محليات

1107

قطـر تلحق بـركـب تقنيـات الذكاء الاصطناعي المتطورة

تركز مؤسسة قطر على الارتقاء ببرامج الذكاء الاصطناعي، لمواكبة عصر التقدم التكنولوجي السريع، ولأنه علم يقوم على أسس صناعة الآلات والمبتكرات التي ستؤدي دوراً مهماً للإنسانية ولحل المشكلات الصعبة ولمواجهة التحديات.

وقد هيأت المؤسسة بنية تحتية ملائمة للتقدم التكنولوجي من خلال منظومة تقنيات متطورة، وبهدف الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي للإسهام في تطوير البحوث والدراسات. وركزت المؤسسة جلّ اهتمامها على تحديث منظومة التعليم الأكاديمي لديها ببنية جديدة من التخصصات العلمية والأدبية والصناعية والفنية الجديدة منها علوم الطاقة والبيئة والاستدامة والذكاء الاصطناعي والتصميم وغيره.

من جانبه قال د. سانجاي تشاولا مدير بحوث تحليل البيانات في معهد قطر لبحوث الحوسبة بمؤسسة قطر: "إذا لم تلحق بركب ثورة الذكاء الاصطناعي سيكون لذلك أثر على الاقتصاد في المستقبل، حيث تملك كل دولة الفرص لتطوير هذا النوع من العلم". وأوضح أنه من أهداف العمل في مجال الذكاء الاصطناعي النمو الاقتصادي من خلال ظهور قطاعات وصناعات جديدة، والتقدم الاجتماعي من خلال الحوكمة الفعالة، والإدارة الفعالة للموارد، والخطاب المحسّن، والفهم الأفضل، والاستدامة البيئية من خلال الفهم السليم للنظم الطبيعية والتأثير، وحماية التراث الثقافي وتعزيزه من خلال مبادرات مثل الترجمة للغة العربية.

وتابع: "لا تقتصر أهداف نهجنا في التعامل مع الذكاء الاصطناعي والمشروعات التي قمنا بها في هذا الصدد على جعل مؤسسة قطر رائدة في هذا المجال، ولكن نتطلع أيضًا إلى تنفيذ ودمج بحوثنا في منظومة التنمية الاجتماعية والاقتصادية بما يحقق صالح مجتمعنا كله".

* بحوث الذكاء الاصطناعي

وأكد أن مجالات البحوث التي تتناولها مؤسسة قطر حاليا بمجال الذكاء الاصطناعي هي تقنيات اللغة العربية، والذكاء الاصطناعي من أجل الصالح الاجتماعي وأسس الذكاء الاصطناعي في تطبيق اللغة العربية وفي التعليم والصحة الرقمية والأمن السيبراني. والذكاء الاصطناعي يغطي جميع أنواع التقنيات التي تهدف لإنشاء آلات يمكنها إظهار سلوك ذكي حيث يعتمد الذكاء الاصطناعي على الطبيعة التطورية للتعلم، وقد يوفر قدرات تحليلية في مجالات عديدة بما فيها استرجاع الصور والعواطف المجردة وترابط الأنماط والتعرف على الصور، وقد تكون هناك رؤى مستقبلية أكثر تطوراً مثل تحسين تدفق حركة المرور، وتوفير ساعات الإنتاجية الضائعة، وتقنيات للتصدي للجرائم، والتعرف على الوجوه.

* مبتكرات علمية

ومن المبتكرات العلمية برنامج جديد من ابتكار معهد قطر لبحوث الحوسبة وهو "النبض الدبلوماسي"، بالشراكة مع الأمم المتحدة وهو أداة إلكترونية تتيح البحث السريع عن البيانات الرسمية والصحفية الصادرة عن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وأنه بالشراكة مع إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة بدأ فريق الحوسبة الاجتماعية في معهد قطر لبحوث الحوسبة حلاً لتلك المعضلة.

وتعتبر البيانات الصحفية الدبلوماسية الوسيلة الأساسية التقليدية للحكومات للتعبير عن مواقفها للجمهور، وإرسال إشارات دبلوماسية إلى المجتمع الدولي. من هنا، يتيح لنا استخدام التقنيات الجديدة لاستخراج المعلومات بسرعة فهم مواقف الجهات الفاعلة في العالم بشكل أفضل ومعرفة القضايا التي تحتاج إلى توافق أو تلك التي بدأ يتشكل توافق حولها، وهذا أول الغيث، فعلى المدى الطويل، ستساعدنا البيانات التي يجري جمعها في تحليل الاتجاهات والأنماط في الشؤون الخارجية".

* برنامج صحة

وأطلق معهد قطر لبحوث الحوسبة برنامجاً لتطوير (صحة) وهو نظام يستخدم بيانات الأجهزة القابلة للارتداء من أجل تعزيز اتخاذ القرار الطبي، ومع أن الأجهزة القابلة للارتداء لم تصمم في الأصل لأغراض طبية، إلا أن هذا الخط الفاصل بين الغاية الأصلية والاستخدام الحالي بدأ في التلاشي بفضل التطورات السريعة التي شهدتها أجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي.

وأوضح السيد عمار عباس مهندس برمجيات أول في معهد قطر لبحوث الحوسبة، أنه يمكن أن تكون بيانات أسلوب الحياة التي تلتقطها الأجهزة القابلة للارتداء مفيدة بشكل خاص في إدارة الأمراض المزمنة، لكن يكمن التحدي في عدم قدرة الأطباء على الوصول إليها. بدأت القصة حين أعرب أحد الأطباء في مؤسسة حمد الطبية عن معاناته في الحصول على البيانات من الأجهزة القابلة للارتداء، فقررت مجموعة الصحة الرقمية في معهد قطر لبحوث الحوسبة العمل على تطوير منصة يمكنها الاستفادة من بيانات الأجهزة القابلة للارتداء وإتاحتها للأطباء.

وطوّرت المجموعة نظام "صحة" وهو نظام يستدعي البيانات الشخصية من الأجهزة القابلة للارتداء ويوفرها على أجهزة الكمبيوتر المكتبية الخاصة بالأطباء والممرضات، من أجل تعزيز عملية اتخاذ القرار الطبي. وتستخدم معظم المستشفيات والعيادات أنظمة السجلات الطبية الإلكترونية لتخزين التاريخ الطبي للمريض.

أما طريقة عمل "صحة" فهي تحتاج بداية إلى موافقة المستخدم على جمع بياناته، ثم تحميل تطبيق خاص على هاتفه، فيعمل هذا التطبيق على إرسال نسخة من بيانات هذه الأجهزة إلى الخوادم السحابية في قطر، حيث يتم تخزينها في قاعدة بيانات آمنة ومشفرة.

* تنسيق البيانات

تحدٍّ آخر واجه الفريق وهو أن لكل جهاز أسلوبه الخاص في تنسيق البيانات وتكرار تجميعها. لذلك كان التحدي الأول أمام الفريق هو مواءمة تنسيقات البيانات من مختلف العلامات التجارية وتقديمها للأطباء عبر واجهة مستخدم موحدة.

إضافة إلى استخدام البيانات لوضع خطط العلاج وتتبع التغييرات في أسلوب الحياة، فإنها تستخدم أيضًا لبناء نماذج الذكاء الاصطناعي وتدريبها، ويعمل الفريق حاليًا على نموذج يستخدم بيانات الأجهزة القابلة للارتداء وبيانات أجهزة المراقبة المستمرة للجلوكوز لدى مرضى السكري، للتنبؤ بحدوث نقص في سكر الدم قبل حدوثه، ويمكن للنموذج إرسال إشعارات ذكية للمستخدم لاتخاذ إجراءات تصحيحية.

وسيتيح الوصول إلى البيانات القابلة للارتداء للأطباء إجراء تتبع كمي للتغييرات في أسلوب حياة مرضاهم، كأن يعرفوا ما إذا زاد مريض السكري من النوع الثاني من نشاطه البدني، كما يبث الأمر إحساسًا بالمساءلة في نفوس المرضى لأنهم يعرفون قدرة الطبيب على الوصول إلى بياناتهم. ومع توقع نمو السوق العالمي للأجهزة القابلة للارتداء إلى حوالي 115 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028، فإنه من المتوقع أن تلعب الأجهزة القابلة للارتداء دورًا رئيسيًا في الطب الدقيق، خاصة مع انتشارها على نطاق واسع، وزيادة وصولها إلى بيانات المرضى، وتسهل اكتشاف الحالات الغريبة ورصد التغيرات غير المعتادة، مثل ظهور مرض أو تفاقم حالة مزمنة

اقرأ أيضاً

الخطوط القطرية تعزز شراكتها بالرمز المشترك مع نظيرتها الكينية عبر إطلاق رحلات إلى 19 وجهة

البيت الثقافي العربي في برلين ينظم معرضه السنوي للكتاب العربي في 24 أكتوبر الجاري

 مركز قطر للتوفيق والتحكيم يؤكد التزامه بتطوير الممارسات القانونية والتحكيمية

أخبار ذات صلة

وزارة الرياضة والشباب تطلق برنامج "فن المناظرة وبناء الحجة" لشباب دول مجلس التعاون

طالبات قطر يحرزن المركز الثاني في مسابقة الشيخة فادية الصباح العلمية 2025 بالكويت