رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

784

النعيمي: قطر تقول ماتفعل.. ولامجال للعبث بالخليج

27 أكتوبر 2015 , 11:31م
alsharq
طه حسين

أكد اللواء الركن سند علي النعيمي قائد مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للقوات المسلحة أن دولة قطر واحدة من اهم وانشط دول المنطقة ولا يمكن تجاهلها، خاصة بعدما حققته خلال عقدين فقط من الزمان من معجزة حضارية واقتصادية ومن دور نشط وفعال على المستوى الدولي ومن مواقف ثابتة وواضحة تقوم على المبادئ والاخلاق وليس على المصالح المجردة من اي اعتبارات انسانية .

وقال في افتتاح المؤتمر السنوي الرابع لمركز الدراسات ان قطر ليست دولة شعارات ، بل دولة تقول ماتفعل وتفعل ماتقول وهي في سبيل هذا لم تكتف بالدور الدبلوماسي فقط من خلال الوساطات لكنها استخدمت امكانياتها حيثما امكن في مساعدة ونصرة الشعوب المظلومة وتقديم العون لها دون انتظار رد او ثمن.

وشدد على ان مشاركة قطر في عاصفة الحزم بجانب اشقائها من دول الخليج تبعث برسالة للجميع بأن لامجال للعبث في امن الخليج وان امن دوله كل لايتجزأ فالشعب واحد والدين واحد والتاريخ واحد والتهديدات متماثلة والمصير مشترك .

وقال ان المؤتمر يتزامن توقيت انعقاده مع حالة من عدم الاستقرار في المشهد الاستراتيجي في الشرق الاوسط والذي يشهد تطورات عديدة منها التدخل الروسي المباشر في الصراع الدائر في سوريا وما احدثه من تعقيد في الازمة السورية بمستوياتها المختلفة ، وكذلك العمليات التي تقوم بها دول التحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة وانعكاسات الوضع في اليمن على مستقبل الخريطة العربي والتوازنات الاستراتيجية .

كما يتزامن توقيت انعقاد المؤتمر مع حالة الشك التي باتت تتعزز يوما بعد يوم حيال جدية المجتمع الدولي في ايجاد حلول ووسائل آمنة لإنهاء الحروب الدائرة بين الفصائل المختلفة في بعض الدول ، حيث تجد شعوب المنطقة العربية خارج دائرة الامان التي توفرها مواثيق الامم المتحدة للمدنيين في اوقات السلام بينما تتمتع دول أخرى بحصانة من العقاب لاحدود لها كدولة اسرائيل.

واوضح ان ضبابية المشهد العام في الشرق الاوسط تسببت فيها التدخلات الخارجية بالمنطقة لأسباب ودوافع مختلفة وان هذه التدخلات ساهمت في خلخلة التوازنات الاجتماعية والسياسية التي ظلت مستقرة لقرون مضت ، مما احداث انهيارا كاملا وبقيت دول اخرى على شفا الانهيار .

وقال النعيمي انه يبدو ان احدا لم يستوعب الدرس بعد فما تزال نفس السياسات قائمة تحت شعارات مختلفة ابرزها شعار الحرب على الارهاب الذي بات مطية يمتطيها كل من له اجندة خارجية او اهداف خفية وهناك دول تستخدمه ستارا تحت تهديد شرعيتها ودول اخرى تستخدمه لخلق وجود لها في مناطق مختلفة ولحماية مصالحها دون اي اعتبار.

واكد ان الدول المعنية بمحاربة الارهاب والتطرف في الشرق الاوسط ليست لديها الجدية الكافية والنية الكافية للتصدي للجماعات التي تهدد السلم والاستقرار متسائلا : كيف نفهم هذا التوسع والتمدد المتصاعد لتنظيم الدولة ليس فقط في سوريا والعراق وانما في اماكن اخرى تمتد من آسيا والوسطى وحتى منطقة الساحل والصحراء في افريقيا .

وقال ان اكثر من ثلث اعضاء الامم المتحدة بما فيها القوى العظمى تقوم بعمليات عسكرية ضد هذا التنظيم سواء بشكل منفرد او في اطار تحالف ومع ذلك فالنتيجة هي مزيد من التمدد في مزيد من الاراضي التي يسيطر عليها التنظيم بما عليها من بشر وما بها من خيرات وثروات وان هذا يطرح علامة استفهام كبيرة يجب ان نتوقف عندها بالتحليل والبحث الموضوعي .

دوائر تتقاطع

وقال اللواء النعيمي ان الشرق الاوسط ليس دائرة مغلقة وانما يقع ضمن دوائر اخرى تتقاطع مع بعضها البعض بحكم تداخل المصالح والتهديدات المشتركة فالدائرة الاسيوية ليست بعيدة عن قضايا الوطن وهو مااكدته زيارات سمو امير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله لعدد من دول آسيا خلال هذا العام وما نتج عن هذه الزيارات من اتفاقيات وشراكات عمل ومن تفاهمات سياسية على بعض القضايا المشتركة سواء في منطقة الشرق الاوسط او في منطقة شرق آسيا .

واوضح ان دول آسيا والباسيفك تمثل قوة اقتصادية صاعدة وهي دول مهمة من الناحية الاستراتيجية خاصة على مستوى التوازن الدولي كما ان لديها خبرات وامكانيات يمكن ان تساهم بها في حل بعض الصراعات المستعلة في المنطقة وفي تقديم حلول فعالة لمشاكل التنمية والحكم الرشيد التي كانت ضمن اسباب مشروع التمرد وحمل السلاح من جانب البعض على الدولة ، كما ان الدائرة الاوروبية حاضرة في قضايا الشرق الاوسط كما تابعنا في قضية اللاجئين السوريين ووصولهم الى حدود اوروبا في اسوأ كارثة نزوح جماعي في مناطق الصراع في القرن الحالي وكذلك قضية المقاتلين الاجانب من اوروبا ومسألة امكانية عودتهم لبلدانهم مرة اخرى وتأثير ذلك على امن مجتمعاتهم .

وقال اللواء النعيمي اننا نسعى من خلال هذا المؤتمر التوصل الى صيغة حلول على المستوى الامني والعسكري وذلك في صورة توصيات ورؤى استشرافية لصناع القرار. واضاف ان صناع الساسة عليهم ان يغيروا من قناعاتهم المسبقة عن دول الخليج العربي والعرب والمسلمين بشكل عام حيث لم يعد مقبولا ابعاد دول المنطقة عن قضاياها والتصرف في شؤونها وتحديد مصائرها وكأننا قطع من الشطرنج في لعبة السياسة الدولية بين القوى العظمى .

دول مؤثرة

وأكد ان المنطقة بها دول حاضرة ومؤثرة وهي الاقدر على تولي زمام امورها وحل مشاكلها وان هذا مااكد عليه مرارا سمو الأمير المفدى ، فقطر واحدة من اهم وانشط دول المنطقة ولا يمكن لأحد ان يتجاهلها خاصة بعدما حققته خلال عقدين فقط من الزمان من معجزة حضارية واقتصادية ومن دور نشط وفعال على المستوى الدولي ومن مواقف ثابتة وواضحة تقوم على المبادئ والاخلاق وليس على المصالح المجردة من اي اعتبارات انسانية ولذلك اعتبر البعض ان مواقف دولة قطر خروج على المألوف واعتبره آخرون سباحة ضد التيار وهناك من شكك في النوايا وألقى بالتهم جزافا دون دليل ، كل ذلك من اجل تثبيط الهمم وبث الفرقة ونشر ثقافة الاحباط والركون والاستكانة والقبول بالاوضاع القائمة كما هي وكما تأسست منذ قرون وعقود لتحقق مصالح بعض الدول الكبرى وبعض القوى الاقليمية المتحالفة معها ولتحقق في الوقت ذاته مصالح فئة قليلة انتفعت من هذه الاوضاع لعقود وتركت شعوبها تعاني الظلم والجوع والتهميش بكل صفاته .

وشدد قائد مركز الدراسات الاستراتيجية على ان قطر ليست دولة شعارات بل هي دولة تقول ماتفعل وتفعل ماتقول وهي في سبيل هذا لم تكتف بالدور الدبلوماسي فقط من خلال الوساطات لكنها استخدمت امكانياتها حيثما امكن في مساعدة ونصرة الشعوب المظلومة وتقديم العون لها دون انتظار رد او الثمن بينما يكلفها ذلك اموالا طائلة تعجز عنها دول كبيرة سواء على المستوى الاقليمي او الدولي .

وقال ان من يرغب في احلال الامن والاستقرار في اي بقعة من العالم يجب ان تتطابق اقواله مع افعاله ومن يسعى جاهدا لحل الخلافات بين الاطراف المتنازعة و يجب ان يضحي من من اجل تحقيق ذلك دون النظر الى مصلحة شخصية ، مضيفا انه عندما سعت دولة قطر من اجل حل النزاع في ليبيا كانت تأمل في نهاية المطاف ان تكون ليبيا دولة مستقرة موحدة آمنة ، وان ماحدث في مملكة البحرين الشقيقة ودولة الكويت والمملكة العربية السعودية من عمليات ارهابية بدوافع خارجية واهداف خبيثة فشعوب المنطقة لايمكن ان تشق عصا الطاعة على ولاة الامر وذلك بما يقدم لهم من اسباب الرفاهية والعيش الكريم الذي تفتقده كثير من شعوب العالم.

وينعقد المؤتمر الرابع لمركز الدسارات الاستراتيجية هذا العام تحت عنوان "قضايا الشرق الاوسط والسياسات الاقليمية والدولية بين التأثر والمؤثر " بحضور لفيف من الخبراء والمفكرين ودوائر صنع القرار في مختلف دول العالم .

ويتضمن المؤتمر خمسة محاور على اربع جلسات في يومين ، حيث ناقش اليوم الاول في الجلسة الاولى رؤى دولية حول نزاعات الشرق الاوسط وناقشت الجلسة الثانية ازمات الشرق الاوسط بين التحديات والفرص ، وناقشت الجلسة الثالثة "سياسات القوى الاقليمية المؤثرة وموقفها من الصراعات في المنطقة ، ويعقد المؤتمر جلستين اليوم حيث تناقش الجلسة الرابعة نظرة آسيا للصراع في الشرق الاوسط أما الجلسة الخامسة والاخيرة للمؤتمر فتناقش المستقبل الذي ينتظر المنطقة .

مساحة إعلانية