ثقافة وفنون

4882

منهج تعليمي يتضمن مبادرات للتحفيز على الاستدامة

أطلقت مؤسسة قطر مشروع الأبراج الزراعية الخضراء بهدف ترسيخ مفهوم الاستدامة والحفاظ على البيئة، والموجه للطلاب بأكاديمية قطر في المرحلة الابتدائية بالتعاون مع مدرسة بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، الذي يعزز اللغة العربية في المناقشات التي تتم حول هذا البرنامج.

قالت السيدة سينثيا بولتون مدير مبادرة التعلم المستمر ومدير تعليم الموهوبين التابع للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر: إنّ استخدام قوة التعليم لإحداث تغيير في سلوكيات الطلاب وتحفيزهم على أن يتبعوا نمط حياة أكثر استدامة وذلك تماشيًا مع خطة "التعلم خارج الفصل الدراسي" التي وضعها التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر.

ونحن نؤمن، في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، بأن التغييرات السلوكية تحدث عندما يتم منح الطلاب فرصًا لاستكشاف مجالات شغفهم والتعبير عن أنفسهم. من خلال قسم" التعلم 365" الجديد، الذي استحدثه التعليم ما قبل الجامعي، يتم تزويد الطلاب بفرص متخصصة ذات تأثير فاعل، تنمّي المواهب وتعزز الشغف. يوفر برنامج " التعلم 365"، فرصًا خارج المدرسة من خلال البرامج المحلية وورش العمل والفرص الدولية التي لا تقتصر على اليوم الدراسي.

وأضافت: لقد أولت قطر أهمية قصوى للتعليم من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فالتعليم يوفر مستقبلًا مشرقًا للجميع، لذلك قامت الدولة بعدة مبادرات لتحقيق هذا الهدف، ومن أهمها الجهود الطموحة المرتبطة بتثقيف الطلاب حيال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 من انبعاث الكربون وجعلها نموذجية في هذا الإطار أمام العالم بأسره.

ونحن نشجع الاستدامة في التعليم ما قبل الجامعي، من خلال تضمين خطتنا السنوية العديد من المبادرات التي تحفّز المدارس على التفكير في الاستدامة بكل ما تفعله، وذلك بهدف تعزيز ثقافة الاستدامة بين الطلاب، فقد حصلت المدرسة الابتدائيّة بأكاديميّة قطر- الدّوحة وأكاديمية قطر للقادة، على جائزة المدارس البيئية، التي يمنحها مجلس قطر للمباني الخضراء، وهي أولى مدارس مؤسسة قطر الحاصلة على هذه الجائزة.

العلم الأخضر

ومع الحصول على العلم الأخضر المرتبط بهذه الجائزة، على المدارس أن تلتزم بخطة عمل بيئية مدمجة في المناهج الدراسية، وقد تم تزويد المدارس بـ 50 برجاً زراعياً مائياً كجزء من شراكتنا المستمرة مع مؤسسة قطر الدولية، والتي تدعم بموجبها المؤسسة مدارسنا من خلال توفير مناهج باللغتين الإنجليزية والعربية وفصول افتراضية.

وأوضحت أنّ مدارس مؤسسة قطر توفر للطلاب فرص استكشاف الاستدامة والبيئة على اختلاف جوانبها، وتوسيع نطاق أفكارهم خارج الفصول الدراسية، كما يشجع التعليم ما قبل الجامعي المعلمين والتربويين على أن يصبحوا أكثر وعيًا بالبيئة من خلال أساليب متعددة. وتشجع أهداف الاستدامة الخاصة بالتعليم قبل الجامعي المدارس ليتم الاعتراف بها كمدارس تحمل العلم الأخضر من قبل مجلس قطر للمباني الخضراء، واستخدام المنتجات المزروعة محليًا في مقصف المدرسة والمشاركة في برامج مثل مشروع الأبراج الزراعية التي توفرها مؤسسة قطر الدولية.

وتشمل مدارسنا العديد من المشاريع من المرحلة ما قبل الابتدائي حتى المدرسة الثانوية، ويتم تشجيع المعلمين على المشاركة في برامج مؤسسة قطر الدولية التي تدعم تطوير المعلم مع الاستدامة في الفصل الدراسي.

من خلال برنامج السنوات الابتدائية في البكالوريا الدولية، تروج المناهج الرئيسية اللمفاهيم التي ترتبط بجهود الاستدامة، على سبيل المثال، مفهوم مشاركتنا للكوكب ذاته جميعًا، وكيف نعبر عن أنفسنا ومن تم تكييفنا لبث الوعي البيئي والمفاهيم في جميع مراحل الدراسة الابتدائية.

في نهاية الصف الخامس ومرة أخرى في الصف العاشر، يشارك الطلاب في مشروع بحث عملي لمدة عام له أهمية على المستوى الشخصي.

على مدار السنوات القليلة الماضية، وبفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها مدرسونا، بات الطلاب يركزون في أبحاثهم على موضوعات التوعية البيئية، حيث دعا طلاب المدارس الابتدائية إلى حظر الأكياس البلاستيكية في قطر، مناشدين الطلاب الأكبر سنًا للالتزام بذلك، بالإضافة إلى مع مساعيهم لإيجاد حلول لمخلفات الإسفلت الموجودة على جانب الطرق.

كما أطلق طلاب المرحلة الابتدائية بأكاديمية قطر - الدوحة حملة "النشطاء الفاعلين" للتوعية بالأثر البيئي للأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وتهدف إلى جمع 10000 توقيع على عريضة تدعو إلى حظر مثل هذه الأكياس في قطر، وقد تم التوقيع عليها بالفعل من قبل أكثر من 7300 شخص.

وعن إطلاق برامج تعليم الموهوبين قالت: جميع برامج تعليم الموهوبين ضمن مبادرة التعلّم المستمر، ومدير تعليم الموهوبين يتم تطبيقها مع وضع الجهود المستدامة في الاعتبار. نشجع المعلمين على مناقشة الاستدامة كجزء أساسي من أي مشروع واستخدام المواد المعاد تدويرها كلما أمكن ذلك.

خلال مقرر العلوم الصيفي، استخدم الطلاب المواد المعاد تدويرها لإنشاء لعبة توضح مبادئ الآلات البسيطة. ونحن نأمل في إنشاء شراكة مع المنظمات المحلية لتفعيل تعليم الاستدامة في المستقبل القريب. نحن ندرس حاليًا العديد من مشاريع العمل التي ستدعم شغف طلابنا وتوفر منصة البحوث التطبيقية المستمرة.

من جانبها، قالت السيدة إليزابيث كينيدي منسقة الرفاه في أكاديمية قطر: انطلاقًا من استراتيجيتنا التي تسعى إلى إحداث التأثير الإيجابي وتغيير التصوّرات المرتبطة بالاستدامة، نحن ملتزمون بتمكين صانعي التغيير وتطوير ثقافة مستدامة. في أكاديمية قطر - الدوحة، نقوم بتدريس الاستدامة بشكل واضح من الصف الدراسي الأول وحتى الخامس، وبالتالي بناء المعرفة وتنمية عادات صحية ومستدامة.

إن النهج الذي نتبعه بسيط، فنحن نشكل نموذجًا للبحث وتعزيز المعرفة، وندعم طلابنا لإيجاد شغفهم وليكونوا نماذج يحتذى بها. نأمل من خلال نهجنا الديناميكي للاستدامة أن يجد طلابنا مسارات متعددة لبناء ثقتهم بإمكانياتهم التي تتيح لهم أن يكونوا صناع للتغيير الذي يحتاجه عالمنا، وذلك من خلال تعزيز شغفهم خارج الفصول الدراسية.

نحن نقدم فرصة لكل فرد في مجتمع مدرستنا، من مختلف الأعمار، ومن مختلف المراحل الدراسية، ولكل الأطراف المعنية، للعمل معًا من أجل تعزيز الوعي والثقافة حول الاستدامة وإنشاء رابط بينهم وبينها.

واستكشاف طرق مختلفة من خلال اتخاذ مبادرات متنوعة لمعرفة أي منها يعزز الوعي، والشغف، والتواصل بين المدرسة والطالب ومجتمع الوالدين، هو المكان الذي نحن فيه الآن.

من خلال مبادراتنا، نستثمر شغف الطلاب، في البرامج الأكاديمية وفي تبني طريقة تفكير مبتكرة "خارج الصندوق" لإعادة التفكير في عاداتهم لتكون أكثر استدامة. وقد مكّنهم هذا من التفكير من إيجاد حلول للمشاكل، والتقدم إلى الأمام بأفكارهم. تتم مراقبة كل تجربة ومراجعتها بهدف إجراء تغييرات طويلة المدى وإحداث فرق في البيئة وبالتالي في حياة الأفراد.

وعن مبادرة الأبراج الزراعية الخضراء أوضحت قائلة ً: تتمثل إحدى الطرق التي أدخلنا فيها الاستدامة بالمنهجين العربي والإنجليزي، في اعتماد منهج "جرين بونكس ماشين" للفصول الدراسية، حيث كانت مبادرة الأبراج الزراعية الخضراء جزءًا منها. البرج الأخضر عبارة عن حديقة عمودية تستخدم تقنيات حديثة لدعم البستنة العمودية.

تعد هذه المبادرة جزءًا من التعاون الافتراضي لتبادل الاستدامة مع مؤسسة قطر الدولية، ويتيح برنامج "تعلم 365" التابع لأكاديمية قطر – الدوحة، للطلاب حضور فصول افتراضية مع مدارس في الولايات المتحدة الأمريكية، لفهم الأبراج الزراعية، ومشاهدة النباتات تنمو أمامهم. نظرًا لأننا نتشارك نفس المساحة على كوكبنا، وعلينا جميعًا أن نعيش معًا، فمن المهم للطلاب فهم الارتباط العالمي من خلال الغذاء، وكذلك استخدام التبادلات لتعزيز التضامن.

وعن تنفيذ منهج (جرين بونكس ماشين) قالت: باشرنا في العام الماضي، ولأول مرة، باستخدام هذا المنهج مع مجموعة من الطلاب القادة في الصف الخامس. أعجب فريق اللغة العربية لدينا بمنهج "جرين بونكس ماشين"، حيث تم دمجه في ممارسات التعليم والتعلم الحالية الخاصة بالاستدامة. نحن متحمسون لمواصلة العمل على هذا البرنامج وتقديم تجربة عملية فريدة لطلابنا.

تمتلك أكاديمية قطر - الدوحة حاليًا ستة أبراج زراعية ونحن على استعداد لإطلاقها وزراعتها مع طلابنا قريبًا،و تعزز الأبراج الزراعية ثقافة الاستدامة التي تمكن طلابنا من أن يكونوا مفكرين قادرين على التفكير بطريقة النقد البناء.

وأضافت أنّ اهتمام الطلاب ورغبتهم في التعلم والاستكشاف حول البستنة والنمو المستدام أثار فضولنا لأنه مرتبط بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. يبدي الطلاب حماسًا لانطلاق الفصول الافتراضية هذا العام، والتواصل مع زملائنا في نيويورك للمناقشة والتعلم من بعضنا البعض.

تماشيًا مع مجتمعنا لتعزيز "مجتمع التعلم خارج الفصل الدراسي"، يميل الطلاب إلى التعلم والمشاركة والنمو مما يسمح لهم بتطوير عادات سلوكية لتمكّنهم من المشاركة في أدوار القيادة البيئية والدعوة للتغيير.    

وأشارت إلى أنّ أكاديمية قطر- الدوحة تعتمد البكالوريا العالمية لبرنامج السنوات الابتدائية والاعدادية والثانوية، وهي تشجع على التميز الأكاديمي وتهدف إلى تنشئة مواطنين محليين وعالميين مسؤولين.

كمدرسة قائمة على الفضول للمعرفة، نتعلم من خلال مبادئنا وشغفنا، عندما نبدأ رحلتنا لإحداث تغيير نحو الأفضل، يصبح فهمنا لمسؤولياتنا المستدامة أكثر عمقًا، تدعم مبادرات مثل الأبراج الزراعية التزامنا بتعزيز ثقافة الاستدامة لحياة صديقة للبيئة.

من جهتها، أوضحت السيدة روزين رزق منسقة اللغة العربية للمرحلة الابتدائية بأكاديمية قطر ومدرسة لغة عربية للصفين الرابع والخامس ومشرفة على المشروع باللغة العربية أنها تدير الحوارات النقاشية خلال البرنامج باللغة العربية، وهذا المشروع من أهداف الأكاديمية وقد حازت العام 2020 على العلم الأخضر وانضمامها للمدارس الخضراء التي تعنى بالاستدامة.

وأنّ العلم الأخضر يعني الاستدامة وتعليم الطلاب كيفية الحفاظ على البيئة، ولديها العديد من المبادرات منها حظر استخدام البلاستيك في المدرسة والتي حظيت باهتمام ونجاح كبير.

وقالت إنّ مشروع الاستدامة أو أبراج الحديقة بدأ من خلال مؤسسة قطر الدولية وتمّ التواصل مع مدرسة ثنائية اللغة بنيويورك ولديها منهج عن الاستدامة باللغة العربية ويتعلق بالزراعة ويقدم باللغة العربية.

وبدأ التواصل والتنسيق لاختيار طلاب ما بين 15 ـ 20 طالباً لتنفيذ المشروع أعمارهم ما بين سن الـ 10 ـ 12 سنة وهو مشروع حظيّ باهتمام أولياء الأمور حيث كانت الأكاديمية تتابع هذا البرنامج مع الطلاب من خلال التبادل الافتراضي بسبب كوفيد 19 والإجراءات الاحترازية.

وأهم ما يميز التبادل الافتراضي أنه يتم باللغة العربية والتعرف على جنسيات وثقافات متنوعة حول العالم وكانت تجرى أنشطة منهجية ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمنهج اللغة العربية من خلال التواصل الشفوي أو عند استخدام البرمجيات عبر المنصة الرقمية حيث تتم الكتابة باللغة العربية ومن الأمثلة كتابة رسالة باللغة العربية لنبتة يختارها الطالب، ورسالة عن وصفة طعام تمّ تحضيرها من الزراعة العضوية في حديقة المنزل، وعمل مشروع معرض في نهاية العام تناول أهداف التنمية المستدامة مثل التعليم والمجاعة والمساواة وحاول الطلاب من خلال المشروع عرض ما نفذوه مع طلاب نيويورك.

وكانت أول تجربة للمشروع العام 2020 بأكاديمية قطر مع مدرسة بنيويورك، وتمّ إكمال العام الحالي مع دفعة جديدة من الطلاب، وستكون أبراج الحديقة داخل المدرسة وهناك تعاون كبير جداً من أولياء الأمور.

وقد أسهم في تغيير سلوكيات حياة الطلاب وأسرهم، الذين كانوا يتفاعلون مع المشروع داخل بيوتهم.

وعن دعم الأكاديمية قالت: تمّ الترويج للمشروع من خلال التواصل مع الأسر للتعريف بالمشروع، واختيار الطلاب من الصف الخامس ممن يمارسون أنشطة قيادية في الأكاديمية ولديهم مبادرات في المحافظة على البيئة، وما يميزه أنه باللغة العربية.

وقد وفرت الأكاديمية موارد بشرية والمنصات التفاعلية المعتمدة جوجل بلس روم ومنصات أخرى وأبراج الحديقة لتنفيذ المشروع.

وأكدت دعم مؤسسة قطر للمشروع لأنه يلبي أهداف الاستدامة.

ـ وبدورها، قالت السيدة نادين أبو عساف مدرسة لغة عربية وتاريخ قطر للصف الخامس الابتدائي: إنّ مشروع أبراج الحديقة يلبي الاستدامة وهو باختصار شراكة بين الأكاديمية ومدرسة بنيويورك لتشجيع الطلاب على الزراعة والاهتمام بالبيئة الخضراء.

وأضافت أنه بسبب بكوفيد19 كان التواصل العام الماضي مع الطلاب عبر المنصة الرقمية وقد حقق نجاحاً كبيراً لتجاوب الأهالي مع الفكرة، وكان يضم 15 طالباً ومن المتوقع زيادة أعداد الطلاب هذا العام.

ويتلخص دوري في متابعة الطلاب وهم يتعاملون مع طلاب نيويورك باللغة العربية أنه أيضاً تعزيز لدور اللغة في حياتهم.

اقرأ أيضاً

خلال ندوة نظمها مركز الجزيرة للحريات بالشراكة مع الجزيرة مباشر.. مشاركون: يجب محاسبة قتلة الصحفيين وصون حرية الكلمة

د. أحمد البوعينين: دار الوثائق القطرية ملتزمة بتأهيل كوادر وطنية لإدارة كنوزنا

رئيس الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة يدشن كتاباً عن رئاسته للمنظمة الدولية

أخبار ذات صلة

متاحف قطر تفتتح برنامج العمارة والتصميم :تحويل الرؤية إلى حوار عالمي

مبادرة قطر تقرأ تطلق مهرجان "كتاب واحد.. مجتمع واحد 2025"