رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد محلي

1187

رواد أعمال لـ الشرق: تشابه المشاريع يهدد أصحاب الاستثمارات الصغيرة

26 ديسمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
حسين عرقاب

حذر عدد من رواد الأعمال من تكرار أفكار المشاريع ولاسيما الصغيرة والمتوسطة والتي تؤدي في النهاية إلى كساد بعض هذه الاستثمارات وغلق المحلات التجارية، وأشار رواد أعمال للشرق إلى ما لاحظوه خلال المونديال وبعده من إقبال يصل حد الزحام على بعض المحلات التجارية وخاصة الكافيهات والمطاعم، وفراغ محلات ومطاعم أخرى من الرواد. ونوه رواد الأعمال بالنمو الواضح الذي حققه قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدولة، مستفيدا في ذلك من العديد من المعطيات التي أسهمت بشكل مباشر في تسجيله لمثل هذا التطور، وأبرزها كأس العالم قطر 2022 التي اختتمت هنا في الدوحة قبل أيام قليلة من الآن، والتي لعبت دورا كبيرا في تعزيز مكانة هذا المجال والبرهنة على قيمته اللامتناهية في تعزيز الاقتصاد الوطني، بما يتماشى ورؤية قطر 2030 المبنية في الأساس على تنويع مصادر الدخل، والتقليل من الاعتماد على الموارد المالية الناتجة عن صادراتنا من الغاز الطبيعي المسال، إلا أنهم وبالرغم من ذلك أكدوا على أن الحفاظ على هذا النسق الإيجابي للاستثمارات الناشئة في الدولة يتطلب القيام بالعديد من الخطوات، وعلى رأسها الابتعاد عن المشاريع المتشابهة.

وتابع المتحدثون لـ «الشرق» أن أهم ما يجب القيام به من أجل الحفاظ على الوتيرة التصاعدية لقطاع ريادة الأعمال داخل قطر، هو التركيز على تنويع الاستثمارات، وعدم الاكتفاء بمجال واحد لإطلاق المشاريع، ضاربين المثال بالمطاعم والمقاهي التي تم إطلاقها بصورة كبيرة في المرحلة الأخيرة، داعين الراغبين في دخول هذا العالم، إلى الابداع والتوجه نحو المشاريع التي لم نصل فيها إلى حد الاكتفاء، خاصة وأن الأسواق المحلية تضمن العديد من الفرص في شتى المجالات، معتمدين في دراسة الجدوى للبحث عن القطاعات التي لازالت بحاجة إلى المزيد من المشاريع في إطار تلبية الخدمات، والتوافق مع رؤية قطر المستقبلية، والتي ترمي من خلالها إلى استقبال 6 ملايين زائر سنويا بعد ثمانية أعوام من الآن، وهو ما يتطلب نهضة الاستثمارات الناشئة في جميع المجالات التجارية أو الخدمية.

تطور القطاع وفي حديثه للشرق أشاد رائد الأعمال مصعب الدوسري بالتطور الكبير الذي شهده القطاع في الفترة الأخيرة، ما مكنه من لعب دور مهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، من خلال فتح أبواب دخل جديدة تدعم مواردنا المالية الناتجة عن صادراتنا من الغاز الطبيعي المسال، وهو ما يتماشى مع رؤية قطر 2030 التي ترمي من خلالها قيادتنا الرشيدة إلى تكريس مكانة قطر ضمن قائمة أفضل الدول في العالم على جميع المستويات، مبينا أن تسجيل ريادة الأعمال لمثل هذه الأرقام الإيجابية جاء نتاجا للعديد من المعطيات التي ساهمت بشكل مباشر في تغذيته والسير به إلى الأمام، ما أعطاه القدرة على فرض نفسه كأحد أبرز الأعمدة التي يبنى عليها الاقتصاد المحلي في السنوات القليلة الماضية.

وقال الدوسري إن كأس العالم قطر 2022 التي احتضنتها الدوحة في الفترة ما بين 20 نوفمبر و18 ديسمبر الماضي، تعتبر أحد أبرز العوامل التي أدت إلى نمو قطاع ريادة الأعمال والوصول به إلى ما هو عليه في الوقت الراهن، وذلك عن طريق دفعها بالعديد من الأفراد إلى خوض غمار هذا العالم وإطلاق العديد من الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة، من أجل التمكن من تلبية الطلب المتزايد على العديد من البضائع مع ارتفاع نسب الطلب على مجموعة لا متناهية من المنتجات، في ظل تحول الدوحة إلى وجهة رئيسية لأكثر من مليون زائر قدموا لتشجيع منتخباتهم المشاركة في النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم، في حين فضل المستثمرون السابقون توسعة مشاريعهم الحالية لذات الغرض، ما شكل نقلة نوعية لهذا القطاع الذي سجل خلال هذه الفترة أرقاما غير مسبوقة من حيث الاستثمار أو حجم الأرباح.

ضرورة الاستمرارية بدوره أكد رائد الأعمال الدكتور حمد الكواري أنه لا يمكن لأي أحد كان إنكار المستوى الذي بلغه قطاع ريادة الأعمال في قطر خلال هذه المرحلة من حيث الأصول الاستثمارية وقيمة الأرباح المالية، إلا أن التماشي مع رؤية قطر 2030 المبنية في الأساس على تنويع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على الموارد المالية الناتجة عن صادرات الغاز الطبيعي المسال، يتطلب علينا العمل أكثر في الفترة القادمة، من أجل الاستمرار في السير وفق ذات النسق التصاعدي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، من خلال وضع خطة محكمة للدفع بالاستثمارات الناشئة إلى تسجيل المزيد من النمو في المستقبل القريب.

وصرح الدوسري بأن أول ما يجب الاستناد عليه في الفترة القادمة من أجل تقوية قطاع ريادة الأعمال في الدوحة، هو الاتخاذ من كأس العالم قطر 2022 التي اختتمت قبل ايام قليلة من الآن، قاعدة يتم البناء عليها للوصول بهذا المجال إلى أعلى المستويات، عن طريق التركيز على الإبقاء على المشاريع التي تم اطلاقها في هذه المرحلة، والتركيز على توسعتها أكثر بغرض الحفاظ على مكانتها في تمويل الاقتصاد الوطني، وقدرتها في الرفع من الناتج المحلي لقطر، بالإضافة إلى محاولة تكييفها مع المتطلبات الحالية للسوق الوطني، بعد عودة زوار قطر إلى بلدانهم الأصلية بنهاية النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم لكرة القدم، التي استقبلتها الدوحة كأول عاصمة عربية تحظى بهذا الشرف.

تنويع المشاريع من جانبه رأى رائد الأعمال أحمد الجاسم أن أهم ما يجب القيام به في الفترة المقبلة، من أجل ضمان الاستمرارية لقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطر، والحفاظ على مكانتها كعمود رئيسي في رؤية قطر 2030 المرتكزة في الأساس على تنويع مصادر الدخل والتخفيف من الاستناد على صادراتنا في الغاز الطبيعي المسال، هو التوجه نحو اطلاق مشاريع مختلفة والاستفادة من الفرص الكثيرة التي تطرحها أسواقنا المحلية في شتى المجالات، عكس ما يحدث في الفترة الراهنة التي لوحظ فيها بشكل جلي اعتناء صغار المستثمرين بمشاريع متشابهة تخص بشكل كبير المطاعم والمقاهي، ما من شأنه خلق فجوة في مجال ريادة الأعمال داخل قطر في الفترة المقبلة.

وفسر الجاسم كلامه بالإشارة إلى أن توجه صغار المستثمرين في الدوحة إلى ذات المشاريع، سيؤدي إلى صنع فارق كبير بين حجم المعروضات والطلب في البلاد، بصورة ستدفع بالعديد من الاستثمارات إلى التصفية في المستقبل، بالنظر إلى صعوبة الوصول إلى الأرباح المطلوبة في ظل وجود خيارات تتعدى الحد المطلوب في السوق الوطني، وهو ما سيعرقل بشكل أكيد من مسيرة التطور المخطط له في هذا القطاع الذي لا يقل أهمية عن غيره من المجالات الأخرى فيما يتعلق ببناء قطر المستقبلية.

استغلال الفرص وهو ما سار عليه رائد الأعمال عادل اليافعي الذي بين أن وضع سوق ريادة الأعمال المحلية في الوقت الراهن يتطلب تغيير الأسلوب الاستثماري من أجل الحفاظ على نسقه التصاعدي من حيث الأصول والأرباح، داعيا صغار المستثمرين إلى الابتعاد عن المشاريع المتشابهة التي قد تضرهم في المرحلة القادمة أكثر مما تنفعهم، في ظل تسجيل السوق الوطني لاكتفاء ذاتي في بعض المشاريع كالمطاعم والمقاهي، مطالبا إياهم بضرورة البحث عن استغلال الفرص الأخرى التي توفرها باقي الأسواق في قطر، والتي لا ترتبط بالضرورة بالمشاريع التجارية، بل قد تكون في غيرها الخدمية، قائلا إن الوصول إلى مثل هذه المشاريع يحتاج إلى دراسة جدوى فعالة تمكن رواد الأعمال من التعرف على الفرص الواعد بشكل أكبر، ومن ثم الإبداع لصناعة الفارق بين المشاريع الحالية وغيرها التي يفكرون في اطلاقها مستقبلا، وهو ما يمكن بلوغه بالاعتماد على الامكانيات المتوفرة في هذا الجانب من مكاتب دراسة جدوى ودعم حكومي منقطع النظير لهذا القطاع.

 

مساحة إعلانية