رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

7562

اختصاصيون نفسيون وتربويون لـ الشرق: التنمر ظاهرة قد تؤدي لانحراف الأبناء

29 يناير 2021 , 12:25ص
alsharq
نشوى فكري

أكد عدد من الاختصاصيين النفسيين والتربويين ان مواجهة التنمر ومكافحته تعد مسؤولية مشتركة بين المدرسة والأسرة، وذلك عن طريق التواصل المستمر والمتابعة من قبل اولياء الأمور، مشيرين إلى ان التنمر ظاهرة من اهم واخطر الظواهر التي تهدد أمن الأسرة، وتعوق سير وتقدم العملية التعليمية في المدرسة، كما إنه قد يكون سببا في الانحراف السلوكي للطالب داخل وخارج المدرسة الأمر الذي سينعكس سلبا على المجتمع بصورة عامة، ولذلك يجب تضافر جهود المعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين وأولياء الأمور وإدارات المدارس لمكافحتها والقضاء عليها. وقالوا لـ "الشرق" ان دور المدرسة يتمثل في ضرورة عمل برامج وفعاليات وأنشطة فنية ورياضية وموسيقية ينشغل بها الطلاب، وبذلك يمكن التغلب على هذه الظاهرة، موضحين ان الأسرة عليها دور كبير يتمثل في الاهتمام بتربية وتنشئة الأبناء، مع ضرورة استبدال معاقبة الأبناء بالضرب او السب، عن طريق استخدام اساليب تربوية هادفة، والحرص على عيش الأبناء في جو اسري ايجابي بعيد، عن الخلافات والضغوط التي تؤثر سلبا على صحة الأبناء النفسية.

د. حمدة المهندي: التربية الأسرية غير السوية أحد أسباب التنمر

أكدت الدكتورة حمدة المهندي - استشاري نفسي تربوي، انه مهما كانت الجهود المبذولة كبيرة يظل التنمر ظاهرة دولية وتعاني منها كافة المجتمعات، مشيرة إلى انه على الرغم من وجود أنواع مختلفة من التنمر قد يتعرض لها الطالب، مثل التنمر البدني أو اللفظي أو العاطفي، فإن التنمر الالكتروني وهو من الأنواع الشائعة جدًا والتي يصعب السيطرة عليها، بل ويعد التحدي الأكثر خطورة، كونه يحصل في بيئات الكترونية يصعب التعرف عليها من قبل البالغين. واشارت إلى انه من أهم التحديات التي تواجه التنمر الالكتروني هو أنه يمكن أن يحدث على مدار اليوم، أيضًا، إمكانية إخفاء المتنمر لهويته، مشددة على اهمية مراقبة الأهل لاستخدام أبنائهم للتكنولوجيا عن كثب، وقضاء الأطفال المزيد من الوقت مع أسرهم يساهم في الحد من مخاطر التنمر الالكتروني.

وقالت ان يوجد للتنمر اسباب كثيرة منها التربية الأسرية غير السوية، وذلك سواء كانت تتمثل في الدلال الزائد او الاهمال الزائد للابناء، واحيانا يكون سبب التنمر رغبة في الانتقام من شخص ما او جنس ما، منوهة إلى اهمية ان تقوم الأسر قبل الزواج سواء كان الفتيات او الشباب بضرورة الاطلاع على اساليب التربية الصحيحة حتى لا يتأثر ابناؤهم نتيجة اخطائهم التربوية او انفصالهم، فالمشكلات الأسرية تؤثر بالسلب على سلوك الابناء. ولفتت إلى ان المدرسة ايضا لها دور كبير في تقويم سلوك الطلاب بجانب دور الأسرة، وذلك من خلال الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين الذي يقع على عاتقهم دور كبير في هذا الأمر، وايضا يمكن تعديل سلوك المتنمر عن طريق عمل انشطة وفعاليات يتم إشراك الطالب المتنمر بها، وإشغاله فيها.

علي الشيبة: وضع إجراءات عقابية محددة

يرى الاستاذ علي عبدالله الشيبة - تربوي - ان التنمر من السلوكيات السلبية والأمور المرفوضة في المجتمع، ليس فقط على نطاق المدرسة، بل على المستوى العام، مشيرا إلى انه يوجد بعض الطرق التي تساهم في مواجهة التنمر بشكل عام، ويأتي في مقدمتها عدم الاستجابة للشخص المتنمر، فهم يستسلمون عندما لا يجدون اهتماما، وكذلك عدم المبادرة بالشجار والقتال معه، كما يجب التدريب على ما سيتم قوله للشخص المتنمر. واكد على اهمية إظهار الثقة بالنفس، خلال التحدث معه، كما يجب جعله يلازم صديقاً قوياً ومحترماً، في حافلة المدرسة، والكافتيريا، بين الحصص، وفي الطريق من والى المدرسة، الامر الذي يساهم في تغيير ملحوظ في سلوكه، مشددا على اهمية التعاون بين الوالدين، والمعلمين، والمرشدين التربويين، للمساعدة على التخلص من التنمر، فضلا عن الحرص على التواصل مع الزملاء الودودين والداعمين له، والذين سيشركونه في نشاطاتهم.

وعن دور المدرسة تجاه مكافحة ظاهرة التنمر، قال الشيبة انه يجب توفير مناخ مدرسي آمن وإيجابي لكل افراد المدرسة، وتدعيم التواصل والتفاعل المباشر بين الاباء والمدرسة، منوها إلى اهمية ان توفر المدرسة برنامجا شاملا لأنواع التنمر، لمساعدة المعلمين على كيفية التغلب على سلوك التنمر، والعمل على تدريب الاطفال ضحايا التنمر حتى يكونوا أكثر ثقة بالنفس. واضاف قائلا: يجب زيادة مراقبة المعلمين واشرافهم على سلوك الاطفال داخل المدرسة، وتعزيز السلوكيات الإيجابية والاجتماعية، فضلا عن ضرورة وضع قواعد وإجراءات عقابية محددة وواضحة ضد المتنمرين، وكذلك يجب عقد لقاءات ومناقشات بين اولياء امور الطلاب المتنمرين وكذلك اولياء امور الطلاب الضحايا داخل المدرسة، والعمل على تطوير المناهج الدراسية، بحيث تعمل على تدعيم قنوات التواصل والصداقة بين الطلاب بعضهم البعض وبينهم وبين المعلمين.

خالد الكعبي: بيئة الطالب في المنزل تؤثر على سلوكه

قال الأستاذ خالد الكعبي - تربوي- ان ظاهرة التنمر تعد قليلة إلى حد ما بين الطلبة، ولكن قد يتنمر الطالب عن الحضور للدوام المدرسي، خاصة طلاب المرحلة الثانوية، وذلك نتيجة السهر وعدم النوم مبكرا، الامر الذي يؤدي إلى عدم قدرته على الاستيقاظ مبكرا في موعد الحضور للمدرسة، مشيرا إلى ان نتيجة هذا السهر وعدم تنظيم وقته خلال تواجده في المنزل، يؤدي إلى عدم تركيزه داخل الصف وبالتالي تدني مستوى التحصيل العلمي لديه. واشار إلى ان ولي الأمر له دور كبير خلال بالنسبة للأبناء الذين يدرسون في المرحلة الثانوية، خاصة وان التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تساهم في قضاء الطالب وقت طويل وهي في يده، ولا ينام مبكرا، لذلك يجب العمل على تنظيم اوقاتهم خارج المدرسة، خاصة وان كل هذه الأسباب تؤدي إلى تنمره على الحضور للدوام المدرسي.

ولفت إلى ان المدرسة يقع على عاتقها دور كبير يصل إلى نسبة تتراوح بين 60 و70 % لتقويم سلوك الطلاب ومواجهة التنمر، وذلك من خلال التواصل المستمر بين اولياء الامور والاختصاصيين الاجتماعيين للاطلاع اولا بأول على كل ما يتعلق بالطالب ومستواه وسلوكه داخل المدرسة، مؤكدا ان دور الاختصاصي الاجتماعي مفعل داخل المدارس وبقوة، حيث انه يقوم بتوجيه الطلاب داخل المدرسة ودراسة حالتهم والتواصل مع ولي الأمر. وتابع قائلا: البيئة في المنزل تؤثر على الطالب سلبا في المدرسة، لذلك يجب توفير بيئة مريحة وتنظيم وقت الأبناء، اي ان الامر بحاجة لتعاون اولياء الامور مع المدرسة، فالطالب اولويتنا.

سامية حسين: وسائل التواصل أثرت على سلوكيات الأبناء

قالت سامية حيدر حسين، اختصاصية اجتماعية، ان التنمر ظاهرة من اهم واخطر الظواهر التي تهدد أمن الأسرة، وتعوق سير وتقدم العملية التعليمية في المدرسة، وتؤثر سلبا على المتنمر والمتنمر عليه على المدى البعيد. وتابعت قائلة: وقبل ان نتطرق لدور المدرسة والأسرة في الحد من هذه الظاهرة، يجب ان نتعرف ماهية التنمر وأشكاله، فالتنمر هو اعتداء طالب على طالب آخر او مجموعة من الطلاب على طالب واحد، ويكون التنمر بالضرب او باستخدام الألفاظ الخارجة حتى الضحك، بهدف الاستهزاء والسخرية شكل من اشكال التنمر.

واوضحت ان من اهم اسباب التنمر في المدارس، غياب الدور التربوي في العملية التعليمية، وعدم توعية الطلاب بأهمية احترام المعلم والبيئة المدرسية، وتوعيتهم بأهمية الاحترام المتبادل بينهم، وايضا عدم وضع قوانين صارمة وعقوبات تردع الطلاب المتنمرين، مشيرة إلى انه مما لا شك فيه ان عصر الانفتاح والسوشيال ميديا له تأثير مدو على سلوكيات الابناء في المنزل، والشارع والمدرسة. وترى ان المدرسة تستطيع التغلب على هذه الظاهرة، من خلال عمل برامج وأنشطة فنية ورياضية وموسيقية ينشغل بها الطلاب، بدلا عن احتكاكهم ببعض طوال الوقت، ولجذب الطلاب للعمل والمشاركة معا والفوز والنجاح والخسارة للفريق وليس للفرد، لافتة إلى ان هذه الانشطة لن تحد فقط من ظاهرة التنمر فحسب، بل ستزيد الوعي لدى الطلاب والانتماء للوطن. واكدت ان الأسرة لها دور فعال واساسي في منع حدوث هذه الظاهرة، وذلك عن طريق الاهتمام بتربية وتنشئة الأبناء، وعدم تركهم طوال الوقت مع الخادمة او المربية بحجة العمل، لتوفير احتياجات الأسرة والعيش في مستوى اجتماعي معين، بالإضافة إلى ضرورة استبدال معاقبة الأبناء بالضرب او السب، عن طريق استخدام اساليب تربوية هادفة، والحرص على عيش الأبناء في جو اسري ايجابي بعيد عن الخلافات والضغوط التي تؤثر سلبا على صحة الأبناء النفسية، وسلوكهم خارج المنزل، مضيفة انه على الأسرة الا تغفل المسؤولية المجتمعية والوطنية التي تقع على عاتقها لأنها المصدر الوحيد لأبناء صالحين يعملون على تنمية المجتمع ورفعة وطنهم.

مساحة إعلانية