تقارير وحوارات

7854

وزيرة خارجية البوسنة والهرسك لـ الشرق: شعب البوسنة ممتن لقطر على دعم مكافحة كورونا

قطر أول دولة عربية ترسل مساعدات طبية إلى البوسنة

المساعدة القطرية في هذه الأوقات تؤكد الصداقة الكبيرة مع البوسنة

أكدت سعادة الدكتورة بصيرة توركوفيتش نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة خارجية البوسنة والهرسك، أن شعب البوسنة ممتن جدا لقطر على تقديمها للمساعدات الطبية لمكافحة وباء كورونا، منوهة إلى أن قطر أول دولة عربية ترسل مساعدات إلى بلادها لمحاربة الفيروس. وأوضحت توركوفيتش في حوار مع الشرق أن المساعدة القطرية في هذه الأوقات الصعبة تؤكد الصداقة الكبيرة بين قطر والبوسنة، مشيرة إلى أن دور قطر في مساعدة الدول حول العالم هو دور نبيل وخير للغاية.

وثمنت الوزيرة البوسنية مستوى العلاقات بين قطر والبوسنة بقولها إن البلدان يشتركان في صداقة عميقة وممتدة خلال السنوات الماضية، مضيفة بأن الاستثمارات القطرية في بلادها يمكن أن تمثل مساهمة مهمة في النشاط الاقتصادي، وخاصة في مجال السياحة. وطالبت بضرورة تفعيل وتنشيط مجلس الأعمال بين البلدين، وهو ما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين. وقالت الوزيرة توركوفيتش إن قطر تلعب دورا إيجابيا للغاية على الساحة الدولية من خلال تعزيز السلام والاستقرار والأمن في جميع أنحاء العالم، منبهة إلى أنها تلعب دورا مهما في الوساطة من خلال توفير منصة غير متحيزة لجميع الأطراف لإجراء حوار والسعي إلى حل النزاعات.. وإلى مزيد من التفاصيل:

- في البداية اسمحي لنا سعادة الوزيرة أن نبدأ بالعلاقات القطرية البوسنية.. كوزيرة لخارجية بلادك كيف تقيمين تطور تلك العلاقات؟

أولا أود أن أهنئ قطر حكومة وشعبا بمناسبة عيد الفطر المبارك. وأتمنى من البوسنة والهرسك عيد مبارك للشعب القطري الشقيق. وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين قطر والبوسنة أقول إن البلدان يشتركان في صداقة عميقة وممتدة، فقد توجت العلاقات بزيارة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله عام 1998.

وكان سمو الشيخ حمد أول زعيم عربي يزور البوسنة والهرسك ويلتقي برئيسنا الأول علي عزت بيجوفيتش، وذلك بعد استقلال البوسنة عن يوغوسلافيا. إن شعب البوسنة يقدرون ويتذكرون هذه الزيارة التي قام بها سمو الأمير الوالد، والشيخة موزا حفظهما الله. وكان لسمو الشيخة دور بارز في دعم التميز في التعليم في البوسنة والهرسك، والمدرسة التي بدأت بدعمها في تقديم أفضل الطلاب.

كما تطورت العلاقة بين البلدين مع زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في يناير 2016. ومنذ هذه الزيارة عمل سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بجد لتعميق العلاقة بين البوسنة والهرسك ودولة قطر، حيث كانت وزارة خارجية قطر شريكا مهما للبوسنة والهرسك. لقد شهدنا العلاقات تتوسع وتتقوى في عدد من المجالات الهامة بما في ذلك التعاون الثقافي والسياحة والاستثمارات الخاصة.. إلخ.

- في سياق العلاقات المميزة بين قطر والبوسنة.. كيف تنظرون إلى المساعدة التي قدمتها قطر مؤخرا للبوسنة في مكافحة فيروس كورونا؟

في الحقيقة كانت قطر أول دولة عربية ترسل مساعدات إلى البوسنة والهرسك خلال هذه الفترة العصيبة عندما كان العالم يكافح جائحة فيروس كورونا. وهذا الأمر عمق من المشاعر الطيبة عند شعب البوسنة والهرسك نحو قطر، والتي بلغت ذروتها في إضاءة العلم القطري على بناء قاعة مدينة سراييفو التاريخية وكذا الصلاة في المسجد من أجل الصحة والسلامة لقطر. إن المساعدة مفيدة بشكل خاص بالنسبة لنا لأننا نتفهم أن هذا الوقت ليس سهلا، خاصة وأن قطر تواجه أيضا تحديات مثل بقية العالم في محاولة احتواء انتشار الوباء. إن المساعدة في مثل هذه الأوقات الصعبة تؤكد إلى حد كبير على رابط الصداقة الكبير الموجود بين شعبينا.

تعاون مثمر

- ماذا عن التعاون الاقتصادي بين البلدين؟

التعاون الاقتصادي في واقع الأمر يتطور ببطء، وكذلك الاستثمارات. تحتاج هذه العملية إلى مزيد من الدعم حتى يتم توسيع وتعميق التعاون. إن تقارب العلاقات بين بلدينا على المستوى السياسي والمجتمعي يوفر أساسا جيدا للقيام بذلك. ومنذ العام الماضي، شهدت العلاقات على المستوى المجتمعي تقاربا وتحسنا كبيرا. وهنا يجب أن أذكر سعادة محمد المسند الذي كان له دور مهم في تحقيق ذلك.

- وبالنسبة للاستثمار القطري في البوسنة.. ما أهمية تلك الاستثمارات في بلادكم؟

الاستثمارات القطرية في البوسنة والهرسك يمكن أن تمثل مساهمة مهمة في النشاط الاقتصادي. لقد رأينا بشكل خاص أن هذا هو الحال في مجالات السياحة. إن حجم اقتصاد البوسنة يعني أن الاستثمار القطري لديه القدرة على توفير تأثير أكبر على النشاط الاقتصادي ونأمل أن نكون قادرين على توسيع التجارة والتعاون في قطاعات أخرى من الاقتصاد. كما أن هناك استثمارات توفرها قطر للصالح العام من أجل الشعب. فقد قام السفير القطري الجديد في البوسنة سعادة سلطان الخاطر، وهو نشط جدا في البوسنة والهرسك، بزيارة المستشفى الرئيسي في سراييفو، وتحدث مع المديرة السيدة إزتبيغوفيتش التي زارت قطر مؤخرا. وهناك اقتراح بتجديد جناح في المستشفى الرئيسي في سراييفو. آمل أن يتم ذلك قريبا.

وأيضا لدى قطر الخيرية ممثل ممتاز يحاول خلال العامين الماضيين في البوسنة والهرسك دعم وتحسين جزء من الطريق في مدينة ليوبيجا الصغيرة حيث يتعرض الناس لحوادث متكررة بسبب التآكل الشديد والطين. آمل أن يتحقق ذلك بسبب الدعم المطلوب، وقد جمع سكان تلك القرية بالفعل جزءا من الأموال من خلال مساهماتهم خلال السنوات الماضية. وهناك أيضا مشروع يتم العمل عليه، وهو مركز غسيل الكلى في مدينة جورازدي، ونحن نأمل أن يتم الانتهاء منه بعد تحسن الحال جراء جائحة كورونا.

دور فاعل وحيوي

- برأيك ما أهمية منتدى الأعمال بين قطر والبوسنة؟

في الواقع يجب تنشيطه وتشغيله بكامل طاقته. ونحن نأمل أن نرى المزيد من الاستثمارات القطرية في البوسنة والهرسك لصالح البلدين. البوسنة بلد جميل يقع في قلب أوروبا، وتبعد مسافة رحلة طيران لمدة ساعة واحدة فقط من فيينا في النمسا، وهي قريبة من لندن وألمانيا وإيطاليا، وكل هذه الوجهات قريبة جدًا، ويمكن الوصول إليها بالطائرة والسيارة، ولكن البوسنة بها المزيد طبيعة جميلة وأرخص بكثير مع طعام ممتاز ومحيط جميل. إن السائح القطري مقبول للغاية والناس هنا في بيئة تشبه إلى حد كبير قطر.

- ما هو رأيك حول دور قطر في مساعدة الدول بجميع أنحاء العالم؟

إن دور قطر في مساعدة الدول في جميع أنحاء العالم هو نبيل وخيّر للغاية، وقد ظهر ذلك بشكل خاص في جائحة كورونا. وعلى الرغم أن قطر لديها العديد من الحالات مصابين بالفيروس إلا أنها لا تزال تساعد الدول الصديقة في كل مكان حول العالم. وعند النظر إلى المساعدات القطرية فإنه يتم أخذها أيضا من منظور أوسع. إن مساعدة الدول على الاستجابة للتحديات الكبيرة توفر منفعة عامة عالمية تضمن الاستقرار ليس فقط في البلدان التي تستفيد مباشرة من مساعدة قطر ولكن أيضًا في منطقتها المباشرة. والتجارب التي رأيناها جميعا مع فيروس كورونا تُظهر لنا مدى ترابط العالم ؛ إن العديد من التحديات التي تواجه البلدان حول العالم لديها فرص التواجد خارج حدود كل دولة، وبالتالي فإن المساعدة التي تقدمها قطر حول العالم تذهب في طريق مهم للمساعدة في معالجة الأمور قبل أن تصبح مشاكل دولية. ونحن نعلم جميعًا أنه حتى قبل كورونا، كانت قطر دائما تساعد العديد من البلدان حول العالم، وهذا أحد الأسباب التي تجعلني على ثقة أن الله العظيم قد بارك قطر بالكثير، خاصة السلام والأمن والازدهار.

تحقيق الاستقرار

- وكيف تقيمون دور الدوحة في الوساطة وحل النزاعات في مختلف مناطق التوتر والصراع؟

تلعب قطر بشكل عام دورا إيجابيا للغاية على الساحة الدولية من خلال تعزيز السلام والاستقرار والأمن في جميع أنحاء العالم. لقد رأينا أنها تلعب دورا مهما في الوساطة في النزاعات المختلفة من خلال توفير منصة غير متحيزة لجميع الأطراف لإجراء حوار والسعي إلى حل بما يحفظ مصالح شعوبهم. كما تُظهر قطر احترامها لجميع الأطراف المشاركة في الوساطة في النزاعات وهو أمر حاسم في دورها لتحقيق الاستقرار. وأضيف أيضا أن قطر في صميم قلبي منذ الخطوة الأولى التي قدمت بها إلىها كسفيرة للبوسنة والهرسك. ومنذ أن استقبلني السفير إبراهيم يوسف فخرو حيث أن مهاراته الدبلوماسية الرفيعة واحترامه لجميع الدبلوماسيين هو ما يساهم في كون قطر واحدة من أفضل الوجهات الدبلوماسية، والبقاء في قلب السفراء الذين يعملون فيها.

اقرأ أيضاً

منظمة الصحة العالمية: 15 مليون قاصر في العالم يدخنون السجائر الإلكترونية

ماذا يعني الإغلاق الحكومي في أمريكا؟ وهل يتأثر العالم؟

الإعلام الأردني: زيارة سمو الأمير تشكل صوتا عربيا جديدا ورغبة حقيقية في إعادة الاعتبار للقرار العربي

أخبار ذات صلة

القمم العربية الطارئة منذ تأسيس الجامعة العربية.. دواعي الانعقاد وأهم القرارات

 العمل الإنساني العالمي.. مفاهيم راسخة تمثل الضمير الحي للبشرية