رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حمد عبدالرحمن المانع

حمد عبدالرحمن المانع

مساحة إعلانية

مقالات

1093

حمد عبدالرحمن المانع

مبدأ إتاحة الفرصة يحقق الانسجام بين الأطراف

02 مارس 2011 , 12:00ص

مما لاشك فيه أن استيعاب وجهات النظر بحيادية وبلورتها لتصب في سياق الصالح العام يشكل ركيزة أساسية في سياق البناء والتوجهات الفكرية المتباينة، ومسألة اختلاف وجهات النظر لا تعد مؤشراً سلبياً بقدر ما تشكل أنماطاً مختلفة في المجتمع الواحد على اختلاف أساليبها، ولما كان الهدف من قبول جميع الآراء وبدون استثناء فإنه يندرج في نطاق المشورة، وتذليل الصعوبات عبر انتقاء أيسر السبل لبلوغ الأهداف، ولا ريب أن الإقناع يسبق الاقتناع، ومن ثم التوافق على قبول هذا الرأي أو ذاك، متى ما تمت دراسة الجوانب الإيجابية ومدى جدواها، ليست الاقتصادية فحسب، بل والفكرية والمعنوية، لتشكل في نهاية الأمر نسقاً ثقافياً يسهل تمريره عبر النسيج الاجتماعي المختلف في الوسائل والمتفق في الأهداف، ولئن كانت هناك ضرورة ملحة في حتمية مواكبة المستجدات واللحاق بالركب الحضاري من خلال التطوير، فإنها كذلك تستلزم التهيئة لكي يتم استيعاب هذه المتطلبات بانسيابية تتيح إمكانية التفاعل مع الخطط لكيلا يشكل الاختلاف بعبعاً مخيفاً ويندرج تلقائياً في منظومة الرفض، وبالتالي انحسار الاستفادة من الآراء الإيجابية، فضلاً عن كونه استئثارا بالرأي الواحد ليكون السائد في مرحلة تقصي الآراء الأخرى ولا تتيح لها التفاعل وانسيابية التداول من خلال الاستماع إلى الآراء الأخرى ومناقشتها،حينئذ فإن الحوار سيفقد أحد أركانه ألا وهي الأريحية إذ أنها تتيح التكيف مع المعطيات الحضارية بمعزل عن التنازل، ومن شأنها كذلك إتاحة المجال لحيز أكبر للفكر وتنميته وتطويره بما يتسق مع المبادئ لتكون المقياس في تحديد ما يناسب والأخذ بأسبابه وترك مالا يناسب وترك أسبابه.

وما لم يتم بناء الفكر بناء سليماً متوازناً وتحصينه بسور القناعة، فإنه لن يلبث أن يكون هشاً رخواً يسهل التأثير عليه واحتوائه في خضم التقدم التقني عبر وسائل الاتصال المختلفة، ليكون صيداً سهلاً من السهل جره إلى المجهول، وبناء القناعة ترتكز على عوامل أساسية مؤثرة من ضمنها انتقاء الوسيلة المناسبة، والإقناع يكون من خلال المنطق في حين أن تمرير الاختلاف من خلال رحابة الصدر وفي إطار التسامح من الأهمية بمكان، والتسامح لا يعني بحال من الأحوال التساهل أو التفريط، بقدر ما يشكل واحة بديعة يخضبها الرفق بعنفوان الجمال بمفهومه الشامل، وأعني بذلك جمال الروح (والله جميل يحب الجمال) وجمال الروح يطرز خيوطاً ذهبية تحف الوجدان من كل جانب، وينمي القيم الإنسانية النبيلة، ويستثير مكامن الخير في الإنسان لتعلو بشأنه وترفع من قدره عند خالقه، ولما كان التسامح مقروناً بالرفق في القول والعمل من أثر بالغ في دعم الاستقرار النفسي لمن يتصف به كذلك فإنه يؤطر الاحترام والتقدير في تمازج فريد لاستشعار القيمة الحقيقية للإنسان التي كفلها الإسلام باحترام إرادته في التعبير عن رأيه ما يساهم في تقريب وجهات النظر، وتغليف النظرة الأحادية بنظرة جماعية شاملة منسجمة مع التوجه لما فيه الصالح العام، ومنح قدر أكبر للمشاركة في هذه الناحية، لتكون المحصلة إيجابية، وما يغيب عن الأذهان في بعض الأحيان قد يكون حاضراً في رأي هذا الطرف أو ذاك، واختلاف الآراء لا يعتبر مؤشراً سلبياً كما أسلفت، طالما أنها ستخضع للشفافية والفرز والمناقشة وبالتالي فإن الرأي المناسب المنسجم مع الأهداف سيجد الطريق ممهداً لتنفيذه، وهذا لا يعني الانتقاص من الآراء الأخرى، بل إنها منحت قدراً كبيراً من الاعتبار وانتقاء التحيز في هذا الجانب بدليل إتاحة الفرصة للجميع لكي يدلوا بآرائهم في حس وطني يحدوه الإخلاص والمحبة الصادقة، ويبقى الوطن في قلوب أبنائه شامخاً ويبقى الوطن هو الحضن الدافئ، فمهما تباينت آراؤهم فإنها تنصهر في تلاحم فذ، وكل مخلص غيور يدرك أن اجتهاده وإن جانب الصواب إنما هو عنوان صادق لانتمائه وحبه لوطنه، وحتماً سيجد الاحترام والتقدير لمشاعره النبيلة، ولم يصاحب الرفق عملاً إلا زانه قال رسول الهدى عليه أفضل الصلاة والتسليم (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه)، وعندما ينتفي الرفق ويزول التسامح فإن هذا بلا ريب يفضي إلى تفشي الغلظة وآثارها السلبية، ليست فقط في التنفير بل إنها لا تبرح ممارسة استفزاز المشاعر ما يسهم بشكل فاعل في تهيئة المناخ للعنف وبروزه وما يشكله من دمار في الأنفس والممتلكات ناهيك عن أثره السلبي بالاقتصاد، إذ أن النمو الاقتصادي مرهون بالاستقرار. وعطفاً على إفرازات العنف البغيضة فإن الاستثمارات تتقلص وتهاجر إلى أماكن أخرى، وبالتالي انحسار الفرص الاستثمارية ومردودها الإيجابي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى زيادة الأموال المخصصة من موارد الدولة للحفاظ على الأمن وحماية البلاد والعباد، ما يسهم في زيادة النفقات على الصعيد الأمني، بدلاً من أن تصب في قنوات أخرى كالصناعة والزراعة والتعليم والصحة، ما يساهم أيضاً في تضاؤل فرص العمل، ومن نافل القول أن ثقافة التسامح عندما تنضوي تحت لواء الرفق، فإن اللين سيكون مؤشراً لبلوغ الأهداف.

اقرأ المزيد

alsharq فن التعامل مع العميل الغاضب

في بيئة العمل، نلتقي يومياً بأشخاص يختلفون عنا في أنماطهم وسلوكياتهم وتوقعاتهم. منهم من يمر مرور النسيم؛ هادئاً،... اقرأ المزيد

21

| 17 أكتوبر 2025

alsharq تحقيق الثروة الاقتصادية عن طريق الموارد البشرية

الرضا الوظيفي له دور كبير فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وقد يعتقد الكثير من الهيكل الوظيفي المسئول... اقرأ المزيد

15

| 17 أكتوبر 2025

alsharq الجدالات التي تسرق أعمارنا

منذ عشر سنوات، كنت أدخل النقاشات كما يدخل أحدهم في معركة مصيرية. جلسة عائلية تبدأ بسؤال عابر عن... اقرأ المزيد

12

| 17 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية