رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1331

العميد حسن الشهري لـ"الشرق": 80% من أراضي اليمن باتت تحت سيطرة الشرعية

25 مارس 2017 , 09:43م
alsharq
أجرى الحوار: عبد الحميد قطب

في الذكرى الثانية لعاصفة الحزم..العميد أركان حرب حسن الشهري الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي:

الحل العسكري في اليمن لن يتوقف ما لم يتراجع الحوثي وصالح

قوات التحالف تعمل وفق الضوابط الشرعية والقوانين الدولية والأعراف العربية

البعد الإنساني لقوات التحالف وأولوية المحافظة على أرواح المدنيين يؤخر حسم المعركة

الانقلابيون استغلوا الهدنة الأخيرة لمحاولة إعادة قدراتهم العسكرية مرة ثانية

إيران أدركت عزم المملكة على وقف تمددها في المنطقة

طهران أبدت استعدادها للتخلي عن الحوثيين مقابل عودة العلاقات مع المملكة

السعودية لن تقبل إلا برفع إيران يدها عن المنطقة وأن تكون دولة وليست عصابة

ترامب وفريقه جادون في قراراتهم العقابية تجاه إيران

موقفنا في سوريا ثابت ومؤيد لعملية انتقالية كاملة الصلاحية لا وجود للأسد فيها

انطلقت منذ عامين عملية "عاصفة الحزم" التي تحولت لاحقا إلى إعادة الأمل في مواجهة تمدد الحوثيين الذين استولوا على مقاليد الدولة اليمنية ومؤسساتها، مدعومين ببقايا الجيش الموالي للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وبدعم لوجستي قوي من إيران وحزب الله. وبعد مرور عامين على هذه الخطوة تغيرت معطيات كثيرة في المشهد اليمني..

"الشرق" التقت العميد أركان حرب حسن الشهري الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي للتعرف على مستجدات الساحة اليمنية، حيث أكد، أن الأهداف السياسية والعسكرية لعملية عاصفة الحزم التي ينفذها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تحققت بنسبة تصل إلى 80%، وتم تحرير غالبية أرض اليمن وعادت القيادة والحكومة وتم تحطيم الآلة العسكرية الرئيسية للمخلوع وللحوثيين، متوقعا تحرير العاصمة اليمنية صنعاء من الانقلابيين قريبا.

سيادة العميد نحن اليوم في الذكرى الثانية لعاصفة الحزم والتي تخللها الكثير من المبادرات السياسية ومع ذلك العاصفة مستمرة بشكلها العسكري نحو تحقيق أهدافها.. برأيك هل بات الحل العسكري هو الأنسب للوضع اليمني؟

لاشك أن الحرب في اليمن بصيغتها الكلية هي ضرورة وليست اختيارا.. هذه الضرورة فرضها طرفا الانقلاب "الحوثي وصالح" على دول الخليج وعلى اليمن وقيادته الشرعية، من خلال مشروعهما الذي مثل تهديداً للأمن القومي العربي، وكذلك لدين المنطقة، لأنه في الحقيقة مشروع صفوي أيديولوجي بامتياز.

وبالتالي إن لم تحدث مفاجأة من طرفي الانقلاب بجناحيه" المخلوع والحوثي"، أو أحدهما بالتسليم والتراجع كلياً عن الانقلاب، وفي ظل رفض مبادرة ولد الشيخ وهو بالأصل ليست لديه مبادرة، فلا يوجد خيار آخر غير الحسم العسكري.

حسم المعركة

لكن لماذا إلى الآن لم تحسم المعركة؟

عندما قام التحالف بالعمل العسكري في اليمن، قام به وفق الضوابط الشرعية، والعرفية العربية، والقوانين والأعراف الدولية، وإلى الآن لم يخرج التحالف عن ذلك قيد أنملة، لك أن تدرك أن قواتنا المسلحة لديها أكثر من 4 آلاف هدف للحوثيين وقوات صالح، ومع ذلك هناك قرار سياسي بعدم استهداف هذه المواقع خوفاً على أرواح المدنيين، لأن معركتنا مع المليشيات التي خرجت على الشرعية، وتعمل لصالح قوى معادية للمنطقة، وبالتالي هذا البعد الإنساني لقوات التحالف هو ما يؤخر حسم الحرب، لأن المملكة العربية السعودية تضع في حسبانها، ونصب أعينها أرواح الأبرياء المدنيين من الشعب اليمني الشقيق.

تحرير 80% من الأراضي اليمنية

هناك تقارير تتحدث عن تمكن التحالف في الأيام الماضية من تجفيف منابع الدعم عن الانقلابيين.. هل لك أن تصف لنا الوضع الميداني؟

بالنسبة للوضع الميداني فقد استطاع التحالف، وبتعاونه مع الجيش اليمني الذي تم تكوينه وتدريبه وتسليحه، ودعمه لوجستياً، من السيطرة على أكثر من 80% من الأراضي اليمنية، كما تم تدمير العمود الفقري للقوى الانقلابية، والآن استطاع التحالف تحرير ميناء المخا من قبضة الانقلابيين، والذي هو بالنسبة لهم "الحبل السري" للدعم القادم من الخارج، والآن في انتظار تحرير ميناء "الحديدة" أيضا، والذي يعد المنفذ الأخير لهم، وبعدها ينقطع الدعم عن الانقلابيين، والذي يأتيهم من إيران ومن غيرها.

الذي يأتيهم من إيران ومن غيرها.. هل هناك دول أخرى تدعم الحوثيين غير إيران؟

نعم.. فهناك أمراء حرب يمنيون، وتجار أسلحة مثل فارس مناع "أكبر تاجر سلاح في اليمن" وغيره، وهؤلاء يستثمرون الحرب الدائرة لصالحهم، ويستوردون الأسلحة لمن يشتري منهم، أياً كانت هذه الجهة، فهدفهم الأساسي هو التربح فقط، ولو على حساب دماء الشعب اليمني.

ولقد استطاع التحالف طوال الفترة الماضية، وفي أكثر من مرة تدمير قدرات الحوثيين وقوات صالح، لكن للأسف استغلوا الهدن الماضية، وخاصة الهدنة الأخيرة لإعادة قدراتهم العسكرية مرة ثانية عن طريق المدد الإيراني، وأمراء الحرب أيضا.

هل من الممكن أن نشهد في الأيام القادمة نوعاً من فك الارتباط بين علي عبدالله صالح والحوثيين؟

ليس مستبعداً، فالاثنان صالح والحوثي يتربص كل منهما بالآخر، رغم التوافق الظاهر بينهما في الوسيلة، إلا أنهما مختلفان كلياً في الأهداف، فصالح يريد تدمير اليمن، والحوثيون يريدون سيطرة إيران على اليمن، وبالتالي يختلفان في أهدافهما.

زيارة روحاني للمنطقة

ما أهداف زيارة الرئيس الإيراني روحاني الأخيرة إلى كل من مسقط والكويت؟

أعتقد أن هذه الزيارة ناتجة عن رسائل استغاثة من الحوثيين لإيران، ومن ثم الاستجداء والبحث عن مخرج لوكلاء إيران في المنطقة وفي مقدمتهم الحوثيون، وهذا هو الظاهر من الزيارة، أما ما خفي فهو أن إيران على استعداد للتخلي عن الحوثيين في مقابل عودة العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وهذا ما جاء من أجله روحاني، وطلب ذلك من الوسطاء، لكن المملكة لن تقبل إلا برفع إيران يدها عن العراق وسوريا واليمن ولبنان، وجميع البلدان العربية، وأن تكون إيران "دولة" بمعنى الكلمة وليست عصابة، وهذا ما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بشكل صريح، الأمر الذي جعل روحاني يعود لبلاده خاوي الوفاض.

خسارة إيران مشاريعها في المنطقة

وما الذي جعل الرئيس الإيراني يُقدم على خطوة استجداء الوسطاء والتخلي عن الحلفاء؟

لعدة أسباب، أهمها بالطبع أن القيادة الإيرانية أدركت أن المملكة العربية السعودية عازمة على تحقيق أهدافها، ولن تألو جهداً في الوقوف ضد التمدد الإيراني في المنطقة، وثانياً: أن الوضع الإيراني الداخلي الآن في حالة خلل، وهو ما ينعكس بالسلب على مشاريعها الخارجية، وبالتالي هي على وشك الخسارة النهائية لمشاريعها في المنطقة، وثالثاً: التحول في موقف الإدارة الأمريكية تجاهها، وتجاه نفوذها السلبي في بعض الدول العربية.

بخصوص الإدارة الأمريكية.. هل تعتقد أن ترامب جاد في إجراءاته العقابية ضد إيران؟ أم إن الأمر مجرد تكتيك كما فعل أوباما في بداية حكمه؟

أعتقد أنه جاد في ذلك، لأنه رجل لم تصبغه السياسة فتشوه أخلاقه، وهو بطبعه انتقائي ولا يميل إلى المناورات، وهو أيضا شخص ذكي، وإلا لما أصبح رجل أعمال ناجحا، ولولا جديته تجاه إيران لما أحاط نفسه بمجموعة من معسكر الصقور المناوئين لإيران.

ماذا عن العلاقات السعودية الأمريكية هل ستستمر في إطارها الاستراتيجي.. أم تتراجع بعد مجيء ترامب؟

في السياسية لا يوجد أصدقاء، وما يجمع المملكة العربية السعودية مع أمريكا هي مصالح استراتيجية، ترتفع في أحيان، وتنخفض في أخرى، وبالتالي أعتقد أن أمريكا لن تجد بلداً مثل السعودية ودول الخليج يحققون لها مصالحها بندية كاملة، وكذلك العكس، وهذا ما يحدث حاليا، كما أعتقد أن الفجوة في العلاقات التي سببها أوباما، من الممكن أن يتم ردمها في ظل حكم الرئيس ترامب.

على ذكر عزم المملكة مواصلة تحركها لوقف التمدد الإيراني في المنطقة.. هل من الممكن أن نشهد في الأيام القادمة دعما للعرب السنة في إيران؟

لقد امتازت سياسة المملكة في السابق بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وهذا ما جعلها لا تتبنى استراتيجية دعم الأحواز أو غيرهم، لكن أعتقد أنها ربما تتغير في المرحلة المقبلة، خاصة أن السعودية تعتبر إيران تمثل تهديداً للأمن القومي السعودي والخليجي، وبالتالي تجب مجابهة هذا التهديد.

أما بالنسبة لدعم العرب الأحواز فأرى أن الكرة الآن في ملعبهم، وعليهم أن يعلنوا استقلالهم عن إيران، وعلى كل الدول العربية أن تقبل بها كدولة مستقلة، باعتبارها الدولة العربية رقم 23، وأن يدعموها معنوياً ولوجستياً، ويعتد بها كذلك في كل المنظمات الدولية.

لو سألتك عن موقف المملكة العربية السعودية في سوريا.. ماذا تقول؟

موقف المملكة من الوضع في سوريا ثابت وواضح، وهي مع عملية انتقالية لا وجود لبشار الأسد فيها، ومع دولة سورية موحدة، وأن يكون الإنسان السوري له حق المواطنة بالكامل، دون إقصاء أو استبعاد، وكل السوريين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم لهم الحق في العيش على أرض وطنهم، لكن التجاذبات الحاصلة في الأمة العربية تؤخر الحل في سوريا، فالموقف المصري يتعارض مع الموقف السعودي في سوريا، وربما الضغوط المفروضة على بعض الدول مثل الأردن أيضا تؤخر الحل.

العلاقات السعودية المصرية

بخصوص العلاقات السعودية المصرية.. هل هناك خلافات بينهما خاصة في الملف السوري؟

هي ليست خلافات، وإنما فقط اختلافات في وجهات النظر، وللأسف الإعلام المصري المقرب من القيادة والجيش ساهم في خلق مناكفة إعلامية مع المملكة، ثم تطور الأمر إلى اعتداءات لفظية، وهو ما يثير استغراب الشعب السعودي!!.

ومع ذلك فالمملكة بقيادة الملك سلمان "حفظه الله" حريصة كل الحرص على ألا تظهر أية شائبة تشوب علاقات البلدين، لأنها تعتبر مصر قلعة الأمة العربية، ولأن المملكة لا تتعامل مع شخص، وإنما تتعامل مع دولة وشعب وأرض وقيادة، لذا أنا أعتقد أن هذا الأمر لن يطول، وأن المجلس العسكري المصري سيتخذ الإجراء الأنسب فيما يخص العلاقات بين البلدين.

مساحة إعلانية