رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1984

خلال جولة الشرق في أروقته

مختبر الصيانة بـ "قطر الوطنية" مركز لحماية الكنوز القطرية

28 مارس 2018 , 07:30ص
alsharq
سمية تيشة

المختبر يركز على حماية المخطوطات والوثائق القديمة

يعمل على استقطاب الكوادر القطرية في مجاله

يرفد المكتبات العربية ويساعدها في قضايا صيانة محتواها

إنشاء شبكة دولية لتبادل المعلومات والمعرفة

المختبر مزود بأحدث الأجهزة والتقنيات للحفظ والصيانة

مكسيم نصرة: مهمتنا المحافظة على التراث ليصل إلى الأجيال القادمة

 

يعتبر مختبر الصيانة والحفظ في المبنى الجديد لمكتبة قطر الوطنية، من أهم المختبرات في العالم العربي والإسلامي في حماية وصيانة الكنوز التاريخية والتراثية من مخطوطات وكتب ووثائق قديمة لنقلها لأكبر عدد ممكن من الأجيال القادمة في القرون المقبلة..

ويحتضن المختبر — الذي اختير في عام 2015 كمركز إقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها للدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط عموما — أحدث الآلات والأجهزة والتقنيات لصيانة وحفظ المواد التاريخية التي تكشف عظمة التراث القطري والعربي وتسهم في المعرفة الإنسانية بالحضارة العربية والإسلامية..

"الشرق" قامت بجولة حرة داخل مختبر الصيانة والحفظ التابع لمكتبة قطر الوطنية، ورافقنا في تلك الجولة السيد مكسيم نصرة أحد أخصائي صيانة الكتب والذي تحدث عن أبرز الجهود والخدمات التي يقدمها المختبر من أجل المحافظة على التراث ونقله للأجيال القادمة..

حفظ التراث

بداية، يتحدث مكسيم نصرة أحد أخصائي صيانة الكتب، عن الخدمات التي يقدمها مختبر الصيانة والحفظ قائلا لـ الشرق: "يوجد في مكتبة قطر الوطنية ثلاثة أقسام تتمثل مهمتها الأساسية في الحفاظ على التراث القطري والعربي والإسلامي وهي: المكتبة التراثية ومركز الرقمنة ومختبر الحفظ والصيانة، حيث تعمل المكتبة التراثية على عرض الكنوز التاريخية والتراثية من مخطوطات وصور وأدوات، في حين يقوم مركز الرقمنة بمهمة تحويل المعرفة التي تحتوي عليها صفحات هذه المخطوطات إلى نسخة رقمية يسهل حفظها وتصفحها وقراءتها ونشرها دون التعامل مع المواد القديمة والهشة للمخطوطات الأصلية، أما مختبر الصيانة والحفظ فدوره يركز على حماية المخطوطات والوثائق القديمة وتوفير الأجواء المثالية التي تضمن صيانتها واستمرارها"، لافتاً إلى أن الكتب والمخطوطات تتكون من خامات ذات أصول عضوية (نباتية أو حيوانية) وبالتالي تتعرض للكثير من المخاطر، كالمخاطر الطبيعية، والكيميائية، والبيولوجية، إلى جانب عوامل ذاتية بسبب الاستخدام الخاطئ للقراء والمستخدمين كالتصوير والمناولة الخاطئة والتخزين والترميم، وغير ذلك..

وأضاف: "مهمتنا في مختبر الصيانة والحفظ هي الحرص على استمرار وسلامة هذه المخطوطات لكي تصل لأكبر عدد ممكن من الأجيال القادمة في القرون المقبلة، حيث يقدم المختبر العديد من الخدمات كالصيانة الوقائية وتحليل التدهور الحيوي والمعالجة، بالإضافة إلى تحليل المواد لمعرفة أصولها ومكوناتها باستخدام تقنيات متطورة لا تسبب أي ضرر".

التاريخ والماضي

وحول أبرز الوثائق والمخطوطات التي تم العمل على حفظها وصونها قال مكسيم نصرة لـ الشرق:" عملنا في حفظ الوثائق والمخطوطات يشمل كافة المقتنيات في المكتبة التراثية وليس المخطوطات بعينها، ونحن نفحص جميع الوثائق والمخطوطات، ونتأكد من سلامتها بصورة دورية، ونقوم بإعداد تقارير عن جودة هذه المقتنيات ثم وضع خطط واستراتيجيات الحفظ والصيانة وتطبيقها، ودعم قرارات المحافظة على المواد، وزيادة المعرفة المرتبطة بدراسات الوثائق والمخطوطات، وطبيعة عمل المختبر لا تقتصر على الترميم والصيانة فقط، بل تشمل أيضًا الرصد المنتظم لجميع المعلومات المتعلقة بالظروف البيئية، ومراقبة جودة الهواء والبيئة المحيطة بالمواد التراثية بدقة شديدة لاكتشاف أي علامات لبداية وجود تلوث حيوي (من فطريات وبكتيريا) في الهواء المحيط"، موضحاً بأن مختبر الصيانة والحفظ مزود بأحدث الآلات والأجهزة والتقنيات التي تمكنه من تحليل ودراسة المقتنيات ومن ثم تنفيذ عمليات الصيانة والترميم وفق الممارسات المخبرية المعتمدة، بالإضافة إلى الأجهزة والمعدات الضرورية لمراقبة جميع العوامل التي قد تتسبب في التدهور الحيوي والتلف لمقتنيات المكتبة كمعدات مراقبة الظروف البيئية المحيطة (كالحرارة والرطوبة) والتحكم بها، وأيضا مراقبة جودة الهواء المحيط ونقائه وخلوه من البكتيريا والفطريات.

وأضاف في هذا الإطار: " لا تقدر قيمة المخطوطات والمواد التاريخية التي تكشف عظمة التراث القطري والعربي بثمن مادي، فهي شاهد على إسهام الحضارة العربية والإسلامية في المعرفة الإنسانية، وأي تكلفة مهما كانت لا تمثل شيئًا في سبيل الحفاظ على تراثنا وتاريخنا المجيد من أجل إتاحته للجميع للاطلاع عليه والمحافظة عليه للأجيال المقبلة"، مؤكداً بأن جميع دول العالم تنشئ المتاحف والمكتبات المتطورة من أجل حفظ تراثها وتاريخها المعرفي، وتنفق في سبيل ذلك بقدر ما تستطيع، لأنها تعرف أن قيمة التاريخ والماضي والتراث لا تقاس بالأرقام المادية.

مركز إقليمي

ولفت مكسيم نصرة إلى أنه في 2015 تم اختيار مختبر الصيانة والحفظ في مكتبة قطر الوطنية، من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا) ليكون المركز الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها للدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط عموما، وينظم المختبر في إطار دوره كمركز إقليمي معتمد العديد من الورش التدريبية والتعليمية لأخصائيي المكتبات في العالم العربي في إطار خطة سنوية بالتنسيق مع "الإفلا"، في حين ينظم المختبر العديد من الجولات الإرشادية لطلاب المدارس والجامعات لتعريفهم بمفاهيم عمليات الصيانة والحفظ وأقسام المختبر وما يحتوي عليه من أجهزة وتقنيات متطورة.

وأشار إلى أن المختبر سيواصل دوره كمركز إقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها، وذلك في دعم المكتبات العربية من خلال سلسلة من الأنشطة والمبادرات لتشجيع ونشر وتطوير الممارسات الخاصة بصيانة المواد والمحافظة عليها، ويتضمن ذلك إنشاء شبكة دولية لتبادل المعلومات والمعرفة، ودعم المكتبات العربية ومساعدتها في قضايا صيانة موادها، فضلاً عن توفير ونشر مواد معرفية في مجال صيانة المواد والمحافظة عليها باللغتين العربية والانجليزية، وتطوير خطط أفضل لمواجهة الكوارث، إلى جانب ذلك تنظيم دورات تدريبية وورش عمل ولقاءات في مجال الصيانة والمحافظة على مواد المكتبات، وترجمة أدلة "الإفلا" والوثائق الأخرى المتعلقة بصيانة المواد والمحافظ عليها إلى اللغة العربية.

حضور قطري

أوضح مكسيم نصرة أن مختبر الصيانة والحفظ يحتضن فريقا من المتخصصين في حفظ الكتب والوثائق والمخطوطات وصيانتها من أصحاب المهارات والخبرات الدولية الذين حصلوا على أعلى مستويات التدريب، وأن هناك أربعة متخصصين حالياً يغطون جوانب ومراحل العمل المختلفة، موضحاً أن مكتبة قطر الوطنية تحرص على استقطاب الكوادر القطرية في كل المجالات بما في ذلك مجال حفظ وصيانة المخطوطات.

مساحة إعلانية