رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

277

بين حبر مجلس الأمن وحصار النظام.. السوريون يعانون

28 أبريل 2014 , 12:34م
alsharq
بيروت – وكالات

يقول ناشطون في أحياء تسيطر عليها المعارضة المسلحة في جنوب دمشق، إن السكان باتوا أشبه بـ"أشباح" يبحثون في الشوارع عن غذاء أو دواء يندر وجودهما، بسبب الحصار الذي تفرضه القوات النظامية.

وبعد مرور شهرين على إصدار مجلس الأمن الدولي قراره الرقم 2139، الذي يدعو إلى رفع الحصار عن المدن السورية، ووقف الهجمات والغارات على المدنيين، وتسهيل دخول قوافل المساعدات، لا يزال القرار أشبه بحبر على ورق، بحسب ناشطين ومدنيين وعمال إغاثة.

النظام ضد الإغاثة

ويتوجه هؤلاء باللائمة على نظام الرئيس بشار الأسد الذي تحاصر قواته مناطق عدة، ولا يجيز لقوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة دخول الأراضي السورية عبر معابر حدودية، يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وتقول الباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، لمى فقيه، إن "الحكومة السورية تستخدم نوعا من الابتزاز بعدم سماحها لمنظمات الأمم المتحدة توفير المساعدة التي تحتاج إليها مناطق سيطرة المعارضة".

وتوضح أن المنظمات الدولية لا يمكنها العمل سوى بإذن من الحكومة السورية، وتخشى منعها من دخول المناطق التي يسيطر عليها النظام، في حال عملت في مناطق سيطرة المعارضة دون إذن رسمي.

ودعا قرار مجلس الأمن "كل الأطراف وخصوصا السلطات السورية إلى أن تسمح من دون تأخير بالدخول السريع لوكالات الأمم المتحدة وشركائها، وحتى عبر خطوط الجبهة وعبر الحدود"، وذلك بغرض ضمان "وصول المساعدة الإنسانية إلى من يحتاجون إليها عبر اقصر الطرق".

إلا اليسير منها

ومنذ تبني مجلس الأمن بإجماع أعضائه القرار في 22 فبراير، تمكنت الأمم المتحدة من إدخال مساعدات إلى مناطق سيطرة المعارضة في شرق مدينة حلب، إلا أن هذه القافلة اضطرت لسلوك طريق شاقة من دمشق إلى حلب، بدلا من العبور عبر أحد المعابر الحدودية مع تركيا التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وأجازت الحكومة السورية للأمم المتحدة إدخال قافلة مساعدات في مارس عبر تركيا، لكن من خلال المعبر الذي لا يزال تحت سيطرة النظام، وتوجهت القافلة إلى مدينة القامشلي.

معاناة

وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 242 ألف سوري يعيشون تحت حصار من قبل طرفي النزاع، بينهم نحو 197 ألفا في مناطق تحاصرها قوات النظام.

ومن هذه المناطق مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، والمحاصر من القوات النظامية منذ قرابة عام.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أدى نقص المواد الغذائية والطبية في المخيم إلى وفاة أكثر من 100 شخص خلال الأشهر الماضية.

وتقوم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بإدخال مساعدات

إلى المخيم، كلما منحتها السلطات السورية إذنا بذلك. وخلال الشهر الماضي، لم تدخل مساعدات إلى المخيم لمدة أسبوعين.

ويقول المتحدث باسم الوكالة، كريس جانس، إنه "من وجهة نظر منظمة إغاثة تحاول العمل في اليرموك، من الواضح أن القرار 2139 لا يطبق".

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأربعاء الماضي، في تقرير إلى مجلس الأمن حول القرار، أن "أيا من أطراف النزاع لم يحترم مطالب المجلس"، مشددا على أن ثمة "مدنيين يموتون يوميا بلا سبب".

ويجيز القرار لمجلس الأمن اتخاذ "خطوات إضافية" مثل العقوبات، في حل عدم التزام تطبيقه، إلا أن هذا الأمر يتطلب قرارا جديدا، وهو ما يرجح عدم القدرة على إنجازه نظرا إلى معارضة روسيا والصين، حليفتا النظام السوري، أي قرار أممي قد يدينه.

على الأرض، يتراجع الأمل بالحصول على المساعدات كل يوم.

أشباح يتسولون

ويقول محمد، وهو ناشط في جنوب دمشق، إن الشوارع مليئة "بأشباح" يتسولون أو يبحثون عن الطعام، وقد غطى الغبار والسواد وجوههم، بسبب انقطاع المياه الصالحة للاستعمال.

يضيف: "عندما يكون ثمة توزيع للمواد الغذائية، يكون الناس جائعين إلى درجة أنه لا يمكنهم انتظار العودة إلى المنزل لتناول الطعام، فترون رجالا يقفون بجانب صفوف الانتظار، ويتناولون الطعام في الشارع".

مساحة إعلانية