رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ. د. عبد القادر شعبان بخوش

كلية الشريعة والدراسات الإسلامية / جامعة قطر.

مساحة إعلانية

مقالات

1659

أ. د. عبد القادر شعبان بخوش

قطر منارة ونموذج ملهم لحوار الحضارات

01 سبتمبر 2024 , 02:00ص

تُعَدّ دولة قطر منارة للإشعاع الحضاري وقامة بارزة في مجال الحوار الحضاري، كما تُعتبر جسرًا للتواصل الإنساني بين الثقافات. فهي واحدة من الدول الرائدة في تعزيز حوار الحضارات، وتمثل نموذجًا متقدمًا في دعم التعايش والتفاهم بين الثقافات المتنوعة. لقد أثبتت قطر أنها قوة مؤثرة في ترسيخ قيم الحوار والتسامح على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وإذ درجَ المؤرخون على وصف الأندلس بأنها حاضنةُ الحوار الحضاري في عصور الحضارة الإسلامية الزاهية، فإن قطر في هذا الوقت بالذات تُعَدّ حاضرةً معاصرةً ازدهرت فيها أشكالٌ عديدة وفريدة من تجليات الحوار الحضاري بدون منازع. ظلت قطر وفيةً لبُعدها الحضاري الإسلامي الأصيل المنفتح على الحضارات الأخرى، ولم تنفك عنه. لقد أضحى تعزيزُ قيم الحوار الحضاري خيارًا استراتيجيًا في المنظومة التعليمية والثقافية والسياسية، وما فتئت الدولة تبذل الغالي والنفيس في نشر قيمه داخليًا وخارجيًا.

سِجلُ قطر الحافل في الحوار بين الحضارات يعكس اهتمام الدولة العميق بحوار الحضارات، ويُظهر مدى تكامل جهودها عبر مختلف القطاعات التعليمية والثقافية والاجتماعية والسياسية. لقد نالت جهود قطر تقديرًا واسعًا على الصعيدين الإقليمي والدولي لدورها الفعّال في نشر ثقافة السلام وتعزيز قيم التعاون والتسامح.

أسست دولة قطر لجنة تحالف الحضارات في عام 2010 كخطوة استراتيجية لتعزيز التزامها بحوار الحضارات. تتولى اللجنة مسؤولية الإشراف على الجهود المبذولة لتعزيز ثقافة الحوار الحضاري، من خلال التنسيق مع مختلف الوزارات والقطاعات لضمان نجاح هذه المبادرات، فضلاً عن التعاون مع الفاعلين الإقليميين والدوليين. تشمل مهام اللجنة تهيئة الظروف اللازمة لترسيخ قيم التسامح والسلام، ومكافحة التطرف والتعصب، وتعزيز رسالة تحالف الحضارات كأداة قوة ناعمة للدبلوماسية الوقائية. تتماشى هذه الجهود مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تدعو إلى «رعاية ودعم حوار الحضارات والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة.»

علاوة على ذلك، نظمت قطر مؤتمرات متخصصة مثل المؤتمر السنوي الدولي للحوار بين الأديان، ومنتدى أمريكا والعالم الإسلامي. كما استضافت العديد من الفعاليات الرياضية والثقافية التي تهدف إلى تعزيز العلاقات مع شعوب العالم، لاسيما فئة الشباب. بالإضافة إلى ذلك، كانت سباقة في طرح برامج أكاديمية جامعية متخصصة في «الأديان وحوار الحضارات»، بما في ذلك برامج الماجستير والدكتوراه، والتي تُعدّ الأولى من نوعها في المنطقة والإقليم. كذلك، أعلنت قطر عن جوائز دولية مثل جائزة الدولة لحوار الأديان، وأطلقت مشروع موسوعة الاستغراب، مما يعكس التزامها العميق بتعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات.

تُظهِر نوعية هذه النشاطات وتنوعها، على الرغم من كونها جزءًا من الإنجازات العديدة التي حققتها دولة قطر، الدور البارز للتجربة في هذا المجال الحيوي الذي أثبتت فيه قطر نجاحًا باهرًا ولافتًا. يتجلى ذلك بشكل خاص في استضافتها لجاليات متنوعة من دول مختلفة ومن خلفيات دينية وثقافية متعددة، حيث يعيش الجميع في وئام وانسجام دون أن يفقد أي منهم هويته وخصوصياته الثقافية، مما يجعلها منارة ونموذجًا ملهمًا للحوار بين الحضارات في عالمنا المعاصر.

 

مساحة إعلانية