رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1674

الشرق تعايش أجواء رمضان في أمريكا

27 مارس 2023 , 07:00ص
alsharq
واشنطن - زينب إبراهيم

رمضان تجربة وجدانية خاصة في أمريكا يجتمع فيها نداءات الحنين إلى الوطن، والاشتياق للسكينة الدينية في حياة وإن مضت منها السنوات في الغربة وفي التأقلم مع الثقافة المختلفة، فتبقى الجذور الجميلة في المناسبات الدينية باقية تحمل معها شيئاً من ذكريات الوطن، وحالة إيجابية تعد تجربة روحية واجتماعية متميزة، والأكثر تميزاً فيها هو أنها تدفع دائماً لمزيد من الأنشطة المجتمعية المختلفة وفرصة إيجابية للعائلات والأسر من الجاليات المختلفة للتجمع، والمشاركة في الإفطار الجماعي، وفي فعاليات السحور، والأنشطة الدينية، والجلسات القرآنية العديدة، خاصة أن المجتمعات الإسلامية في أمريكا باتت تتنفس عبر عودة العديد من الفعاليات التي تم إرجاؤها بسبب القيود الخاصة بجائحة كورونا، فهي لم تفقد الشهر الفضيل أجواءه وطقوسه الروحية الجميلة وحسب، بل كانت سبباً في تضييق سبل الرزق أيضاً على الكثير من المطاعم والمحلات التي عاودت نشاطها بقوة حتى ساعات الفجر للمقاهي وعربات الطعام وغيرها من الأنشطة المهمة الخاصة بالمسلمين في هذا الشهر الفضيل.

 

 ومضات إيمانية

يقول د. مصطفى العباد، المشرف الإداري بالمركز الإسلامي الأمريكي بولاية ميتشغن: إن المساجد في أمريكا وداخل المدن والمجتمعات والمراكز الإسلامية العديدة المنتشرة في الولايات الأمريكية، تشهد بكل تأكيد عدداً من البرامج والأنشطة الخاصة والأدوار المجتمعية والإنسانية، يتم فيها عقد جلسات وندوات ودروس دينية ودورات ومسابقات تعليم وحفظ القرآن، والدروس في التفسير، وندوات في الفقه والدين والمحاضرات والأدعية المختلفة، والصلوات والأجواء الدينية التي تعقد في هذه المراكز الخاصة، وتعد هذه الدروس المتنوعة منها أيضاً دروساً لتعلم العربية الإسلامية ودروس بالعربية والإنجليزية، والدورات الخاصة بالأطفال وقصص الأنبياء والأنشطة العديدة، وفقرات أيضاً بارزة للناشطات من النساء في حقل الدعوة الدينية، وجلسات للتفقه في أمور الدين والعقيدة، والإجابة عن الأسئلة المهمة حول الصيام وأسبابه وفوائده وأهميته الدينية، وسبل تميزه في العقيدة الإسلامية، والطريق إلى المغفرة والإيمان، ويحظى الجانب الإنساني بكل تأكيد بأهمية كبرى ذلك في ظل الاعتماد الكبير على التبرعات، عقب تضرر كبير ضرب منظومة التبرعات الحكومية وبرامج اللجوء والكثير من القيود الجديدة على التبرعات للمراكز الإسلامية، ذلك رغم اعتماد كثير من الأسر بصورة كبيرة على المساعدات المهمة في رمضان في هذا الشهر الفضيل.

والجميل أن المساهمات هذا العام امتدت لكثير من المراكز الإنسانية والجمعيات المدنية والإغاثية في مختلف أمريكا، كرغبة إيجابية في المشاركة والاحتفاء بهذه الأجواء، وعلى الرغم من التعقيدات وتضاؤل الوجبات التي يتم توزيعها مجاناً، فهناك وفرة حالياً في ما تقدمه المراكز من وجبات الإفطار بأسعار محدودة تعد ضمن أيام وبرامج محددة، وهي تكون أقل من خمسين دولاراً وبأجور رمزية بالنسبة لوجبات الأطفال، وهناك مراكز خاصة للصائمين في المراكز الإسلامية تستهدف هذه الأنشطة وفق مبادرات إفطار صائم وغيرها من سبل العمل التطوعي الإيجابي.

 

عبادات وتحديات

ويتابع د. مصطفى العباد، المشرف الإداري بالمركز الإسلامي الأمريكي بولاية ميتشغن، في تصريحاته لـ الشرق: إن كثيرا من المراكز تعذر معها عقد الخيام الرمضانية، فهناك تحديات في التمويل والطقس تعوق عن مباشرة إقامة الخيام المعتادة لاستقبال الصائمين، وعدد من المعايير الإضافية الأخرى، وعلى الرغم من الميزانيات العديدة لهذه المراكز والتي تقدر بملايين الدولارات سنوياً إلا إن ذلك لا يكفي حجم الأنشطة التي تدخل فيها هذه المراكز، ولكنها تنشط بصورة أكبر بكل تأكيد في رمضان، لاسيما في العشرة أيام الأخيرة، ويتميز أيضاً هذا الدور أنه لا ينطلق خاصة في فعاليات السحور من واقع دعم المسلمين وحسب، فهي تستهدف الفقراء والمحتاجين من كل مكان ومن أي دين أو جنسية، انطلاقاً من الدور الإنساني والمجتمعي، وتوفير تقديم الوجبات للفقراء والمحتاجين في أيام العطلات وفقاً للبرامج التطوعية، وهناك برامج أخرى أيضاً بوجبات بأجور رمزية، وهناك معالجة لكثير من العناصر المهمة في هذه الأدوار من أجل الاستثمار الأفضل وتقديم الدعم للأكثر احتياجا، وتحقيق درجة من التنوع الإيجابية في الوجبات بمعايير صحية وبقيم غذائية متنوعة.

 

أدوار إنسانية

ويوضح سامر عيسى، المشرف ببرنامج الإصلاح والباحث في التراث الإسلامي والعربي في أمريكا، أن الجمعيات الإنسانية والمؤسسات التنموية والإغاثية تحرص بشكل كبير على المشاركة المجتمعية المستهدفة للصائمين المسلمين خاصة من كبار السن وبرامج دعم وإيواء وإطعام المشردين، وبرامج خاصة للأكثر احتياجاً من المسلمين وهو أمر إيجابي حينما تجد المؤسسات الإنسانية في أمريكا توجه هذه البرامج المهمة لأجل المسلمين في شهر الصيام، وفي المقابل تجد المراكز الإسلامية تقدم وجبات مجانية وبأجور رمزية لمن يطلبها من المحتاجين بغض النظر عن ديانته أو عقيدته أو خلفيته الدينية والعقائدية والعرقية، وبجانب المراكز الإسلامية التي تضم مرافق متنوعة، تقوم المساجد الأخرى بنفسها بالإشراف على وجبات محدودة في الإفطار والسحور كجزء من الأدوار الإنسانية المهمة والأجواء الإيجابية الطيبة، ما يجعل رمضان في أمريكا كل عام مليئا بهذه الومضات الروحانية الرائعة والمشاركات المجتمعية الفاعلة بأدوار متميزة وإيجابية.

 

مساحة إعلانية