رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

720

بلدة حوارة الفلسطينية.. أجواء رمضانية تحت حصار خانق

31 مارس 2023 , 07:00ص
alsharq
مشهد يتكرر يوميا في بلدة حوارة الفلسطينية
رام الله - محمـد الرنتيسي

كل شيء في بلدة حوارة الفلسطينية جنوب مدينة نابلس، بات في متناول الأيدي الآثمة وغير الرحيمة لجنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه، فالعائلات غدت مسجونة في منازلها، والشوارع تحولت إلى خنادق لإطلاق الرصاص والقنابل الغازية نحو المنازل، وكل شيء بات في متناول القبضة الحديدية المفعمة بالانتقام، والمنفلتة من كل الحسابات.

في حوارة، يطل الأطفال والأمهات، الذين يعيشون الأجواء الرمضانية تحت وطأة حصار جائر، من وراء قضبان النوافذ، على شوارع بلدتهم الخالية إلا من جنود الاحتلال وعصابات المستوطنين، فيما يجهد الآباء لتحسين ظروف «اعتقالهم» داخل السجن الكبير، وغير الآمن!.

المهمة تبدو صعبة، وتحتاج إلى أعصاب باردة، فالجنود الذين لا يفارقون البلدة، انفلتوا من عقالهم، وهم يفرضون العقوبات الجماعية على أكثر من ستة آلاف مواطن، عقوبات مفعمة برائحة الخراب والدمار، وتحويل كل ما تصل إليه أيديهم العابثة، إلى حطام.

«حولنا، وفوق منزلنا، وعلى أدراج المنزل المؤدية إلى السطح، يتنقل جنود الاحتلال المدججين بالإجرام، أما نحن فسجناء بين جدران المنزل» هكذا لخّص المواطن محمود حرز الله (42) عاماً، ما يجري في بلدته، لافتاً إلى أن جنود الاحتلال يتعمّدون اقتحام المنازل في وقتي الإفطار والسحور، للتنغيص على الأهالي، وتعكير فرحتهم بالشهر الفضيل.

غابة صيد

يوضح حرز الله، في اتصال هاتفي مع «الشرق»: جدول العقوبات ضد أهالي حوارة، مفتوح إلى المدى الذي يحدده مزاج جنود الاحتلال، الذين يتفنّنون في تعذيب مواطنين عُزّل، تحولت منازلهم، إلى سجون غير آمنة، فهؤلاء الجنود لا يقتحمون المنازل، إلا تحت وابل من الرصاص والقنابل الصوتية والغازية، ومن يصادفونه خارج المنزل، يصوّبون عيونهم الحديدية نحوه، ويعتدون عليه بالضرب الوحشي.

ويضيف: جنود الاحتلال أغلقوا مداخل البلدة بالكتل الإسمنتية، وحتى الطرق الفرعية لم تسلم من الإغلاق، ويمنعون الأهالي من الخروج من منازلهم، ومن يغامر بالخروج يقع في «غابة الصيد» فيتم صلبه وإخضاعه للتحقيق، ولا ينتهي به الأمر إلا بـ «دُش ساخن» تحت أعقاب البنادق.

أيام ثقيلة

وزاد ناصر ضميدي (48) عاماً: ما يجري في بلدة حوارة، أشبه بمشاهد من «فيلم كاوبوي» تتكرر تفاصيله المثيرة لدى معظم العائلات، موضحاً: «يستغلون تجمع العائلات وقت الإفطار، كي يعم العقاب ويشمل كل أفراد العائلة، يقتحمون المنازل بكل همجية، مطلقين القنابل الغازية،  ويتوعدون الأهالي بجولة أخرى على السحور»!.

أيام ثقيلة الوطأة تمر على أهالي حوارة، لا شيء للأهالي فيها سوى جدار من هواء، يُشكّل المجال الحيوي لبراعة القنص، الذي طالما تدرّب عليه جنود «المزاج الغاضب» الذي أضاف إلى مهامهم القمعية الاعتيادية، مهمة بث الرعب في نفوس الأطفال، وهي عادة يواظبون عليها عند الإفطار، وفي الأسحار.

مساحة إعلانية