محليات

722

الجماهير ترسم لوحة كرنفالية رائعة في البطولة القارية

رسمت الجماهير الرياضية لوحة كرنفالية رائعة خلال مباريات دور المجموعات في بطولة كأس آسيا قطر 2023، والتي انطلقت في الثاني عشر من يناير الجاري، وتستمر حتى العاشر من فبراير المقبل بمشاركة 24 منتخباً.

وبلغ عدد الجماهير الحاضرة في مباراة افتتاح بطولة كأس آسيا قطر 2023 بين المنتخبين القطري واللبناني 82.490 متفرجاً على استاد لوسيل المونديالي. وهو الحضور الأكبر للجماهير في تاريخ مواجهات المنتخب القطري، والأكبر في مباريات افتتاح بطولة كأس آسيا لكرة القدم، وهي الجماهير التي أشادت وأجمعت على النجاح الاستثنائي لقطر في تنظيم البطولة، مؤكدين أن هذا النجاح ليس بغريب على قطر وهي التي أبهرت العالم في تنظيم المونديال أكبر البطولات العالمية على الإطلاق. وينتظر أن يزداد عدد الجماهير خلال مباريات دور الـ 16 من البطولة لمساندة المنتخبات المتأهلة وتشجيعها بهدف الوصول إلى الدور التالي من البطولة القارية.

تفاعل جماهيري

ولم تكتف الجماهير بمشاهدة المباريات والتفاعل مع أحداثها داخل الملاعب المونديالية التي تستضيف مباريات البطولة القارية، بل تفاعلت مع كل التفاصيل خارج الملعب، حيث استمتعت بالفعاليات المصاحبة، خارج الملعب في كتارا وسوق واقف والبيت السعودي "بيت الصقر"، إلى جانب الفعاليات التي تستمع بها الجماهير في محيط الاستادات.

كما كانت هناك رؤية أخرى لأعداد كبيرة من الجماهير، حيث ركزت على معاينة الملاعب التي تستضيف المباريات في البطولة القارية، حيث تعرفت على إمكانيات وتجربة قطر في إنجاح البطولات والنموذج التنظيمي الرائع التي الذي أدهشت به العالم في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث دونت ذلك بالصور وبلقطات الفيديو.

ثقافة وسياحة

إلى جانب ذلك فضلت الجماهير التواجد في المواقع الأثرية والسياحية والثقافية في الدولة، إلى جانب منطقة مشيرب وميناء الدوحة القديم، ودرب لوسيل الغني بالفعاليات المميزة المختلفة، حيث عاشت الجماهير تجربة رائعة استعادت بها ذكريات مونديال قطر 2022، وهو ما يعكس الشغف الكبير للجماهير في منطقتنا في ظل الحضور الجماهيري منقطع النظير.

الجماهير القطرية

وضربت الجماهير القطرية نموذجا رائعا في الحضور والمساندة، وتأكيدا على شغفها بكرة القدم ووفائها لمنتخب بلادها وحبها للشعب الفلسطيني، واتضح ذلك من خلال حفل افتتاح البطولة حيث ملأت الجماهير كل المقاعد والمدرجات بهذه المناسبة الآسيوية الكبرى، وتفاعلت مع تفاصيل الافتتاح الذي أكد على المساندة الكبيرة للشقيقة فلسطين والرسائل المتعددة للعالم تجاه القضية الفلسطينية والظلم الذي يقع على الأشقاء في في قطاع غزة، كما لفتت النسخة القطرية من البطولة الآسيوية الانتباه إلى الحرب في غزة بشكل وجد صدى واسعا في كل العالم، حيث تناولته الصحف العالمية، وكان أبرز الفقرات تنازل حسن الهيدوس كابتن المنتخب القطري لنظيره في منتخب فلسطين مصعب البطاط ليلقي كلمة الافتتاح حيث تجاوبت معه كل الجماهير.

مساندة العنابي

وواصلت الجماهير القطرية تشجيعها ومساندتها للعنابي حتى حقق العلامة الكاملة في دور المجموعة ليتأهل عند جدارة واستحقاق للأدوار الإقصائية.وبصفته حامل اللقب فإن أعداد الجماهير القطرية ستتضاعف مع التقدم في الأدوار الإقصائية لمواصلة المشوار نحو اللقب الثاني بعد إنجاز 2019 في الإمارات، وستمتلئ المدرجات بالجماهير المتحمسة لدعم منتخباتها، في مشهد أشبه ما يكون بأجواء كرنفال احتفالي يستمتع به الجميع ويمضون فيه أجمل الأوقات".

واستفادت الجماهير العربية والآسيوية خلال مباريات دور المجموعات من تقارب المسافات من ملعب إلى آخر، حيث تمكن كل من المشجعين واللاعبين على حد سواء من الإقامة في مكان واحد طوال فترة المنافسة، مع التنقل بسهولة بين الاستادات التي تحتضن المباريات باستخدام منظومة متكاملة من وسائل النقل بما فيها شبكة مترو حديثة وطرق عصرية.

الجماهير السعودية

ووضعت الجماهير السعودية بصمتها في بطولة كاس آسيا قطر 2023 بحماس كبير، حيث تواجدت في كل الأنحاء، والمشاركة في الفعاليات المقامة في البيت السعودي "بيت الصقر" والمتمثلة في فعاليات شوت لكرة القدم بالتسديد على المرمى في الملعب المصغر، وكذلك خزينة الصقور وهي شاشات الكترونية تتضمن صور المنتخب السعودي واللاعبين عبر فترات مختلفة من مشاركاته في البطولات الآسيوية.

شاشات عملاقة

واستمتع الجمهور السعودي وكل الحاضرين في "بيت الصقر" بلقطات فيديو رائعة عبر شاشات عملاقة تضمنت أهداف المنتخب السعودي في مختلف البطولات، والتتويج بالألقاب، كما توجد شاشة عملاقة تبث مباريات المنتخب السعودي في البطولة، وكذلك عرض قمصان المنتخب في متجر الصقر والتي ارتداها في البطولات الآسيوية والإقليمية والعالمية.

كما خصصت أماكن للعائلات للجلوس مع توافر كل المعينات المتمثلة في ساحات المطاعم والمشروبات والمقاهي وغيرها من الجوانب الترفيهية.

إشادة بالتنظيم القطري

وأشادت الجماهير السعودية بالتنظيم القطري للبطولة، مؤكدة أن ذلك ليس بغريب علي دولة قطر وهي التي حققت نجاحا عالميا في تنظيمها لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، معربة عن ثقتها في أن المنتخب السعودي سيذهب بعيدا في البطولة وسينافس بقوة من أجل الفوز باللقب الآسيوي.

وظل منفذ سلوى الحدودي، يشهد تزايدا في أعداد الجماهير الخليجية القادمة إلى الدوحة لحضور مباريات المنتخب السعودي في بطولة كأس آسيا قطر 2023، وينتظر أن تزداد أعداد الجماهير السعودية في الأدوار الإقصائية.

الجماهير العراقية

وكان للجماهير العراقية بقيادة مهدي الكرخي رئيس رابطة المشجعين العراقيين دور واضح ومهم في تأهل المنتخب للأدوار الإقصائية وذلك من خلال تواجدها المستمر في الملاعب المختلفة وتشجيعها ومساندتها للاعبين، وإضفاء زخم رائع ومتميز في سواق واقف وكتارا ومحطات المترو ومناطق مختلفة في الدوحة، وأبرزها كان بعد الفوز التاريخي للمنتخب العراقي على نظيره الياباني، حيث خرجت المواكب الجماهيرية من الملعب إلى سوق واقف ومناطق الجذب الجماهيري، وهي تتغنى بالأهازيج والأغنيات التي تمجد منتخب (أسود الرافدين)، وتشيد باللاعبين.

وظلت الجماهير العراقية تتواجد في كل البطولات الخليجية والآسيوية، وكالعهد بها أصبحت واحدة من أكبر الجماهير عددا في بطولة كأس آسيا قطر 2023، حيث تواجدت بأعداد ضخمة، مؤكدة على شغفها الكبير وحبها لكرة القدم.

وتأمل الجماهير العراقية التي سعدت بفوز منتخبها بلقب نسخة 2007، في أن يتفوق منتخبها في قطر وتظفر بكأس آسيا قطر 2003، لتؤكد على تفوق منتخبها من أجل المضي قدما في طريق البطولات.

ملتقى الجماهير

وكان سوق واقف ملتقى الجماهير في كل البطولات، قد شهد تواجد الجماهير العراقية بأعداد كبيرة حيث تغنت بالأهازيج العراقية وبخاصة بعد الفوز على اليابان حيث رددت (شبعان الأسد.. متعشي ياباني)، وهو فوز تاريخي لأسود الرافدين على المنتخب الياباني، كما احتفلت الجماهير في كورنيش الدوحة، وكتارا ودرب لوسيل، كما تجمعت الجماهير العراقية في الشوارع والساحات العامة والمولات التجارية والمتنزهات والحدائق حاملين أعلام العراق بعد تأهله إلى الأدوار الإقصائية.

الجماهير الأخرى

ووجدت المنتخبات الأخرى المشاركة في البطولة مثل المنتخب العماني والأردني والسوري واللبناني والفلسطيني والياباني مساندة نسبية مقارنة بعدد الجماهير القطرية والسعودية والعراقية، حيث كان لها دور إيجابي أيضا على المدرجات في دور المجموعات.

وكانت مرحلة المجموعات شهدت إقبالا من الجماهير على استخدام خدمات مترو الدوحة للذهاب إلى ملاعب البطولة ولا سيما مع إتاحة الفرصة لاستخدام خدمات المترو لحاملي تذاكر المباريات، وكذلك استخدام الباصات وسبل المواصلات الأخرى حيث ظلت تتنقل بكل سهولة ويسر بفضل تقارب المسافات.

حضور فلسطيني

وكانت الجماهير الفلسطينية حاضرة في الملاعب مساندة ومشجعة ومؤكدة لوجودها في ظل العدوان على غزة، والكل يتذكر في حفل الافتتاح عندما صدح نشيد فلسطين في ملعب لوسيل ومعه تعالت كلمات "بلادي بلادي بلادي يا أرضي يا أرض الجدود"، لتتفاعل معه كل الجماهير المتواجدة مؤكدة على اللحمة العربية وتوحيد المشاعر تجاه فلسطين وقضيتها.

شبكة المترو

وأشادت الجماهير بسهولة التنقل من مكان إلى آخر، حيث تمتاز شبكة المترو بربطها لملاعب بطولة كأس آسيا وأماكن إقامة الفعاليات المصاحبة للبطولة، حيث يرتبط المترو مباشرة بخمسة من الملاعب التسعة المخصصة للبطولة وهي استادات لوسيل، وخليفة الدولي، وأحمد بن علي، والمدينة التعليمية، وجاسم بن حمد، وذلك من خلال محطات لوسيل، والمدينة الرياضية، والرفاع قطر مول، والمدينة التعليمية، والسودان على الترتيب، مما أتاح للجماهير التنقل بسهولة.

أعداد كبيرة

وكانت أعداد كبيرة من الجماهير الآسيوية والعربية والخليجية والتي تجذبها الجوانب الثقافية والتراثية قد وجدت ضالتها في منطقة كتارا حيث استقطب سوق "كت ارت" وسوق "الحرف" مجموعة واسعة من الزوار، حيث جذبتهم التحف والمقتنيات التراثية المشغولة يدويا والمجسمات والهدايا التذكارية والكروية التي تعبر عن تاريخ وثقافة وتراث قطر، إلى جانب مشاركة دار "كتارا" للنشر والتي تعرض أبرز الكتب والإصدارات التي تتعلق بالرياضة وتتناول تاريخ البطولات الرياضية وتتماشى مع كأس آسيا قطر 2023.

تفاعل جماهيري مع التعويذات

وتفاعلت جماهير المنتخبات المشاركة في بطولة كأس آسيا قطر 2023 مع التعويذات الخمس للبطولة، حيث كانت محل جذب للجميع كبارا وشبابا وأطفالا والذين التقطوا الصور التذكارية صحبة التعويذات التي تعبر عن أسرة مكونة من 5 أفراد، استمدت أسماء شخصياتها من مختلف مناطق قطر من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وهي: سبوق، زكريتي، فريحة، ترينة، وتمبكي، وهي أفراد العائلة التي استخدمت قبل 12 عاما في بطولة آسيا 2011، النسخة الثانية التي استضافتها الدوحة، ولكن بعد أن كبروا ونضجوا وأصبحوا جاهزين ليكونوا إرثا خالدا من الأحداث الرياضية، وجزءا في نسخة جديدة من الحدث القاري في الدوحة.