رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

6008

غازي حسين لـ الشرق: كنا نتسلل ليلاً إلى البيوت لمشاهدة التلفزيون

30 يناير 2022 , 07:00ص
alsharq
حاورته ـ هاجر بوغانمي

برومانسية المشوار الفني، وعفوية الممثل الذي توغل في حرفته ومهمته على الخشبة، وأمام الكاميرا والميكروفون على مدى عقود، تحدث الفنان القدير غازي حسين عن رحلة عشقه للفن، مستذكراً بداية المشوار، والإرهاصات الأولى التي قادته إلى هذا المجال، مروراً بالأعمال الفنية التي قدمها ونال بها استحقاق لقب الفنان الكبير الذي يتمتع بقدرة فائقة على تقمص جميع الأدوار، وخلق لحظات تعبيرية يبتكرها بحرفية عالية ليستحوذ بها على قلوب الجماهير.

شكلت ريادة غازي حسين أرضية خصبة للمواهب الشابة التي التقاها في أعمال مسرحية وتلفزيونية عديدة، كان آخرها مسرحية "الأصمعي باقوه" من تأليف عبدالرحيم الصديقي وتيسير عبدالله، وإخراج سعد بورشيد. كما حرص على إغناء تجربته الفنية بمسلسلات تلفزيونية اجتماعية وكوميدية، وتاريخية، وأثبت حضوره محليا وخليجيا وعربيا أيضا في العديد من الأعمال التي نال بها حظا وافرا من الانتشار.

في لقاء مع (الشرق) تحدث الفنان غازي حسين كما لم يتحدث من قبل، وعاد بالذاكرة إلى سنوات الطفولة، ودخوله المجال الفني بالتزامن مع تأسيس إذاعة قطر، ثم تلفزيون قطر، وصولا إلى الأعمال الخليجية التي زادته شهرة وانتشارا، فكان الحوار التالي.

*من أين نبدأ هذه المسيرة الفنية الحافلة.. من المسرح أم الدراما التلفزيونية أم الدراما الإذاعية؟

** المسافة الزمنية بين كل مجال وآخر متقاربة جدا، ربما بضعة أشهر تفصل بين هذه الوسائل الفنية التي كانت متاحة في ذلك الوقت، وعلى رأسها الإذاعة التي كانت المنطلق، إلى جانب المسرح، فكأنهما توأمان، ثم بعد فترة قصيرة تلفزيون قطر.

*متى ظهر الشغف بهذه المجالات وكيف تطور حتى أصبح احترافاً؟

** الشغف انطلق منذ وقت مبكر، حيث "البيت الكبير" الذي كان يجمع أفراد العائلة، إذ كانت البيوت الخليجية في ذلك الزمن تجمع الجد والأب والعم والخال وأبناء العم وأبناء الخال والخالات والعمات وأزواجهن وأبنائهن وبناتهن. وكان البيت كبيرا بأعداد أفراده وحجمه ومساحته، وبأبقاره وأغنامه ودواجنه.

* كيف تعرفت على المسرح ومتى كان ذلك؟

** أحببت الفن منذ طفولتي، في أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات تربينا على صوت الراديو. كان والدي وعمي - رحمهما الله - شقيقين توأمين، وكانا يعشقان جهاز الراديو، حيث كانا يستمعان إلى الإذاعات العربية مثل صوت الشرق الأدنى، والقاهرة في فترة ثورة الضباط الأحرار، وإذاعة العراق في فترة الملكية، إضافة إلى عشقهما للفن الغنائي الراقي. كانا حريصين على سماع الأخبار والأغاني لمطربين كبار على غرار وديع الصافي، وأم كلثوم، وعبدالوهاب، وفريد الأطرش، وأسمهان، بالإضافة إلى مطربين مشهورين من العراق والخليج مثل محمد بن فارس المطرب البحريني الشهير. وكنت أتابع معهما تلك الأجواء وأسمع تعليقاتهما حول ما يبث من أخبار وأغان، وكنت مبهورا بقدرة كل منها على تمييز الخامات الصوتية لهذا الفنان أو ذاك، وتقييم الأغاني والأداء. كنت وأنا طفل التقط تلك الأشياء وأقوم بتخزينها في ذاكرتي، وأتذوق ما كنت أسمعه، وكنت كلما نضجت ازداد عندي منسوب المعلومات حول ما أسمع أو أرى، وما التقطه في الأعراس الشعبية، حيث كانت البيوت مفتوحة على بعضها البعض. كان الناس يتجمعون خاصة عندما يكون في العرس مطرب أو فرقة شعبية مشهورة، حتى ظهر تلفزيون أرامكو. كنا نتابع هذه المحطة عن طريق بعض الأغنياء الذين لديهم الإمكانيات لاقتناء جهاز التلفزيون في ذلك الوقت، وكانت محطة أرامكو تبث الأفلام العربية التي يتابعها جمهور عريض من كافة الدول العربية في تلك الفترة، كنت أستمتع بمشاهدة الشخصيات والأدوار التي يقدمها فنانون كبار مثل زكي رستم، ونجيب الريحاني، ويوسف وهبي، وشادية، ومحمود المليجي، وإسماعيل ياسين، وفريد شوقي وآخرين.

كنا نتسلل ليلا إلى تلك البيوت التي توجد بها أجهزة تلفزيونات، وكنت في فصل الصيف أصنع دمية من القماش وأتركها في فراشي بهيئة شخص نائم، حيث كنا ننام في الأسطح، حتى إذا ما أقبل أحدهم يعرف أني نائم، ولكن عندما يكتشفون الأمر يعاقبونني.

في تلك المرحلة بدأت أعشق التمثيل وأتذوق الفن بشكل عام. وبعد ذلك ظهر الفنان العراقي الراحل ناظم الغزالي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في تلك الفترة، ومن شدة عشقي لصوته سميت ابني البكر "ناظم".

*متى كان التحاقك بإذاعة قطر؟

** بعد التخرج في الثانوية بدأ مشروع إذاعة قطر التي واكبت انطلاقتها، ثم أسست قسم الدراما، وقدمنا أعمالا كثيرة، وتعرفنا على مواهب كثيرة في التمثيل أصبح لها بعد ذلك شأن وحضور في الساحة الفنية، وكان التشجيع متبادلاً بيننا. بعد ذلك شاركت في دورات تدريبية خارج الدولة، وكان يرافقني في تلك الدورات صديق العمر الدكتور حسن رشيد. وابتدأت الحكاية.

*ما أول مسرحية قدمتها على الخشبة؟

** كنت من بين الأسماء المرشحة لمسرحية "أم الزين" للكاتب والمخرج القدير عبدالرحمن المناعي، لكني لم أحظ بتلك المشاركة. بعد ذلك شاركت في مسرحية "باقي الوصية" لفرقة قطر المسرحية، ثم المسرحية الكوميدية "خال الكلفس"، والعديد من الأعمال المسرحية مع مجموعة من الفنانين الرواد الذين كانت بداياتهم من دار المعلمين أذكر على سبيل المثال علي حسن، سيار الكواري، محمد سلطان الكواري، ومحمد نوح، وخليفة السيد وغيرهم.

وكانت الأعمال والمشاركات تتوزع بين الإذاعة والمسرح والتلفزيون حيث قدمت برامج للأطفال في البداية، ثم شاركت في المسلسلات التلفزيونية، وكنا نستطيع التوفيق بين هذه المجالات الثلاثة.

*إذا وقفنا وقفة تأمل بين ذلك الزمن وحاضرنا اليوم. كيف تقيم المشهد الفني بين الأمس واليوم؟

**المقارنة صعبة. عدد المشتغلين في هذا المجال زاد، والوسائل التي تقدم من خلالها الأعمال الفنية اختلفت وتطورت، والمسرح كذلك تطور، والهاتف أصبح اليوم وسيلة إعلامية متنقلة. والحياة تطورت وتغيرت. في الماضي كنا نقدم البروفات، ونحضر بوسترات المسرحية، ونحفر في الأرض لتركيب اللوحات الإعلانية، وكنا نقوم بالعديد من الأعمال.

*ما الذي ساهم في انتشارك انت وفنانين آخرين في المسلسلات الخليجية؟

** تلفزيون قطر كان له الفضل في مشاركاتنا في أعمال مسرحية متميزة شاركنا بها في العديد من المهرجانات العربية، وكنا بالتعاون والمحبة والحماس التي كانت موجودة عند الشباب في إثبات مواهبنا، ويحقق طموحه في التأسيس لمشروع ثقافي اسمه المسرح القطري. ولا ننسى وقوف مسؤولين في تلك الفترة كانوا يشغلون مناصب في الإعلام والرياضة وفي التعليم أيضا أخذوا بيدنا وأسسوا معنا المشروع.

* ألم تكن مشغولا بفكرة الثنائيات الفنية سواء المسلسلات التلفزيونية أو الأعمال المسرحية؟

** أعتقد أن المسألة تتعلق بمدى اقتناعك بأنك تستطيع أن تمتلك المقدرة في أن تكون في أي دور، ولكن إذا كان العمل يستدعي أن أقدم ثنائيا ناجحا فيا حبذا، ولكني في العموم أقدم جميع الأدوار.

*برزت في العديد من الأعمال المحلية والخليجية، كيف تصف هذا التداخل؟

**الدراما الخليجية استقطبت العديد من الفنانين بعد أن أثبتت الدراما التلفزيونية وجودها، وبدأ المنتجون والمحطات الخليجية، ومشروع خليجنا واحد أيضا. كل ذلك ساهم في بروز الفنان القطري في الأعمال الخليجية. وصرنا نكمل بعضنا البعض خاصة من ناحية العنصر النسائي، واستطاع الفنان القطري إثبات وجوده، وبعد ذلك برزت الدراما التاريخية، وكان تلفزيون قطر سباقا في هذه الأعمال إلى جانب الأعمال المحلية التراثية والاجتماعية. وحظيت بالنصيب الأكبر في المشاركة في الأعمال التاريخية، والتي كان آخرها مسلسل "عمر".

 

*ما أبرز المواقف التي حدثت لك خلال هذا المشوار الفني الطويل؟

** بلا شك كانت هناك مواقف حزينة، ومواقف مؤلمة، ومواقف مضحكة، ومواقف جميلة بيننا كزملاء. ومن الصعوبة أن أتذكرها. لكن المؤلم أن تجتهد في بروفات مسرحية والجميع متحمس والعمل جميل وراق وفيه إبداعات وتجليات، وبعد مدة لا تقل عن شهر من البروفات والتعب والسهر تفاجأ بوقف العمل. ومن بين الأعمال التي صدرت تعليمات بإيقافها في تلك المرحلة مسرحية "المهرج" والتي أتمنى أن تعرض بعد هذه الفترة الطويلة لأنها ترتكز على فرجة جميلة ومضمون راق، وفيها إسقاطات. إلى جانب مسرحية "المتراشقون" التي قدمتها مع الفنانين غانم السليطي وعبدالعزيز جاسم رحمه الله، وتم عرض العمل في مهرجانات خارجية وحازت على جوائز، وعندما عرضت في قطر تم إيقافها.

*هل كانت الرقابة شديدة في ذلك الوقت؟

** كانت رقابة شديدة ليس فيها مبررات موضوعية لقرارات المنع، كل ما في الأمر أن شخصا ما لم يرقه العمل، دون مراعاة للجهد، وللقضية التي يطرحها العمل، والرسالة التي يحملها.

نحن بحاجة إلى رقابة مسؤولة تقدر الجهد الفني، والهدف الفني، والمصلحة العامة، وتكون مرنة في التعامل مع العمل الفني، ونخرج من الدائرة، لأن الفن يتطور مع الحياة ويتعايش مع الواقع، وربما المبدع يسبق بعض الأمور والمستجدات بحسه الفني، من خلال طرح قضايا يلفت النظر لها.

*موقف طريف نختم به هذا اللقاء؟

**حدث في أحد العروض التي كنا نقدمها في مهرجان الدوحة المسرحي وكان ذلك خلال الاحتفال بيوم المسرح العالمي. كنت مشاركا في عمل للمخرج علي ميرزا، فجأة ودون سابق إنذار سقطت الإضاءة بجانبي بينما كنت أؤدي دور شخصية متسلطة، لكني تمالكت نفسي وواصلت الحوار دون أدنى ارتباك.

اقرأ المزيد

alsharq الجزيرة تواصل حصدها لجوائز عالمية

حصدت شبكة الجزيرة الإعلامية تقديرًا خاصا في جوائز أنثِم التي تحتفي بالمشاريع الإعلامية والإبداعية ذات الرسالة الإنسانية. وتوجت... اقرأ المزيد

214

| 28 نوفمبر 2025

alsharq متاحف قطر تحصد جائزة «القائد العالمي» في لندن

حصدت متاحف قطر جائزة القائد العالمي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات (CSR) – فئة البيئة، وذلك ضمن جوائز التفاحة الخضراء... اقرأ المزيد

48

| 28 نوفمبر 2025

alsharq مخرجا فيلم "كان يا ما كان في غزة" بمهرجان الدوحة السينمائي: للسينما أهمية في إيصال صوت الفلسطينيين للعالم

يشارك فيلم كان يا ما كان في غزة، بمهرجان الدوحة السينمائي 2025، ضمن المسابقة الدولية للأفلام الطويلة، وهي... اقرأ المزيد

76

| 27 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية