رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1468

النازحون واللاجئون في مواجهة شتاء قاسٍ وصعب

25 أكتوبر 2021 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

مع البدايات الأولى لحلول فصل الشتاء للعام الحالي، وبدء تدني درجات الحرارة بصورة تدريجية خصوصا في الدول التي تعاني من الأزمات، تقفز للأذهان مأساة اللاجئين السوريين في شتاء 2018 الذين قضوا وسط الثلوج على الحدود اللبنانية،حيث لقي ستة أفراد من أسرة واحدة حتفهم بعدما تجمدوا حتى الموت، كما تجمد 16 نازحا سوريا حتى الموت في نفس العام وهم يحاولون الدخول للبنان.

وتقود هذه الذكرى الأليمة تلقائيا، الى أهمية التذكير المبكر بضرورة تلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين واللاجئين عبر العالم الذين يواجهون أشهرا قاسية في الشتاء، بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، فضلاً عن العواصف والأمطار الغزيرة التي تؤدي إلى إغراق خيامهم وإلحاق الأذى بمساكنهم المتواضعة ومخيماتهم.

وتشتمل هذه الاحتياجات على توفير المأوى المناسب، وإصلاح الخيام أو استبدالها، والملابس الشتوية، والبطانيات ووقود التدفئة، والغذاء وتوفير الدواء والمستلزمات الطبية.

ولأن توقعات المنظمات الدولية تشير إلى أن شتاء العام الحالي 2021- 2022 سيكون صعبا على النازحين واللاجئين لاسيما مع تداعيات جائحة كورونا، فإن دعم الجهات المانحة، والشركات التجارية، وأهل الخير للجهود الرامية لتوفير مساعدات الشتاء لهذا العام سيكون أكثر إلحاحا، وسيسهم الدعم المبكر في تفادي الكثير من الأخطار التي ستحيط بهم، خصوصا في أوقات اشتداد البرد القارس، وهطول الأمطار الغزيرة، وتساقط الثلوج المتوقع في غضون الشهور الثلاثة القادمة.

وتشير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في خطتها الإقليمية لشتاء 2021-2022 إلى أنه يوجد أكثر من 10 ملايين شخص سوري وعراقي نازح داخليا أو لاجئ في عدد من الدول المحيطة بالقُطرين، وقد قدرت أن 3.3 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات جوهرية لمساعدتهم في التحضير والتعامل مع فصل الشتاء القادم، خصوصا أنهم يواجهون صعوبات متزايدة بسبب الوضع الاقتصادي وجائحة كورونا.

وأوضحت المفوضية أنها تحتاج إلى 193.4 مليون دولار أمريكي لتوفير المساعدة المنقذة للحياة في فصل الشتاء للأشخاص المحتاجين قبل بدء موسم الشتاء الذي وصفته بالقاسي والصعب. وذلك اعتبارا من أغسطس 2021، كما أشارت المفوضية أن المانحين أسهموا في الخطة بما نسبته 56 في المائة، وترك ذلك فجوة قدرها 84.2 مليون دولار أمريكي.

وسيكون هذا الشتاء وهو الحادي عشر على التوالي الذي يحل على الكثير من اللاجئين والنازحين وهم بعيدون عن أوطانهم ومساكنهم، كما في سوريا والعراق وغيرهما خصوصا وأنهم يعيشون في مساكن دون المستوى المطلوب وغير قادرين على تحمل التكاليف الإضافية للتدفئة، والملابس الدافئة والتكاليف الصحية مما سيضطرهم إلى اتخاذ قرارات صعبة جداً مثل تقليص وجبات الطعام أو الاختيار بينها وبين الدواء وغيرها من الضروريات للتغلب على هذه الظروف.

وبناء على ما سبق، فإن الواجب الأخوي والإنساني يحتم على الجميع الوقوف إلى جانب هذه الشرائح والمسارعة في تقديم العون لهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال حملات الشتاء التي أطلقتها أو تطلقها المؤسسات الخيرية قريبا لحمايتهم من أي مخاطر وشيكة يمكن أن تحدق بهم، ولنتذكر دائما أن "درهم وقاية خير من قنطار علاج ".

"والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه".

مساحة إعلانية