رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة محلية

612

د. ريبيكا آدامز لـ الشرق: المشاهدة العالية للمونديال تدحض الشائعات

26 نوفمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
واشنطن - زينب إبراهيم

 

أكّدت د. ريبيكا آدامز، أستاذة الإعلام والاتصال بجامعة نورث كارولينا والخبيرة الإعلامية بمركز دراسات الإعلام الرقمي، على أهمية ما كشفه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أن بطولة كأس العالم لا تزال تحظى بنفس القدر من الشعبية الكبيرة حول العالم، وهو ما تظهره الأرقام الأولية لمستوى متابعة المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 التي جمعت بين المنتخبين القطري والإكوادوري يوم الأحد الماضي، حيث أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم أيضاً على أن الأرقام كشفت عن زيادة في عدد المشاهدين مقارنة بالمباراة الافتتاحية لمونديال روسيا 2018.

فيما كشف الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مالك شركة "تويتر" العالمية، عبر حسابه الرسمي على المنصة، أن حركة التغريد عن بطولة كأس العالم قطر 2022 على منصة "تويتر" بلغت ما يزيد على 20 ألف تغريدة في الثانية الواحدة، موضحاً أن منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" شهدت تفاعلاً قياسياً، مع التغريدات الشائعة بما في ذلك تلك المتعلقة بفوز اليابان الدراماتيكي على ألمانيا في المباراة الافتتاحية لكأس العالم، وعن بقاء المشجعين اليابانيين بعد المباراة لجمع القمامة التي خلفها آخرون وراءهم.

* الإعلام الغربي والمونديال

وأوضحت د. ريبيكا آدامز أنه رغم وجود محاولات بعدد من الصحف الغربية والبريطانية لصناعة حملة إعلامية تخلق فيها مصطلحات مثل المقاطعة وتروج فيه لقضايا مدنية وقضايا فساد بصورة تستدعي التساؤل حول أسباب الحملة الشرسة التي تستهدف قطر من خلال المونديال في الصحف الغربية، وكل هذا لم يؤثر بكل تأكيد على مجريات المتابعة في مونديال قطر والذي تعرض لحملة شرسة كان يشوبها افتقاد المصداقية، واستخدام لغة من التحريض المتعمد حتى في "الاستبيانات" والتقارير التي تستلزم وجود معايير مهنية في سبل عرضها وتناولها، وتحولت في بعض مادتها إلى ما يشبه الحملات السياسية التي توجه للاغتيال السياسي باستخدام أدوات مشابهة لتحقيق نفس الغايات من أجل تشويه تجربة قطر في استضافة كأس العالم.

وتابعت: "كان ينبغي أن يكون هناك مزيد من المراجعة والتدقيق في الأرقام المنشورة وفي المواد الخبرية في واقع باتت فيه كثير من الصحف تسعى لامتلاك زمام المبادرة في خلق الأحداث والقضايا بذاتها، ولكن ذلك بات يطغى على تغطيتها الإعلامية العادلة في كثير من التقارير التي تنشرها بصورة بالفعل لم تكن موجودة بنفس هذه الوتيرة في السابق حتى مع مونديال روسيا وأولمبيات بكين، رغم التشابه في بعض الجزئيات الخبرية ولكن ليس بنفس الصورة المكثفة ذاتها بكل تأكيد، وهو ما يؤكد أهمية استعادة الجانب الرياضي المتميز في تجربة قطر المونديالية التي تقدم بطولة رائعة إلى الآن".

أرقام قياسية

تقول أستاذة الإعلام والاتصال بجامعة نورث كارولينا، إن أرقام الفيفا المهمة والتي أوضحت فيها على سبيل المثال، أن المباراة أمام الولايات المتحدة الأمريكية استقطبت عدداً كبيراً من المتابعين بلغ 7.8 مليون شخص (بذروة بلغت 12.5 مليون شخص) في المملكة المتحدة، أما حصة المشاهدين في ويلز فقد بلغت 43 بالمئة، بينما حظيت قناة (تي.إف 1) في فرنسا بأكبر نسبة مشاهدة في العام، وهي 12.53 مليون شخص، وبلغت ذروة المشاهدين 14 مليون شخص، وحصة مشاهدين 48.1 بالمئة، وذلك لمتابعة أبطال العالم يستهلّون حملتهم للدفاع عن لقبهم في المباراة التي انتهت بالفوز على أستراليا 4 / 1، وكل تلك الأرقام المتميزة والتي تبلغ في بعض الأجواء أرقاماً غير اعتيادية في المنافسة تؤكد ما يحظى به مونديال قطر من زخم الاستفادة من التطور التقني العالمي.

الأرقام تدحض الحملات

وأكّدت أن تلك الأرقام القياسية كشفت أيضاً غياب تأثير أي حملات شرسة ومكثفة وتوظيف أسلحة إعلامية قوية ومنابر شركات العلاقات العامة لتقديم صورة سلبية تستهدف دولة قطر، وما نشر من مواد عديدة تلحق اسم كأس العالم بانتقادات مرتبطة بقضايا ليست ببعيدة عن وجودها بأي دولة أوروبية بالأرقام ذاتها، ليست تلك الأرقام التي فاقت في مبالغتها ورصدها الحقيقة وتجاوزت الواقع لتضم كافة حالات الوفاة الطبيعية للعاملين في استعدادات كأس العالم على مدار سنوات برقم خرافي بلغ 6500 وفاة كما نشرت الجارديان، ثم أجبرت على الاعتذار عن ذلك بصورة لم يتم التوقف أمامها عند هذا الكم الهائل من التقارير اليومية المكثفة التي تستهدف مونديال قطر، الأمر الذي تجاوز التغطية الإخبارية للانتقادات إلى صناعتها وتوجيهها وخلقها من العدم بالأرقام والإحصاءات أحياناً.

واستطردت بقولها: "وهو ما يطرح سؤالاً مباشراً عن الأسباب والدوافع العديدة وراء كثير من التغطيات الخبرية المكثفة التي تعمدت استهداف مونديال قطر يومياً بصورة لم نعهدها بهذا التعمد حتى رغم وجود تقارير عديدة مشابهة قبل تغطية كأس العالم في روسيا أو الأولمبيات التي استضافتها الصين من قبل".

قوة الرياضة

وتابعت د. ريبيكا آدامز: "كان من المميز أن تعيد المباريات المتميزة ومفاجآت تفوق السعودية على الأرجنتين وفوز اليابان على ألمانيا، الصخب الرياضي والمناقشة الرياضية الإعلامية إلى ثوبها الكروي الأهم، حيث تلونت الفترة الماضية في تغطيات بعض الصحف الرياضية بسقطات مهنية خرجت فيها عن قواعد كثيرة من قواعد الصحافة سواء في أدوات استسقاء المعلومات والأرقام الدقيقة والانجراف نحو المبالغات الفادحة لوضع أرقام مثيرة وجاذبة للعناوين والانتباه دون بذل الجهد ذاته في التدقيق والتأكد من صحة الأرقام والبيانات، وأهمية أيضاً ما أكده الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية بتأكيده على دعمه المتواصل لجهود دولة قطر في تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022".

استضافة تاريخية

وقالت إن الجميع يمد يد العون للجنة المنظمة لمونديال قطر 2022 من أجل استضافة مميزة وتاريخية لهذا الحدث الكبير، ورفض خلط السياسة بالرياضة وتسييس الملفات الرياضية لأجندات سياسية، وأهمية التوازن في القيم الرياضية في أداء المهمة الإخبارية كاتحاد ومؤسسات وأفراد معنية بالشأن الصحفي الرياضي، وهو ما ينبغي أن يكون حاضراً في التغطيات الإعلامية المرتبطة بالشأن الرياضي بالالتزام بالغايات المهمة في هذا الصدد وعدم الوقوع في فخ التصيد والتلفيق ونشر البيانات والمعلومات الكاذبة أو جعل المنابر الصحفية منفذاً لتصفية الحسابات وتحقيق غايات غير رياضية عبر الإعلام للتوجيه والتحريض السياسي.

مساحة إعلانية