رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

371

تداعيات إسقاط الطائرة الروسية.. "نقطة تحول" للمنطقة

25 نوفمبر 2015 , 12:24م
alsharq
إسطنبول، القاهرة – بوابة الشرق، وكالات

تفاجأ العالم بنبأ إسقاط القوات الجوية التركية مقاتلة "سوخوي-24" روسية، اخترقت المجال الجوي التركي، فيما تنفي موسكو ذلك، تبعه تصريحات شديدة اللهجة من الجانب الروسي.

وكانت رئاسة الأركان التركية أصدرت بياناً صبيحة الحادثة على موقعها الإلكتروني، أوضحت فيه، أن مقاتلة مجهولة الهوية "تبين لاحقا أنها روسية"، واصلت انتهاك الأجواء التركية رغم التحذيرات "10 مرات خلال 5 دقائق"، وعلى إثر ذلك قامت طائرتان طراز "إف16"، بإسقاطها.

بوتين يعوي

وفي الوقت الذي أدلت فيه القيادة التركية بالمعلومات التي تؤكد سلامة موقفها، انطلاقا من حقها في الدفاع عن حدودها، والتعامل مع الطائرة وفق قواعد الاشتباك التي سبق وأن أعلنتها، يصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إسقاط الطائرة بأنه بمثابة طعنة في الظهر، مؤكدا أن العواقب ستكون وخيمة.

وأثار الحادث وتداعياته وردود الأفعال المتباينة، تعليقات الصحفيين والسياسيين العرب، والتي أدلوا بها في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية والمطبوعة.

ويرى الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، أن "قرار إسقاط المقاتلة الروسية ليس عسكريًا صرفًا، سبق للروس اختراق المجال التركي قبل الانتخابات ولم ترد عليهم أنقرة"، مضيفا، "إنه قرار سياسي وتصعيد محسوب".

وتابع خاشقجي، على حسابه في "تويتر"، "للموقف التركي القوي اليوم علاقة واضحة بانتصار العدالة والتنمية وخروجه بحكومة قوية منفردًا بالسلطة بعد انتخابات أول نوفمبر".

وحول أنباء تحدثت عن إسقاط مروحية روسية أخرى اليوم الأربعاء، على يد كتائب المعارضة السورية، علق خاشقجي بقوله، "لابد أن المروحية الروسية التي دُمِّرت اليوم بجبل التركمان حملت عددا من القوات الروسية الخاصة، ذلك أنها كانت في مهمة إنقاذ وبحث عن طياري السوخوي".

القاسم يسخر من بوتين

وقال الإعلامي بقناة الجزيرة، فيصل القاسم، على "تويتر"، ساخرا من تعليقات الرئيس الروسي على حادث الطائرة، "بوتين يقول إن الطعنة جاءته ممن يدعمون الإرهاب.. يقصد تركيا طبعاً.. ما أقبح الـ.... عندما تُحاضر بالشرف، على أساس أنك يا بوتين ترمي الورد على السوريين".

وركز القاسم على المقارنة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، إزاء التعامل مع انتهاكات الأجواء لدولتيهما، قائلا، "أردوغان احتفظ بحق الرد 5 دقائق فقط، ثم أسقط الطائرة الروسية، أما نظام الأسد فيحتفظ بحق الرد على الطائرات الإسرائيلية التي تنتهك أجواء سوريا ليل نهار منذ 50 عاماً".

وتابع الإعلامي بقناة الجزيرة، "الدول التي تحترم نفسها لا تسمح للطير الطائر أن ينتهك أجواءها، بينما بشار الأسد فتح كل حدود سوريا للقاصي والداني كي يقول للعالم إنه يواجه إرهابيين".

ومن جهته، غرّد الحقوقي الجزائري والمراقب الدولي السابق في سوريا، أنور مالك، على "تويتر"، مشيدا بحزب العدالة والتنمية الحاكم، والذي شكل الحكومة منفردًا، قائلا، "تركيا تُسقط مقاتلة روسيا لأنها دولة ذات سيادة ومكانة صنعتها شرعية حكامها لدى شعبهم، ولم ولن تحتفظ بما تسميه "حق الرد" كما يفعل السفاح الأسد".

وعن حجم التصعيد الروسي المتوقع، رأى مالك أن بوتين "يتوعد ويتهدد، ثم يعود إلى حجمه الطبيعي، فلا يمكنه أن يتحرك عسكريًا ضد تركيا، ولن يتجرأ مطلقا على السعودية، فيكفيه الغرق في مستنقع سوريا".

وبدوره، تطرق الصحفي الفلسطيني، ياسر الزعاترة، إلى رد الفعل الروسي، واعتبر أن بوتين "في ورطة كبرى بعد إسقاط الأتراك للطائرة، إن ردَّ فسيتورط أكثر في مستنقع المنطقة، وإن سكت فسيعني بلْع إهانةٍ كبيرة، سوريا ورْطته الكبرى".

وأضاف الزعاترة، على "تويتر"، "ما فعله الأتراك ضد الطائرة الروسية جاء بعد تحذيرات، بوتين يدرك أنه سيكون في ورطة إذا قرر الرد، سيكتفي بالتصعيد في سوريا على الأرجح".

واستبعد الكاتب الفلسطيني أن يكون إسقاط الطائرة عملاً تم التخطيط له من قبل، مستندا إلى أنه "كانت هناك تحذيرات، وتبعا لها تفويض بالتعامل مع اختراق المجال الجوي".

وردا على تكذيب روسيا للرواية التركية في حادث الطائرة، دعت تركيا حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إلى اجتماع عاجل، وعرضت خلاله على المجتمعين معلومات عن كيفية إسقاط الطائرة الروسية، وقدمت إليهم الخريطة التي توضح عملية انتهاك الحدود.

وعقب الاجتماع أدلى أمين عام الناتو، يانس ستولتنبرج، بتصريح خلال مؤتمر صحفي، قال فيه، "إن المعلومات المتوفرة لدينا ولدى بقية الحلفاء تؤكّد صحّة المعلومات التركية".

الضربة تفضح روسيا

وعن تأثير الحادث على الوضع الروسي في سوريا، رأى الكاتب اللبناني، محمد علي فرحات، أنه "ليس لبوتين سوى تلقي الضربة والتواضع قليلاً، لا يكفي حلفه مع إيران لتعزيز مصالحه في المشرق العربي".

وأضاف فرحات، ضربة "السوخوي" ستعيد حاكم الكرملين إلى الواقع، إنه حليف واشنطن في ضرب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ويمكن أن يتقاسم معها النفوذ بشروطها لا بشروط طهران، ولن يستطيع المرشد الحلول محل واشنطن في رسم خرائط النفوذ الجديدة".

أما الكاتب الصحافي المصري، وائل قنديل، فقد أكد أن "رصيد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لدى المواطن العربي، يسمح ويزيد بتصديق رواية أنقرة في موضوع إسقاط المقاتلة "سوخوي" الروسية، بعد انتهاكها الأجواء التركية، وعدم استجابتها للتحذيرات المتكررة".

سقوط طائرة حربية في جبل التركمان بريف اللاذقية

وأضاف قنديل، في مقال له على موقع "العربي الجديد"، "عرف العالم أردوغان صادقاً، منحازاً للحق، ومدافعاً عن الإنسانية طوال الوقت، بينما عرفنا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ثعلب مخابرات، جنرالاً باطشاً، يدافع عن الاستبداد في كل مكان".

واختتم الكاتب المصري بما وصفه حنقاً من بوتين على ربيع الديمقراطية، مؤكدا، "سوف يستمر تساقط طائراته المقاتلة، وسوف يواصل هو الخداع، وسوف تواصل شعوبنا المقاومة، دفاعاً عن حقها في الحياة، وفي الحرية".

مساحة إعلانية