رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2083

العدالة الغائبة في توزيع لقاحات كورونا!

26 فبراير 2021 , 07:00ص
alsharq
أحد الأشخاص يتلقى جرعة التطعيم
هاجر العرفاوي

تستمر حملات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد في العديد من الدول، وسط تصاعد الدعوات لتوزيع عادل ومنصف للقاحات بين دول العالم، وضرورة التضامن والالتزام بتقديم الدعم للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل والدول الأخرى المحتاجة.

وتتسابق دول العالم لتوفير أكبر كمية ممكنة من اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، بعد أن أصبح من المؤكد أنه لا نهاية لانتشاره الا بتلقي أكبر عدد ممكن من السكان التطعيم، وهو ما قد يمهد لعودة الحياة تدريجيا إلى سابق عهدها ودوران عجلة الاقتصاد العالمي من جديد.

*هيمنة السبعة

وبحسب المعطيات المتوفرة، تفاوتت عمليات تلقي اللقاح وانطلاق عمليات التطعيم، وبينما هيمنت دول مجموعة السبع الغنية على اللقاحات واستأثرت بالحصة الكبرى، لا تزال عشرات الدول لم تتحصل على أي نوع من اللقاحات. ومع انطلاق عمليات التطعيم وتلقي حوالى 200 مليون شخص في 107 دول، الجرعة الاولى على الاقل، الا أن 45 في المائة من عمليات التطعيم تمت في دول مجموعة السبع الغنية التي تعهدت مؤخرا بمشاركة الجرعات بشكل أكثر إنصافا مع الدول الأكثر فقرا. وتعهدت بتعزيز تقاسم اللقاحات مع الدول الفقيرة. وأعلنت مضاعفة دعمها الجماعي للتطعيم ليبلغ 7,5 مليارات دولار لا سيما عبر آلية "كوفاكس" التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية. والجدير بالذكر أن سكان مجموعة الدول الصناعية السبع يمثل 10 في المئة فقط من سكان العالم.

* سباق التطعيم

وحتى شهر فبراير الجاري، تم إعطاء 92 بالمائة من الجرعات في البلدان ذات الدخل المرتفع أو المتوسط، حسب احصاء أعدته وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية، وتأتي الولايات المتحدة في الطليعة إذ قدمت 59,6 مليون جرعة، متقدمةً على الصين التي قدمت 40,5 مليون جرعة حتى التاسع من فبراير، فيما تلقى نصف سكان اسرائيل جرعتي التطعيم. أما البلدان الأخرى التي تمكنت من تطعيم أكثر من 10 بالمائة من السكان بجرعة واحدة على الأقل، تأتي المملكة المتحدة في المرتبة الثالثة عالميا، والأولى أوروبيا، بواقع 17,5 مليونا.

*الدول ذات الدخل المنخفض

من بين الدول الـ29 ذات الدخل المنخفض، بدأت غينيا ورواندا فقط حملات التطعيم. بينما ينتظر ثلث سكان العالم، انطلاق حملات التطعيم في بلدانهم، التي "تراقب و تنتظر" وفق ما ذكره مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس ادهانوم غيبريسوس الذي يحارب "شعبوية اللقاح". وفي الدول المنخفضة الدخل لم تبدأ أي دولة حتى الآن حملات التطعيم على أمل استلام اول جرعات نهاية الشهر ضمن آلية كوفاكس التي وضعتها منظمة الصحة العالمية و تحالف اللقاحات غافي.

* آلية كوفاكس

وقال ريك برينان مدير عمليات الطوارئ بمنطقة الشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، ان الاراضي الفلسطينية وتونس سيستفيدان من الدفعة الاولى من لقاحات فيروس كورونا التي توفر آلية كوفاكس، لكن الدول الاكثر فقرا في الشرق الاوسط تواجه عجزا كبيرا فيما يتعلق بتوفير اللقاح مبكرا.

بسبب الازمة الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها لبنان، فإنها ستعتمد بشكل اساسي على آلية كوفاكس التابعة لمنظمة الصحة العالمية للحصول على اللقاحات، مثل 92 بلداً آخر.

في نفس السياق، تعتمد جنوب إفريقيا الدولة الإفريقية الأكثر تضرراً بالفيروس، مثل معظم دول القارة السمراء، في إمدادات اللقاح على برنامج كوفاكس جزئياً وكذلك على الاتحاد الإفريقي. ومع ذلك، فقد طلبت البلاد بشكل مباشر 1,5 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا المنتج في الهند والتي تأمل أن تبدأ به حملة التطعيم في منتصف فبراير. وتلقت البلاد أول شحنة من اللقاحات الاسبوع الماضي، وفقاً لصور بثها التلفزيون العام "سابك".

ولم تبدأ كولومبيا، وهي ثالث أكثر دولة تضرراً في أمريكا اللاتينية بعد البرازيل والمكسيك بالوباء مع وفاة 53 ألف شخص، حملة التطعيم قبل 20 فبراير. كما لم تبدأ البوسنة أيضا حملة التطعيم بعد، رغم أنها تملك واحداً من أعلى معدلات الوفيات في العالم مع 4650 وفاة لـ3,5 ملايين شخص. وزعم الرئيس الصربي البوسني الذي تعرض لانتقادات شديدة أنه والقادة الآخرين «خدعوا بمسألة التوريد عبر آلية كوفاكس»، التي طلبت من خلالها البلاد 1,2 مليون جرعة، و توقع انها لن تصل قبل الربيع.

يذكر ان منظمة الصحة العالمية قد اطلقت برنامج كوفاكس، الذي تديره مع منظمة التحالف من أجل اللقاحات غافي، و هو مبادرة تهدف إلى توزيع اللقاحات بشكل عادل بين جميع دول العالم، بتوفير لقاحات لما نسبته 20% من سكان 200 دولة وإقليم، كما أنه يضمن أيضاً آليات تمويل تتيح لـ92 من الاقتصادات المنخفضة الدخل الحصول على اللقاحات. وستحتاج منظمة الصحة لتنفيذ خطتها الإستراتيجية السنوية للاستعداد والتصدي لفيروس كورونا، إلى 1.96 مليار دولار.

*دول لا تحتاج اللقاح:

مع بداية وصول جرعات اللقاح ضد فيروس كورونا إلى القارة السمراء، فاجأت دولة بوروندي العالم عندما أعلنت عن عدم حاجتها للقاح، لتكون ثاني دولة إفريقية تقدم على هذه الخطوة، بعد أن أعلنت تنزانيا المجاورة أنه ليس لديها خطط لقبول لقاحات كوفيد-19. وقال وزير الصحة في بوروندي إن الوقاية أكثر أهمية، وبما أن أكثر من 95 بالمائة من المرضى يتعافون، فإن اللقاحات ليست ضرورية بعد، حسب ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس. كما أصر نجون ماغوفولي رئيس تنزانيا، على أن بلاده هزمت الفيروس منذ فترة طويلة.

* فائض من الجرعات

في اطار تحليل لاتفاقات الإمدادات الراهنة للقاحات كوفيد-19، ذكرت حملة "وان"، وهي منظمة دولية معنية بمكافحة الفقر والأمراض التي يمكن الوقاية منها، أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا وكندا واليابان تحصلوا على أكثر من ثلاثة مليارات جرعة من اللقاحات، أي ما يزيد بأكثر من 2.06 مليار جرعة عن احتياجات كافة سكان هذه البلدان للتطعيم بجرعتي اللقاح، في حين تتدافع البلدان الأفقر للحصول على الشحنات المتبقية من اللقاحات، حسب ما ذكرت رويترز.

وأشار التحليل إلى أنه يتعين على البلدان الثرية أن تتقاسم الجرعات الزائدة عن حاجتها من أجل تعزيز الاستجابة العالمية للجائحة، لأن عدم القيام بذلك سيحرم الملايين من الحماية الأساسية في مواجهة الفيروس وسيطيل أمد الجائحة، حسب ما نقلت رويترز.

وخلص الى أنه فضلا عن إمدادات اللقاحات التي توزع عبر برنامج "كوفاكس" الذي يهدف لضمان توزيع عادل، فإن الفائض من الجرعات التي حصلت عليها البلدان الغنية يتعين أن يخصص لحماية الفئات المهددة في البلدان الأشد فقرا.

مساحة إعلانية