محليات

210

خبراء يؤكدون أن قطر تسير بخطى ثابتة نحو بناء منظومة متكاملة في مجال رأس المال الجريء

أكد خبراء في فاعلية "من قطر: ازدهار الابتكار والاستثمار في الشرق الأوسط"، أن دولة قطر تسير بخطى ثابتة نحو بناء منظومة متكاملة من المراحل المبكرة حتى المتقدمة في مجال رأس المال الجريء، ما قد يضعها في موقع مشابه لأكبر المراكز تقدما في المجال على المستوى الدولي.

وناقش الخبراء في فعاليته الافتتاحية، التي نظمتها جمعية كيو لرأس المال الاستثماري (QVCA) التي عقدت اليوم بالتعاون مع جهاز قطر للاستثمار مستقبل الاستثمار الجريء، مشيرين إلى وجود حاجة واضحة لتحسين أداء بعض الشركات الناشئة، بما ينسجم مع تطور الأسواق العالمية.

وفي هذا السياق، أكدت السيدة هيا الغانم مدير الصناديق القطرية بجهاز قطر للاستثمار في الكلمة الرئيسية، أن قطر تمتلك ما تبحث عنه العديد من نظم الأعمال: رؤية واضحة، وبنية تحتية مستقرة عالميا، وشركات محلية متعطشة للتعاون مع الشركات الناشئة. ومع وجود (QVCA)، تصبح القفزة نحو منظومة ابتكار متطورة قفزة منسقة واستراتيجية.

ولفتت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا متسارعًا في النظام البيئي المحلي، الذي بدأ بنمو بطيء، ثم اكتسب زخما وثقة متزايدة، الأمر الذي تجسده الحوارات والشراكات التي تجمع اليوم المستثمرين بالمبتكرين والمؤسسين.

كما أوضحت أن الصندوق السيادي القطري يعمل على ضخ مليار دولار في صناديق رأس مال جريء عالية الجودة، بهدف تعزيز حضورها في قطر وتشجيعها على استثمار خبراتها ورؤوس أموالها في المنطقة، وأشارت إلى أن دور برنامج الصندوق القابض لجهاز قطر لا يقتصر فقط على التمويل، بل يمتد إلى تهيئة الظروف للنجاح طويل الأمد: من تنمية المواهب، إلى دعم الابتكار المؤسسي، وفتح قنوات التسويق والوصول إلى المستثمرين العالميين. وقد منح الجهاز حتى الآن ستة صناديق جريئة تمويلًا.

كما ذكرت الذي شهدته الدوحة في المجال من خلال احتضانها مقرات جديدة لصناديق عالمية، وتوظيف مواهب محلية، وزيادة ملحوظة في تدفق الصفقات، إلى جانب ارتفاع اهتمام المؤسسين الدوليين بقطر كمركز لانطلاق شركاتهم.

من جهته، شدد السيد حسين عبدالله شريك في Golden Gate Ventures، على أن قطر تمتلك المقومات التي تؤهلها لتكون وجهة إقليمية بارزة لإدراج شركات النمو، في حال تطوير منصة بورصة تستوعب هذا النوع من الشركات. وأوضح أن وجود إرادة واضحة ورأس مال نمو محلي سيسمح لقطر بتعزيز موقعها وتقديم بديل قوي لإدراج شركات التكنولوجيا العالية.

وقالت السيدة لينا تروهينا مؤسس شريك في شركة Atypical Ventures، إن تأسيس الجمعية أتى لتعزيز مصالح قطاع رأس المال الجريء ورأس المال المغامر والأسهم الخاصة في قطر، إلى جانب توسيع التواصل الفعال مع الأطراف الإقليمية والدولية، مؤكدة أن عمل الجمعية لا يقتصر على قطر وحدها، بل يشمل المنطقة بأسرها.

وأوضحت أن استراتيجية الجمعية تعتمد على ثلاث ركائز أساسية، أولها التعليم والتدريب من الاستثمار في الأفراد، ودمج المواهب الجديدة في قطاع رأس المال الجريء، باعتباره الطريق الأكثر استدامة لبناء منظومة قوية للشركات الناشئة، فيما تمثلت الركيزة الثانية في السياسات والمناصرة من خلال العمل بشكل بناء مع الجهات التنظيمية وصناع القرار لتطوير أطر عمل تدعم الابتكار، وتسهل تدفقات رأس المال، وتعزز ريادة الأعمال. أما الركيزة الثالثة فتمثلت في ربط المنظومة بخلق مساحات تجمع الأفكار ورأس المال والمواهب داخل قطر وعبر الحدود، بما يدفع فرص النمو ويعزز الترابط الإقليمي والدولي.

وأكدت أن الجمعية تركز على التعاون العابر للحدود، وأن عضويتها تسعى لتمثيل التنوع الجغرافي والمهني والخبراتي في القطاع.

وأضافت أن هذه الركائز ستتحول خلال الفترة المقبلة إلى برامج فعلية تشمل إطلاق برامج تدريب متخصصة، وبناء شراكات مؤسسية جديدة، وتعزيز الحوار مع الجهات التنظيمية لرفع مكانة قطر على الخارطة الاستثمارية الإقليمية والعالمية، مثمنة الدعم الكبير من الشركاء.

كما بين المشاركون أن السيولة تمثل اليوم أكبر تحد لصناديق رأس المال الجريء عالميا، مع تزايد أهمية مؤشرات الأداء مثل معدل توزيع الأرباح، ورغم التقدم الملحوظ في بناء منظومة الابتكار محليا، أكد الحضور أن الاتساق في العمل والتنفيذ يمثل العامل الأكثر أهمية في المرحلة المقبلة. فمع تزايد اهتمام المواهب الدولية، ووجود برامج دعم محلية قوية، فإن الحفاظ على وتيرة ثابتة للتطوير سيكون أساسيا لضمان استمرارية الزخم.

وأشار المتحدثون إلى أن رواد الأعمال الراغبين في التوسع إقليميا يطرحون سؤالا محوريا: هل تتوفر الكفاءات البشرية الكافية؟ وهو ما تعمل المؤسسات والجهات الداعمة حاليا على معالجته من خلال مبادرات لتنمية المواهب وتطوير المهارات.

وأكدوا أن المنظومة بحاجة إلى أدوات تمويل قصيرة الأجل وتجهيز أفضل للشركات الناشئة قبل دخولها مراحل النمو المتقدمة، مشيدين بخارطة الطريق الحالية مع الدعوة إلى تقييمها بشكل دوري لضمان توافقها مع تطورات السوق.

واختتمت الجلسة بالتشديد على أن المطلوب ليس تغيير النهج، بل الاستمرار في تطبيقه وترسيخه، مع مراجعة سنوية شاملة تضمن تسريع وتيرة التطوير وتحقيق طموح قطر في بناء منظومة ابتكار عالمية المستوى.

اقرأ المزيد

جلسة نقاشية ضمن مؤتمر MWC25 الدوحة تستعرض مستقبل الاتصال الفضائي والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء

ناقشت جلسة بعنوان قمة الأقمار الصناعية والشبكات غير الأرضية، عقدت اليوم ضمن فعاليات مؤتمر MWC25 الدوحة، الاتجاهات الجديدة... اقرأ المزيد

58

| 26 نوفمبر 2025

مؤتمر MWC25 الدوحة.. مبعوث الأمم المتحدة للتنمية المستدامة: الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ضرورة ملحة للتنمية البشرية

أكد الدكتور محمود محيي الدين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتمويل خطة التنمية المستدامة لعام 2030، أن... اقرأ المزيد

56

| 26 نوفمبر 2025

المدير التنفيذي لمركز كيومك ومدير مركز الكندي لبحوث الحوسبة: نتطلع لتشكيل الصناعة 5.0 التي تشمل أنظمة الذكاء الفائق

قال الدكتور محمد السادة المدير التنفيذي لمركز قطر للابتكارات التكنولوجية كيومك، ومدير مركز الكندي لبحوث الحوسبة، نتطلع لتشكيل... اقرأ المزيد

48

| 26 نوفمبر 2025