رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2079

عبد الله النعمة: لا نصر للأمة الإسلامية ولا نجاة بغير ذكر الله

30 ديسمبر 2016 , 10:43م
alsharq
الشرق - محمد دفع الله

تلاوة كتاب الله أفضل أنواع الذكر..

قال فضيلة عبد الله النعمة إن الإنسان فقد الحياة الهانئة المطمئنة بسبب اللهاث وراء المتع الحسية، وما أسفرت عنه من شيوع أحوال القلق والاكتئاب والملل والاضطراب، وفي خضم ما منيت به الأمة من أحداثٍ ومتغيراتٍ، شغلت الناس بالمتابعات والتحليلات.

وذكر في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب ان الحضارة المزعومة والمدنية الزائفة وما قذفت به من سموم وهموم وأمراض قلب وغموم، احدثت غربة انغمس على اثرها نور الإيمان وبهت وهج الإحسان، وانقطع عن الذكر المشع اللسان.

الحياة ليست بالجسد

وقال إن الحياة ليست بقوة الجسد، أو التزود من عرض الدنيا، او بالجاه والنسب، بل الحياة حياة القلوب (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).

وتناولت الخطبة عبادة ذكر الله وقال إنها عبادةٌ من أسهل ما يقال، وأخف ما يعمل، وأيسر ما يحمل، ولكنها أكبر شيء في الميزان، وأحب شيء إلى الرحمن، وأجل سعي للإنسان، فلا يضارعها خير. هي صدقة بلا مال، وجهاد بلا قتال، ومرابطة بلا انتقال، ومجاهدة بلا مشقة..

وحذر الخطيب من نسيان الله وقال إنه هو الهلاك والممات، اخرج البخاري عن أبي موسى الاشعري ‏رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت"

النصر بذكر الله

وأكد الخطيب أنه مع بالذكر يستنزل النصر، ويحل الظفر، وتنجو الأمة من هزائمها وانتكاساتها (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون). ‏

وتحدث عن فضل الذكر في السيرة لافتا الى أثر الذكر والذاكرين في انتشال الأمة من مأزقها وانتصاراتها على أعدائها.. وبين منزلة الذكر كما جاء في الحديث "يقول عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم‏".

ووصف حال من ترك الذكر مسترشدا بقول ابن القيم قائلاً: وهي منزلة القوم، التي متى فارقتها صارت الأجساد لها قبورا، وعمارة ديارهم التي تعطلت عنها، صارت بورا.

الحذر من الغفلة

وقال إن من العجب أن نرى من المسلمين من وقع في أوحال الغفلة، وقد ضرب عليهم النسيان بظلمته، واستعجم عليهم اللسان برمته، فلا يذكرون إلا الهذر، واللغو والغيبة والنميمة، والولوغ في أعراض المسلمين، فلا يدور ‏لذكر الرحمن على لسانهم حال.

وقال إن الحضارة المعاصرة، كثر فيها المثقفون، وشاعت فيها المعارف والفنون، ومع ذلك كله، انتشر اضطراب الأعصاب وامراض النفوس، وعمت الكآبة على الكثيرين بسبب خواء القلوب والبعد عن ذكر الله.

وأكد أن الإنسان مهما قوي فهو ضعيف، ومهما علم فعلمه قاصر، وحاجته إلى ربه أشد من حاجة إلى الماء والهواء، وذكر الله في النوازل عزاء للمسلم وتقوية للقلوب.

لا حدود للذكر

وقال الخطيب إن الله سبحانه جعل لسائر العبادات مقدارا، وجعل ‏لها أوقاتاً محددة، ولم يجعل لذكر الله مقدارا ولا وقتاً، بل أمر بالإكثار منه بغير مقدار.. وقال إن ذكر الله عز وجل له مفهوم واسع شامل.

وتناول طرق ذكر الله: فقد يكون الذكر بالقلب وهو ان يتفكر الانسان في اسماء الله وصفاته واحكامه وآياته.. وقد يكون بالجوارح، فإن كل فعل تفعله متقرباً به الى الله متبعاً فيه رسول الله صلى الله على وسلم، فهو من ذكر الله، فالصلاة ذكر، وبر الوالدين ذكر، وصلة الارحام ذكر، بل والدين كله ذكر لله.

اما ذكر الله باللسان فهو ظاهر ويشتمل كل قول يقترب به العبد الى الله من التهليل والتسبيح والتكبير وقراءة القرآن والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وقال إن أفضل أنواع الذكر هو قراءة القرآن ‏، ثم ما ‏ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأذكار والأدعية الصحيحة، وكذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فمن ‏صلى على النبي صلاة صلى الله عليه بها عشراً.

مساحة إعلانية