رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

5033

إنتقادات لظاهرة الكتابة على الجدران

26 فبراير 2014 , 09:21م
alsharq
بوابة الشرق- نايف الشمري

تعد ظاهرة الكتابة على الجدران بألفاظ بذيئة وعبارات مسيئة، سلوكا مشينا يشوه المنظر العام، وتصرفا غير حضاري، ينسف كل المجهودات المبذولة في الحفاظ على جمال ونظافة المدن من كل ما يؤذي النظر أو يخدش الحياء.

وقامت بعض المدارس في المرحلة الابتدائية باتخاذ خطوات فعالة تجاه منع انتشار الكتابة على جدران المدارس و أبواب دورات المياه من خلال تفتيش الطلاب وعدم السماح لهم بحمل أقلام خارج الفصل الدراسي قد تستخدم في الكتابة أثناء الفرصة.

ويوضح الشيخ محمد كمال محمد إمام وخطيب مسجد بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية أن القرآن الكريم خاطب المسلمين بأنهم أمة واحدة (إن هذه أمتكم أمة واحدة)، وحثهم على البعد عن العيب (ولا تلمزوا أنفسكم)، فالإنسان لا يعيب نفسه ولكن الأمة بناء واحد فمن عاب أخاه كأنما عاب وانتقص نفسه، ومن هذا المنطلق قال نبي الله عليه السلام: (المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم)، حتى أجاز النبي جوار النساء كما فعل مع أم هانئ أخت علي رضي الله عنهما، وقد وقف في حجة الوداع ليرسم منهج أمته قائلا: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا" واليوم كان يوم الجمعة ويوم عرفة والبلد مكة المشرفة والشهر ذا الحجة من الأشهر الحرم، ليربط نبينا برباط وثيق بين هذه المحرمات وتلك المحرمات.

مبينًا أن نصوصًا كثيرة وردت في تحريم الاعتداء على مال الغير حتى عد النبي المدافع عن ماله حتى الموت شهيدا بقوله (ومن قتل دون ماله فهو شهيد)، فإن كان الاعتداء على مال شخص واحد محرما مع أنه يمكنك أن تطلب منه أن يسامحك بعد رد ماله إليه، فما بالك بالمال العام الذي هو ملك لجميع المجتمع، فإنك لو أجرمت بحقه لن تستطيع أن ترد إليه المال فضلا أن تطلب منه أن يسامحك، والمال العام: هو ما كان مخصصًا لمصلحة عموم الناس ومنافعهم، أو لمصلحة عامة، كالمساجد والربط، والمصحات والمدارس والأسواق وكبائن الهاتف العامة والمواصلات.

وأشار إلى أنه من حق الناس جميعًا الانتفاع بالمال العام حسب الضوابط التي يضعها ولي الأمر، والمستنبطَة من أحكام ومبادئ شريعة الإسلام، ولا يشك عاقل في أن المسلمين لهم حق في المال العام، وأنهم يعتبرونه ملكًا لهم، وأن مَن اؤْتُمن على هذا المال، فأخَذَ منه شيئًا، فلا شك أنّه معرض نفسه لسخط الله.

ولننظر إلى حديث خولةَ الأنصاريّة أنها سمعت رسول الله — صلَّى الله عليه وسلَّم — يقول: (إنَّ رجالاً يتخوَّضون في مالِ الله بغير حق، فلهم النارُ يومَ القيامة"، قال ابن حجر في الفتْح: أي يَتَصرَّفون في مال المسلمين بالباطل، وهو أعمُّ من أنْ يكون بالقِسمة وبغيرها.

فحكم الاعتداء على المال العام لا خِلافَ بين الفقهاء في أنَّ مَن أتْلفَ شيئًا من أموال بيت المال بغير حق، كان ضامنا لما أتلفه، وأن من أخذ منه شيئًا بغير حق لزمه رده، أو رد مِثْله إن كان مثليًّا، وقيمته إن كان قيميًّا، نسأل الله الهداية والتوفيق للعمل بكتابه وهدي نبيه الكريم.

مساحة إعلانية