رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

246

"داعش" تعيد رسم سياسة واشنطن الخارجية

26 أغسطس 2014 , 12:26م
alsharq
واشنطن - وكالات

تظهر المؤشرات حول نية الولايات المتحدة شن غارات ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا تحولا واضحا في سياسة واشنطن في ما يتعلق بالحروب الخارجية.

قبل عام واحد، كان الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، جاهزا لقصف سوريا، ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة أمام الرأي العام والكونجرس المتردد، واليوم يعود الرئيس الأمريكي ليخطو خطوة مماثلة، ولكنه سيوجه الضربات هذه المرة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، "عدو" النظام السوري.

واستدعى قتل الصحفي الأمريكي، جيمس فولي، على يد مقاتلي التنظيم، والخشية من أن تتحول "الخلافة الإسلامية" التي أعلنها على مناطق سيطرته في العراق وسوريا إلى ملاذ للإرهاب، إعادة النظر في السياسة الأمريكية التي قامت على فكرة أن الحروب في تراجع.

وأثار التنظيم المتطرف أيضا جدلا واسعا حول الأمن القومي الأمريكي وذلك قبل بدء حملة الانتخابات الرئاسية في 2016.

تحد مباشر

ولم يخف أوباما نيته في عدم التورط في نزاعات جديدة في الشرق الأوسط، بالرغم من العمليات العسكرية المحدودة ضد تنظيم القاعدة في ليبيا وباكستان، ولكن قطع رأس جيمس فولي، شكل تحديا مباشرا لإدارة اوباما، ومن غير الوارد ألا يبادر إلى الرد، أقله لأسباب سياسية.

إلى ذلك، فإن احتمال نقل المقاتلين الأجانب الناشطين في صفوف "الدولة الإسلامية" العمليات إلى الأراضي الأمريكية بمجرد السفر إلى الولايات المتحدة، يضع الرئيس الأمريكي أمام حرب جديدة لم يريدها، ولكن عليه خوضها.

ولكن من جهة ثانية، فإن محاولة الولايات المتحدة القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، قد تفتح الطريق أمام التزام أمريكي مفتوح في الشرق الأوسط وهو الأمر الذي طالما حاول أوباما أن يتجنبه، وفعليا، تعمل وزارة الدفاع الأمريكية حاليا على وضع خيارات لتحرك أمريكي ضد التنظيم المتطرف في معقله في سوريا.

حاول أوباما جاهدا ألا يدخل في دوامة الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، حتى أنه أمر العام الماضي وفي اللحظة الأخيرة بعدم شن غارات جوية باتت وشيكة لضرب الترسانة الكيميائية السورية.

كما أنه عمد في العراق إلى تحديد هدفه من الغارات التي تشنها قواته ضد التنظيم المتطرف، وهو حماية الدبلوماسيين الأمريكيين ومنع حصول مجزرة تستهدف الأقليات وخاصة الايزيديين.

ولكن الوضع اليوم يختلف عما كان منذ عام، فمن السهل الترويج لتدخل أمريكي في سوريا إذ ألقى قتل فولي الضوء على التهديد المباشر الذي يطرحه المقاتلون المتطرفون على الأمريكيين.

جبهة جديدة

وعزز تصعيد لهجة مسؤولي الإدارة الأمريكية التوقعات حول نية اوباما فتح جبهة سورية جديدة ضد التنظيم المتطرف الذي وصفه في وقت سابق بـ"السرطان".

ومن جهته اعتبر مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية، أن التغير في الخطاب الأمريكي يظهر "تحولا" في إستراتيجية الرد على المقاتلين المتطرفين، مضيفاً، "اعتقد أنهم تخطوا مراحل في طريقة التعامل مع الدولة الإسلامية".

وقاوم أوباما خلال ولايته المفاهيم والعقائد في السياسة الخارجية وابتعد عن مفهوم "الحرب على الإرهاب" الذي أطلقه الرئيس السابق جورج بوش.

وكان السيناتور الجمهوري، راند بول، حذر في يونيو الماضي، من أن تدخل الولايات المتحدة ساهم في إنشاء "أرض خصبة للجهاديين".

ويلقي جمهوريون آخرون اللوم على "ضعف" أوباما إزاء الفوضى المنتشرة في الشرق الأوسط.

ولكن لم يذهب أحد أبعد من محافظ تكساس ريك بيري، الذي قال أن على واشنطن أن تكون جاهزة لإعادة إرسال قواتها إلى العراق لمقاتلة "الدولة الإسلامية".

مساحة إعلانية