رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

5768

يساهم في انتشار اللعبة وتعريف الأجيال الناشئة بها

مجلس الدامة في سوق واقف يحيي تراث الأجداد

30 ديسمبر 2017 , 08:58ص
alsharq
محمد العقيدي

"لعبة الدامة" من الألعاب التراثية التي كان يلعبها الآباء والأجداد بعد عودتهم من رحلات الغوص، ومع تطور التكنولوجيا بدأت اللعبة في الاندثار في بداية السبعينات، وباجتهادات شخصية من قبل بعض الشباب القطري تقدموا بمقترحات إلى المسئولين لتخصيص مكان تلعب فيه هذه اللعبة التي تعتبر من الألعاب القديمة في العالم، وتمت الاستجابة لمطالبهم مما أدى إلى تخصيص "مجلس الدامة" في سوق واقف للعب هذه اللعبة التي انتشرت في البلاد والدول الخليجية وفي مختلف دول العالم بفضل مجلس الدامة بسوق واقف الذي يفتح أبوابه أمام اللاعبين من جميع الجنسيات ومن مختلف الدول حتى انتشرت حول العالم انطلاقاً من مجلس الدامة في سوق واقف.

وفي زيارة لـ"الشرق" إلى مجلس الدامة في سوق واقف التقينا المسئولين عن اللعبة الذين عبّروا عن فرحتهم في استمرار هذه اللعبة وعن إحيائها من جديد بعد خطر الاندثار الذي كان محيطاً بها، وأكدوا أنهم ينظمون بطولات باستمرار للناشئين والشباب وكبار السن.

السليطي: تنظيم بطولات في الدامة للناشئين والشباب

أوضح محمد سعد السليطي أن مجلس الدامة تم تأسيسه في عام 2009 من قبل عدد بسيط من اللاعبين الذين كانوا في البداية يلعبون الدامة في المقهى الشعبي بسوق واقف، حيث أنني أول من جلب الدامة إلى السوق رغبة في اللعب وتعريف الآخرين بها، وبالفعل قمت بجلب اللعبة وكنت ألعب مع أحد الأشخاص الذين يعرفون اللعبة ومن محبيها، ومن ثم تجمع حولنا الشباب وبعض السياح الأجانب للسؤال عن اللعبة ورغبة في تعلمها، وبالفعل تم تعليم عدد من الشباب اللعبة والتعريف بتاريخها وأن الآباء في السابق كانوا يلعبونها باستمرار.

وأضاف أن لعبة الدامة في السابق كان يلعبها الآباء والأجداد بعد العودة من رحلات الغوص وانتهاء موسم الغوص مع دخول فصل الشتاء، وكانت تلعب في المجالس والمقاهي، مع ظهور التكنولوجيا الحديثة في بداية السبعينات بدأت لعبة الدامة بالاندثار شيئاً فشيئاً بالإضافة إلى وفاة الكثير من الآباء والأجداد في ذاك الزمان وقل من يلعبون الدامة مما أدى إلى اختفائها من المجالس والمقاهي، ومع مرور الزمن أوشكت اللعبة على الانقراض بشكل كلي، مما دفعني إلى جلب اللعبة لسوق واقف والتعريف بها ولعبها بشكل يومي بعد المغرب.

واستطرد بعد ذلك تحدثت مع المسئولين واقترحت عليهم المحافظة على لعبة الدامة من الاندثار، وبالفعل وافق المسئولون على تخصيص مجلس للعب الدامة، وكان عدد اللاعبين في بداية الأمر لا يتجاوز خمسة أشخاص يلعبون الدامة، ومن ثم تم التوسع باللعبة وتعريفها للشباب، مما أدى إلى انتشار اللعبة بشكل أكبر، وقمنا بتنظيم بطولات للناشئين والشباب تحفيزاً لهم للاستمرار على اللعبة، موضحاً أن هناك عدداً كبيراً من الشباب وكبار السن يلعبون الدامة في الوقت الحالي، منوهاً بان اللعبة ذهنية لا تقتصر على كبار السن كما يعتقد بعض الشباب وهي قريبة من لعبة الشطرنج.

سالم المهندي: نطالب بتعميم مجلس الدامة خارج الدوحة

قال سالم المهندي: لابد من تطبيق فكرة مجلس الدامة في سوق الوكرة القديم وكذلك سوق الخور أيضاً وذلك للمساهمة في التقاء الآباء من كبار السن والمحافظة على لعبة الدامة من الاندثار، لافتاً إلى أنه لابد من تعميم فكرة الدامة حتى في الفرجان وألا يقتصر ذلك على مجلس الدامة في سوق واقف فقط، إذ أن تطبيق الفكرة في الفرجان والمناطق وبالأسواق الأخرى يتيح للشباب التردد إلى هذه المجالس وتعلم اللعبة بدلاً من قضاء الأوقات بما لا ينفع، كما أن الالتقاء في مثل هذه الجلسات يضيف بعض المعلومات للشباب وكذلك يساهم في تبادل المعلومات بين الأجيال وتوضيح الأمور حول حياة الآباء والأجداد في الزمن الماضي، ناهيك عن التعرف على العادات والتقاليد والعمل بها.

وأضاف أن سوق واقف هو مكرمة أميرية لأهل قطر، وعبارة عن ملتقى جميع الناس من كافة الفئات سواء من عاشوا في الماضي وعاصروا الحاضر، ويلتقي فيه كبار السن مع الشباب، حيث يكون الآباء من كبار السن وغيرهم مرجعاً للشباب في حال استفسارهم عن أي أمر يتعلق بالزمن الماضي، موضحاً أن هل الخور، الشمال، الوكرة هم أهل البحر ويقضون الصيف في البحر والصيد وغيره، وفي فصل الشتاء يتوجهون للبر إلى العزب وتربية الأغنام وغيرها، كما أن هل الخور يوجد بينهم الطواويش، والنواخذة.

محمد سيف السليطي: المجلس يلبي احتياجات اللاعبين

أكد محمد سيف السليطي على أن مجلس الدامة في سوق واقف يلبي احتياجات اللاعبين، ونشكر المسئولين الذي سعوا إلى المحافظة على التراث القطري ولملمة ما تبقى من لعبة الدامة وإعادة إحيائها من جديد قبل اندثارها، لافتاً إلى أن مجلس الدامة يضم مجموعة كبيرة من الأباء وكبار السن والشباب القطريين والمقيمين والسياح الذين يترددون إلى المجلس للعب الدامة.

أما بالنسبة لإقامة البطولات ليس للمنافسة وإنما الهدف التعريف بالتراث القطري والمحافظة على هذه اللعبة من الاندثار، وإعادة إنعاشها في المجتمع وكل ذلك من خلال الدعم الذي تحظى به اللعبة من قبل الجهات المختصة في البلاد، وقد ساهمنا من خلال هذا المجلس في انتشار اللعبة عالمياً.

راشد الخاطر: اللعبة تشهد إقبالاً من شرائح واسعة

قال راشد الخاطر: لعبة الدامة في قطر تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين والمقيمين والسياح العرب والأجانب، ومجلس الدامة في سوق واقف فاتح أبوابه في كل وقت أمام جميع اللاعبين الذين يترددون على المجلس للعب باستمرار، كما أن الأعضاء في المجلس مستعدون لتعليم اللعبة لجميع الراغبين بتعلمها من الشباب والآباء وكبار السن، مؤكداً أن أغلب اللاعبين هم من الدول العربية بالإضافة إلى بعض اللاعبين الأوروبيين.

مساحة إعلانية