رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1633

جلسة نقاشية للجزيرة حول قضايا النزوح واللجوء والتهجير القسري..

السفير الأنصاري: قطر تمتلك مقومات للتعاطي مع قضايا اللاجئين

25 يونيو 2019 , 07:00ص
alsharq
هاجر بوغانمي

 

نشاط قطر في الأسرة الدولية أحد إستراتيجيات رؤيتها الوطنية

بيلاك: لابد من إيجاد حلول هيكلية لمجابهة قضية النزوح الداخلي

الغامدي: قطر الخيرية قوتها من قوة شركائها وانتشارها الجغرافي كبير

 

أكد سعادة السفير طارق الأنصاري مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية أن دولة قطر لديها سياسة إنمائية من ضمن سياسة التعاون الدولي التي تقودها وزارة الخارجية تحت قيادة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، وتستمد هذه الطاقة من القيادة الحكيمة والرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى.

وقال خلال مشاركته في جلسة نقاشية للجزيرة حول قضايا النزوح واللجوء أن قطر تمتلك مقومات التعاطي مع قضايا الهجرة القسرية والنزوح الداخلي وقضايا اللجوء، تجعلها دولة مانحة للدول المتأثرة، وشريكة مع المنظمات الإقليمية والدولية والوكالات المتخصصة والأمم المتحدة.

وأضاف سعادة السفير طارق الأنصاري "إن أحد استراتيجيات رؤية قطر الوطنية ما يعرف بالاستراتيجية القطاعية للتعاون الدولي، وتتضمن العديد من الورش والبرامج والحاجة لمؤشرات أداء مقياس التقدم المحرز التي تعتمد على البيانات والأرقام وتعتمد على نشاط قطر في الأسرة الدولية في ما يتعلق بهذه القضايا، مضيفا: اتخذت دولة قطر التشريعات اللازمة والقوانين، وبها المؤسسات سواء الرقابية أو مؤسسات الحوكمة والمؤسسات الإنسانية والخيرية مثل قطر الخيرية التي تقوم بنشاط مهم في مساعدة اللاجئين والنازحين، كما قامت بتوقيع مذكرة تعاون مع مركز رصد النزوح الداخلي، وأصدرت تقريرا مترجما إلى اللغة العربية حول بيانات رصد حالات النزوح".

إرادة سياسية

وأضاف سعادته قائلا: هناك قبل كل شيء الإرادة السياسية لدولة قطر بأن تكون عضوا فاعلا ومسؤولا في المجتمع الدولي تتعاطى مع هذه الظواهر، وبالتالي لا يخلو أي اجتماع من كبار الدول المانحة من حضور دولة قطر، وأصبحت دولة قطر تعرف بالدولة المانحة، وتعرف بالأيادي البيضاء، وتعرف بتقديم الدعم المادي والعون للدول التي تتلقى هذه المساعدات سواء كان في مجال الإغاثة الدولية بمناطق الكوارث الطبيعية أو الكوارث من صنع البشر، وكذلك في مجال تقديم المشروعات الإنمائية في المناطق التي مرت بالكوارث وتحتاج إلى إعادة بناء وغيرها.

ولفت مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية إلى أن مسألة اللجوء تشكل قلقا كبيرا للمجتمع الدولي، حسب تقديرات المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن عدد اللاجئين حول العالم يقدر الآن بـ 70 مليون لاجىء مروا بحالة نزوح قبل أن يصبحوا لاجئين.

وأضاف: لم يكن المجتمع الدولي يشعر بالقلق تجاه هذه القضية، وبعد أن بدأت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تمر بحالات من الصراع الداخلي وعدم الاستقرار السياسي والحروب الأهلية خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما دفع المجتمع الدولي لكي يركز اهتمامه على معالجة هذه الظاهرة، وبداية من السنوات 2011 و2012 و2013 وما تلاها وإزاء تنامي الظاهرة قام المجتمع الدولي باعتماد أجندة جديدة سميت بما يعرف (التحركات الكبيرة للاجئين والمهجّرين بأعداد كبيرة). وهو بند جديد لم يكن مطروحا من قبل في أرضية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وفي ديسمبر الماضي اعتمد المجتمع الدولي اتفاقا عالميا عرف باتفاق مراكش، وتضمن 23 هدفا لتعزيز التعاون الدولي للتعاطي مع هذه الظاهرة، ويمثل ذلك إعلانا يخضع للالتزام الأخلاقي والسياسي للدول الأعضاء.

وتابع: هناك حاجة كبيرة للحصول على بيانات سليمة، وهي مشكلة كبيرة تواجه المجتمع الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة والتي تعمل على معالجة هذه المشكلة مثل المنظمة الدولية للهجرة، ومفوضية شؤون اللاجئين، وبرنامج التغذية العالمي وغيرها.. وبالتالي هناك حاجة كبيرة للاعتماد على المراكز المتخصصة للرصد وتوفير المعلومات والبيانات لحجم النزوح واللجوء وتزويد الدول والوكالات العاملة في الحقل الإنساني. ومن هذه المراكز المتخصصة مركز رصد النزوح الداخلي، منوها بأهمية اتفاقية الشراكة التي تم توقيعها بين شبكة الجزيرة الإعلامية والمركز في هذا الإطار.

قصص مأساوية

من جانبها قدمت ألكسندرا بيلاك، مديرة مركز رصد النزوح الداخلي، تقريرا مدعما بالصور الميدانية التي تم توثيقها لحالات إنسانية عديدة تم رصدها في عدد من الدول التي تعاني الكوارث الطبيعية والحروب والنزاعات المسلحة، وتوقفت بيلاك عند قصص مأساوية، حيث قالت: فِي كل عام نشهد مثل هذه المآسي الإنسانية في دول لديها أكبر حالة تعرض للكوارث الطبيعية مثل الفلبين والصين والهند بسبب الأمطار الموسمية، مشيرة إلى أن توزيع الكوارث لا يتعلق بالدول ذات الدخل الضعيف بل أيضا الدول العظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

كما تحدثت ألكسندرا بيلاك عن الوضع في سوريا مشيرة إلى أن هناك أشخاصا نزحوا داخليا بسبب الصراع، وتنقلوا بين المخيمات والمعسكرات، وفي العراق أيضا.. لافتة إلى أن معظم الحالات التي تم رصدها تتداخل فيها الظروف الطبيعية مع الظروف السياسية (أفغانستان مثلا).

وأوضحت أنه لا توجد حلول فعالة حتى يعود اللاجئين الى بلادهم لكن بالنسبة الى النازحين فالحلول جزئية وتتنامى باطراد، لكن ليس هناك حلول كافية حتى يستأنفوا حياتهم بشكل طبيعي، وقالت: هناك من عاد ووجد الألغام الأرضيّة التي خلفتها النزاعات والحروب (في سوريا مثلا)، مشيرة إلى أن مستوى تدمير المدن في مدن سوريا والعراق والفلبين أصبح عقبة أمام العودة، بالإضافة إلى أن هناك عقبات سياسية أيضا، حيث الكثير من القصص الإنسانية ينظر إليها بأنها جزء من الصراع.

أكدت ألكسندرا بيلاك أن النزوح الداخلي أصبح حالة متزايدة في المدن في العالم أجمع، مضيفة: سجلنا نزوحا من الحديدة في اليمن، إلى طرابلس في ليبيا، إلى سوريا.. مؤكدة على ضرورة إيجاد حلول هيكلية لمجابهة هذه القضية.

تجربة قطر الخيرية

في الإطار ذاته وصف السيد محمد الغامدي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع الحوكمة والتطوير بقطر الخيرية بأن قضية اللجوء والنزوح من أكثر القضايا التي أصبحت تؤرق الجمعيات الإنسانية والمراكز والفاعلين والوكالات التابعة للأمم المتحدة، وهي من أكثر القضايا تشابكا وتعقيدا، وفي نفس الوقت استمرارا في التضخم وقلة الحلول التي تطرح من أجل مواجهة هذه القضايا. ولفت إلى أن التقرير الذي أصدره مركز رصد النزوح الداخلي والذي تم ترجمته إلى اللغة العربية يأتي في ما يتعلق بقضية النزوح وتأتي بعدها قضايا اللجوء والهجرة مؤكدا أن هذا التقرير هو الوحيد على مستوى العالم الذي يبسط هذه الظاهرة ويتابعها على مدار عشرين سنة. ويعبر عن معاناة الأشخاص وتغير حياتهم من الاستقرار والعيش بكرامة إلى أشخاص فاقدين للوطن ولكل شيء. ودعا الغامدي الدول وصناع القرار إلى الوقوف وقفة جدية في مواجهة هذا العدد الكبير جدا الذي يتزايد سنويا. وعبر عن اعتزاز قطر الخيرية بالشراكة مع مركز رصد النزوح الداخلي، مؤكدا أن قطر الخيرية تؤمن بأن قوتها من قوة شركائها، وانتشارها الجغرافي كبير، يتيح لها الحصول على المعلومات، وما يتعلق بمشاريع التنمية وتحقيق السلام.

مساحة إعلانية