رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في العقود الماضية كانت الدراما الرمضانية خليجيا لا تخرج عن فنتازيا أساطير صراع الخير والشر أما الدراما العربية فتنتقل بين المسلسلات المصرية التي تتناول عهد البشوات والطرابيش الحمر أو مسلسلات عن الحارة المصرية وطيبة أهلها ودخلت عليها بفترة متأخرة المسلسلات السورية التي بدأت بالفنتازيا التاريخية وظهرت مسلسلات الجوارح والكواسر والفوارس وانتهت بتسليط الضوء على الحارة السورية والقيم الاجتماعية التي تربط بين أهل الحارة. اما الدراما الاسلامية فكانت لا تخرج عن نمط واحد وهو كفار قريش الذين تظهرهم المسلسلات بوجوه قبيحة كثة اللحية وبأصوات خشنة ومرعبة وعلى الطرف الاخر المسلمون بلبس ابيض وحوار ناعم وهادئ وخاشع اما القصة فهي مقتطفات من مواقف صدر الإسلام مع الالتزام بالضوابط الشرعية فلا تجسيد لصورة المصطفى عليه السلام ولا الصحابة العشر المبشرين ولا الدخول في القضايا الجدلية مع ديكور وازياء متواضعة جدا ولم تكن هذه المسلسلات تتابع او تثير أي قضية فكرية او طائفية حتى خلافية، وإن كان هناك انتاج جيد في الدراما إلا ان ما ذكرناه هو الصورة النمطية الغالبة.
* ومع تطور الدراما الرمضانية سواء الدراما الخليجية والمصرية والسورية إلا أن الدراما الاسلامية ظلت على وضعها إلى أن جاء مسلسل الحسن والحسين الذي فتح الباب على الدراما الإسلامية على مصراعيه وفتح معه العديد من القضايا الفقهية والجدلية حول شرعية تجسيد الصحابة وال البيت الكرام والخلاف الطائفي والفتنة التي حدثت بعد وفاة الخليفة الراشد عثمان بن عفان وما تلاه من تفرق الأمة الى شيعة وسنة وخوارج وصابئة وحدوث القتال بينهم وفتح المسلسل الخلاف الطائفي الشيعي والسني والنظرة لآل البيت والى الخلافة الأموية ومع حساسية الفترة التاريخية التي تناولها المسلسل إلا أنه تميز بأن العديد من أساتذة التاريخ الإسلامي وعددا من المحققين في كتب التاريخ ساهموا في كتابة سيناريو المسلسل كما انه حصل على موافقات شرعية من عدد من العلماء وظهرت بعده مسلسلات إسلامية عدة اتخذت نفس المنهجية، منهجية التدقيق والمراجعة وإشراك العلماء والمؤرخين والمدققين في كتابة السيناريو مثل مسلسل عمر بن الخطاب ومسلسل احمد بن حنبل والشافعي وغيرها الكثير وغيرها.
*ولكن المنهجية والتدقيق في كتابة المسلسلات لا ينطبقان على كل المسلسلات الإسلامية بشكل عام بل ظهرت مسلسلات يطلق عليها إسلامية ولكنها تشوه التاريخ الإسلامي وبعضها لا يتعامل مع شخصيات الصحابة والعلماء بوقار واحترام بل انه يتعامل مع قصص الصحابة كما يتعامل مع مسلسلات شارع الهرم ويبحث عن الاثارة والجدل والشبهة والابتذال الأخلاقي في ظهور الممثلين ليضمن التسويق بل إن بعض من يكتب سيناريوهات المسلسلات غير مختص بالتاريخ ولا يحرص على البحث عن المحققين التاريخيبن المعتمدين فيقع بالمحاذير الشرعية والتاريخية وحتى الذوقية ولنا في مسلسل معاوية بن ابي سفيان والذي أثار الجدل عند عرضه خير مثال حيث قدم شخصية الصحابي الجليل بصورة غير لائقة مع أزياء اخر موضة ولوكيشن كقصور العباسيين والمماليك.
* ومع اختلاط الغث بالسمين في انتاج الدراما الإسلامية يجب ألا يترك المنتجون والممثلون وكتاب السيناريو وفق اهوائهم فما يكتب ويمثل ويخرج في هذه المسلسلات هو جزء من عمقنا وتاريخنا وهويتنا الإسلامية ويجب ان تكون هناك جهات رسمية في الفتوى والتوثيق التاريخي تضع ضوابط لأي مسلسل يتناول التاريخ ويجب على وزارات الاعلام العربية والفضائيات ألا تقوم بعرض أي مسلسل فيه أخطاء تاريخية او تشوية.
ويجب على الدوائر الإسلامية الفقهية او جهات الإفتاء ووزارات الأوقاف ان يكون لها دور حتى الجهات الخيرية والفكرية التي تحرص على عرض تاريخنا الإسلامي بطريقة محققة وموثقة يجب ان يكون لها دور وبصمة في هذا الامر سواء بالمشاركة بالإنتاج أو التدقيق.
أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل منبراً دولياً لتجديد المواقف وتثبيت المبادئ، وقد كانت فرصة لدولة قطر لتؤكد... اقرأ المزيد
93
| 26 سبتمبر 2025
لم تكن كلمة سموّ الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة، في الأمم المتحدة يوم... اقرأ المزيد
468
| 26 سبتمبر 2025
أجمعت المحافل الدبلوماسية وقادة معظم الدول وعديد المراقبين للشأن الأممي على أن الخطاب الذي ألقاه حضرة صاحب السمو... اقرأ المزيد
192
| 26 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
2403
| 26 سبتمبر 2025
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست مجرد مهارة إضافية، بل ضرورة تمس حياة كل فرد وإذا كان العالم بأسره يتجه نحو تنويع اقتصادي يخفف من الاعتماد على مصدر واحد للدخل، فإن قطر – بما تمتلكه من رؤية استراتيجية – تدرك أن الاستدامة الاقتصادية تبدأ من المدارس القطرية ومن وعي الطلاب القطريين. هنا، يتحول التعليم من أداة محلية إلى بوابة عالمية، ويصبح الوعي المالي وسيلة لإلغاء الحدود الفكرية وبناء أجيال قادرة على محاكاة العالم لا الاكتفاء بالمحلية. التعليم المالي كاستثمار في الاستدامة الاقتصادية القطرية: عندما يتعلم الطالب القطري إدارة أمواله، فهو لا يضمن استقراره الشخصي فقط، بل يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. فالوعي المالي يساهم في تقليل الديون وزيادة الادخار والاستثمار. لذا فإن إدماج هذا التعليم يجعل من الطالب القطري مواطنا عالمي التفكير، مشاركا في الاقتصاد العالمي وقادرا على دعم قطر لتنويع الاقتصاد. كيف يمكن دمج الثقافة المالية في المناهج القطرية؟ لكي لا يبقى الوعي المالي مجرد شعار، يجب أن يكون إدماجه في التعليم واقعًا ملموسًا ومحاكيًا للعالمية ومن المقترحات: للمدارس القطرية: • حصص مبسطة تدرّب الطلاب على إدارة المصروف الشخصي والميزانية الصغيرة. • محاكاة «المتجر الافتراضي القطري» أو «المحفظة الاستثمارية المدرسية». للجامعات القطرية: • مقررات إلزامية في «الإدارة المالية الشخصية» و»مبادئ الاستثمار». • منصات محاكاة للتداول بالأسهم والعملات الافتراضية، تجعل الطالب يعيش تجربة عالمية من داخل قاعة قطرية. • مسابقات ريادة الأعمال التي تدمج بين الفكر الاقتصادي والابتكار، وتبني «وعيًا قطريًا عالميًا» في آن واحد. من التجارب الدولية الملهمة: - تجربة الولايات المتحدة الأمريكية: تطبيق إلزامي للتعليم المالي في بعض الولايات أدى إلى انخفاض الديون الطلابية بنسبة 15%. تجربة سنغافورة: دمجت الوعي المالي منذ الابتدائية عبر مناهج عملية تحاكي الأسواق المصغرة - تجربة المملكة المتحدة: إدراج التربية المالية إلزاميًا في الثانوية منذ 2014، ورفع مستوى إدارة الميزانيات الشخصية للطلاب بنسبة 60%. تجربة استراليا من خلال مبادرة (MONEY SMART) حسنت وعي الطلاب المالي بنسبة 35%. هذه النماذج تبيّن أن قطر قادرة على أن تكون رائدة عربيًا إذا نقلت التجارب العالمية إلى المدارس القطرية وصياغتها بما يناسب الوعي القطري المرتبط بهوية عالمية. ختاما.. المعرفة المالية في المناهج القطرية ليست مجرد خطوة تعليمية، بل خيار استراتيجي يفتح أبواب الاستدامة الاقتصادية ويصنع وعيًا مجتمعيًا يتجاوز حدود الجغرافيا، قطر اليوم تملك فرصة لتقود المنطقة في هذا المجال عبر تعليم مالي حديث، يحاكي التجارب العالمية، ويجعل من الطالب القطري أنموذجًا لمواطن عالمي التفكير، محلي الجذور، عالمي الأفق فالعالمية تبدأ من إلغاء الحدود الفكرية، ومن إدراك أن التعليم ليس فقط للحاضر، بل لصناعة مستقبل اقتصادي مستدام.
2304
| 22 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
2301
| 25 سبتمبر 2025