلال العراقي لتعود الكويت لتلعب دورها المتميز. ولكن نجحت دولة قطر في أخذ سبق قيادة دبلوماسية الوساطات وحل النزاعات في العقدين الماضيين على أكثر من صعيد وفي أكثر من ملف وأزمة بين دولنا الخليجية، ولم تفقد الأزمات الخليجية المتتالية وخاصة أزمتي 2014 و2017-التي لعبت الوساطة الكويتية الدور القيادي في إنهاء الأزمة الخليجية بعد ثلاثة أعوام ونصف العام.

والملفت أن تلك الأزمات والصعوبات لم تقلل من همة القيادة القطرية من الاستمرار بدبلوماسية الوساطة وحل النزاعات-ونشهد ذلك اليوم بتصميم التمسك بالوساطة القطرية بين حماس وإسرائيل برغم تعنت ومماطلة الطرف الإسرائيلي وعرقلة مساعي الوساطة بابتداع شروط وتعقيدات ليتفلت من استحقاقات حتى المرحلة الأولى من الاتفاقية وعرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية. وتنجح بشهادة الجميع بجمع الخصوم تحت سقف واحد-لما تمتلكه من قدرة ونجاح في كسب ثقة النزاعات. كما كان بالوساطة بين أمريكا وطالبان بطلب من الولايات المتحدة، وبين أمريكا وإيران بطلب من الطرفين!! وهذا لا يتحقق إلا بجهد ومثابرة ومصداقية وحياد.

تجلّت الوحدة والتماسك الخليجي بشكل واضح ومهم في أحلك أزمة عصفت بكيان ووجود الكويت وشعبها والوطن والدولة والنظام. بكارثة الغزو والاحتلال العراقي، حيث هب الأشقاء في دول مجلس التعاون لحشد الدعم العسكري والقوات والدعم السياسي في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالوقوف مع الحق الكويتي لاستعادة الشرعية الكويتية. باستضافة المملكة العربية السعودية قوات التحالف الدولي ومقولة الملك فهد الخالدة «السعودية والكويت جسد واحد يا تبقى الكويت والسعودية يا تذهب الكويت والسعودية».. وبمشاركة القوات الخليجية في عملية-عاصفة الصحراء لتحرير دولة الكويت واستعادة الشرعية الكويتية. وكان ملفتا دور اشتباك القوات القطرية ببسالة بمعركة الدبابات ضد القوات العراقية الغازية في معركة الخفجي داخل المملكة العربية السعودية.

حسب رئيس مجلس إدارة غرفة قطر الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني بالعلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع بين قطر والكويت. حيث تشهد تطورا وتقدما ملفتا ونموذجيا.ارتفع التبادل التجاري والاستثمارات إلى ملياري دولار بين البلدين. وتم التوقيع على عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج المشتركة في كثير من المجالات. وارتفع عدد الشركات الكويتية العاملة في قطر إلى 170 شركة كويتية-ويتجاوز عدد الشركات بملكية قطرية-كويتية مشتركة العاملة في قطر 656 شركة.

ويسهم قطاع الطاقة، بتوثيق العلاقة القطرية-الكويتية بشكل فعال ومهم. وخاصة بعد توقيع الكويت اتفاقية عام 2020 لاستيراد الغاز الطبيعي المسال القطري على مدى 15 عاماً بدءا من عام 2022 حتى نهاية 2036، تستورد الكويت حسب الاتفاقية 3 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال.

كما تلعب اللجنة العليا الكويتية-القطرية المشتركة-دوراً فعالاً في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين التي عقدت اجتماعها الأخير بمشاركة رئيس الوزراء - وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، ووزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا في فبراير الماضي. حيث أكد وزير الخارجية الكويتي « أصبحت العلاقات الكويتية -القطرية نموذجا فريدا يسمو فوق الإطار الدبلوماسي التقليدي. تستمد قوتها من الروابط الأخوية العميقة والتعاون الاستراتيجي الذي يجمعنا والقائم على مبادئ القيم المشتركة ووحدة المصير.

أكرر مطالبتي في مقالي الأسبوع الماضي في الشرق، للحاجة « لتوظيف مجلس التعاون قوانا الناعمة قدرات النفط والغاز، والصناديق السيادية، ودبلوماسية الوساطة النشطة. والاجماع حول الأولويات ومصادر التهديدات الأمنية، والاتفاق الجماعي لدولنا على مقارباتنا تجاه إيران والتطبيع وغزة والقضية الفلسطينية وأمن الطاقة وعودة ترامب. ويكمن التحدي بنجاحنا بتفعيل الرؤية الأمنية لمشروع أمني خليجي جماعي يفرض توازن قوى رادع يتصدى للتهديدات الأمنية ويحصّن أمننا الجماعي.

مساحة إعلانية