رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

2977

عبداللطيف الجسمي: متاحف قطر قطعت شوطًا كبيرًا في مسيرة الحفاظ على التراث الثقافي

25 يونيو 2020 , 07:00ص
alsharq
عبداللطيف الجسمي
سمية تيشة

 

*دراسة موقع الزبارة وإدراجه على قائمة التراث العالمي

*اكتشاف ما يزيد عن 6000 موقع أثري والحفاظ على المعالم الأثرية وترميمها

 

أكد السيد عبداللطيف الجسمي، مدير إدارة حماية التراث الثقافي في متاحف قطر، على أهمية الحفاظ على "التراث الثقافي" لما هو تجسيد لوجود البشر في مكان وزمان ما، ولما يكشفه من طبيعة هؤلاء البشر واهتمامتهم والأشياء التي عاشوا لأجلها، لافتاً إلى أن "التراث الثقافي" يشكل القيم والمعتقدات والطموحات، ويصوغ هوية الأمم ويوثّق إنجازات أبنائها.

وأوضح الجسمي في مقال نشره على مدونة متاحف قطر ضمن حملة "#أعتز_بقطر" التي تهدف إلى تعزيز التراث الثقافي في قطر، بأن متاحف قطر على مدار الأعوام الـ 15 الماضية، قطعت شوطًا كبيرًا في مسيرة الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه، بداية من دراسة موقع الزبارة ومن ثم إدراجه على قائمة التراث العالمي، إلى دراسة واكتشاف ما يزيد عن 6000 موقع أثري وحتى الحفاظ على المعالم الأثرية في شتى أنحاء قطر وترميمها، مشيراً إلى أن متاحف قطر أنشأت سجل قطر الوطني البيئي التاريخي ونظام إدارة معلومات التراث الثقافي لقطر، وهما أداتان لجمع البيانات حول تاريخنا وتراثنا.

وأكد الجسمي بأن قطر من الدول التي أولت اهتماما بالغا في الحفاظ على التراث الثقافي واتخاذه مصدرًا ملهمًا للمستقبل جزءًا من نسيج الحياة اليومية، فيما شددت على ذلك في رؤية قطر الوطنية 2030، لافتاً إلى أن التخلي عن حماية الموروث الثقافي، سيؤدي حتماً إلى اختفائه مع مرور الوقت، بينما المحافظة عليه ستصنع حالة اندماج جميلة وفريدة وملهمة بين الماضي والحاضر والمستقبل.

تراث ثقافي

في بداية المقال تطرق السيد عبداللطيف الجسمي، مدير إدارة حماية التراث الثقافي في متاحف قطر، إلى أهمية الحافظ على التراث الثقافي قائلاً:" يُعد التراث الثقافي وأهمية الحفاظ عليه من الموضوعات التي تناولتها أقلام شتى. ويُراد بالتراث الثقافي كل علامة تدل على وجود بشري في مكان ما، ولهذه العلامات صور كثيرة منها العمارة والمقتنيات والملابس والعادات، إلى غير ذلك. فالتراث الثقافي هو تجسيد لوجود البشر في مكان وزمان ما؛ ترك خلفه ما يكشف لنا عن طبيعتهم واهتماماتهم والأشياء التي عاشوا لأجلها وكم ارتباط حياتهم بحياتنا، حيث يشكِّل التراثُ الثقافي القيمَ والمعتقدات والطموحات، ويصوغ هوية الأمم ويوثِّق إنجازات أبنائها، فعندما أتأمل موقعاً كموقع الزبارة على سبيل المثال، لا أرى في قلعة الزبارة صرحًا مذهلًا أو في أطلال الزيارة مدينة قديمة فحسب، بل استحضر في مخيلتي جدةً تجدلُ ضفائر حفيدتها ومشهد الوداع الذي يجمع صائد اللؤلؤ بأسرته واجتماع كبار المدينة وهم يناقشون مسألة اتخاذ طرق جديدة للتجارة. وكل من يتأمل ذلك المنظر سيرى مشهداً مختلفاً وسيستحظر روايةً مختلفة"، لافتاً إلى أن قلعة الزبارة تعد أحد المعالم الرئيسية الثلاثة للموقع الأثري، الاثنان الآخران هما عبارة عن بقايا لبلدة ساحلية ومستوطنة قلعة مرير المسورة.

وأضاف الجسمي: "التراث الثقافي هو نتيجة للحفاظ على تلك الذكريات القديمة والقيمة، ولهذا سيظل مفهوم الحفظ والحماية مرتبطًا به للأبد، ولا يُسمى التراث الثقافي تراثًا إلا إذ أورثَه جيلٌ سابق لجيلٍ حالٍ لكي يحافظ عليه وينقله للجيل الذي يليه، وبرغم أن المتاحف تُعد وعاء لحفظ الذكريات، إلا أن هناك من الذكريات ما لا يمكن تقديمه في صالات عرضها، تلك الذكريات قد تتمثل في طرق نسلكها و مبان نمر بجانبها، أو في طريقة ارتدائنا للملابس أو في حكايات نقصها على أطفالنا.

استحضار التاريخ

وأكد الجسمي على أهمية المعالم التراثية في استحضار التاريخ والاستعانة بها في تحفيز المعارف قائلاً:" ومن السُبل التي يمكننا – نحن الأفراد – الاحتفاء من خلالها بالتراث الثقافي هي النظر إلى ما هو أعمق وأبعد من الإطار الخارجي الظاهر للمعلم التراثي. فعندما نتأمل معلمًا تراثيًّا، علينا أن نسأل أنفسنا، لماذا يوجد بيننا؟ وأين كان؟ وماذا كان أثره في حياة أسلافنا؟ إذ ينبغى استحضار التاريخ والاستعانة به في تحفيز معارفنا وتحسين فهمنا للعالم الذي نعيش فيه، لقد تعاقبت العديد من الحضارات على هذه المنطقة، وتعددت اللغات والقيادات والقبائل وحركات التجارة والثقافات التي مرت عليها أو استقرت فيها. وشهد تاريخنا لآلاف السنين تغييرات مستمرة في الكثير من فصوله؛ وهي تغييرات تستحق أن ندرس تأثيرها وكيف أفضت إلى ما نحن عليه اليوم، وإن التخلي عن حماية الموروث الثقافي، سيؤدي حتماً إلى اختفاءه مع مرور الوقت. أما إن حافظت عليه فستصنع حالة اندماج جميلة وفريدة وملهمة بين الماضي والحاضر والمستقبل، ولقد فطنت دولة قطر لهذا الأمر منذ أمد طويل، فجعلت الحفاظ على التراث الثقافي واتخاذه مصدرًا ملهمًا للمستقبل جزءًا من نسيج حياتنا اليومية وشددت على ذلك في رؤية قطر الوطنية 2030، ذلك لأنه سبيلنا لكي نروي قصتنا ونعزز مكانتنا في عالم يشتد استقطابًا".

جهود متاحف قطر

حول جهود متاحف قطر في الحفاظ على التراث الثقافي قال الجسمي:" على مدار الأعوام الـ 15 الماضية، قطعت متاحف قطر شوطًا كبيرًا في مسيرة الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه، بداية من دراسة موقع الزبارة ومن ثم إدراجه على قائمة التراث العالمي إلى دراسة واكتشاف ما يزيد عن 6000 موقع أثري وحتى الحفاظ على المعالم الأثرية في شتى أنحاء قطر وترميمها. ولأن الحفاظ على التراث لا يقتصر على التنقيب والتأهيل فحسب، حققنا أيضًا إنجازات مهمة على مستوى تسجيل وتوثيق جزءٍ من ماضينا، حيث أنشأت متاحف قطر سجل قطر الوطني البيئي التاريخي ونظام إدارة معلومات التراث الثقافي لقطر، وهما أداتان لجمع البيانات حول تاريخنا وتراثنا. وتساهم لنا هذه الجهود مجتمعة الحفاظ على تاريخنا للأجيال المقبلة. وأدعوكم لإلقاء نظرة على بعض إنجازاتنا الموضحة في قسم التراث بموقعنا، إنني أؤمن بأنه لا سبيل لترجمة الفكر الإنساني إلى شيء مستدام تتوارثه الأجيال إلا بالحفاظ على ثقافتنا. فبها نكتشف مصدر وجودنا ونتصل بماضينا وتاريخنا البشري وهويتنا المجتمعية. هذا وإلا فإننا قد نغامر بخسارة جزء مهم من هويتنا".

مساحة إعلانية