رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1748

د. القرة داغي: الأمة تائهة لانعدام التشاور بين الحاكم والمحكوم

25 مايو 2018 , 11:30م
alsharq
الدوحة - الشرق 

حدد فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عدة أسباب لانتصارات تمت للأمة الإسلامية في رمضان المبارك .. وقال إن الله تعالى ربط انتصار المسلمين في غزوة بدر الكبرى بالتقوى والصبر والمشورة..

وحث فضيلته في خطبة الجمعة بجامع السيدة عائشة بفريق كليب على الإكثار من الطاعات والإقبال على الله تعالى بقلب سليم ونفس آمنة مطمئنة، وإشغال الأوقات بذكر الله تعالى واتباع السنة النبوية. أن نكون بغاة خير فنسارع إلى الخيرات، وألا نكون رواد شر وسوء أن نصوم الصيام الحق، وهو الابتعاد عن المحرمات، وتأديب النفس وتزكيتها، وأن تصوم جوارحنا ونتقي الله تعالى في أنفسنا وأهلينا ومن نعول.. وأن نشعر بمآسي إخواننا في البلاد المنكوبة، وأن نكون معهم بقلوبنا، وأن نقف معهم بكل وسيلة متاحة.

ثلاثة أمور في رمضان

وقال د القرة داغي إن الله أراد أن يجمع في هذا الشهر ثلاثة أمور تعتبر من أهم القضايا والأسس في ديننا الحنيف، وهي بمثابة الركيزة الأولى لكل ما في ديننا من تشريع..الأمر الأول: وأهمها على الإطلاق نزول القرآن الكريم في هذا الشهر العظيم، وقد تشرف هذا الشهر بهذه الميزة الكريمة، ميزة نزول القرآن الكريم فيه، ولهذا الإنزال المبارك جعل الله تعالى صوم نهاره فريضة، وسن النبي صلى الله عليه وسلم قيام لياليه، قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ، أي أنزل الله تعالى هذا القرآن الكريم الذي يعتبر دستور الأمة والأساس في التوجيه والإرشاد في هذا الشهر، وفي ليلة تعتبر خيراً من ألف شهر.. 

ولفت إلى أن الأمر ربط الله تعالى في هذا الشهر بين الصيام والقيام والتقوى...الأمر الثالث: الانتصارات التي تحققت لهذه الأمة في هذا الشهر تجاوزت 84 فتحاً مبيناً وانتصارا عظيماً وغزوة كبيرة.

مشكلتنا اليوم

ورأى خطيب الجمعة أن مشكلتنا اليوم مشكلة الاستبداد والدكتاتورية التي حطمت القوة الإسلامية، شخص واحد يأمر وينهى، شخص واحد بيده مقاليد كل الأمور، شخص واحد يخطط للاقتصاد ويفشل في كل شيء، وكانت النتائج ضياع الأمة وتفرقها وتشتت شملها، وانحدارها نحو القاع.

وأضاف " إن ما يسميه البعض اليوم بالديمقراطية موجودة في ديننا تحت مسمى المشورة، ولقد كانت راسخة ومجسدة في الرعيل الأول، حتى قضية الغلبة، كانت موجودة، قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم:" لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَوْ اجْتَمَعْتُمَا فِي مَشُورَةٍ مَا خَالَفْتُكُمَا".

ربط الله تعالى انتصار المسلمين في غزوة بدر الكبرى بالتقوى والصبر والمشورة، قال تعالى: { بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ}.

صبر على الطاعة .. والمعصية .. والأقدار .. د . محمد المريخي في الخور :

صوم رمضان يعلم ثلاثة أنواع من الصبر

قال د. محمد بن حسن المريخي إن رمضان فرصة للتزود من خير زاد العمل الصالح رحمة بالعباد وعطفاً عليهم ووصفه بأنه رحمة الرحمن الرحيم بعباده وإرادة الخير لهم وإنقاذهم من النار ونجاتهم منها والفوز بالرضوان .

ودعا د المريخي إلى استغلال الشهر واغتنامه والمسارعة والمسابقة فيه لاكتساب الحسنات ، الرصيد الحقيقي للإنسان ، رصيد الحسنات والعمل الصالح الذي يثقل الموازين .

وأوضح في خطبة الجمعة بجامع عثمان بن عفان بالخور إننا في موسم من أعظم المواسم التي تثقل الموازين وتكثر الحسنات وترفع الدرجات وتقيل العثرات وتطهر من السيئات .

وزاد " إن الصيام عمل صالح كبير يرفع درجات صاحبه وعد الله تعالى أجراً كبيراً عليه فاعتنوا به أحيطوه برعاية واهتمام كبيرين ، إنه الأجر بغير حساب والثواب المضاعف والصيام صبر والصبر جزاؤه الجنة .

وقال إن الصيام يحقق أنواع الصبر الثلاثة : الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية والصبر على أقدار الله تعالى ، كما تحقق فيه الإخلاص لله ومراقبته سبحانه ، لذلك جعل الله تعالى الصيام له وخبأ ثوابه عنده ، كما في الحديث القدسي ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) .

وأكد أنه ليس كل صيام ينال صاحبه ثوابه ولكن الصيام الذي يؤتي ثماره وتدون آثاره في صحف العبد هو الذي اعتنى به صاحبه وأحاطه بالاهتمام والحرص فاعتنوا رحمكم الله به فإنه عمل صالح كبير يحبه الله تعالى ويكافئ عليه جزاء عظيماً.

وحذر مما يكدر صفوه - أي الصيام - ويعكر إخلاصه من النظر المحرم والسمع المحرم والبطش والغيبة والنميمة والكذب فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من أن البعض ليس له من أجر في صيامه سوى الجوع والعطش وهذا الذي صام بطنه ولم تصم جوارحه .

شهر القرآن الكريم

وقال إن رمضان شهر القرآن الكريم الذي أنزل فيه ، القرآن كلام الله تعالى للقارئ بكل حرف منه حسنة والحسنة بعشر أمثالها .. وقال " تدارسوه وتدبروه فإنه الكتاب الذي ينطق بالحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهو الذكر الحكيم به تطمئن القلوب وتنفرج الكرب وتتيسر الأمور وتستنير البصيرة وتنشرح الصدور وتستقيم الألسن ، هو الذي ما إن سمعته الجن حتى قالوا ( إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً ) يقول صلى الله عليه وسلم ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) رواه مسلم.

وأشار إلى الحديثين ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ) و ( والقرآن حجة لك أو عليك ) .

وحث الخطيب على قراءة القرآن فقال " اقرأوه قراءة من يرجو أن يأخذ بيديه غداً ويدخله الجنة ويأتي شفيعاً له وحجة بين يدي الله عز وجل ، وما أحوجنا إلى قلوب مطمئنة وصدور صافيه ، فلقد أضحت النفوس قلقة ومتحيرة والصدور ضيقة بسبب الأغاني والرذائل والغفلة واللهو والانكباب على الدنيا والركض وراءها ، فكم نحن في حاجة ماسة إلى القرآن ليجلو الران الذي أطبق على النفوس . 

وحث على العناية بالتراويح فإن فيها الأجر والثواب ، إنها سبب لتكفير الذنوب كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) حافظوا عليها وعلى ركوعها وسجودها وتدبروا القرآن الذي يتلى عليكم ولا تنصرفوا منها حتى ينصرف الإمام ، أي حتى يصلي الوتر حتى يكتب لكم قيام ليلة ، يقول رسول الله ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) هي قيام الليل الذي وعد الله تعالى القائمين الأجر الذي تقر به عيونهم ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) ويقول رسول الله ( أفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل ) .

يطفئ غضب الرب .. محمد يحيى طاهر : الإنفاق في سبيل الله من علامات الإيمان

قال فضيلة الشيخ محمد يحيى طاهر خطيب جامع الأخوين سحيم وناصر أبناء الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني رحمهم الله إن الإنفاق في سبيل الله من علامات الإيمان، قال الله تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} 

وذكر أن الزكاة والصدقات تبارك في المال وتزيده وتنميه يقول سبحانه (يمحق الله الربوا ويربي الصدقات) ويقول (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون) ويقول صلى الله عليه وسلم : (ما نقص مال من صدقة )

وقال الخطيب إن الصدقة تطفئ غضب الرب وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وهي سبيل إلى الجنة والبعد عن النار واتقائها ، قال الله :( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ويقول الله : (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) وقال عز وجل : (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) 

ودعا إلى النظر إلى الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه كيف استوجبت له الجنة من إنفاقه في سبيل الله عندما قام النبي صلى الله عليه وسلم وقال من يجهز جيش العسرة وله الجنة فقال عثمان بن عفان رضي الله عنه علىّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها أي بكل زادها ومتاعها ، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالخير وجلس ، وظل النبي صلى الله عليه وسلم يحمس الناس لكن ما قام أحد فقام عثمان رضي الله عنه مرة أخرى وقال وعلى مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بخير وجلس ، ومازال النبي يحمس ولا يقوم إلا عثمان رضي الله عنه حتى قام سبع مرات وقيل عشر مرات فسر به النبي صلى الله عليه وسلم وقال ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم. 

وقال محمد يحيى طاهر إن صنائع المعروف تقي مصارع السوء فاتقوا النار ولو بصدقة يسيرة ولو بشق تمرة.

مساحة إعلانية