رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1712

سماحة الإسلام أنقذت متهماً من الإبعاد

29 مارس 2021 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

قضت محكمة الاستئناف تأييد حكم أول درجة بحق متهم أساء للدين الإسلامي وتطاول على الذات الإلهية، وتعديل عقوبة الحبس المحكوم بها والاكتفاء بالحبس سنة واحدة وهي مدة الحبس التي قضاها، وإلغاء عقوبة الإبعاد، والأمر بالإفراج الفوري عن المتهم.

وكانت النيابة العامة قد أحالت شخصاً إلى محكمة الجنايات بتهم: الإساءة للدين الإسلامي بأن نشر عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) صورة غير لائقة مصحوبة بتعليق مسيء، وتطاول على الشخصيات الإسلامية، وطلبت معاقبته بموجب المادة 256 من قانون العقوبات.

تفيد الوقائع أنّ المتهم نشر عبر حسابه الإلكتروني الفيسبوك افتراءات على الدين الإسلامي والمسلمين، وصدر حكم أول درجة بحق المتهم وهو معاقبته بالحبس لمدة 5 سنوات وبإبعاده عن البلاد بعد الانتهاء من تنفيذ العقوبة أو سقوطها.

وقد قدم المحامي محمد البدر الوكيل القانوني للمتهم مذكرة دفاعية بحق موكله طالباً تخفيف الحكم الصادر بحقه من محكمة أول درجة.

فلم يرتضِ المتهم بحكم أول درجة فتقدم طاعناً لدى محكمة الاستئناف، ناعياً على الحكم الابتدائي بالخطأ في تطبيق القانون والقصور في التسبيب والفساد في الاستدلال، والقضاء ببراءته.

وورد في حيثيات الحكم أن المتهم يكنّ عداوة للدين الاسلامي فإن القضاء يلتزم بمنهج الشريعة الاسلامية في العدل والاحسان فقد قال تعالى (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى ) سورة المائدة ومعنى (شنآن ـ العداوة) وإعمالاً للمبدأ القرآني فإنّ القضاء يراعي ظروف جهل المتهم المستأنف بشريعة الاسلام وعقائده ونظامه الأخلاقي.

ويتصف المنهج الاسلامي بالعدل والاحسان لقوله تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) سورة النحل، ذلك المنهج الذي يدعو إلى التسامح وصون الكرامة الآدمية لقوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم) سورة الإسراء، فالتكريم الالهي لكل بني آدم أنّ منهج الاسلام دين الرحمة ونبذ العنف والعدوان وتجريم الظلم.

كما أنّ الدين الاسلامي يحض على العفو عن المسيء لقوله تعالى ( خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين) سورة الأعراف وقال تعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) سورة آل عمران، فقد أساء المتهم إلى دين الاسلام وتطاول أشد التطاول على الذات الالهية وأساء إلى النبي رسول الهدى والسلام والعفو والمسامحة دون أن يدري شيئاً عن سيرته العطرة.

واستشهد الحكم بسيرة الرسول الكريم العطرة عندما عذبته قريش وكانوا يضربون وجهه الكريم في أول البعثة النبوية وقال الرسول صلى الله عليه وسلم وقتها (اللهم أهدِ قومي فإنهم لا يعلمون) وعذبوه وأخرجوه من أحب البلاد إلى نفسه، ولما جاء النصر ويوم الفتح المبين ومكنه الله من اعدائه خاطبهم وهو واقف على باب الكعبة المشرفة ولم يقتلهم ولم يأخذ الثأر منهم بل خاطبهم قائلاً: ما تظنون إني فاعل بكم، فقال الأعداء: أخ كريم وابن أخ كريم، وقال الرسول الكريم وقتها: اذهبوا أنتم الطلقاء، وهذا دين العفو والمسامحة.

وقد اختارت الدائرة القضائية نهج الدين الإسلامي لمن أوغل في الإساءة والتطاول على الذات الإلهية وعلى مقام النبوة الشريفة، وأنّ منهج الإسلام هو (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم) سورة فصلت.

مساحة إعلانية