رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1545

كتاب جديد يبحث في أسرار الوقت

31 يناير 2017 , 01:59م
alsharq
نيويورك - قنا

"لماذا يمر الوقت بسرعة الريح: تحقيق شبه علمي في المقام الأول"، هو عنوان كتاب جديد للكاتب الأمريكي آلان بورديك، يتحدث فيه عن رحلة بحثه عن الوقت.

ويجيب هذا الكتاب عن تساؤل طالما شغل كثيرا من العلماء والفلاسفة من الساعين للوصول إلى طرق لفهم الوقت وإدراكه وسبب مرور الوقت سريعاً عندما يقضي الإنسان وقتاً ممتعاً، ليفسر ذلك بأنه، عندما يستمتع الإنسان بوقته لا ينظر في ساعته أو لا يلتفت إلى الوقت، وعلى النقيض من ذلك، عندما ينتابه الملل ولا يجد لديه شيئا آخر للقيام به، يفكر في الوقت.

كما يجيب أيضاً عن تساؤل "لماذا يمر الوقت سريعاً كلما تقدمنا في العمر؟"، يقول بورديك في كتابه إن جميع المؤشرات تشير إلى أن الوقت لا يمر بسرعة، والتفسير هو أنه كلما كبر الإنسان في العمر، يصبح أكثر وعياً أنه لم يبق له في الحياة سوى القليل من الوقت، وبالتالي يزداد شعوره بقيمة الوقت".

ويتضمن الكتاب الكثير من الأبحاث، والتجارب ومنها تمضية المؤلف أسبوعين في محطة الأبحاث البيولوجية على المنحدر الشمالي في ألاسكا، فوق الدائرة القطبية الشمالية مباشرة، حيث يقول "كنا في نهار مستمر ولم أخض تجربة مماثلة لذلك من قبل حيث كانت تجربة مدهشة ومنهكة للأعصاب في نفس الوقت، مضيفا " فمثل جميع البشر، كنت معتادا على التفكير في النوم على أنه يمثل الحدود الفاصلة بين نهاية يوم وبداية يوم آخر".

ويوضح الكاتب أنه تغيرت أفكاره عن الوقت بعد أن رُزق بطفلين توأمين، وكيف أوضحت اكتشافات جديدة لعلم الأعصاب أن أجسامنا مليئة بالساعات، ويقول " بدأت هذا الكتاب منذ بعض الوقت، عندما كان تفكيري مختلفاً، حيث كان تفكيري يتركز حول التخلص من الوقت، وكان جزء من السبب وراء ذلك هو تفكيري في الموت، وكان ارتدائي لساعة في معصمي اعترافاً بأني أصبحت شخصاً بالغاً وأنني أتقدم في السن، وكان ذلك يعني البدء في الانغماس في كل الأمور التي تتطلب وقتاً، مثل الوصول في الوقت المحدد للعمل.

ويرى الكاتب أن المسؤولية الاجتماعية تزيد الإحساس بالوقت فيقول "لقد تغيرت الكثير من الأشياء في حياتي وأصبحت رب أسرة وأبا لولدين توأمين، يبلغان عشر سنوات من العمر أجبراني على أن التزم بالوقت وأن أنجز أموراً أكثر مما اعتدت على إنجازه من قبل، كما أنني كلما ازددت معرفة بموضوع الوقت، كلما أصبحت أكثر تقديراً لمدى وجود الوقت في كل جانب من جوانب حياتنا الاجتماعية".

ويؤكد الكاتب أن الزمن بمثابة الغراء الاجتماعي، وكأنه لغة مشتركة، وأنه أمر أساسي لجميع التفاعلات الاجتماعية، وأنه لا يمكن للبشر أن يتفاعلوا ولا أن تكون لهم حياة اجتماعية دونه، وما نقوم به ككائنات اجتماعية هو المشاركة في الوقت، وهو تقريبا تعريف الكائن الاجتماعي.

وتابع "بمجرد أن أدركت ذلك، شعرت فجأة بأهمية أن أرتدي ساعة، وأن عدم ارتداء ساعة يعد سلوكاً غير اجتماعي" ليخلص في النهاية إلى أنه "حتى لو استلقى الإنسان على سريره في الليل وليس معه ساعة أو منبه، فإنه لديه ساعات في كل خلية من خلايا جسمه، وكل تلك الساعات معا تصنع ساعة رئيسية؛ لا يمكن للإنسان أن يفلت من الوقت، ولكن يمكنه فقط أن يخدع نفسه لفترة وجيزة، ولكنه لن يستطيع الصمود طويلا، لأن أجسام البشر مليئة بالساعات" حسب تعبيره .

مساحة إعلانية