رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

4427

علماء وخبراء يؤكدون: 8 سلالات من فيروس كورونا انتشرت حول العالم

29 مارس 2020 , 09:06م
alsharq
الدوحة - ترجمة : عبدالرحيم ضرار:

لا يزال فيروس كورونا "كوفيد - 19" المتفشي في مختلف أنحاء العالم يمثل تحديا بحثيا شاقا أمام العلماء وخبراء الفيروسات والمختبرات في ظل الاكتشافات المتتالية عن الأعراض المرضية الحادة والمتشابهة التي يسببها و حول أصل سلالته وسلوكياته وقدراته على التحور والتغير ومقاومته التي تجعله سريع الانتشار، وفي سبيل الوصول إلى علاج ناجع يقضي عليه تماما يعكف العلماء في مشارق الأرض ومغاربها على تتبع سلالاته ومعرفة جزيئاته المجهرية ومعرفة نقاط ضعفه تمهيدا للسيطرة عليه والحد من تفشيه من خلال إيجاد لقاح قوي ينهي الكابوس الذي أحدث هلعا وذعرا في  العالم أجمع.

وفي هذا الإطار نشر موقع أمريكا اليوم "Usa Today" تقريرا للكاتبة إليزابيث وايز  "Elizabeth Weise" تحت عنوان : 8 سلالات من الفيروس التاجي منتشرة حول العالم.. وهذه الدلائل التي قدمها العلماء "8 strains of the coronavirus are circling the globe. Here's what clues they're giving scientists"، وجاء في مقدمة التقرير: "ما لا يقل عن ثماني سلالات من فيروس كورونا التاجي تتجول حول العالم مخلفة المرض والموت، يعكف العلماء حاليا على تتبعها لمعرفة الآثار الجينية للفيروس" .

وكشف التقرير عن قدرة الفيروس على التحور بالقدر الذي يجعله ينتج 8 سلالات منه على الأقل منتشرة حاليا حول العالم ، مؤكدا أن الأجزاء المجهرية للفيروس لها دلالات تشير إلى سلالته الأصلية وكيفية سلوكياته عندما يتغير وما هي سلالاته التي تتحول بشكل عدائي سريع الانتشار بينما السلالات الباقية تموت بسبب تدابير الحجر الصحي.

وأكدت الكاتبة أن الباحثين الكثر الذين أشرفوا على عشرات المشاريع البحثية في المختبرات تركوا كل ذلك وأصبحوا يركزون على هدف واحد فقط وهو تتبع سلالات فيروس سارس  "CoV-2" الذي يسبب مرض "كوفيد - 19".

وفي نفس السياق تقوم المختبرات في مختلف أنحاء العالم بالبحث عن التسلسل السريع لجينات من عينات فيروس كوفيد - 19 تم أخذها من الأشخاص المصابين به، حيث توصلوا إلى أن الفيروس ينتقل وينقسم إلى أنواع متشابهة ولكنها جديدة، ونشر العلماء من مختلف أنحاء العالم البيانات والمعلومات التي توصلوا إليها بشأن التسلسل الجيني للفيروس على موقع نيكست استرين "Nextstrain.org" وأسسوا بذلك بنكا للمعلومات وخريطة لتتبع نشاط الفيروس حول العالم وهو يضم الموقع معلومات وأبحاث من المختبرات الأكاديمية المستقلة والحكومية من مختلف أنحاء العالم.

وعلى الرغم من أن الباحثين والعلماء حذروا بأن ما توصلوا إليه لا يمثل إلا "قمة جبل الجليد" في إشارة إلى ظاهر الفيروس،  إلا أنهم يقولون إن الفيروس يتحور ببطء شديد واختلافاته بسيطة جدا وأنه لا توجد سلالة من الفيروس أكثر فتكا من الأخرى، ويقولون أيضا أنه لايبدو أن السلالات المتحورة يمكن أن تكون أكثر فتكا بعد تطورها.

وفي هذا السياق قال تشارز تشيو أستاذ الطب والأمراض المعدية في كلية الطب في سان فرانسيسكو  بجامعة كاليفورنيا : "يتحور الفيروس ببطء شديد بحيث تتشابه سلالاته بشكل أساسي مع بعضها البعض".

والفيروس الذي ظهر في الصين في نوفمبر الماضي يتكون جينه من حوالي 30.000 زوج أساسي  وحتى الآن في أكثر السلالات تباعدا عن الفيروس وجد العلماء 11 زوجا فقط من التغييرات الأساسية ، وفي تعليقه على هذه النتائج قال الدكتور تشيو إن ذلك يجعل من السهل تحديد سلالات الفيروس الجديدة أثناء تطوره، مضيفا أن تفشي المرض قابل للتتبع وهناك قدرة على متابعة التسلسل الجينومي لمعرفة السلالات المنتشرة حاليا.

 ووفقا لتقرير أمريكا اليوم فحتى الآن ترتبط معظم الحالات المصابة في الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية بسلالة تم تحديدها لأول مرة في واشنطن ، مشيرا إلى أن المصاب قد جاء من مدينة ووهان في الصين مركز تفشي الفيروس وعاد إلى واشنطن في 15 يناير وثبت أن حالته على بعد ثلاث طفرات فقط عن سلالة الفيروس الأصلية في ووهان "وهذا دليل آخر على قدرة الفيروس على التحور" ، وذلك بحسب تريفور بيدفورد عالم الأحياء بمركز الابحاث الطبية فريد هاتش في سياتل.

 وقال الدكتور تشيو إن هناك سلالات عديدة من الفيروس ظهرت في الساحل الشرقي بما في ذلك السلالة التي ظهرت في واشنطن وغيرها التي فيما يبدو أنها انتقلت من الصين إلى أوروبا ثم بعد ذلك إلى نيويورك.

وقال التقرير إن كوفيد - 19 يصيب الناس بأشكال مختلفة فمنهم من يشعر بالإعياء ليوم واحد والبعض الآخر يصاب بحالة مرضية لمدة أسبوعين، بينما حوالي 15% يدخلون المستشفى وحاليا يموت 1% من المصابين بكورونا،

ويقول تشيو إنه يبدو من غير المحتمل أن تكون الاختلافات مرتبطة بالأشخاص المصابين بسلالات مختلفة من الفيروس ، مضيفا أن سلالات الفيروس الحالية لا تزال متشابهة إلى حد كبير. موضحا أن 20% من الإصابات تأتي من المخالطة الاجتماعية ولكن لا تكون سريعة الانتشار ، وقال دكتور تشيو إن هذه أخبار رائعة مشيرا إلى أن ذلك دليل على أن الفيروس لم يجد مدخلا خطيرا في المجتمع بسبب اتباع إجراءات التباعد الاجتماعي "ترك مسافة بين الناس".

وخلص الباحثون إلى أن وجود سلالات مختلفة ومتشابهة في الأساسيات تؤكد أن الفيروس يتحور ببطء شديد أقل 10 مرات عند مقارنته بفيروس الإنفولونزا ، وأشاروا إلى أنه وعلى الرغم من وجود هذه السلالات المختلفة من كورونا إلا أنها لا تسبب أعراضا مختلفة أو معدل وفيات وإصابات مختلفة من سلالة إلى الأخرى، مؤكدين أن نسبة الوفيات والإصابات حول العالم لديها علاقة وطيدة بقدرة الدول على إجراء الفحوصات المخبرية لكورونا ومحاصرة بؤر تفشيه.

كما لفتوا إلى أن المصابين الذين لاتظهر عليهم أعراض خطيرة عند إصابتهم بالفيروس أو ظهرت عليهم أعراض طفيفة فهذا نسبة لقوة جهازهم المناعي وسلامتهم الصحية بشكل عام ولا علاقة له باختلاف سلالات الفيروس .

وعبر العلماء عن أملهم في أن تؤدي الاكتشافات الجديدة حول الاختلافات البسيطة بين سلالات فيروس كورونا إلى التوصل إلى لقاح قوي وعلاج ناجع لمرض كوفيد - 19 يضمن حماية الإنسانية وسلامة صحتها.

ولفت التقرير في خاتمته إلى أن التركيب الجيني الجزيئي لفيروس سارس "SARS-CoV-2"   يظهر أنه الأقرب إلى فيروس كورونا الموجود في الخفافيش فيما تشبه أجزاء من هيكله فيروسا موجودا في حيون آكل النمل القشري وفقا لبحث نشرته مؤخرا مجلة "Nature Medicine".

مساحة إعلانية