رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1204

تُصنف كأكبر منحوتة يدوية في قطر..

الفنانة التشكيلية م. الجازي النعيمي لـ "الشرق": استوحيت عملي الجديد من الساعة الرملية وحركة الرمال داخلها

25 سبتمبر 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ أجرى الحوار: طه عبدالرحمن

- استخدمت في المنحوتة مواد محلية وصُنعت يدويا بالكامل

- العمل يتجاوز المفهوم البسيط للزمن ويعكس قيمة فكرية وتأملية

- «الإقامة الفنية» عززت من تجربتي لتنفيذ رؤيتي الفنية

- البرنامج يوفر بيئة ملائمة للتفرغ الكامل للإبداع

- فن النحت لا يشكل تحديا أكبر للفنانات مقارنة بالفنانين

- مشهدنا الفني في تطور ويشهد ازدهاراً في المعارض والمبادرات

أنجزت الفنانة التشكيلية المهندسة الجازي النعيمي منحوتة يدوية، تصنف بأنها الأكبر في قطر، مما يجعله عملاً استثنائيا، مستوحى من الساعة الرملية وحركة الرمال داخلها.

في حوارها لـ "الشرق"، تتحدث الفنانة الجازي النعيمي عن تفاصيل هذا العمل، وأهم ما يميزه، وبالشكل الذي يضفي عليه صفة الاستثنائية، علاوة على توقفها عند أبرز التحديات التي واجهتها أثناء انجاز العمل.

كما يتطرق الحوار إلى أسباب عزوف كثير من الفنانين عن فن النحت، بالإضافة إلى تطرقها لبرنامج الإقامة الفنية، والذي أنجزت خلاله المنحوتة، ودوره اللافت في دعم الفنانين، بجانب الإجابة عن أسئلة أخرى، جاءت في السياق التالي:

- ما هى فكرة المنحوتة التي تم إنجازها مؤخرا، ضمن برنامج الإقامة الفنية في « مطافئ»؟

 فكرة المنحوتة مستوحاة من الساعة الرملية وحركة الرمال داخلها، وهذا العمل الفريد ليس مجرد مجسم، بل هو تجسيد لمفهوم عميق عن الزمن وأهميته، وتعكس المنحوتة فكرة استغلال الوقت بذكاء، حيث يرمز تراكم الرمال في الجزء العلوي من الساعة إلى الأفراد الذين يستثمرون أوقاتهم في تحقيق إنجازاتهم، في حين يمثل تراكم الرمال في الجزء السفلي أولئك الذين يهدرون وقتهم دون إدراك لانقضائه. والمنحوتة تُبرز التباين بين الفئتين، لكنها في نفس الوقت تربط بينهما داخل هيكل واحد، لتعكس الحقيقة الحتمية أن كلتا الفئتين تعيشان حياة واحدة، وعليهما الاختيار بين تقدير الوقت أو إهداره.

    - ميزة المنحوتة

 وما الذي يميز هذا العمل عن غيره من الأعمال؟

 هذا العمل يتميز بعدة جوانب، أولها أنه صُنف كأكبر منحوتة يدوية في قطر، باستخدام مواد محلية، وصنع يدويًا بالكامل، مما يجعله فريدًا، حيث مارست العمل اليدوي دون استخدام آلات لبناء هذه المنحوتة وذلك يعكس مدى قوة وعزيمة الإنسان.

كما أن الممارسة اليدوية تضيف بعدًا آخر للعمل الفني، فالمنحوتة ليست مجرد وسيلة للإبداع، بل هي أيضًا تجربة تعليمية غنية، ومن خلال العمل اليدوي، يمكن للفنان اكتساب خبرة عميقة في التعامل مع المواد المختلفة، وفهم خصائصها مثل الصلابة، المميزات، والسلبيات، وهذه التجربة العملية تساعد الفنان على تطوير مهاراته وتحسين تقنياته، مما ينعكس إيجابيًا على جودة الأعمال الفنية التي ينتجها.

كما أن ما يميز العمل أيضًا هو الرمزية العميقة التي تتخلل جميع تفاصيله، فكل عنصر في المنحوتة يحمل معنى خاصًا، مما يضفي على العمل قيمة فكرية وتأملية عميقة.

 وهل كانت هناك ثمة تحديات واجهتكِ، أثناء انجاز العمل؟

 كان الهدف في بداية الإقامة الفنية هو صنع أكبر منحوتة يدوية باستخدام مواد محلية، إلا أنني واجهت-بالفعل- تحديات تتعلق بمعرفة المواد المناسبة المحلية.

غير أنه لتحقيق هذا الهدف، وبدلاً من الاستسلام، خضت تجربة فريدة مع أكثر من 30 مادة مختلفة، ومن خلال هذه التجارب، تعلمت درسًا بالغ الأهمية، وهو قيمة الوقت، فبعض المواد تتطلب خلطاً وتشكيلاً بدقة وفي إطار زمني محدد، وإذا لم يتم العمل في الوقت المناسب، فإن المواد تفسد، ما يستدعي إعادة التجربة وهدر الجهد والزمن والمواد. من هنا، أدركت أهمية الدقة فالعمل والالتزام بالوقت مهمان لتحقيق النجاح.

وإجمالاً، فهذه المنحوتة تتجاوز المفهوم البسيط للزمن لتسلط الضوء على تقلبات الحياة، فالمنحنيات الصاعدة ترمز إلى اللحظات السعيدة، بينما تعبر المنحنيات المتجهة للأسفل عن التحديات والمصاعب، أما الروابط الانسيابية بينهما فتعبر عن التوازن الذي نسعى جميعًا لتحقيقه في حياتنا. هذه القطعة الفنية ليست مجرد عمل جمالي، بل هي دعوة للتأمل في كيفية تحقيق التوازن بين استغلال الوقت والعيش بإيجابية وفعالية.

   - برنامج الإقامة

 إلى أي حد ساهم برنامج الإقامة الفنية في «مطافئ» في إثراء هذا العمل؟

 لقد ساهم التواجد بين فنانين مبدعين في برنامج الإقامة الفنية في «مطافئ» بشكل كبير في إثراء عملي، حيث أتاح لي البرنامج مساحة خاصة للعمل بتركيز كامل، مما ساعدني على التفرغ التام للإبداع والعمل بشغف، كما أن البيئة الداعمة والملهمة التي يوفرها البرنامج عززت من تجربتي الفنية ومنحتني الفرصة للتفرغ بشكل كامل لتنفيذ رؤيتي الفنية.

 وما رؤيتكِ لأهمية مثل هذه البرامج في دعم تجارب الفنانين؟

 برامج الإقامة الفنية تلعب دورًا محوريًا في دعم تجارب الفنانين، فهي تتيح لهم مساحة وبيئة ملائمة للتفرغ الكامل للإبداع، كما توفر مثل هذه البرامج الفرص للفنانين لتطوير مهاراتهم، وتبادل الخبرات، والتفاعل مع مجتمع فني متنوع.

ندرة فن النجت

 ما تفسيركِ لعزوف عدد كبير من الفنانين عن الانخراط في فن النحت؟

 قد يعود عزوف عدد كبير من الفنانين عن الانخراط في فن النحت إلى مجموعة من التحديات التي تميز هذا المجال، حيث يتطلب النحت ساعات طويلة من العمل المتواصل، إلى جانب جهد بدني كبير يحتاج إلى صبر ومثابرة، كما أن النحت يعتمد على مهارات تقنية متخصصة تختلف حسب نوع المواد المستخدمة، مما يتطلب تدريبًا وخبرة واسعة، إضافة إلى ذلك، هناك نقص في الدورات التدريبية المتخصصة وندرة في عدد الخبراء المحليين الذين يمكنهم نقل خبراتهم الفنية إلى الأجيال الصاعدة، مما يساهم في قلة الفنانين الذين يتخصصون في هذا المجال.

  وهل تعتقدين أن هذا اللون من الفن، يشكل تحديًا أمام الفنانات، أكثر من الفنانين؟

لا أعتقد أن فن النحت يشكل تحديًا أكبر للفنانات مقارنة بالفنانين، حيث إن التحديات في هذا المجال ترتبط بالإبداع والمهارات التقنية، وليس بالجنس. ومع ذلك، قد تؤدي بعض التصورات الاجتماعية التقليدية التي تربط النحت بالجهد البدني إلى اعتباره أقل ملاءمة للفنانات. لكن الواقع أثبت عكس ذلك تمامًا، فالإبداع في النحت يعتمد بشكل أساسي على شغف الفنان، والتفاني، والصبر في إتمام العمل الفني.

 وفي هذا السياق، هل ترين أن هناك ندرة في انجاز أعمال فن النحت محليًا؟

 نعم، يمكن القول إن هناك ندرة نسبية في أعمال فن النحت، ربما بسبب التحديات التي ذكرتها سابقًا. ومع ذلك، أرى أن هذا الواقع يتغير تدريجيًا مع ازدياد الاهتمام بهذا الفن، وزيادة الدعم المقدم للفنانين لتطوير أعمال نحتية جديدة ومبتكرة.

   - تحديات فنية

 ما تقييمك لحالة الفن التشكيلي المحلي؟ وأبرز التحديات التي تواجهه؟

 الفن التشكيلي المحلي في تطور مستمر، ويشهد ازدهارًا ملحوظًا مع ازدياد عدد المعارض والمبادرات التي تدعم الفنانين المحليين. ومع ذلك، يظل هناك بعض التحديات، مثل الحاجة إلى تسويق أفضل لأعمال الفنانين وابرازهم على المستوى الدولي، وزيادة فرص التعلم والتطوير المستمر للفنانين الشباب.

 

اقرأ المزيد

alsharq «الحرّاني» رواية تتجاوز فضاء العصر العباسي

أصدرت دار الريس – بيروت الرواية الأولى للكاتب خلف علي الخلف بعنوان «الحرّاني»، وهي عمل ينتمي إلى الرواية... اقرأ المزيد

50

| 14 سبتمبر 2025

alsharq «شؤون الموسيقى» يوثق المعرفة الموسيقية وينشرها

أطلق مركز شؤون الموسيقى التابع لوزارة الثقافة عبر منصاته الرقمية، سلسلتين من الفيديوهات التي تهدف إلى إثراء الوعي... اقرأ المزيد

42

| 14 سبتمبر 2025

alsharq حي الدوحة: مشاريع إعادة تدوير مبتكرة لدعم التعليم حول العالم

أطلق حي الدوحة للتصميم، بالتعاون مع دار «شوميه» ومركز «M7» ومؤسسة التعليم فوق الجميع واستديو «ذا كاتينج»، مبادرة... اقرأ المزيد

70

| 14 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية