رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

624

صباحي يتجاوز خسارة رئاسة مصر بالبلاغة

30 مايو 2014 , 11:11ص
alsharq
القاهرة -وكالات

عرف المصريون لأول مرة خطاب "الاعتراف بالهزيمة" مع أول انتخابات ديمقراطية أجريت عام 2012، عندما اعترف المرشح الرئاسي أحمد شفيق بهزيمته في الانتخابات الرئاسية ووجه التهنئة للرئيس السابق محمد مرسي، عبر خطاب مسجل قرأه من ورقة كتبها أو كتبت له، وبدا في أثناء قراءتها "مرتبكا".

وبعد عامين من هذا الخطاب كان المصريون على موعد مع نوعية أخرى من الخطابات، عالج فيها المرشح حمدين صباحي صورة "المهزوم" أمام عبد الفتاح السيسي باستخدام أساليب "البلاغة السياسية".

الصدمة الكهربائية

ففي الوقت الذي كان فيه الجميع يتوقع رؤية صباحي "منكسرا"، وبخاصة بعد أن حصل على عدد هزيل من الأصوات (3.3 %)، جاء أقل من عدد الأصوات الباطلة (4 %)، اعتمد إحدى الحيل التي تعرف بأسلوب "الصدمة الكهربائية".

وبدلا من أن يقول صباحي إنه سيتوارى قليلا عن المشهد السياسي لتقييم أسباب خسارته الكبيرة، قال: "سأسعى إلى تأسيس تيار ديمقراطي".

أجواء حميمية

ولم تكن الصدمة وحدها هي السبيل الذي اعتمده صباحي، فقمة البلاغة السياسية في اعتماد مفردات تنفذ إلى المشاعر والقلوب، وتقيم أجواء من الحميمية والإيجابية تجاه الآخرين.

ففي البداية، قال السياسي اليساري: "لن نشترط على الشعب قرارًا أو اختيارًا وأقر بخسارتي في الانتخابات، وأعتقد أننا كسبنا احترام شعبنا وراضون باختيار الشعب، ومؤشرات التصويت ظهرت وأنا مؤمن أن مصر بامتياز وطن التعدد والتنوع والوحدة".

وتابع: "أقول لكل من ذهب إلى صناديق الاقتراع أيًا كان اتجاهه نحترمكم جميعًا، وأقول لكل من لم يمنحني صوته إن صوتي معكم من أجل تحقيق الكرامة الوطنية".

وفي وسط الخطاب عاد ليوجه كلامه للشعب مرة أخرى قائلا: "خسرنا أصواتكم ولكننا لا نريد أن نخسر ثقتكم والبعض يثق في صدقنا ولكنه لم يثق في قدرتنا".

التناص الديني

ويواصل صباحي اعتماد آليات البلاغة السياسية، عبر ما يعرف بـ"آلية التضفير مع النص الديني"، لإضفاء مزيد من المصداقية على خطابة.

ورغم خلفيته اليسارية التي تؤمن بضرورة فصل الدين عن السياسة، وانتقاده في أكثر من مناسبة لجماعة الإخوان المسلمين التي تقحم الدين في السياسة، فإنه حرص على استغلال ما يعرف بـ "الرأسمال الرمزي للدين "، والذي يعطي خطابه قدرة أكبر على السيطرة والهيمنة، فحرص على بدء خطابه بآية قرآنية، وهي قوله تعالى "وما النصر إلا من عند الله".

محسنات بديعية

وعملا بالقاعدة اللغوية "وبضدها تتميز الأشياء"، واصل مضيفا: "ناضلت بأمانة كي تكون انتخابات أكثر عدالة وأقل انحيازا"، فالانحياز هو عكس العدالة والأقل هو عكس الأكثر.

وفي نقده لوسائل الإعلام اختار صباحي إحدى وسائل "المحسنات البديعية"، وهي استخدام كلمتين متشابهتين في الحركة ومخارج الحروف، مما يجعل لوقع استخدامها "جرسا موسيقيا"، وظهر ذلك جليا في قوله: "وسائل الإعلام اختارت طريق (التعبئة) بدلا من طريق (التوعية)".

وأظهرت نتائج نهائية غير رسمية فوز وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، بنحو 96.7% مقابل 3.3% للسياسي البارز حمدين صباحي، وفقا لأرقام اللجان العامة.

مساحة إعلانية