رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1234

فلسطين.. زخم عربي هل يقابله ترتيب للبيت الداخلي؟

27 مايو 2023 , 07:00ص
alsharq
رام الله - محمـد الرنتيسي

فيما أكسبت القمة العربية التي أسدل الستار عليها في جدة أخيراً، زخماً سياسياً للقضية الفلسطينية، أعادها إلى واجهة القضايا العربية والإقليمية والدولية، تُجمع قراءات المراقبين، على أهمية هذا التعاطف والدعم لقضية العرب والمسلمين الأولى، غير أنها بالتوازي مع ذلك، تتفق على أن قوة الفلسطينيين تتمحور في توحيد ساحتهم السياسية، بحيث تبدأ بالاتفاق على إستراتيجية عمل واحدة، وعندها فقط يمكن للإرادة العربية والدولية، أن تمنحهم اهتماماً مكثفاً ومضاعفاً.

وبات واضحاً للقاصي والداني، أن هناك إجماعا عربيا ودوليا، سواء كان من خلال قمة جدة، أو في أروقة الأمم المتحدة، على ضرورة إيجاد حل ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقاً لمبدأ حل الدولتين لشعبين، الذي أجمعت عليه الأسرة الدولية، ونادت به مبادرة السلام العربية في قمة بيروت العام 2000، غير أن التأييد الواسع للقضية الفلسطينية، من وجهة نظر المراقبين، يحتاج هو أيضاً لدعم فلسطيني، يجب أن ينصبّ على استعادة وحدة الفلسطينيين، وتمتين جبهتهم الداخلية، بحسبانها أساس المرحلة المقبلة، وحجر الزاوية لأية تسوية سياسية قادمة.

ووفقاً للكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، فإن المواقف العربية المنادية بضرورة حل الصراع والبناء عليها، يمكن أن تشكّل مقدمة لإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل، لتعيشا جنباً إلى جنب وفق حل الدولتين، غير أن ما يزرعه الانقسام بين الفلسطينيين أنفسهم، لن يبقى مقتصراً على طرفيه، وإنما سيدفع المجتمع الفلسطيني بموجبه فاتورة مثقلة بعوامل الفرقة والتشرذم.

ويرى المصري أن الانقسام يضرب النسيج الاجتماعي الفلسطيني، ويخلق مزيداً من الفوضى، كما يزيد الهوة بين الشعب والأحزاب السياسية، مشدداً على أن الواجب الوطني، يستوجب من الفلسطينيين بمختلف تموجاتهم السياسية، تغليب المصالح الوطنية العليا على المصالح الفئوية والحزبية، كمقدمة لفتح ثغرة في جدار المسار السياسي، وهنا يمكن للجهود العربية أن تسارع إلى إعادة صياغة سياساتها حيال قضيتهم.

وجليّ أن هذا التحول الآخذ في التزايد والتعاظم تجاه القضية الفلسطينية، يحتاج إلى خطوات عملية على الأرض، بعيداً عن لغة الدعم والتأييد، على أهميتها من الناحية المعنوية، خصوصاً وأن القمم العربية دائمة التأكيد على دعمها للقضية الفلسطينية.

ويعكس التأييد الواسع رغبة عربية ودولية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، غير أن هذه المساعي تحتاج إلى دعم الجانب الفلسطيني نفسه، من خلال استعادة الوحدة الوطنية، وتجديد الدماء في شرايين الأطر والمؤسسات الفلسطينية الرسمية عبر الانتخابات، وهذا يعني حسب مراقبين، أن الموضوع الفلسطيني لم يعد شأناً فلسطينياً فحسب، فالعالم بأسره والعربي على وجه الخصوص، يقف إلى جانب الفلسطينيين، بيد أن هذا التأييد يجب أن ينعكس فلسطينياً بتحقيق المصالحة، وطي صفحة الانقسام الأسود.

القيادي الفتحاوي البارز نبيل عمرو، يتفق مع هذا التغيير، مبيناً أن العالم الذي يعيد هذه الأيام تأهيل الفلسطينيين، بما يتلاءم والنظام السياسي الجديد، ينتظر منهم القيام بخطوات مقابلة على صعيد ترتيب البيت الداخلي، مشدداً على أن تحقيق السلام لم يعد قضية فلسطينية بحتة، وإنما محط اهتمام فعلي من العالم، لكن السؤال الذي يتردد صداه راهناً: كيف للعرب والمجتمع الدولي أن يجدوا حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية، إذا ظل أصحابها يعيشون في دوامة الانقسام؟.

مساحة إعلانية