رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

279

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

الاختيار إرادة وإدارة

02 مارس 2025 , 02:00ص

من نعومة أظافرنا نتعامل مع اختيار والدينا لمصائرنا كمعتقدات وأفكار من خلال التربية، ثم يتم عادةً اختيار هذا المصير من خلال اختيار نوع المدرسة والتعليم، ولكن هذه الإرادة هو قرار لتحديد أغلى أصول العالم على المرء لتنميته ألا وهو مصير الإنسان. ولكن هل هو اختيار؟ فالاختيار من بدايات نعم الله على الإنسان منذ وجوده في هذه الخليقة ولذلك هو محاسب، حيث يختار والدا الإنسان مصيره، أو قد يغير المجتمع والبيئة أو أصحابه هذا المصير! ولكن تبدأ التحديات عندما يكون في سن الوعي والتكليف بالمسؤولية وقد يكون قبل ذلك. ولكن يبقى القرار في النهاية عند صاحب المصير. فهل وجدت الإرادة؟ لن تجد من يقول " أنت بحاجة الى أكثر من مصير في الحياة "؟! بل الصحيح هو وجوب إيجاد اتجاهات هذا المصير في هذه الحياة. ولكن معرفة أهمية هذا الاتجاهات ليست بقدر إيجادك لهذا المصير. فالمصير مثل وجهة رحلة السفر، معروفة الوجهة بغض النظر عن الوسيلة والاتجاه. " فكل الطرق تؤدي الى روما "، فعندما تركز على الوجهة فالاتجاه غير مهم، فلا تقلق واستمتع برحلة الحياة مهما كانت الظروف. إن الإشكال يكمن في عوائق الطريق ووسائل ومسافة ومدة الوصول إليه، وهنا بيت القصيد؛ حيث درج منذ التاريخ وبين المجتمعات أنه يجب عليك أخذ أكثر الرحلات في الحياة شيوعاً واجتهاداً، وإن طالت وغلت للاستفادة منها؟! وأنه يجب اتباع قدرك المحتوم في ذلك، ولكن هذا ليس دائماً صحيحاً! قال رسول الله (اعملوا، فكل مُيَسَّر) أي أن للإنسان الإرادة والاختيار في تيسير الحياة. فهل تُرد أن تبقى في نفس الاتجاه وهو ليس لك صواب؟! بل يجب على الإنسان إيجاد الحكمة في الآمور عبر تجنبها، وليس الاعتماد على الذكاء لمواجهة الصعاب وحلّها. إن قضاء حياتك كلها في التجول في جميع الاتجاهات لأنها طرق يسلكها كثير من الناس، لا يعني أن هذا سيقودك إلى المكان المناسب لك كما أن الركون لمكانك الذي أنت فيه قد يكون تقاعسا في حق نفسك؟ ومن الأمثلة على ذلك أن تقرر أن تقضي حياتك في العمل بأقصى ما تستطيع وأن تبذل قصارى جهدك في وظيفة واحدة. وهذا أمر حسن ونبيل. ولكن إذا ركزت أكثر على الاتجاه وكنت مرتبطًا بصناعة أو قطاع معين، فقد تنقل من الوظيفة لسبب ما إلى وظيفة أخرى أو تبقى في وظيفة واحدة حتى تنتهي خدمتك منها لأنك لا تملك فكرة واضحة عن المكان الذي تريد أن تكون فيه. نعم فالموضوع ليس حتميا، ولكن فكرة إدارته والتخطيط له ممكنة، فإن لم تضع خطة ذاتية لنفسك فسوف تكون ضمن خطة إدارة غيرك، وعند العمل على إدارة ذلك فقط تستطيع الإجابة على القبول والرفض في جميع الأمور. فالإرادة لاتخاذ القرار بداية مصير، واتجاه اجرائه هو اختيار، واستمرارية وجودهما نعمة وقد يصبحان نقمة عند الانعدام! فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.

مساحة إعلانية