رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2174

قمة واشنطن تبحث تأمين استقرار إمدادات الطاقة

27 يناير 2022 , 07:00ص
alsharq
هاجر العرفاوي

استمرت العلاقات بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية بالتطور منذ العام 1972 الى اليوم، وأصبحت تتسم بالقوة والمتانة، حتى وصلت خلال الأعوام الأخيرة إلى مرحلة متميزة من الشراكة الإستراتيجية في كل المجالات. ودأب البلدان الصديقان على التشاور المستمر حول كافة القضايا الإقليمية والدولية، الى جانب اللقاءات والمحادثات المتواصلة على كل المستويات فيما يتصل بالعلاقات الإستراتيجية والشراكة الاقتصادية.

وامتدادا لسلسلة الزيارات الرفيعة المتبادلة بين الدوحة وواشنطن، يستضيف الرئيس الأمريكي جو بايدن، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في البيت الأبيض الاثنين المقبل، وتعد زيارة حضرة صاحب السمو الى الولايات المتحدة، الأولى له منذ تولي الرئيس بايدن السلطة في يناير الماضي.

وستتناول المباحثات بين صاحب السمو والرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، سبل دعم وتعزيز علاقات الشراكة والتعاون الوطيدة بين البلدين الصديقين، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، الى جانب مناقشة عدد من التحديات الدولية الراهنة وعلى رأسها أمن الطاقة.

وكانت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية جين ساكي، قد اشارت في بيان، الى أنّ الاجتماع بين صاحب السمو والرئيس الأمريكي، سيتطرق إلى «تأمين استقرار الإمدادات العالمية للطاقة». وقالت ساكي، إن اللقاء سيكون فرصة لمناقشة «ضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية»، مضيفة انه سيتم بحث سبل «تعزيز الأمن والازدهار في الخليج وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام» إضافة الى «دعم شعب أفغانستان».

تعاون استراتيجي

تربط دولة قطر والولايات المتحدة علاقات إستراتيجية وثيقة، وأكد العديد من المسؤولين الأمريكيين في عدة مناسبات، أن الدوحة شريك هام لواشنطن في المنطقة. ومنذ استضافة الدوحة للمحادثات بين واشنطن وطالبان، تعززت هذه العلاقات الوطيدة اكثر، وأفضت تلك المحادثات إلى الاتفاق التاريخي المبرم في فبراير 2020 والذي قضى بانسحاب القوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية. كما تستضيف الدوحة مقر القيادة المركزية الأمريكية، حيث يتمركز نحو 13 ألف عسكري أمريكي، غالبيتهم من سلاح الجو في قاعدة العديد الجوية.

وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين قطر والولايات المتحدة في عام 1972، لكنها سريعاً ما تطورت بمرور السنوات، وصولا إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية، وذلك بفضل رعاية حضرة صاحب السمو الذي قاد العلاقات إلى تدشين الحوار الإستراتيجي بين البلدين، في العام 2018، والذي شكّل محطة بارزة في مسيرة الشراكة القوية والعلاقات المتينة بين البلدين.

وعززت الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي القطري- الأمريكي، التي انتظمت بواشنطن في نوفمبر الماضي، علاقات الشراكة الوثيقة بين دولة قطر والولايات المتحدة، وعقدت هذه الدورة هذا العام على وقع متغيرات سياسية في المنطقة، لعل أبرزها الملف الأفغاني، حيث أصبحت الدوحة نقطة اتصال بين طالبان والولايات المتحدة، التي تلعب دورا رئيسيا في الشأن الأفغاني، بالإضافة إلى دول أوروبية أخرى. كما أصبحت دولة قطر مركزا للعمليات الدبلوماسية، إذ رأت واشنطن وكثير من القوى الغربية أنها الدولة الأنسب لنقل بعثاتها الدبلوماسية إليها من كابول، باعتبارها «شريكا محوريا» خلال عمليات الإجلاء من أفغانستان في أغسطس الماضي، فضلا عن دورها الحيوي في عودة العمل بمطار كابول.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، في تلك المناسبة أنّ العلاقات القطرية ـ الأمريكية «أقوى من أي وقت مضى»، مشددا على دورها الإنساني الرائد في المنطقة.

وتناول الحوار الاستراتيجي عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الاستقرار الإقليمي، والتعاون الدفاعي، والصحة العامة، ومكافحة الإرهاب، ومكافحة الاتجار بالبشر، وحقوق الإنسان، وتغير المناخ، والطاقة والكفاءة، واستقلالية الطاقة، والمساعدات الإنسانية، والتعاون الاقتصادي، والتبادلات الثقافية والتعليمية. ووقعت كل من دولة قطر والولايات المتحدة عدة اتفاقيات، بما في ذلك الترتيبات بشأن حماية المصالح الأمريكية في أفغانستان ومذكرة تفاهم بشأن التعاون لاستضافة الأفراد المعرضين للخطر بسبب الوضع في أفغانستان، وذلك في إطار التعاون العميق في القضايا الإقليمية. واستضافت واشنطن النسخة الأولى والثالثة للحوار الاستراتيجي في 2018 و 2020، بينما استضافت الدوحة الدورة الثانية في 2019.

وتتسم العلاقات بين البلدين بالتميز في مختلف المجالات، ووصلت تلك العلاقات إلى مرحلة التعاون الإستراتيجي خلال السنوات الماضية، بعد سنوات طويلة من العمل الجاد بين البلدين لتطويرها، وذلك من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في شتى المجالات، ومنها مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب، وأعقبتها ثلاث مذكرات تفاهم لترسيخ الحوار ووثيقة مشتركة للتعاون الأمني، ومذكرة تفاهم لمكافحة الاتجار في البشر، وتم التوقيع عليها خلال الحوار الإستراتيجي الأول بين البلدين في يناير 2018. وتحتفل الدوحة وواشنطن خلال العام الجاري بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

العلاقات الاقتصادية

وتربط البلدين الصديقين علاقات اقتصادية قوية ومتنوعة، اذ تعد الولايات المتحدة أكبر مستثمر ومصدر في دولة قطر، وفاق عدد الشركات الامريكية 120 شركة في دولة قطر. وبلغ حجم التجارة بين البلدين الصديقين 6 مليارات دولار في العام الماضي. وتشمل صادرات الولايات المتحدة إلى قطر الطائرات والآلات والمركبات والأدوات البصرية والطبية، والمنتجات الزراعية. وتشمل واردات الولايات المتحدة من قطر غاز الطبيعي المسال، والألمنيوم، والأسمدة، والكبريت. وقد وقعت الولايات المتحدة وقطر على اتفاقية للتجارة وإطار الاستثمار واستضافة الحوار الاقتصادي والاستثمار الثنائية السنوية.

ويهدف جهاز قطر للاستثمار إلى زيادة وتعزيز الاستثمارات في الولايات المتحدة، حيث يعمل على القيام باستثمارات ضخمة في السوق الأمريكية خلال السنوات القادمة، مما يساهم في خلق آلاف من فرص العمل الأمريكية. وفي سبتمبر 2015، افتتح جهاز قطر للاستثمار أول مكتب له في الولايات المتحدة لضمان تواصل أفضل مع شركائه الحاليين والمستقبليين. وقام جهاز قطر للاستثمار بتخصيص ما قيمته 45 مليار دولار من الاستثمارات للفترة المتراوحة بين عامي 2015 و2021 حيث تم توجيه 10 مليارات دولار منها للاستثمار في قطاع البنية التحتية، وتشكل هذه الاستثمارات حوالي 23% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر.

وكانت استثمارات القطاع الخاص القطري حاضرة في هذا الزخم الاستثماري، حيث ضخ أكثر من 5 مليارات دولار في مجال التكنولوجيا والضيافة والعقارات وتجارة الأدوات المنزلية مما ساهم في دعم الاقتصاد الأمريكي. كما خصصت الخطوط الجوية القطرية نحو 92 مليار دولار لدعم الاقتصاد الأمريكي من خلال شراء 332 طائرة أمريكية الصنع بما أسهم بتوفير أكثر من 527 ألف فرصة عمل. وبلغ إجمالي قيمة الصادرات والطلبيات المؤكدة إلى دولة قطر، نحو 146 مليار دولار، مما أسهم بدوره في توفير مليون وظيفة أمريكية تعتمد على الاستثمارات القائمة مع دولة قطر.

وفي أكتوبر 2015، أطلقت قطر والولايات المتحدة الحوار القطري الأمريكي الاقتصادي والاستثماري الأول، الذي مثل إنجازا كبيرا في العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين، وعمل الحوار كمنتدى سنوي لتعزيز العلاقات المالية والاستثمارية والاقتصادية، وتوسعت لقاءات المنتدى مؤخرا لتشمل منتديات الحوار الإستراتيجي بين البلدين وجولات الحراك الاقتصادي القطري في الولايات المتحدة واجتماعات مجلس الأعمال الأمريكي القطري، التي تجمع مئات رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، وهي اللقاءات التي تؤكد كلها على التزام دولة قطر والولايات المتحدة بشراكتهما الاقتصادية والإستراتيجية بما يضمن المزيد من الازدهار والتقدم للبلدين والشعبين الصديقين.

اقرأ المزيد

alsharq رئيسا وزراء مصر والكويت يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية

بحثالدكتور مصطفى مدبولي رئيسالوزراء المصري، اليوم، مع سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي الذي... اقرأ المزيد

46

| 30 أكتوبر 2025

alsharq رئيس الوزراء السوداني يطالب بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات في الفاشر وتوفير الحماية للمدنيين

طالب كمال إدريس، رئيس الوزراء السوداني، اليوم، بضرورة الوقف الفوري للجرائم والانتهاكات الجارية في الفاشر عاصمة شمال دارفور،... اقرأ المزيد

58

| 30 أكتوبر 2025

alsharq الرئيس السوري يبحث مع وزير الخارجية الألماني العلاقات الثنائية

بحث الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم مع يوهان فاديفول وزير الخارجية الألماني الذي يزور سوريا حاليا، العلاقات الثنائية... اقرأ المزيد

66

| 30 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية