رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

8051

مختصون: التنمر في المدارس.. بداية لممارسات عنيفة في المجتمع

27 فبراير 2017 , 07:02م
alsharq
بيان مصطفى

المختصون طالبوا بمكافحة الظاهرة بأساليب تربوية ونفسية..

د. خالد: المتنمرون أكثر الأفراد عرضة لارتكاب جرائم في سن مبكرة

العنزي: التنشئة الأسرية الدافع الأول والبيئة المغذية للتنمر لدى الطفل

راضي: اللائحة السلوكية تتصدى لعنف الطالب المتنمر

طارق: آثار خطيرة على الطرف الذي يُمارس التنمر ضده

تنعكس البيئة بشكل مباشر على سلوك الطفل، وقد تساعده على تبني مواقف عدوانية تتحول إلى ممارسات التنمر من خلال "الشلة" في المدرسة، ووفقا لمختصين فإن الطالب المتنمر تكون لديه نزعة لارتكاب الجرائم مستقبلا، وقد كشفت نتائج دراسة سابقة أصدرها المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بعنوان "الإساءة والعنف ضد الأطفال "أن الأم تأتي في مقدمة الممارسين للعنف ضد أطفالها بنسبة 40.4 %، يليها الأخ الأكبر بنسبة 29.4 %، فالأب بنسبة %18.7 وتأتي المدرسة في المرتبة الثانية للعنف، حيث إن الطلاب أنفسهم هم المصدر الأول يليهم المعلم.

"تحقيقات الشرق" تحدثت مع مختصين فى الجوانب التربوية والسلوكية لمعرفة الآثار السلبية المترتبة على ظاهرة التنمر وكيفية القضاء عليها فى بيئاتنا المدرسية.

التنمر فى المدارس

العنف الأسري تهديد مبطن يزعزع استقرار الأسرة

بداية يقول الدكتور خالد عبد الجبار: تعتبر مشكلة العنف بين الأقران أو ما يُعرف بالتنمر، من المشاكل السلوكية الشائعة لدى الأطفال والمراهقين من الجنسين حول العالم. وينتشر التنمر بشكل خاص في البيئة المدرسية، مشيرا إلى أن مظاهر التنمر تبدأ فى الظهور بممارسة طفل أو مجموعة من الأطفال العنف البدني، أو النفسي، ضد أطفال آخرين (قد يكونون أضعف جسدياً، أو يعانون أمراضاً أو إعاقات، أو من دول أو أعراق أخرى) وذلك بهدف التحكم بهم، وفرض السلطة عليهم، وذلك من خلال التنابز بالألقاب، أو الإساءات اللفظية أو المكتوبة، أو الإقصاء المتعمد من الأنشطة، أو من المناسبات الاجتماعية، أو الإساءة الجسدية، أو الإكراه.

ويضيف الدكتور خالد: يتصرف المتنمرون بهذه الطريقة كي يُنظر إليهم على أنهم محبوبون أو أقوياء أو لمجرد لفت الانتباه، وتهديد الضحية بالعزل الاجتماعي، وأوضح أن عزلة الضحية تتحقق من خلال مجموعة واسعة من الأساليب، بما في ذلك نشر الشائعات، ورفض الاختلاط مع الضحية، والتنمر على الأشخاص الآخرين الذين يختلطون مع الضحية، ونقد أسلوب الضحية في الملبس وغيرها من العلامات الاجتماعية الملحوظة، مثل التمييز على أساس عرق الضحية، أو دينه.

وتشير الدراسات إلى أن المتنمرين أنفسهم من المحتمل أن يكونوا أكثر فشلاً في الحياة في وقت لاحق، على سبيل المثال، هم أكثر الأفراد عرضة لارتكاب جرائم في سن مبكرة عن غيرهم، كما قد يواجه ضحايا التنمر صدمات من شأنها أن تؤثر عليهم في مرحلة البلوغ، وتشير دراسات اخرى إلى أن المتنمرين غالباً ما يأتون من بيوت يستخدم فيها العقاب الجسدي حيث تعلم الأولاد على ردة الفعل البدنية العنيفة كوسيلة للتعامل مع المشاكل، ومن منازل تفتقر إلى الحب والدفء الابوي والطلاب الذين يمارسون باستمرار سلوكيات التنمر هم بشكل عام لا يهابون الكبار ومعادون للمجتمع ولا يطيعون القواعد المدرسية.

أعراض التنمر

وعن أسباب التنمر، يرى الاستشاري النفسي محمد العنزي أن بداية هذا السلوك تظهر من التنشئة الأسرية، وهي الدافع الأول والبيئة التي تُولِّد التنمر لدى الطفل، موضحا أن الأسرة التي تتسم بمظاهر عنف تتمثل فى علو الصوت وردات فعل سلبية مبالغ فيها، أو لديهم مشاكل تلقي بظلالها على الأطفال مثل المشاكل النفسية عند أفراد الأسرة، وهو ما ينعكس على الطفل بظهور أعراض السلوك التنمري، حيث يعتاد ارتكاب السلوك العدواني، وعن دور الآباء، يؤكد العنزي أنهم المعالج الرئيسي ويجب أن نركز على ثلاثة محاور هى التفكير والانفعالات والسلوكيات، وعندما يرى الطفل ردود فعل طبيعية صادرة عن الأبوين تنم عن النظرة الإيجابية للأحداث اليومية بعيدا عن الضجر، يؤدي به ذلك إلى التفكير الإيجابي، فالطفل يحتاج إلى بيئة صحية دون عنف، بالإضافة إلى تعزيز صداقاته، ويجب أيضا الوقوف على حالة الطفل طبيا، فقد يكون لديه عرض لمرض نفسي، ويتابع: يجب على الآباء التعرف على الأعراض المختلفة للتنمر، بالتعاون مع المدرسة التي عليها وضع قوانين حادة لعلاج هذه الإشكالية.

نظام "الشلة"

واضاف العنزى: على الآباء التفرقة بين السلوك العفوي، أو بقصد العنف، فعلى سبيل المثال يمكن ان يضرب الطفل غيره بسبب غيرته الطبيعية وهو سلوك فطري من الطفل الصغير، فلا يمكن إطلاق هذا المصطلح إلا عندما نعتاد تكرار هذا السلوك من شتى أشكال العنف النفسي واللفظي والبدني.

من جانبه يرى السيد ماجد راضي، الاختصاصي النفسي في إحدى مدارس البنين المستقلة، أن ظاهرة التنمر تكون بشكل جماعي، وهو ما يطلق عليه نظام "الشلة" الذي تتم ممارسة التنمر من خلاله على أفراد وجماعات، قد تصل إلى العنف الجسدي أو الترهيب النفسي، وذلك بإجبار الطرف الأضعف على فعل أشياء محددة، لافتا الى أن هذه الممارسات يزيد انتشارها في المراحل الإعدادية والثانوية، ويزداد هذا المظهر في الاعمار المتقدمة، وهو ما يتم التعامل معه من خلال تطبيق اللائحة السلوكية التي تتصدى لهذه الممارسات، لافتا إلى أن المدارس تطبق نظاما وقائيا لتلافي العنف الذي يمارس من خلال هذه الجماعات "الشلل" بتقديم الإرشاد الجمعي في حالة انتشار التنمر، وذلك من خلال محاضرات وملصقات إرشادية ضمن خطط يتم وضعها لتعزيز القيم على المستوى

الجماعي والفردي.

ويستطرد راضى بقوله: نجرى عملية الدعم النفسي للطالب المُتنمر عليه لتعزيز ثقته بنفسه، وتعريفه بقوانين اللائحة السلوكية التي تضمن حقوقه وآلية تعامله مع مواقف العنف المختلفة والشخص الذي يستطيع التواصل معه فور تعرضه لأي شكل من التنمر.

تهديد للأجيال القادمة

ويرى محمد طارق مستشار في العلاقات الأسرية أن هناك خطورة في ترك ممارسات المتنمر دون علاج وردع، مما يهدد بانتشار تلك الثقافة في جيل كامل من الأطفال الذين سيقودون المجتمع في المستقبل بنفس هذا الأسلوب، والدولة هنا هي صاحبة السلطة التي تستطيع أخذ الحقوق للمعتدى عليهم بالقانون، في حال تطور ممارساتهم، ويضيف: ولعل مثال سنغافورة يعزز ضرورة اتخاذ موقف مشابه لما قامت به، حيث شرعت في عام 2014 بإصدار قانون ضد التنمر، يفرض غرامة على المتنمر وأهله تصل إلى 15000 دولار، مع إمكانية تطبيق عقوبة السجن لمدة عام كامل، بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام في نشر قيم الحب والسلام، والتعاون ومحاربة مظاهر العنف.

وعن آلية معالجة هذه الممارسات يقول: إن التنمر قد يكون سبب نشأته في البيت أو في المدرسة أو في المجتمعات المحيطة بهما، ومواجهة هذه الممارسات لابد أن تكون على كافة المستويات، ففي البيت تكون من خلال عدم ممارسة التسلط من الأبوين أو من الأطفال الأكبر سنًا، وأن ينتبه الوالدان لنشر ثقافة التعاون والتسامح والعطف على الصغير وليس قهره، وكذلك عدم تشجيع الطفل على رد العنف بالعنف والفرح به عند إهانته أو إيذائه لأحد أقرانه أو من هم أصغر منه، أما في المدرسة فينبغي على الإدارة المدرسية بداية أن توفر بيئة آمنة لجميع الطلاب من الاعتداء عليهم سواء كان الاعتداء جسديا أو لفظيا أو جنسيا.

وحذر المستشار طارق من الآثار السالبة التى قد تترتب على المعتدى عليه، وأحد هذه الآثار وأخطرها هو الانتحار ويعزز ذلك الإحصائيات التي تشير إلى أن ضحايا التنمر تزيد نسبة الانتحار لديهم 9 أضعاف مقارنة بالأشخاص العاديين ، ومن 15 إلى 25 طفل ينتحرون في العام بسبب تعرضهم للاعتداء، ومن الآثار أيضا أن يلجأ الطفل المعتدى عليه إلى ممارسة التنمر على من هو أضعف منه، محاولة منه في استعادة تقديره لذاته وتفريغًا لشحنة الغضب الكامنة بداخله جراء الاعتداء عليه، ويمتد هذا السلوك ليكون في المستقبل أبًا متنمرًا أو أمًا متنمرة ويخرج للمجتمع أسر وأجيال تمارس التسلط فيما بينها، وربما كذلك الانعزال والاتجاه إلى الوحدة هي أحد آثار التنمر على الأطفال وعدم الثقة بالنفس وصعوبة الاندماج في أي أنشطة اجتماعية خوفًا من التعرض للأذى والاعتداء.

مؤشرات خطيرة

أشار االمستشار التربوي محمد طارق إلى ان أخطر الآثار الناجمة على نفسية الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر والتي تؤدي إلى الانتحار ويعزز ذلك عدة احصائيات في عدة دول ومنها احصائيات دول الخليج.

حيث أظهرت نتائج مسح أجرته منظمة الصحة العالمية لطلبة المدارس في الامارات خلال العام 2010 للفئة العمرية من 13 الى 15 سنة، ان نسبة الطلاب الذين فكروا بجدية في الانتحار مرة او اكثر خلال عام بلغت 15.5% منهم 16% من الاناث و 14% من الذكور.

وفي المملكة العربية السعودية أظهرت دراسة فى عام 2015 م والتي طبقت على (13000)ألف طالب في سن المراهقة بأن نسبة(25%) من الطلاب يتعرضون للتنمر

كما أشارت بأن التنمر الجسدي يعد الأكثر بين الذكور فيما أن التنمر النفسي يتضح أكثر بين الإناث، كما ان هناك رابط قوي بين التنمر والانتحار، حيث تؤدي ممارسات التنمر إلى العديد من حالات الانتحار كل عام. ويقدر أن ما بين 15 و 25 طفلا ينتحرون سنويا في بريطانيا وحدها، لأنهم يتعرضون للمضايقات.

مساحة إعلانية