تقارير وحوارات

791

"حماس": نأمل أن ينعكس التقارب بين الدوحة والقاهرة على الشعب الفلسطيني

وصف الناطق باسم حركة حماس حسام بدران توجه السلطة الفلسطينية لاستصدار قرار من مجلس الامن لوضع جدول زمني للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية، بانه قفزة في الهواء نابعة مما دعاه يأس القيادة الفلسطينية الحالية من فشل مشروعها الذي تبنته سنوات طويلة في التفاوض، واعتبر أن السلطة تحاول ان توهم الناس بأن هناك حلولا أخرى بطريقة مختلفة، وبرر بدران رفض حماس للخطوة بانها لا تحظى بإجماع وطني حتى داخل فصائل منظمة التحرير، كالجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية.. ووصف التصرف بانه توجه من فئة قليلة جدا في قيادة السلطة، ودعا الناطق باسم حماس السلطة الفلسطينية ومصر للقيام بدورهما من اجل استكمال مفاوضات وقف النار التي انهت الحرب على القطاع قبل أربعة اشهر، وصولا إلى فتح المعابر ورفع الحصار والبدء بشكل حقيقي بعملية إعادة الإعمار،وقال انه من الواضح ان السلطة لا تبذل ما يكفي من اجل استمرار التفاوض او حث الجانب المصري على فتح المعبر بشكل كامل وحقيقي، مؤكدا وجود قرار بمعاقبة الشعب الفلسطيني وتأخير إعادة الإعمار محملا مسؤوليته للاحتلال والامم المتحدة والسلطة الفلسطينية.

ورحب القيادي في حماس بالتقارب الأخير بين قطر ومصر وعبر عن امله في أن ينعكس إيجابا ليس على حماس بل على الشعب الفلسطيني عموما.. وقال نحن نؤيد وندعم اي توافق بين أي دولتين او نظامين ولسنا جزءا من الخلافات العربية ولا الإقليمية..

كما قال بدران ان التواصل السياسي بين حماس والمصريين مستمر رغم كل تعقيدات هذه العلاقة وكل ما يقال في وسائل الإعلام، واكد بدران ان قطر كانت سباقة في مواقفها تجاه رفع الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان، وحتى في الحروب السابقة كانت هي اول وأكثر من قدم مساعدة واضحة ومباشرة وحقيقية في رفع الحصار، كما أكد الناطق باسم حماس أن العلاقات لم تنقطع مع إيران طيلة السنوات الماضية وانها تأثرت في الفترة الأخيرة نتيجة ما يجري في سورية.. وقال ان العلاقة مع أي دولة إقليمية أو نظام لا تعني بالضرورة ضعف العلاقة مع نظام آخر ونحن لسنا جزءا من أي محور عربي أو أي محور إقليمي. ونفى بدران وجود علاقات خاصة بين حماس ودحلان او اتفاقيات سرية واعتبر أن الإشكالية بين عباس ودحلان هي اشكالية داخل حركة فتح.. الشرق التقت الناطق باسم حماس حسام بدران وكان لنا معه هذا الحوار..

مجلس الأمن

* نبدأ من آخر التطورات وهي قضية الذهاب إلى مجلس الأمن حيث يرى البعض ان موقف حماس متعنت من القضية في ظل وجود إجماع عربي على ضرورة ان تتم هذه الخطوة عن طريق مجلس الأمن وفي ظل النظر الى الموضوع على انه انجاز وطني لكل الشعب الفلسطيني..

** من حيث المبدأ نحن ليس عندنا اعتراض على التحرك السياسي والدبلوماسي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية نحن نتبنى مشروع المقاومة بكافة إشكالها وبكافة وسائلها، نعم في صلبها العمل العسكري لكن هذا لايستثني العمل السياسي والدبلوماسي والعمل الاعلامي والجماهيري فكل هذه اوجه للمقاومة ضرورية حتى نصل الى اهدافنا في التحرك. والإشكالية في التحرك الاخير تنبع من اكثر من جانب فهي تأتي كخطوة نسميها " قفزة في الهواء " بمعنى انها نابعة ربما من يأس هذه القيادة الفلسطينية الحالية من فشل مشروعها الذي تبنته سنوات طويلة في التفاوض وبالتالي تحاول ان توهم الناس بأن هناك حلولا أخرى شبيهة بالتفاوض وان كان بطريقة مختلفة، ثم ان هذه الخطوة لاتأتي بأي إجماع وطني على الإطلاق فليست حماس التي ترفض هذا التوجه بهذه الطريقة في هذا الوقت فقط فحتى هناك فصائل في منظمة التحرير كالجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وغيرها ضد هذا التوجه، وهي لم تخبر بها فخطوة بهذا الحجم وهذا المقدار الذي يروج له في الإعلام وكأنه النصر القادم ثم لايشاور بها الفلسطينيون حتى على المستوى شخصيات قيادية فهناك كثير من الشك والريبة في هذا الامر، وذكرت شخصيات حتى داخل فتح ان اللجنة المركزية لحركة فتح لم يعرض عليها مشروع القرار وهي الجهة الحاكمة في السلطة، فالإشكالية تنبع من ان التوجه ينبع بعيدا عن الإجماع الوطني على الإطلاق وهو تصرف من فئة قليلة جدا في قيادة السلطة ثم انه يتم حوار مع الإطراف الخارجية سواء كانت عربية او فرنسا او الولايات المتحدة وانت تتحدث عن قضايا تمس جوهر القضية الفلسطينية وأساسيات الثوابت الفلسطينية تناقشها مع غير الفلسطينيين وبالتالي يمكن ان تغيب فيها حتى قيل انه جرى اجراء تعديلات عليها في 8 نقاط في خلال الساعات الاخيرة.

* لكن عمليا القرار يتم تعديله والضغط يتم باتجاه ان توافق عليه الولايات المتحدة وهو في النهاية سيكون قرارا رمزيا فلماذا لا تتصرف حماس بذكاء اكثر من هذا وكأنها تضع نفسها في خندق واحد مع الولايات المتحدة؟

** اذا جاء الموقف الفلسطيني بالتنازل عن 70 % من الثوابت مثلا فنحن قلنا اننا ضد هذا التنازل والاحتلال رفض ذلك لانه يريد تنازل 100 % والموضوع ليس عند حماس فقط بل عند كل الفصائل الفلسطينية وليست حماس هي التي قدمت المشروع ثم ان موقف حماس لم يتجاوز الاعتراض الإعلامي، بمعنى اننا لم نقف حجر عثرة أمام تقديم هذا المشروع ولا نتحرك في الميدان لا في الضفة ولا قطاع غزة للحيلولة دون وصول السلطة الى هذا المشروع.. وقيادة السلطة ماضية بهذا المشروع بغض النظر عن موقف حماس او موقف الجبهة الشعبية او الجبهة الديمقراطية او الجهاد الاسلامي، ومن حقنا الطبيعي وبالحد الأدنى من المعارضة ان تقول انك غير موافق على الخطوة ولا تفعل شيئا في الميدان لعرقلة هذه الخطوة.

العلاقة مع دحلان

* في عام 2007 اندلعت المواجهة المشؤومة بين فتح وحماس بسبب من أسميتموهم جماعة دايتون، محمد دحلان وزكريا مطر وغيرهم وتم فصل تلك المجموعة تنظيميا من قبل مركزية فتح لكن لاحظنا مؤخرا ان هذا المجموعة تتحرك في غزة بكل سهولة وتقوم بالتظاهر في حين لا تستطيع حركة فتح التحرك او التظاهر كما يفعل من فصل من حركة فتح فهل احتوت حماس هذه المجموعة التي تسببت في مواجهات العام 2007؟

** نحن لسنا في عداء مطلق ودائم مع اية جهة فلسطينية وحتى لو اختلفنا مع أي طرف فلسطيني في فترة ما نتيجة لسلوكيات وتصرفات في الميدان هذا لا يعني أن هذا الطرف أصبح عدوا لنا ونحاربه طيلة الوقت ونحن نحارب الاحتلال بشكل دائم طالما هو موجود على أرضنا، وبالنسبة لقضية محمد دحلان وأنصاره هم موجودون في قطاع غزة ولا احد ينكر ذلك وهم جزء من الشعب الفلسطيني أولا وأخيرا ولا يمكن أن تتجاهل وجودهم في القطاع وخلافهم مع عباس هذا الأمر يخص حركة فتح ولا يخصنا في حماس والنشاط الوحيد الذي تم مؤخرا لمجموعة محسوبة على دحلان هو نشاط قانوني لا تستطيع أن تقف أمامه فهذه المجموعة قدمت طلبا لوقفة احتجاجية ومن قدم الطلب مجموعة من النواب ربما هم محسوبون على دحلان ولكنهم أعضاء في المجلس التشريعي ومن ضمن الضوابط المعمول بها في الأجهزة الأمنية جاء التحرك.. وعناصر فتح المحسوبون على محمود يتحركون بحرية كاملة في قطاع غزة وبعض النشاطات الكبيرة التي لم تتم كما حدث الشهر الماضي لم يكن السبب فيها حماس فهم لم يستطيعوا أن يعطوا ضمانات بعدم حدوث إشكاليات في المهرجان ومن ثم هم الذين تراجعوا في النهاية وفي العام السابق كنا قد أعطيناهم الموافقة وعندها كانت الحكومة رسميا هي حكومة حماس وقاموا بمهرجان ضخم في غزة وليس هناك علاقات خاصة بيننا وبين دحلان ولا اتفاقيات سرية كما يحاول البعض ان يوهم.. الاشكالية بين عباس ودحلان هي اشكالية داخل حركة فتح ونحن لسنا جزءا منها وما يجري من نشاطات من قبل بعض الأشخاص المحسوبين على دحلان لا يتجاوز النشاطات الاجتماعية ضمن لجان موجودة في قطاع غزة.

مفاوضات القاهرة

* وقف الحرب على غزة منذ أربعة أشهر تم وفقا لمبادرة سميت بالنهاية المبادرة المصرية وتضمنت عدة شروط منها الميناء وفتح المعابر وآليتها وإعادة الاعمار وإطلاق الأسرى المحررين والوضع الآن يشبه فترة ما قبل العدوان والقطاع مدمر وآلاف الشهداء والجرحى ودون ضمانات باستمرار الهدنة فما هو الحصاد السياسي لكل ما جرى خلال العدوان وبعده فلا احد من الاطراف الدولية يقوم بأي دور وكأننا أعدنا العجلة إلى الوراء فقط؟

** إذا عدنا لليوم الأول للعدوان تتضح الصورة فهذا العدوان لم نبدأه نحن ولو كانت حركة حماس او الشعب الفلسطيني هو من بدأ هذه الحرب لقلنا ان لديه أهدافا سياسية معينة يريد تحقيقها من خلال الحرب ولكن الذي حدث عكس ذلك، فالإحتلال هو الذي بدأ العدوان وهو الذي أصر عليه وواصله، وكان دورنا كحركات مقاومة الدفاع عن أنفسنا وعن شعبنا بعيدا عن اية أهداف سياسية ممكن أن تتحقق من خلال هذه الحرب فنحن استطعنا أن نفشل الأهداف السياسية التي وضعها الاحتلال، كاستسلام قطاع غزة وسحب سلاح المقاومة أو إحداث فتنة داخلية فلسطينية واهدافه لم تتحقق وهو يحاول تحقيق أهدافه عبر المزيد من الضغط ونحن لم نبدأ الحرب حتى نقول اننا فشلنا في تحقيق الأهداف السياسية، وما طرح أثناء التفاوض خلال الحرب جاء في سياق الحرب بمعنى ان حماس ومن معها فالوفد الفلسطيني الذي فاوض كان مكونا من كافة الفصائل حيث طرح الوفد مطالب مشروعة للفلسطينيين لإنهاء الحرب، من ضمنها رفع الحصار وفتح المعابر وحتى الميناء والمطار، وهذه مطالب لكل الشعب الفلسطيني ونحن قلنا بعد انتهاء العدوان واستمرار التفاوض غير المباشر بوجود الوفد الفلسطيني والوفد المصري كوسطاء أن يتحقق شيء وللأسف التفاوض لم يستمر ولم يتواصل حتى الآن بسبب الأوضاع في مصر، والموقف المصري العام الذي لم يستطع ان يكمل هذا المشوار حتى الآن، لكن لو سارت الأمور كما هو مفترض لكان تحقق شيء من خلال التفاوض غير المباشر.

* اليس هناك آلية سياسية للتواصل مع الجانب المصري فقد عقد اجتماع فصائلي تظاهري في غزة لمطالبة مصر بممارسة دورها الذي التزمت به ببدء المفاوضات ولكن هذه الأمور تتم عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية فما هي القناة السياسية التي يفترض بها التواصل مع مصر؟

** التحرك الشعبي أمر آخر فأنت تسمع صوتك للعالم وللإعلام بأن لديك مشكلة فهذا أمر مختلف والتواصل السياسي أمر موجود باستمرار ولم يتوقف، وحتى ما بين حماس والمصريين ورغم كل تعقيدات هذه العلاقة وكل ما يقال في وسائل الإعلام الا انه يبقى هناك تواصل ولكن اقل مما كان عليه الوضع سابقا على الأقل في القضايا الجوهرية والأساسية وإلا كيف يفتح معبر رفح حتى الآن فهناك نوع من التواصل ولكن على مستويات معينة وعندما نريد أن نوصل هذا الاحتجاج والموقف هناك طرق وآليات للتواصل ما بيننا وبين المصريين، والموقف العام لا يخص حماس وحدها وموضوع استمرار التفاوض هذا امر يخص فتح والسلطة والشعبية والديمقراطية، وجميع تلك الحركات كانت مشاركة في الوفد وبالتالي ما نوصله يوصله غيرنا للطرف المصري بأنه لا بد من إعادة إحياء أو استمرار التفاوض غير المباشر للوصول الى نتائج سياسية ميدانية حقيقية.

* هل تفعل السلطة او حكومة التوافق ما يلزم لجهة الضغط باتجاه استئناف التفاوض وهل يوجد اجندة حقيقية ودافع لدى السلطة الوطنية لتحقيق ذلك؟

** الميدان يقول لا بالطبع.. في الحقيقة ليس هناك جدية كافية لدى السلطة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع الجانب المصري وهي الطرف المصري الذي يمكن ان يتحدث مع مصر ورئيس الوفد الفلسطيني في فترة الحرب كان عزام الأحمد وهو شخصية من شخصيات السلطة، ولكن من الواضح ان السلطة لا تبذل ما يكفي من اجل استمرار التفاوض او حث الجانب المصري على فتح المعبر بشكل كامل وحقيقي، ولا أقول لرفع معاناة حماس فمن يعاني هو الشعب الفلسطيني باكمله وحماس جزء من هذا الشعب. ان استمرار الحصار والضغط وتوقف التفاوض المباشر يضر بالمصلحة الفلسطينية العليا ويتحمل مسؤوليته كل من يستطيع فتح علاقات مع المصريين.

إعادة الإعمار

* بالنسبة لموضوع اعادة الاعمار من الذي يعرقل، هناك اتفاق اممي لخطة صغيرة على مدى شهرين وهي متعلقة بالسلطة ومصر وبإسرائيل وأطراف دولية وما هو التحرك المطلوب لانطلاق عملية حقيقية؟

** بلا شك أن التوقف في إعادة الإعمار هو جزء من العقاب ليس لحماس فقط بل عقاب لكل الشعب الفلسطيني وهو عقاب على موقف الشعب في قطاع غزة الذي احترم المقاومة ووقف إلى جانبها ضد الاحتلال وبالتالي من يحاصر الشعب الفلسطيني الآن وفي غزة ومن يمنع إعادة الإعمار، هو من يريد تطبيق الأجندة الصهيونية وان يحقق للصهاينة ما لم يحققوه في الحرب الأخيرة على مدى خمسين يوما،

وعلى المستوى الميداني نحن كنا أكثر جهة واقعية ورغم إننا دفعنا ثمنا باهظا مع شعبنا إلا أننا كنا نعلم ان العالم لن يتعامل مع حماس كحركة في قضية إعادة الأعمار وقدمنا كل ما يلزم من طرفنا ورضينا ان تمثلنا حكومة التوافق في المؤتمر الذي عقد في القاهرة من اجل إعادة الإعمار ثم رضينا ان تستلم هذه الحكومة المعابر لإدخال المواد ووافقنا ان تكون هي الجهة الرسمية في التعامل مع الأمم المتحدة ومع كافة الجهات المانحة ولم نترك ايه خطوة الا وقدمناها في هذا الاتجاه ومع ذلك لم تتم إعادة الإعمار،ولكن هناك قرار بمعاقبة الشعب الفلسطيني وتأخير إعادة الإعمار ويتحمل مسؤوليته الاحتلال والامم المتحدة والسلطة الفلسطينية التي لم تقم بدورها في استلام المعابر أو اعادة الاعمار.

المصالحة القطرية المصرية

* كيف اثر موضوع المصالحة القطرية المصرية على علاقة مصر بحماس وهل كان موضوع العلاقة مع حماس مطروحا في تلك المصالحة؟

** نرحب بأي تقارب عربي عربي بين أية دولتين ونحن نسعى ان تكون هناك وحدة عربية شاملة ونحن نؤيد وتدعم اية توافق بين أي دولتين او نظامين ونحن في حماس لسنا جزءا من الخلافات العربية العربية ولا الإقليمية ولا الإسلامية، لنا عدو واضح واحد نحارب هذا العدو بكل إمكانياتنا وقدراتنا وتحسن علاقات الدول مع بعضها او سوؤها نحن خارج هذه المعادلة، والتقارب الأخير بين قطر ومصر نرحب به ونأمل أن ينعكس إيجابا ليس على حماس بل على الشعب الفلسطيني عموما وعلى أهلنا في قطاع غزة بشكل خاص.

* ولكن ورد أن رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر كجزء من بنود المصالحة بين مصر وقطر وهو جزء من المطالب الشعبية في قطر؟

** ان رفح الحصار وفتح المعابر واعادة الاعمار لا يتعلق بحماس فقط وهو موقف شعبي عام حتى في مصر ذاتها والموقف القطري موقف ثابت في هذا الأمر، لدى القيادة القطرية والشعب القطري بان أهل غزة وبغض النظر عن أية خلافات سياسية يستحقون فك الحصار وإعادة الإعمار ولا شك ان قطر كانت سباقة في هذا الموقف وحتى في الحروب السابقة، وهي أول وأكثر من قدم مساعدة واضحة ومباشرة وحقيقية في رفع الحصار وإعادة الاعمار وعندما تتحرك قطر في هذا الجانب مع المصريين وحتى مع غير المصريين تنطلق من هذا المنطلق النابع من قناعة أساسية لدى القطريين ولدى القيادة القطرية بان الشعب الفلسطيني يستحق ان يعيش حياة طبيعية وكريمة.

زيارة طهران

* علاقة حماس لم تنقطع مع طهران رغم ما شابها مؤخرا عقب الحرب في سورية ولكن زيارة وفد حماس الأخيرة لطهران وصفت بالتطبيعية وإعادة الترميم فما هو إطار هذه الزيارة؟

** فعلا العلاقات لم تنقطع مع إيران طيلة السنوات الماضية والعلاقات تأثرت في الفترة الأخيرة نتيجة أمر لا يتعلق بالقضية الفلسطينية بل نتيجة الموقف المتعلق بما يجري في سورية ونحن من جانبنا لم نبادر بتراجع العلاقة ونحن معنيون بأية علاقة سواء مع إيران أو مع غيرها طالما تصب هذه العلاقة في المصلحة الفلسطينية، أو برفع الظلم عن شعبنا او وصول أي دعم مالي وسياسي وإعلامي ودبلوماسي للفلسطينيين عموما وليس لحماس فقط، لقد كان هناك منذ مدة حديث داخلي في حماس عن ترميم العلاقة مع طهران وجاءت زيارة الوفد ضمن هذا التوجه بفتح كافة العلاقات مع أي طرف كان، وقوة العلاقة مع أي دولة إقليمية أو نظام لا تعني بالضرورة ضعف العلاقة مع نظام آخر، ونحن لسنا جزء من أي محور عربي أو أي محور إقليمي ولدينا قضية واضحة هي القضية الفلسطينية ونحن نرحب بأي دعم وبأي جهد من أي نظام إقليمي ودولي يمكن ان يصب في المصلحة الفلسطينية ما دام لا يتطلب ثمنا سياسيا يتعلق بالثوابت.

* لماذا تمت الزيارة الآن فالعلاقة مضطربة منذ ثلاث سنوات هل الموضوع متعلق بالتغييرات الإقليمية وخاصة بدول الربيع العربي؟

** التوقيت جاء نتيجة طبيعية فهناك اتصالات منذ مدة وكانت بعيدة عن الإعلام، والتحضير للزيارة مضى عليه وقت ليس قصير.

* ما دلاله توجيه الشكر للمتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة إلى إيران تحديدا؟

** موضوع الشكر هو شكر على شيء قدم وفي النهاية من لا يشكر الناس لا يشكر الله وإيران لا شك أنها قدمت في الفترات السابقة دعما عسكريا لا ينكر، هذا الكلام أعلنته إيران وأعلنته كتائب القسام وغير كتائب القسام في اكثر من مرحلة وتحث على شكر في جانب معين وواضح ونحن قدمنا الشكر لقطر وتركيا على دعمهما الثابت والمتواصل سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا، ونحن لا نخجل من شكر اية جهة يمكن ان تقدم مساعدة للشعب الفلسطيني عموما أو حتى للعمل المقاوم على وجه الخصوص.