رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
هل يخرج العرب عن صمتهم ويدينون المجازر في الشوارع العربية؟ الرئيس اليمني يختار هدم المعبد على الجميع ضرورة فرض العقوبات الدولية على الأنظمة القمعية
سيدي الجنرال، جنودك يعملون مجاناً ليثبتوا أنهم قادرون على تمزيق أمهاتهم إرباً إرباً وإلقاء المزق الى الخنازير دون أن يتحرك لهم ساكن. الجملة نطق بها عبيد الديكتاتور في الرواية العالمية (خريف البطريرك) (The Autumn of the Patriarch) للكاتب الكولومبي "غارسيا ماركيز" (García Márquez)، التي تحكي قصة حاكم لا يعرف أي شيء عن ظروف العالم حوله وكيف يدار، ولا يفهم حتى ما إذا كان ثمة في الكون بلاد غير بلاده، إنه مجرد أحمق جاء الى السلطة عن طريق المصادفة. وهو لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ضعيف لا يشعر بالقوة إلا بمقدار ما تكون أمه قريبة منه التي كانت تقول عنه لو كنت أعلم أن ابني سيصير رئيس جمهورية لكنت أرسلته إلى المدارس، ولهذا أعطاها صفة قديسة الوطن بمرسوم ملكي، هو نفسه الذي يفعل ما يشاء وقت يشاء، وإذا لم تعجبه الساعة الحادية عشرة ستكون بأمره الثانية عشرة. كان الحاكم بأمره وفي كل مرة يشعر بأن سلطته في خطر يعمد لإصدار عفو جديد عن كل المساجين ويأمر بعودة كل المنفيين ما عدا الكتاب. لقد كان مجرد ديكتاتور صغير يظن أنه بطل وطني، ولكن عندما واجه تمرداً، وجه أصابع الاتهام لـ "أياد أجنبية" و"أجندات سرية " بتحريك الثورة ضد حكمه الديكتاتوري "العادل". وفي النهاية يموت الجنرال العجوز وحيدا حين تخلى عنه الجميع، بعد ان ضيع كل ثروات الوطن وقواه، حتى البحر الذي لم يبق سواه يضطر للتنازل عنه للأمريكيين الشماليين!!
سواء كتب عليه أو اختاره قدره بيديه، فالمواطن في العالم العربي عاش حياة لا يحسد عليها توزعت بين أنظمة ملكية وأنظمة جمهورية لكنها ليست ملكية صرفة ولا جمهورية خالصة وهي أشبه بدول تحتوي على خليط مشوه لكيان دولة من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في مواجهة عالم متحضر يعيش ألفية القرن الواحد والعشرين. هل العيش في وسط الملكيات العربية أفضل منه في الجمهوريات؟! وهل النظام الملكي ارحم في قمع شعبه من النظام الجمهوري أم انه لا يوجد فرق حقيقي؟! تقرير مجلة الشؤون الخارجية (Foreign Affairs) تطرق الى تعامل بعض الأنظمة العربية مع الثورات الشعبية. فبينما نجحت الشبكات الاجتماعية في حشد مئات آلاف المتظاهرين بسرعة كبيرة في بعض البلدان العربية مثل مصر وتونس، تنامى الزخم الشعبي في سورية تدريجياً كمثال آخر. ومع انه لم يشارك بعض الناشطين فيها خوفاً من لجوء الجيش إلى القوة، ولم يتجاوب الشعب مع الدعوة إلى الإضراب العام في بداية انطلاقتها، إلا أن رد فعل النظام العنيف تجاه المطالب الأولى المتواضعة زاد من التمسك بالتغيير تصميماً وعزماً، وبمرور الوقت، تم الانتقال من المطالبة بإنهاء قانون القمع والطوارئ وإدانة فساد النظام إلى الدعوة صراحة إلى تفكيك نظام الحكم. وتمثل رد الفعل كما أشار التقرير إلى محاولات سلب التظاهرات السلمية شرعيتها، واعتبارها "مؤامرة خارجية"، وتقديم تنازلات محدودة على أمل استرضاء الشعب من خلالها، من إقالة الحكومة، وإنهاء قانون الطوارئ التي ربما كانت ستنجح في تهدئة الأصوات المطالبة بالتغيير لو طُرحت في البداية، ولكن بما أن ردود فعل النظام جاءت متأخرة، بدت هذه الوعود غير صادقة وافتقرت إلى الصدق والجدية. وقد جاء رد النظام تجاه الأصوات المتنامية المطالبة بتغيير عنيف وبلا رحمة كما حصل في سورية. وقد قارن التقرير بين مواقف بعض الأنظمة العربية الأخرى، فالأردن واجه تحديات مماثلة، فكما في سورية، ركزت التظاهرات في الأردن بادئ الأمر على القضايا الاجتماعية والفساد المتفشي، إلا أنها سرعان ما تطورت لتدعو إلى إصلاحات دستورية، وعلى الرغم من ذلك، تعامل النظام مع القضايا الملحة بإقناع أكبر، مقارنة بنظيره السوري، فتواصل مع القبائل واللاجئين الفلسطينيين، كذلك زار المناطق المهمشة، وأشرف رأس النظام شخصياً على لجان ملكية تُعنى بشؤون الإصلاح والحوار الوطني، ولم يتضح بعد مدى جدية الإصلاحات التي سيتخذها، ولكن تبين أن مقاربته أكثر نجاحاً من الوعود الغامضة التي أطلقها الرئيس السوري والقمع الذي لجأ إليه القذافي!
الكرة في الناحية الأخرى من الخليج تقبع اليوم في ملعب الرئيس اليمني "السابق" الذي حرق كل المبادرات الداخلية والخليجية والدولية لحل الأزمة في بلده الجريح المنكوب. لقد عاصر كل السيناريوهات في الدول العربية وشاهدها على المحطات الفضائية التي يتهمها بالعمالة والخيانة من المحيط إلى الخليج، لقد اختار الحل الذي يريده أن يتحقق في اليمن إلذي كان يسمى بالسعيد ليحوله إلى تعيس حزين، ينتشر فيه العنف والقتل والدماء بين أبناء الشمال والجنوب وينقله من كيان الدولة إلى صوملة أخرى، إلى مجرد قبائل متحاربة متصارعة بالحديد والنار، لقد كنا نأمل ولو في اللحظات الأخيرة وقبل فوات الأوان وتحت أي حجة وأي مبادرة محلية خليجية عربية افريقية دولية انه سيقوم بقبول الشروط التي كان يرفضها منذ البداية ويخرج من الباب الخلفي للرئاسة على الأقل محتفظا بالقليل من الكرامة، أهمها انه لم تلطخ يده بدماء شعبه الذي يفترش الشوارع بالملايين مطالبا برحيله مع نظامه!! ولكنه أبى إلا أن يسلك طريق الانتحار بحرق اليمن عن بكرة أبيه كما احرق نيرون روما وجلس يغني بأشعار هوميروس وبيديه آلة للطرب التي قد يستخدمها علي عبدالله صالح بمصاحبة آلة العود مع الإيقاع العدني! الغريب أنه رغم كل القتل والدماء والحصار، وحظر التجول، والترويع، لا نجد إدانة حقيقية من الدول العربية وجامعتها وغالبية شعوبها التي تشاهد المحطات الإخبارية وتذهب إلى النوم قريرة العين وكأنها تشاهد مسلسل باب الحارة أو احد المسلسلات التركية الطويلة!
يجب أن نصل إلى قناعة أن الكثير من الزعماء والرؤساء العرب لن يرحلوا إلا بعد هدم المعبد على رؤوس الجميع في محاولة لتحويل الربيع العربي إلى "خريف البطريرك"، ولن يتنازلوا عن أوهامهم من أن الشعوب لا تستطيع العيش بدونهم إلا بعد أن ينبذهم العالم وتفرض عليهم العقوبات الدولية وتجمد أرصدتهم ويتم طرد سفرائهم والسعي إلى استهدافهم شخصيا وتسليمهم إلى المحكمة الدولية كمجرمي حرب واجهوا الانتفاضات والثورات الشعبية بالرصاص والقتل والمرتزقة والشبيحة. اليقين أنهم ومهما طال الزمن سيتساقطون كما تتساقط أوراق الخريف!
تهنئة إلى شخصية العام الإعلامية
تهنئة قلبية عابرة من القارات نتقدم بها إلى عميد صحافتنا الأستاذ ناصر محمد العثمان الأمين العام لاتحاد الصحافة الخليجية بفوزه بجائزة شخصية العام الإعلامية لسنة 2011. كان بودنا ان تكون لنا جمعية صحافة أسوة ببقية كل دول العالم الأخرى لكي نحتفل تحت مظلتها مع بو محمد، ولكن قدرنا أن نشكل حجر الزاوية في اتحاد الصحافة الخليجية وفي الخارج ونتحول إلى مجرد أحجار لا قيمة لها في الداخل!!
Aljaberzoon.blogspot.com
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي يجمع المنتخبين الأردني والمغربي على استاد لوسيل، في مواجهة تحمل كل مقومات المباراة الكبيرة، فنيًا وبدنيًا وذهنيًا. المنتخب الأردني تأهل إلى النهائي بعد مشوار اتسم بالانضباط والروح الجماعية العالية. كما بدا تأثره بفكر مدربه جمال السلامي، الذي نجح في بناء منظومة متماسكة تعرف متى تضغط ومتى تُغلق المساحات. الأردن لم يعتمد على الحلول الفردية بقدر ما راهن على الالتزام، واللعب كوحدة واحدة، إلى جانب الشراسة في الالتحامات والقتالية في كل كرة. في المقابل، يدخل المنتخب المغربي النهائي بثقة كبيرة، بعد أداء تصاعدي خلال البطولة. المغرب يمتلك تنوعًا في الخيارات الهجومية، وسرعة في التحولات، وقدرة واضحة على فرض الإيقاع المناسب للمباراة. الفريق يجمع بين الانضباط التكتيكي والقوة البدنية، مع حضور هجومي فعّال يجعله من أخطر منتخبات البطولة أمام المرمى. النهائي يُنتظر أن يكون مواجهة توازنات دقيقة. الأردن سيحاول كسر الإيقاع العام للمباراة والاعتماد على التنظيم والضغط المدروس، بينما يسعى المغرب إلى فرض أسلوبه والاستفادة من الاستحواذ والسرعة في الأطراف. الصراع في وسط الملعب سيكون مفتاح المباراة، حيث تُحسم السيطرة وتُصنع الفوارق. بعيدًا عن الأسماء، ما يجمع الفريقين هو الروح القتالية والرغبة الواضحة في التتويج. المباراة لن تكون سهلة على الطرفين، والأخطاء ستكون مكلفة في لقاء لا يقبل التعويض. كلمة أخيرة: على استاد لوسيل، وفي أجواء جماهيرية منتظرة، يقف الأردن والمغرب أمام فرصة تاريخية لرفع كأس العرب. نهائي لا يُحسم بالتوقعات، بل بالتفاصيل، والتركيز، والقدرة على الصمود حتى اللحظة الأخيرة.
1137
| 18 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن عشر من ديسمبر، تتجدد في القلوب مشاعر الفخر والولاء والانتماء لدولة قطر، ونستحضر مسيرة وطنٍ بُني على القيم، والعدل، والإنسان، وكان ولا يزال نموذجًا في احتضان أبنائه جميعًا دون استثناء. فالولاء للوطن ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية ومسؤولية نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر، ليكبروا وهم يشعرون بأن هذا الوطن لهم، وهم له. ويأتي الحديث عن أبنائنا من ذوي الإعاقة تأكيدًا على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع القطري، لهم الحق الكامل في أن يعيشوا الهوية الوطنية ويفتخروا بانتمائهم، ويشاركوا في بناء وطنهم، كلٌ حسب قدراته وإمكاناته. فالوطن القوي هو الذي يؤمن بأن الاختلاف قوة، وأن التنوع ثراء، وأن الكرامة الإنسانية حق للجميع. إن تنمية الهوية الوطنية لدى الأبناء من ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة، حين نحدثهم عن الوطن بلغة بسيطة قريبة من قلوبهم، نعرّفهم بتاريخ قطر، برموزها، بقيمها، بعَلَمها، وبإنجازاتها، ونُشعرهم بأنهم شركاء في هذا المجد، لا متلقّين للرعاية فقط. فالكلمة الصادقة، والقدوة الحسنة، والاحتفال معهم بالمناسبات الوطنية، كلها أدوات تصنع الانتماء. كما تلعب المؤسسات التعليمية والمراكز المتخصصة دورًا محوريًا في تعزيز هذا الانتماء، من خلال أنشطة وطنية دامجة، ومناهج تراعي الفروق الفردية، وبرامج تُشعر الطفل من ذوي الإعاقة أنه حاضر، ومسموع، ومقدَّر. فالدمج الحقيقي لا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل يمتد ليشمل الهوية، والمشاركة، والاحتفال بالوطن. ونحن في مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة نحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا من ذوي الإعاقة من خلال احتفال وطني كبير نجسّد فيه معاني الانتماء والولاء بصورة عملية وقريبة من قلوبهم. حيث نُشرك أبناءنا في أجواء اليوم الوطني عبر ارتداء الزي القطري التقليدي، وتزيين المكان بأعلام دولة قطر، وتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية، بما يعزز شعور الفخر والاعتزاز بالوطن. كما نُحيي رقصة العرضة القطرية (الرزيف) بطريقة تتناسب مع قدرات الأطفال، ونُعرّفهم بالموروث الشعبي من خلال تقديم المأكولات الشعبية القطرية، إلى جانب تنظيم مسابقات وأنشطة وطنية تفاعلية تشجّع المشاركة، وتنمّي روح الانتماء بأسلوب مرح وبسيط. ومن خلال هذه الفعاليات، نؤكد لأبنائنا أن الوطن يعيش في تفاصيلهم اليومية، وأن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة، بل شعور يُزرع في القلب ويترجم إلى سلوك وهوية راسخة. ولا يمكن إغفال دور المجتمع والإعلام في تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز نماذج ناجحة ومُلهمة منهم، مما يعزز شعورهم بالفخر بذواتهم وبوطنهم، ويكسر الصور النمطية، ويؤكد أن كل مواطن قادر على العطاء حين تتوفر له الفرصة. وفي اليوم الوطني المجيد، نؤكد أن الولاء للوطن مسؤولية مشتركة، وأن غرس الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا من ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنسانية. فهؤلاء الأبناء ليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، يحملون الحب ذاته، ويستحقون الفرص ذاتها، ويشاركون في مسيرته كلٌ بطريقته. حفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا، وجعلها دائمًا وطنًا يحتضن جميع أبنائه… لكل القدرات، ولكل القلوب التي تنبض بحب الوطن كل عام وقطر بخير دام عزّها، ودام مجدها، ودام قائدها وشعبها فخرًا للأمة.
1098
| 22 ديسمبر 2025
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
861
| 24 ديسمبر 2025