رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

400

أسوأ 9 ساعات بحياة مهاجرين جرى إنقاذهم قبالة ليبيا

28 أغسطس 2015 , 04:18م
alsharq
طرابلس – وكالات

أمضى شيفاز حمزة 9 ساعات متعلقا مع والدته بقطعة خشبية في البحر قبالة ساحل ليبيا قبل أن يصل مركب خفر السواحل الليبي لإنقاذه مع عشرات المهاجرين الآخرين، وتمكن شيفاز من النجاة، لكن أمه وشقيقته توفيتا أمام عينيه.

ووالدة هذا الشاب الباكستاني من بين 76 شخصا قضوا إثر غرق مركبهم أمس الخميس أمام مدينة زوارة، غرب طرابلس، حسبما أعلن المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبي محمد المصراتي.

وجرى إنقاذ 198 شخصا من جنسيات عربية وافريقية في الموقع، لكن عشرات المهاجرين الآخرين لا يزالون في عداد المفقودين في البحر.

وليس لدى الهلال الأحمر الليبي أو المسؤولين في زوارة حتى الآن، العدد الفعلي للمهاجرين الذين كانوا على متن المركب، علما بأن مسؤولا في جهاز خفر السواحل قدر عددهم بما بين 300 إلى 400 شخص.

قصص مأساوية

وقال شيفاز "17 عاما" وهو يجلس إلى جانب شقيقه على الأرض في مركز أمني قرب زوارة بين مجموعة من المهاجرين الذين جرى إنقاذهم، "انطلقنا عند نحو الساعة الواحدة والنصف فجرا، كان مركبا خشبيا، على متنه نحو 350 شخصا، بينهم والدي، ووالدتي، وشقيقتي الصغرى "11 عاما"، وشقيقتي الكبرى "27 عاما" وشقيقي".

وأضاف المهاجر الباكستاني، واضعا يده على جبينه وهو ينظر باتجاه الأرض، "بعد ساعة ونصف الساعة بدأ المركب يهتز، ثم بدأت المياه تتسرب إليه، وسرعان ما وجدنا أنفسنا في البحر وقد تفكك المركب وتحول إلى قطع خشبية. تمسكنا والدتي وأنا بإحدى هذه القطع، ولمحت شقيقي وشقيقتي الصغرى إلى جانبي".

مهاجرون

ويروي شيفاز، "حاول أحدهم أن يتمسك بسترة النجاة التي كان يرتديها شقيقي على اعتبار أنه لم يكن يملك واحدة، لكن شقيقي لكمه فابتعد، أما شقيقتي الصغرى، فقد وضع شخص يديه على كتفيها، وراح يدفعها ولمحتها للمرة الأخيرة تحت المياه وهو فوقها".

وتابع، "تسع ساعات قضيتها مع أمي في المياه، نتمسك بقطعة من الخشب، ظللت أقول لها إن الأمور ستسير على ما يرام، لكن قبل وصول فرق الإنقاذ بربع ساعة، فارقت الحياة، لقد توفيت بين يدي، طلبت من الرجل أن يسمح لي بأخذ جثتها معي، لكنه رفض، أمي ماتت، شقيقتي الصغرى ماتت".

ومع ساحل طوله 1000 و770 كيلو مترا، تعتبر ليبيا نقطة انطلاق المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط في رحلة محفوفة بالمخاطر للوصول إلى أوروبا. ولا تبعد السواحل الليبية أكثر من 300 كيلو مترا عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، التي يتدفق عليها المهاجرون غير الشرعيين بالآلاف وبأعداد غير مسبوقة.

ووصل أكثر من 170 ألف مهاجر غير شرعي من إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا إلى إيطاليا في 2014 بعدما تم إنقاذهم في البحر المتوسط، أما مجموع الذين وصلوا في 2015 فقد وصل حاليا إلى 108 آلاف.

مأساة ليبية

وفي المركز الأمني قرب زوارة، على مسافة قريبة من شيفاز الذي كان يأمل بـ"فرصة أفضل" لعائلته في إيطاليا بحسب ما يقول، يردد سامي مقصود الآتي من سوريا، مع صديق له أتى من غزة، على مسامع رجل الأمن المشرف على المركز السؤال ذاته، "ماذا سيحل بنا؟" دون أن يحصلا على جواب.

وسامي "25 عاما"، المتحدر من مدينة اللاذقية السورية، جاء إلى ليبيا قبل 4 أشهر من الجزائر، حيث كان يعمل منذ 3 سنوات.

ويقول سامي وقد اغرورقت عيناه بالدموع، "قضى 3 من أصدقائي أمامي، رأيتهم يموتون واحدا تلو الآخر بعدما أنهكت قواهم". مضيفا، "لم أر عائلتي التي لجأت إلى هولندا، منذ 3 سنوات، صعدت في المركب لأراهم بعدما لم أتمكن من الحصول على إذن بلم الشمل، رفض طلبي، فانتقلت من الموت في بلدي، إلى الموت في البحر".

وتابع سامي وهو يبكي، "تسع ساعات وأنا افكر بعائلتي وبما سيحل بي، لماذا أنا في البحر أموت، وهناك أناس تجلس في بيوتها مرتاحة؟ هل كتب علينا في سوريا أن نتنقل من موت إلى موت؟ الله كريم على كل حال".

مساحة إعلانية