رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1025

2022 عام الندوات الثقافية والمعارض والمعرفة

31 ديسمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
طه عبدالرحمن

شهد عام 2022 إقامة وزارة الثقافة نسخة استثنائية من معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الحادية والثلاثين، حيث يُعد أول معرض من نوعه يُقام في قطر، وكذلك على مستوى دول الخليج العربية، في دلالة كبيرة على أن دولة قطر لها تاريخ عريق من الثقافة، وأنها مستمرة في عطائها لنشر الثقافة والمعرفة.

وفي استطلاع لـ الشرق مع عددٍ من المبدعين والناشرين، أكّدوا أن الأمر لم يقف في ذات العام عند إقامة هذا المعرض فقط، بل تجاوزه إلى إقامة معرض رمضان للكتاب في نسخته الأولى، بمشاركة 35 ناشراً من تسع دول، حيث عكست هذه المشاركات توق القراء إلى المعرفة، والنهل من زاد الكتب والإصدارات المختلفة.

وبين المعرضين، شهدت الدوحة رواجاً ثقافياً آخر خلال ذات العام، وهو موسم الندوات في نسخته الأولى، مستهدفاً بناء شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتمع، ودعم الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية، إلى جانب إقامة فعاليات لطرح الآراء والأفكار التي تسهم في خدمة المجتمع وإثراء المشهد الثقافي.

شيخة آل ثاني: قطر رمز للإثراء الثقافي

تصف الشيخة شيخة آل ثاني، مدير دار كتارا للنشر، عام 2022 بأنه عام مميز فيما يتعلق بإثراء الثقافة في قطر، وتقول: رأينا مدى نجاح معرض الدوحة الدولي للكتاب، باشتراك دور النشر والمكتبات من جميع أنحاء العالم، حتى أصبحت قطر رمزاً للإثراء الثقافي، إذ تعد معارض الكتب طريقة ممتازة لإثراء الكتب وللتعرف على الإصدارات الجديدة ودور النشر المختلفة.

وتقول: إن دار كتارا للنشر تتشرف بتقديم الأعمال الأدبية الحائزة على جائزة كتارا للرواية العربية كل عام، حيث تعد المشاركة في معارض الكتب مهمة بالنسبة لنا بصفتنا دار نشر رائدة في المنطقة، حيث نعرض أعمال الكتّاب المبدعين، بالإضافة إلى التعرف أيضاً على الأعمال الإبداعية من البلدان الأخرى. لافتة إلى أن شعار معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته خلال عام 2022، كان "العلم نور"، وهذا هو الهدف من وراء المشاركة، لإثراء المعرفة، ولغرس حب القراءة والكتابة.

وتتابع: في هذا العام الخاص الذي استضافت فيه قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، أطلقت دار كتارا للنشر 22 كتاباً احتفالاً برياضة كرة القدم وكأس العالم، منها كتاب يسلط الضوء على دور الثقافة في الرياضة، والتغطية الإعلامية لكأس العالم، والأهداف الأكثر شهرة، و22 سبباً لكون كأس العالم 2022 مميزة في قطر باللغتين العربية والإنجليزية، كما أطلقنا أربعة أعداد من مجلة Culture الثقافية والفصلية الخاصة بالثقافة، وهي دليل ثقافي شامل يقدم الثقافة القطرية والأنشطة الثقافية في قطر، ومن بين أعمالنا المنشورة كتب بالعربية والإنجليزية عن الخيل العربية، رمز التراث العربي.

وتلفت إلى أن الأعمال الإبداعية التي تنشرها دور النشر الرائدة مثل دار كتارا للنشر تشجع المؤلفين الجدد على تعزيز مهاراتهم وإلهامهم لكتابة رواياتهم الخاصة، ولذلك فإن المشاركة في معارض الكتب تثري المهارات الإبداعية وتلهم الكتاب، ومن أهداف دار كتارا للنشر تعزيز ودعم الإنتاج العربي وإثراء المكتبة العربية.

وتؤكد الشيخة شيخة آل ثاني أن دار كتارا للنشر تواصل تعزيز المشهد الثقافي في قطر والمنطقة لإلهام جيل من المفكرين والكتاب المبدعين لتطوير مواهبهم والمساهمة في الأعمال الأدبية القائمة.

بشار شبارو: حضورنا في المعارض أتاح فرصة التواصل مع القراء

تحرص دار جامعة حمد بن خليفة للنشر على حضور عددٍ من أبرز معارض الكتب حول العالم، كما تولي اهتماماً كبيراً بمشاركتها الدائمة كل عام في معرض الدوحة الدولي للكتاب، والذي يُعد الحدث الثقافي الأبرز على مستوى البلاد، وتطرح فيه الدار معظم إصداراتها الجديدة أمام القراء.

وحول هذه المشاركات الفعالة، يقول السيد بشار شبارو، المدير التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر: إن حضورنا القوي في معارض الكتب يتيح لنا فرصة التواصل مع قرائنا والتفاعل معهم. وتتميز إصداراتنا بالتنوع الهائل في المحتوى والنوع واللغة، كما يؤكد تقديمها في هذه المعارض قدرتنا على الوفاء بالتزامنا تجاه الكُتّاب والقراء على حد سواء، ويدل على ذلك حرصنا الدائم على تقديم أرقى مستوى ممكن من الإصدارات.

وتضع الدار على رأس أولوياتها التعاون مع المجتمع المحلي من خلال هذه المبادرات المحلية، وتبذل قصارى جهدها لإتاحة الفرص التعليمية والتربوية لقرائها من كل الفئات العمرية، وذلك في إطار المعارض المقامة والزيارات المدرسية، والتي تشجع الكُتّاب على قراءة أعمالهم على الطلاب والتحدث عن عملية الكتابة والمساهمة في نشر القراءة والكتابة والإبداع.

واحتفلت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر في 18 ديسمبر 2022 بنسخة استثنائية من اليوم الوطني للدولة، وجاء ذلك تزامناً مع نهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تُقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط، والتي شهدت نجاحاً منقطع النظير. وتضمن هذا الاحتفال تسليط الضوء على بعض الكتب التي تشهد على التطور الهائل والمعالم الثقافية الفريدة لدولة قطر، منها كتاب "ملاعب كرة القدم في قطر"، وهو الكتاب الأول ضمن سلسلة كتب كرتونية للأطفال، وكتاب "أسبوع في قطر" الذي يستعرض بالشرح والصور المعالم السياحية للبلاد وحدائقها ومتنزهاتها العامة وأماكنها الطبيعية.

أما أحدث ما صدر في هذه السلسلة، فهو كتاب "متاحف قطر"، والذي يستكشف فيه أحمد وصديقاه ثقافة قطر وتاريخها خلال جولة لمدة أسبوع بين المتاحف المحلية والمزارات الوطنية. وتتوفر هذه السلسلة باللغتين العربية والإنجليزية. وتسلط الدار الضوء على عدد من الكُتّاب القطريين وأعمالهم الأصلية ذات القيمة التاريخية والاجتماعية، ومنها كتاب "قطر التي عشناها" للكاتب الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، والذي يمكن اعتباره مرجعاً شاملاً لتاريخ قطر وحياة شعبها، ويكشف بالصور والوثائق مراحل نمو دولة قطر بدايةً من حياة الصحراء واصطياد اللؤلؤ وصولاً إلى مكانتها الرائدة حالياً بين دول العالم، وقدرتها على تنظيم فعاليات عالمية كبرى مثل كأس العالم لكرة القدم كأول بلد ينال شرف استضافته في الشرق الأوسط. كما تقدم الدار لعشاق الأدب رواية "نيران توبقال" للكاتب فيصل محمد الأنصاري، وهي رواية رائعة، تدور حول قصة شاب باحث عن الحقيقة وتقرير مصيره في جنبات الكون الكبير، وكلا الكتابين متوفران باللغة العربية.

روضة العامري:

دوحة الحرف تألقت عام 2022

تؤكد الكاتبة روضة العامري أن معارض الكتب كانت وما زالت تمثل حلقة وصل هموم الشعوب، وثقافات الحضارات، وكلما خضعت هذه المعارض لمبدأ الحريات، وعدم وجود مقص الرقيب كلما أمعنت في تحقيق السلم الأهلي للمجتمع، وساهمت في بناء ذائقة متحررة من الإكراه، والخوف.

وتقول: إنه لا رقابة على حرية القلم إلا مسؤولية الذات، ولا رقابة على رشحات الفكر إلا يقظة الضمير، ولا رقابة على نور الكلمة إلا وجود المسؤولية، إننا عندما نرحب بوجود معارض في قطر في 2022، فإننا نؤكد على أن قطر هي دوحة للحرف، وهي واحة للسلم، وهي عاصمة للثقافة، وهي خير دليل على أنها تمثل حرية عامة ليس فيها أي قهر للتفكير، أو حصار للفكر.

زهرة اليوسف: المعارض دعمت الكُتّاب

 

تقول الكاتبة زهرة اليوسف: تعد المعارض المحلية والدولية ذات أهمية كبيرة لدى القارئ والمؤلف فهي ملتقى ينتظرها الجميع في كل عام بفارغ الصبر لاسيما معرض الدوحة الدولي للكتاب والذي يعد من أهم المعارض التي تقام في دول الخليج لتنوع الإصدارات وتبادل الثقافات التي تحصل به في كل عام.

وتتابع: شهدنا في عام 2022 بداية موفقة لانطلاق معرض رمضان للكتاب والذي شكل نقلة نوعية من خلال اختيار الكتب الدينية خصيصاً لتكون أساسية في هذا المعرض، كما شهدنا في فترة كأس العالم التركيز خصيصاً على الكتب الرياضية واستعراضها من خلال الملتقى القطري للمؤلفين. معربة عن الأمل في إتاحة الفرصة لإقامة معارض محلية أخرى، وذلك لإعطاء الفرصة للكُتّاب القطريين للمشاركة واستعراض إصداراتهم في أكثر من معرض، كأحد أشكال دعم الكُتّاب ولتوعية القارئ بأهمية القراءة والكتب.

وتضيف الكاتبة زهرة اليوسف إننا نشهد تقدماً في معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي أتاح الفرصة للمشاركة بدعم الكُتّاب من خلال عرض إصداراتهم والأنشطة المتنوعة التي تقام على هامشه، بما يزيد من الفرص المتاحة للمؤلف، للحديث وللتعريف بإصداره.

د. علاء الدين آل رشي: معارض الدوحة تنبض بالحرية

 

من خلال تجربته ومشاركته في معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة. يقول د. علاء الدين آل رشي، مدير المركز التعليمي لحقوق الإنسان في ألمانيا، إن مثل هذه المعارض تعيد ذاكرتنا إلى سوق عكاظ وصولاً إلى تلاقي الحضارات وتفاعل الذائقة الثقافية التي تقي المجتمع من التيه، ومن هنا، كان حرصي على حضور معارض الدوحة النابضة بالحرية.

ويتابع: كان معرض الدوحة للكتاب أشبه بكتاب مفتوح وفكر مسموع فلا رقابة تمنع ولا سياسة تقمع، بل الدوحة ترحب وتجمع. لقد ألفت في الدوحة ظلال الفكر وكمال المعرفة فلا كرامة إلا للحرف وأهله، إذ جمعتني الدوحة بذخائر الثقافة رواية وفكراً، وكلما دعمنا هذه النشاطات كلما نحتنا من اسم قطر أيقونة علم وسلم. مؤكداً قيمة هذه المعارض في قدرتها على بث روح السلم، وبناء جيل يصنع الحياة ويقدر الثقافة.

موسم الندوات أثرى الحراك الثقافي

شهد العام 2022، إطلاق وزارة الثقافة للنسخة الأولى من موسم الندوات، وذلك بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، حيث شهد هذا الموسم عدة فعاليات نوعية، تنوعت عناوينها، حيث شملت قضايا ثقافية وفكرية متنوعة، وهو ما انعكس على مستوى النقاش والحوار بين ضيوفها من المتحدثين، وبين جمهورها من الحضور.

وغلب على هذه الفعاليات التنوع، تلبية لمختلف الشرائح والفئات، ما جعل هذه الفعاليات تخرج عن الطابع التقليدي للندوات، إلى مرئيات تثير الحوار والنقاش، وتستقطب إليها مختلف المبدعين وجمهور المتلقين، وهو الأمر الذي أثرى بدوره المشهد الثقافي، ودعم المجتمع، بكل ما هو مفيد من موضوعات.

وجاءت هذه الفعاليات في ظل تعطش المجتمع الثقافي المحلي لمثل هذه الندوات، وذلك لاستقاء المعلومات منها، وهو ما يثري المشهد الثقافي في مختلف مجالاته، عن طريق المناقشات مع ذوي الاختصاص، ما جعل موسم الندوات ظاهرة صحية ومتميزة في الوقت نفسه، بأن يكون هناك شكل من أشكال الحراك الثقافي المجتمعي، بتفاعل مختلف الشرائح والفئات مع مثل هذه الفعاليات، الأمر الذي يخرج هذه الندوات عن الإطار التقليدي للندوات، إلى فعاليات، تضم نقاشات وحوارات تفيد المجتمع، بكل ما هو مبدع وخلاق.

واللافت في هذه الفعاليات حضور الشباب لها، وتقديم موضوعات ثقافية وفكرية تخاطب وجدانهم، مطروحة على الساعة، وهو ما يثري بدوره المشهد الثقافي والمعرفي عموماً في المجتمع، ويواكب اهتمامات مختلف شرائحه وفئاته، ما يعكس مدى أهمية موسم الندوات، ويخرجه عن الطور التقليدي، ما جعله مهرجاناً ثقافياً يتواصل فيه الجمهور مع مجموعة كبيرة من العلماء والمثقفين والفنانين والأدباء والمبدعين.

وتجاوزت فعاليات النسخة الأولى من موسم الندوات إطار التنظير إلى فضاء من النقاش وتبادل الآراء، وهو ما ساهم بدوره في تقليص فجوة التواصل مع الجمهور، ما خلق بدوره أجواءً جاذبة للشباب للالتقاء برموز الثقافة والفنون والفكر، لاكتساب المعارف وتنمية الخبرات لديهم، انطلاقاً من أن الحاجة للمعرفة ضرورة يجب الحرص عليها.

معرض رمضان للكتاب.. تراث من المعرفة

شهدت سنة 2022، إقامة وزارة الثقافة للدورة الأولى من معرض رمضان للكتاب، حيث أقيم في الساحة الغربية لسوق واقف، بمشاركة دور نشر محلية وعالمية، وجاء امتداداً لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، وذلك في إطار حرص الوزارة على توطين الكتاب من خلال التشجيع على القراءة، والحث عليها، وامتداداً لفروع العلم والمعرفة، بالإضافة إلى ما استهدفه المعرض من تعزيز للقيم الثقافية الأصيلة والاحتفاء بالموروث القطري الأصيل، علاوة على كون المعرض فرصة لاستثمار الشهر الفضيل في تنمية المعارف.

كما استهدف المعرض دعم الناشرين القطريين بتسويق الكتاب وتوسيع دائرة القراءة، وانطلاقاً من أن تقدم المجتمع ونهضته رهن الاهتمام بالقراءة والمعرفة، وأن الكتب من أهم وسائل تطوير الذات، والارتقاء بالفكر الإنساني، بجانب التأكيد على أن عادة القراءة تسهم في تنمية الفكر والمعرفة.

وقدمت دور النشر المشاركة بالمعرض العديد من العناوين الجديدة المتخصصة في العلوم الدينية، والتربوية، والثقافية، باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك بما يتناسب مع مختلف الفئات العمرية. وأقيم على هامش المعرض، مجموعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والدينية، بالإضافة إلى أنشطة متنوعة موجهة للأطفال، بالإضافة إلى عروض مسرحية.

مساحة إعلانية