رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

4406

الشيخ سلمان بن جبر : ليلة القدر علمها عند الخالق وليس علماء الأرض

30 يونيو 2016 , 01:05م
alsharq
الدوحة - الشرق

ما يحزنني أن الناس انشغلت في البحث عن العلامات من دون العبادة

العبادة الحقيقية ليست في العلامات وإنما زيادة الإجتهاد في العشر الأواخر

لا يملك أي عالم على الأرض معرفة علم الغيب

مع دخولنا العشر الأواخر من الشهر الكريم يجتهد المسلمون في بقاع الأرض في العبادة لما فيها من زيادة في الأجر في صلاة القيام والعمل والاجتهاد لنيل أجر ليلة القدر وهي من أهم ليالي هذا الشهر الفضيل حيث ذكر القرآن الكريم فضلها وأوصانا بها نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. ولكن بدلاً من الإنشغال أكثر في العبادة، تجد البعض من الناس يجتهد أكثر في البحث عن علامات ليلة القدر حتى يُقنع نفسه بأنه قد أدركها فنجد البعض يبحث عنها في ساعات الليل في السماء وآخرون يبحثون عنها عند ساعة الشروق، والبعض يبحث عنها عند علماء الفلك ليسهل على نفسه جهد وعناء البحث.

وقد اجرت الشرق اتصالا مع الشيخ سلمان بن جبر آل ثاني رئيس مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك ليوضح لنا ما حقيقة علمهم بعلامات ليلة القدر وهل يملكون ما يُمكنّهم من تحديد ذلك.

هل من الممكن لعلماء الفلك تحديد أو رؤية علامات ليلة القدر كما يدّعي البعض؟

لا يمكن لأي من علماء الفلك أو أي من علماء العلوم الأخرى تحديد ما إذا كانت أي ليلة من ليالي العشر الأواخر هي ليلة القدر.

لكن قرأنا الكثير من الرسائل عبر مواقع التواصل الإجتماعي تدّعي رؤيتها للعلامات وتدعمها ببعض الصور؟

هناك الكثير من يدّعي أنه رأى بعض من علاماتها، بل أن حتى البعض يقسم بالله العظيم أنه استشعرها مع رؤية تلك العلامات، في الحقيقة لا بد وأننا نعلم بأن ليلة القدر ليست كأي ليلة من ليالي الشهر الفضيل أو من ليالي السنة. ذكرها الخالق سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في سورة خاصة بها وسميت بها وهي سورة القدر. وأبلغنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن علامات أثناؤها وأخرى بعد إنقضاؤها.

ومما يحزنني أن الناس انشغلت في البحث عن تلك العلامات من دون العبادة، فأصبح البعض يدّعي أنه راقب السماء طوال تلك الليلة ولا يرى أي رجم للشياطين، وآخر يدّعي أنه استشعر الرياح في تلك الليلة فلم تكن حارة أو باردة، ويصبح الجميع في فجر ذلك اليوم ليلتقط صور بجواله للشمس عند الشروق ويكون هو أول من ينشرها على مواقع التواصل ويكتب تحتها " سبحان الله أنظر إلى الشمس كيف تشرق بيضاء وباردة"

بل تجد البعض منهم يباركون لبعضهم البعض نيل أجر ليلة القدر وتحديد أجرها. هذه بعض الأمور التي رأيتها وقرأتها خلال السنين الماضية، بل فوجئت عند ردي على البعض منهم على ما ذكر في رسالته باتهامي بأنني حاسد أو حاقد حتى أنّ البعض قد بالغ بالقول حيث إدّعى أنني منكر لليلة القدر.

الإشكالية فيمن إدعى رؤيته للعلامات ونسي أو تناسى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال:( إني أُريت ليلة القدر فأنسيتها أو نسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر) وهنالك روايات أخرى تحمل نفس المعنى للحديث. إذاً العبادة الحقيقية ليست في العلامات وإنما في العبادة وزيادة الإجتهاد في العشر الأواخر.

علامات استفهام

إذاً ما صحة هذه المعلومات التي يتم تداولها كل سنة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وهل يمكنك تفسيرها لنا؟

قرأت ورأيت الكثير منها، وهي في الحقيقة وهْم البعض بأنه رآها أو استشعرها. لو راجعنا ما إدعاه البعض لوجدنا أن هناك الكثير من علامات الإستفهام حول أقوالهم. فلنأخذ بعض الأمثلة، إدعى البعض أنه استشعر أنها ليلة لا برد فيها ولا حر، وعند سؤالك له متى استشعر ذلك؟ يرد عليك وهو في طريقه إلى السيارة عند خروجه من المسجد الذي كان يصلي فيه والذي يبلغ من البرودة شدتها. عند خروجك لن تشعر بحرارة أو برودة الجو لأن جسمك مشبع من البرودة وخصوصاً أنك تقطع مسافة أمتار إلى السيارة ولم تقف ما يكفي من الوقت للحكم على حالة الطقس، أو يدّعى البعض أنه راقب السماء ولم يرى رجم في تلك الليلة، إن رجم الشياطين من الغيبيات والتي لا يمكننا كبشر تحديد أي شهاب رجم وأيهما شهاب عادي، المشكلة في أنّ من أدعى ذلك لم يراقب السماء إلّا لبضعة دقائق ومن وسط منطقة مليئة بإنارة الشوارع والمباني، وهذه ليست البيئة المناسبة لرؤية الشهب

ولتحري ذلك لا بد وأن يكون الراصد في منطقة مظلمة بعيداً عن الإضاءة لرؤية أصغر الشهب في حال وجودها، بل وصادف في العشر الأواخر من شهر رمضان في عام 1433 هجري الموافق 2012 ميلادي، بلوغ زخة شهب البرشاويات ذروتها والتي تم فيها رصد أكثر من 116 شهاب في الساعة في قطر حسب السجلات السابقة.

أما من إدّعى أنه رأى الشمس بيضاء وباردة وقام بنشر صور يدّعي فيها ذلك، للأسف لم يجتهد ناشر تلك الصور إلاّ في تصوير شروق يوم واحد أو بضعة أيام من العشر الأواخر، ولكن لو استمر في التصوير فيما بعد رمضان وفي نفس موعد شروق كل يوم، لوجد نفسه يلتقط نفس الصورة للشمس، لأنّ ما يراه في هذه الصورة هو علاج فني من الكاميرة للصورة يحصل تلقائياً بسبب شدة ضوء الشمس وليس لأي سبب آخر

مع العلم أيضاً أنّ من إلتقط هذه الصورة لم يمضي إلاّ دقائق بسيطة في الخارج بعيداً عن التكييف ليجزم بأنها باردة. إذاً ليصل المرء إلى مرحلة استشعار ما ذكرناه لابد وأن يكون من أهل البادية أو مزارع يعيش في منطقة نائية، لم يتعرض جسده أو لم تتعرض عينيه لكماليات الحياة التي نعيشها اليوم، والأهم من كل ذلك إجتهاده في العبادة لنيل أجر رمضان كله. ومع كل ذلك لا يعني أنه قد يرى أياً من علاماتها.

ارضاء النفس

إذاً هل يمكننا تسميتها بأنها تهيؤات؟

نعم هي تهيؤات فقط لإرضاء النفس وعدم القبول بأن أجرك يكتب عند الخالق في الغيب وليس أمام عينك.

ما هو إستنتاجك من مثل هذه التصرفات من قبل البعض؟

جميع هذه التصرفات تدل على كسل من قام بها في العبادة، النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بزيادة الإجتهاد في العبادة، بينما الكثير من الناس في هذه الأيام حل محل العبادة الإجتهاد في البحث عن علاماتها عبر التقنيات الحديثة فاقداً ما فيها من أجر وحسنات، طبعاً هذا يعود إلى غرور الإنسان في نفسه أنه قد بلغ من العلم مالم تبلغه أمم من قبله، وكسل منه في أن يجتهد طيلة رمضان في العبادة بدلاً من اللعب واللهو ومشاهدة البرامج الهابطة، حتى أنه من الكسل في البحث عن علاماتها ظن أنه من الممكن لعلماء الفلك تحديد ذلك لتوفير الوقت والجهد على نفسه، وهذا خطأ وغير صحيح. فلا يملك أي عالم على الأرض معرفة علم الغيب.

اقرأ المزيد

alsharq  رئيس مجلس الوزراء يعزي خادم الحرمين الشريفين

بعث معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، برقية تعزية إلى... اقرأ المزيد

76

| 25 أكتوبر 2025

alsharq سمو نائب الأمير يعزي خادم الحرمين الشريفين

بعث سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير، برقية تعزية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان... اقرأ المزيد

64

| 25 أكتوبر 2025

alsharq  سمو الأمير يعزي خادم الحرمين الشريفين

بعث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، برقية تعزية إلى أخيه خادم... اقرأ المزيد

64

| 25 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية